هل يجوز البيع لمن كانت أمواله حرام؟.. انتبه لـ5 أمور حتى لا تصيبك لعنته
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
هل يجوز البيع لمن كانت أمواله من حرام ؟، لعله استفهام يهم الكثير من الناس الذين يدركون خطورة ولعنة المال الحرام وكيف أنه يهلك صاحبه، فيما تضطرهم الظروف للتعامل مع أصحاب المال الحرام بالبيع لهم نظير الحصول على بعضًا من هذا المال ، وهذا يطرح سؤال : هل يجوز البيع لمن كانت أمواله من حرام أم يصيبهم وباله ويتقاسمون مع أصحابه الهلاك المحقق في الدنيا والآخرة؟.
قالت دار الإفتاء المصرية ، إن البيع لشخص ماله من حرام جائز؛ فقد كان النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يعامل اليهود، وكان كثير منهم يتعاملون بالربا، ولم يَمنَع التعاملَ معهم لذلك.
وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال: (هل يجوز البيع لمن كانت أمواله من حرام
؟، ما حكم البيع لشخص ماله من حرام؟ فأنا مُوَرِّد إسمنت، وهناك من التجار مَن يريد أن أورِّد له، ولكني علمت أن ماله ليس طاهرًا؛ لأنه يتعامل بالربا مع الناس، فهل يجوز لي أن أورد له؟ ) ، أن العِبرة بصحة المعاملة في ذاتها.
وأضافت: اللهم إن كان مقابلُ البيع مالًا معيَّنا مملوكًا لغير المشتري، كأن استولى عليه بسرقة أو اغتصاب أو نهب، أو استولى على عين مرهونة لم يحل أجلُ قضاءِ دَينها المرهونة في مقابله، أو على عين مستعارة أو مودعة أو ما شابه، فحينئذٍ يصح التعامل ويجب بذل عين أخرى مكانها.
حكم التعامل مع من أكثر ماله حراموأفادت بأن اكتساب المال بالطرق غير المشروعة يعتبر أكلًا لأموال الناس بالباطل، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29]، ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188].
ونوهت بأن حقيقة الأمر أن جميع الأموال التي يضع الإنسان يده عليها هي ملك لله تعالى وإنما تضاف لملكية الإنسان على سبيل المجاز وما هو إلا عبد من عباد الله قد استخلفه المالك الحق سبحانه في إدارة تلك الأموال على جهة الابتلاء والاختبار؛ قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: 14]، وقال سبحانه: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [النور: 33]، وقال تعالى: ﴿آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد: 7].
واستشهدت بما يقول الإمام القرطبي في "تفسيره" (17/ 238، ط. دار الكتب المصرية): [﴿مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ دليل على أن أصل الملك لله سبحانه، وأن العبد ليس له فيه إلا التصرف الذي يرضي الله] اهـ، ويقول العلامة العبدري المالكي في "المدخل" (1/ 132، ط. دار التراث): [وإن كان للإنسان أن يتصرف في ماله لكن تصرفًا غير تام محجورًا عليه فيه؛ لأنه لا يملك الملك التام؛ لأنه أبيح له أن يصرفه في مواضع ومنع أن يصرفه في مواضع، فالمال في الحقيقة ليس هو ماله وإنما هو في يده على سبيل العارية على أن يصرفه في كذا ولا يصرفه في كذا، وهذا بيِّن منصوص عليه في القرآن والحديث] اهـ.
ونبهت إلى أنه بناء على هذا: فإن تصرف الإنسان في المال بأي صورة كانت هو في الحقيقة تصرف في غير ملكه، والتصرف في ملك الغير يتوقف على إذن صاحبه، وقد أذن الله تعالى للإنسان في اكتساب المال، والانتفاع به وإنفاقه بطرق مشروعة ومحددة، فما اكتسبه بغيرها لم يملكه ولم يكن له حق التصرف فيه ولو في وجوه البر، فلو تصدق بمال غصبه ظلمًا مع إمكان رده أثم على الغصب، وعلى تصرفه في المال ولم يكتب له ثواب الصدقة.
واستندت لما قال الإمام القرطبي المحدِّث في كتاب "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3/ 59، ط. دار ابن كثير، ودار الكلم الطيب): [وإنما لا يقبل الله الصدقة من المال الحرام؛ لأنه غير مملوك من المتصدق، وهو ممنوع من التصرف فيه، فلو قبلت منه لزم أن يكون مأمورًا به منهيًا عنه من وجه واحد وهو محال] اهـ.
ولفتت إلى أنه إذا كان ما في يد الإنسان من المال لم يكتسبه إلا بطرق غير مشروعة لم يكن ملكًا له، ولا يجوز لمن علم بحاله هذا أن يعامله ويقبض من عين هذا المال إلا ليرده على مالكه الأصلي إذا كان معروفًا أو يتصدق به عنه، وإلا فهو تعاون على الإثم والعدوان وأكل لأموال الناس بالباطل، يقول العلامة ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" (1/ 210، ط. دار السلام): [ومتى علم أن عين الشيء حرام، أُخِذَ بوجه محرم، فإنَّه يحرم تناوله، وقد حكى الإجماع على ذلك ابن عبد البر وغيره] اهـ.
ودللت ويقول العلامة الدسوقي من المالكية في "حاشيته على الشرح الكبير" (3/ 277، ط. دار إحياء الكتب العربية): [وأما من كان كل ماله حرام وهو المراد بمستغرق الذمة؛ فهذا تمنع معاملته ومداينته ويمنع من التصرف المالي وغيره] اهـ، ويقول الإمام النووي في "روضة الطالبين" (7/ 337، ط. المكتب الإسلامي): [دعاه مَن أكثر ماله حرام، كرهت إجابته كما تكره معاملته. فإن علم أن عين الطعام حرام، حرمت إجابته] اهـ.
وتابعت: ويقول العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (4/ 180، ط. دار إحياء التراث العربي): [وإذا اشترى ممن في ماله حرام وحلال؛ كالسلطان الظالم، والمرابي، فإن علم أن المبيع من حلال ماله، فهو حلال، وإن علم أنه حرام، فهو حرام] اهـ، منوهًا بأنه إذا كان قد اكتسب بعض المال بطرق مشروعة وبعضه بطرق غير مشروعة فإنه إذا أمكن تمييز حلال هذا المال عن حرامه؛ جاز التعامل بحلاله، وحرم التعامل بحرامه؛ لأن هذا هو الأصل في تداول الأموال.
واستطردت: أما إذا اختلط حلال المال بحرامه ولم يمكن التمييز بينهما، فلا يخلو الحال من أن يكون مقدار المال الحرام هو الأكثر الغالب، أو هو الأقل، أو يكون قد تساوى حلال المال وحرامه، أو تكون النسبة بينهما مجهولة؛ فما لم يكن مقدار الحرام هو الأكثر الغالب جاز التعامل؛ لأن الظاهر امتلاك الإنسان ما في يده، ولا يُعدل عن الظاهر إلا بعلم أو ظن غالب، ولا يحصل شيء من هذا إلا بتمييز المال الحرام أو بكونه غالبًا على الحلال، أما مجرد الشك أو التكهن فإنه لا يقوى على رفع الظاهر الراجح، كما أن مجاراة الشكوك في مثل هذا الأمر توقع الناس في المشقة والحرج وتعم بها بلواهم فلا بأس حينئذ من المعاملة؛ لأن القاعدة أن "ما عمت بليته خفت قضيته"، و"ما ضاق على الناس أمره اتسع حكمه". ينظر: "الأشباه والنظائر" للعلامة ابن نجيم (ص: 84، ط. دار الكتب العلمية)، و"فتح القدير" للعلامة ابن الهمام (9/ 310، ط. دار الكتب العلمية).
وواصلت : أما إذا كان الحرام هو الغالب، فالأصل حينئذ أن المعاملة تجوز مع الكراهة، لكن إذا ترتب على ترك المعاملة في هذه الحالة وقوع أحد الطرفين في الحرج أو حالة الضرورة، أو عمت بلوى الناس بذلك، جاز التعامل بلا كراهة؛ لأن وقوع التعامل بالمال الحرام يكون حينئذ محلّ ظن، بينما وقوع الحرج أو البلوى يكون محلّ قطع، والقطع مقدم على الظن، كما أنه قد تقرر في قواعد الفقه الإسلامي أنه "إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما" -"الأشباه والنظائر" للامام السيوطي (ص: 87، ط. دار الكتب العلمية)-، ومفسدة أخذ مال غير مقطوع بحرمانيته أخف من مفسدة وقوع الحرج أو الضرر أو عموم البلوى، ففي مثل هذه الأحوال يترجح القول بالجواز مطلقًا بلا كراهة.
ولفتت إلى أنه قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام يتعاملون بمختلف المعاملات وعقود التجارة مع اليهود والمشركين وهم لا تكاد تخلو أيديهم من المال الحرام، كأموال الربا وثمن الخمر والفسق والأصنام وغير ذلك من المنكرات، ومع هذا جاز معاملتهم؛ لعموم البلوى واختلاط حرام أموالهم بحلالها، وعدم تميز المال الحرام بسمة ظاهرة.
وأشارت إلى أنه لم يرد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من عادته أن يسأل من يعاملهم من غير المسلمين أو يستفصلهم عن الطريقة التي اكتسبوا بها أموالهم، ولا ورد ذلك عن الصحابة الكرام، ولا أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، مع القطع باكتساب غير المسلمين للكثير من الأموال بطرق محرمة شرعًا، وهذا مع قيام الاحتمال الكبير في انتقال تلك الأموال إلى أيدي المسلمين بمختلف التعاملات، والقاعدة الفقهية التي قررها الإمام الشافعي رضي الله عنه ووافقه فيها جمهور العلماء هي أن: "ترك الاستفصال في وقائع الأحوال مع قيام الاحتمال ينزل منزلة العموم من المقال". ينظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (4/ 201-203، ط. دار الكتبي)، و"شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع" (2/ 24، ط. دار الكتب العلمية)، وبحث "قاعدة ترك الاستفصال دراسة أصولية تطبيقية" (ص: 113) للدكتور عبد الرحمن القرني، مجلة "جامعة أم القرى" (جـ17، ع32، ذو الحجة 1425هـ).
وأكدت أن تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته مع غير المسلمين دون استفصال عن جهة اكتساب المال، ينزل بمنزلة عموم الإذن في معاملتهم سواء كانت أموالهم حلالًا صرفًا أو كانت مختلطة لا يتميز حرامها من حلالها -وإن غلب الظن بأن أكثرها مكتسب من الحرام- ما دام التداول يتم بينهم وبين المسلمين بصورة من صور العقود المشروعة، أما عند تيقن أن ما في أيديهم من المال حرام صرف فهذا منهي عنه يحرم معاملتهم به أو تداوله كسائر المحرمات المنهي عن تداولها أو تداول أثمانها.
واستندت إلى ما قد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الكَاهِنِ". وفي لفظ أبي داود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَلَا حُلْوَانُ الْكَاهِنِ، وَلَا مَهْرُ الْبَغِيِّ»، وروى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا، وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهُ»، وروى أبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ».
وبينت أن التعامل بالمال المختلط فيه الحلال والحرام دون أن يتبين أحدهما عن الآخر يعتبر من الشبهات التي يستحب اجتنابها استبراء للدين والعرض، ويكره الإقدام عليها من غير حاجة ملحة تدعو إليها، اتقاء للشبهات ومخافة للوقوع في الحرام؛ لما رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».
وأردفت : ومذهب جمهور العلماء: هو أن معاملة مَن أكثر ماله حرام لا تحرم، وإنما تكره خوفًا من الوقوع في الحرام، ويقول العلامة الحموي من الحنفية في "غمز عيون البصائر" (1/ 192، ط. دار الكتب العلمية): [معاملة من أكثر ماله حرام ولم يتحقق المأخوذ من ماله عين الحرام فلا تحرم مبايعته؛ لإمكان الحلال وعدم التحريم، ولكن يكره خوفًا من الوقوع في الحرام، كذا في "فتح القدير"] اهـ. ويقول العلامة الدسوقي المالكي في "حاشيته على الشرح الكبير" (3/ 277، ط. دار إحياء الكتب العربية): [اعلم أن من أكثر ماله حلال وأقله حرام المعتمد جواز معاملته ومداينته والأكل من ماله، كما قال ابن القاسم خلافًا لأصبغ القائل بحرمة ذلك، وأما من أكثر ماله حرام والقليل منه حلال، فمذهب ابن القاسم كراهة معاملته، ومداينته والأكل من ماله وهو المعتمد، خلافًا لأصبغ المحرم لذلك] اهـ.
وأكملت: ويقول الإمام النووي من الشافعية في "روضة الطالبين" (7/ 337): [دعاه من أكثر ماله حرام، كرهت إجابته كما تكره معاملته] اهـ. ويقول الامام السيوطي الشافعي في "الأشباه والنظائر" (ص: 107): [معاملة من أكثر ماله حرام إذا لم يعرف عينه لا يحرم في الأصح، لكن يكره، وكذا الأخذ من عطايا السلطان إذا غلب الحرام في يده كما قال في "شرح المهذب": إن المشهور فيه الكراهة لا التحريم] اهـ.
وألمحت إلى أنه يقول العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (4/ 180): [إذا اشترى ممن في ماله حرام وحلال؛ كالسلطان الظالم والمرابي، فإن علم أن المبيع من حلال ماله فهو حلال، وإن علم أنه حرام فهو حرام...؛ لأن الظاهر أن ما في يد الإنسان ملكه، فإن لم يعلم من أيهما هو كرهناه؛ لاحتمال التحريم فيه، ولم يبطل البيع؛ لإمكان الحلال، قل الحرام أو كثر، وهذا هو الشبهة، وبقدر قلة الحرام وكثرته تكون كثرة الشبهة وقلتها] اهـ.
وذكرت أنه يؤكد العلامة الرحيباني الحنبلي أن المعتمد في مذهب الحنابلة هو الكراهة سواء قل الحرام أو كثر؛ فيقول في "مطالب أولي النهى" (5/ 233، ط. المكتب الإسلامي): [(وتكره إجابة من في ماله) حلال و(حرام)؛ ككراهة (أكله منه ومعاملته وقبول هديته و) قبول (هبته و) قبول (صدقته) قلّ الحرام أو كثر، جزم به في "المغني" و"الشرح"، وقاله ابن عقيل في "الفصول"، وغيره، وهو المذهب، ويؤيده حديث: «وَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ» (وتقوى الكراهة وتضعف بحسب كثرة الحرام وقلته)] اهـ.
وأوضحت أنه في المسألة مذاهب أخرى تخالف ما عليه الجمهور، فقد رخص طائفة من السلف؛ كالحسن ومكحول والزهري والفضيل بن عياض في مبايعة من يخالط ماله حرام، وقبول هديته، ومؤاكلته ما لم يعلم أنه من الحرام بعينه، وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه سُئِل عمَّن له جار يأكل الرِّبا علانية، ولا يتحرَّج من مالٍ خبيثٍ يأخذه يدعوه إلى طعامه، فقال: "أجيبوهُ، فإنَّما المَهْنأُ لكم والوِزْر عليه".
واستشهدت بما روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وسعيد بن جبير وإسحاق بن راهويه ومورق العجلي وإبراهيم النخعي وغيرهم مثل ذلك، وفي رواية عن ابن مسعود أن السائل قال له: لا أعلم له شيئًا إلا خبيثًا أو حرامًا، فقال: "أجيبوه"، وقد صحح الإمام أحمد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، ولكنه عارضه بما روي عنه أنه قال: الإثم حواز القلوب، وروي عن ابن سيرين في الرجل يُقضى من الربا، قال: لا بأس به، وعن الرجل يُقضى من القمار، قال: لا بأس به.
وأردفت: ورُوي عن الحسن خلاف هذا، وأنَّه قال: إنَّ هذه المكاسب قد فسدت، فخذوا منها شبه المضطر، وكان ممن لا يقبل ذلك ابن المسيب والقاسم بن محمد وبشر بن سعيد والثوري ومحمد بن واسع وابن المبارك وأحمد بن حنبل في رواية عنه رضي الله عنهم أجمعين. انظر: "المجموع" (9/ 432، ط. المنيرية)، و"جامع العلوم والحكم" للعلامة ابن رجب الحنبلي (1/ 208-210، ط. دار السلام).
وأفادت بأنه قد ذهب إلى القول بحرمة المعاملات المالية مع من أكثر ماله حرام طائفة أخرى من العلماء كما ذهب إلى ذلك الإمام الغزالي من الشافعية وكذا العز بن عبد السلام إذا كثر الحرام بحيث ندر وقوع الحلال. وقال بالتحريم أيضًا أصبغ من المالكية، واختلف الحنابلة: فذهب جمع منهم، كالشيرازي والأزجي إلى تحريم المعاملة مطلقًا ولو قل الحرام. واختار آخرون منهم الخرقي وابن الجوزي: حرمة التعامل إذا كان الحرام أكثر. واختار جمع منهم صاحب "الرعاية": أنه إن زاد الحرام على الثلث حرم التعامل وإلا فلا، والمعتمد في المذهب هو القول بالكراهة مطلقًا كما تقدم. انظر: "مطالب أولي النهى" (5/ 233)، و"الإنصاف" للعلامة المرداوي (8/ 322-323، ط. دار إحياء التراث العربي).
وأشارت إلى أنه قد سئل العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي: عن معاملة اليهود والنصارى وهم لا يخفى ما هم عليه، من بيع الخمور، وتعاطي الربا وغير ذلك، فهل تحل معاملتهم وقبول هداياهم وتحرم معاملة من أكثر ماله حرام أم لا؟ فأجاب رحمه الله بقوله في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 233، ط. المكتبة الإسلامية): [حيث لم يتحقق حرامًا معينًا جازت معاملتهم وقبول هديتهم؛ فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قبل هداياهم، أما إذا تحقق كأن رأى ذميًا يبيع خمرًا وقبض ثمنه وأعطاه للمسلم عن دين أو غيره؛ فإنه لا يحل للمسلم قبوله كما قاله الشيخان، ونقل الزركشي وابن العماد عن النص ما يوافقه ووجهه أن الاعتبار بعقيدتنا وإن كنا نقرهم على ذلك، وكذا يقال في الأكل من أموال الظلمة، ومن أكثر أمواله حرام؛ فيكره ما لم يعلم عين الحرام أو ما اختلط به ويمكن معرفة صاحبه كما في "المجموع"، فإن لم يمكن معرفته صار من أموال بيت المال، وحديث البيهقي وغيره: «مَنْ لَمْ يَسْأَلْ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَلَا مِنْ أَيْنَ مَشْرَبُهُ لَمْ يُبَالِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ أَدْخَلَهُ» ظاهر فيمن يقدم على تناول ما حل بيده وإن علم أنه من حرام، فأما من لم يعلم فلا يصدق عليه ذلك وإن اقتضى الورع تركه.
ونوهت بقول الإمام الغزالي في غير "البسيط" تحرم معاملة من أكثر ماله حرام بالغ في "المجموع" في رده وقال: ليس من مذهبنا وإنما حكاه أصحابنا عن الأبهري المالكي ولو علم أن أكثر ما في يد السوقة حرام لم يجب السؤال خلافًا للغزالي، ووافقه ابن عبد السلام فيما لو اعترف أن بيده ألف دينار حرام فيها واحد حلال، كما لو اختلطت حمامة برية بألف حمامة بلدية، وفرق بأن هنا أصلًا يعتمد عليه وهو اليد المقتضية للحل بخلافه في مسألة الحمامة، ومن ثم لم يخرجوه على القولين في النجاسة والطهارة؛ لأن الأصل هنا الحل وترجح باليد وليس هناك مثل هذا المرجح فثار الخلاف وفارق أيضًا ما لو اختلطت مذكيات محصورة بميتات محصورة بأن الميتة حرام لذاتها، ولا قرينة تدل عليها بخلاف الحلال بيد من أكثر ماله حرام] اهـ.
وحسمت ، قائلة : الذي نرجحه: هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء واعتمده علماء المذاهب الأربعة من القول بكراهة المعاملة إلا لحاجة أو ضرورة؛ لما قدمناه من الأدلة والقواعد ونقول العلماء، ولأن القول بالتحريم فيه حرج ومشقة على المكلفين كما أن فيه فتحًا لباب الوسوسة والخصومة وتبادل التهم بين الناس، أما القول بالجواز مطلقًا فتعارضه النصوص التي تحث على اجتناب الشبهات، واستبراء المسلم لدينه وعرضه، كما أن الخروج من خلاف العلماء في مثل هذه الأمور مستحب.
ولخصت : بناء على ما سبق فإنه يجوز مع الكراهة التعامل ماليًّا مع الشخص الذي يشتبه في أن ماله مختلط فيه الحلال والحرام، ولو كان غالب الظن أن الحرام هو الأكثر فيستحب له اجتناب التعامل معه وليدعه يتعامل مع من لا يرتاب في أمره، وهذا ما لم يكن الأمر يستدعي التعامل لضرورة أو حاجة ملحة، فإنه حينئذ يجوز بلا كراهة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم دار الکتب العلمیة النبی صلى الله المال الحرام رضی الله عنه الحرام هو دار إحیاء معاملة م من المال إلى أنه لم یعلم علم أنه إذا کان من کان مطلق ا أنه قد عن ابن حرام أ کما أن خلاف ا علم أن لم یکن
إقرأ أيضاً:
عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه في المفهوم العسكري الصرف، عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، وتساءل: هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وما هي خياراتنا امام عدو يحتل ارضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا؟
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد الرئيس عون أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين.
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الى أنه في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي.
من جهة أخرى، أكد الرئيس عون ان دور الإعلاميين أساسي، وهو قائم على التصرف بحرية مسؤولة، لأن الحرية المطلقة باتت توازي الفوضى، وتحت شعارها بات البعض يعتبر نفسه محصَّنا وله الحق في إتهام الآخر من دون إثبات وعبر التعرض للكرامات الشخصية، متسائلا كيف يمكن لأحد ان يكتب امرا غير مبني على وقائع حقيقية، فحدود حرية كل أحد تتوقف عند حدود حرية الآخر، ودور الإعلام الحقيقي هو تكوين وتصويب وتصحيح الرأي العام.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله وفداً من جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" برئاسة رئيسها الإعلامي أسعد بشارة، الذي ألقى كلمة مقتضبة في مستهل اللقاء جاء فيها:
"نشكركم على إٍستقبالكم لنا. نحن نأتي الى هنا أولا كمواطنين وتاليا كإعلاميين، لأن المواطن اعلى مرتبة من الجميع في خدمة الوطن. نحن جمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، نتحرك على إيقاع الحريات الاعلامية وكل ما يختص بالشأن الإعلامي، وتضم جمعيتنا صحافيين لبنانيين وعربا من كافة المؤسسات الكبرى في العالم العربي ".
أضاف: " نزوركم اليوم على وقع مرحلة إنتقالية صعبة جدا يعيشها لبنان، وأنتم ربان السفينة. أتينا لنسمع منكم توجيهاتكم في كيفية المساعدة كقادة رأي، كوننا جنوداً ووسطاء بين الدولة والرأي العام."
كلام الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على انه من اهم ميزات لبنان هو صحافته القائمة على الفكر والنقد البناء، لأن المطلوب هو عدم استغلال مفهوم الحرية. وقال: "منذ كنت في قيادة الجيش الى اليوم، لم ارفع دعوى بحق صحافي لأنني منسجم مع نفسي ومرتاح مع ضميري."
ودار حديث بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية الذي رد على اسئلتهم، فأوضح ردا على سؤال "ان زيارة الحبر الأعظم الأولى له منذ إنتخابه قبل ستة أشهر، وزيارة أعضاء مجلس الأمن، التي ترافقت مع خطوة تعيين مدني في لجنة الميكانيزم، كلها إِشارات إيجابية"، موضحا انه في المفهوم العسكري الصرف فإنه عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها الى طريق مسدود يتم بعد ذلك الإتجاه الى خيار التفاوض، ومتسائلا: "هل لبنان قادر بعد على تحمل حرب جديدة؟ وإذا ما وضعنا خيار الذهاب الى الحرب جانبا، ما هو الخيار الآخر؟ امامنا محتل لأرضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه اسرى من أبنائنا، فكيف نحل الأمر سوى عبر التفاوض؟ والتاريخ مليء بالأمثلة.
وقال: "نحن كنا منذ نحو سنة نقول بهذا الخيار، وقد وصلني خبر يوم السبت من الأميركيين قبل مجيء قداسة البابا يوم الأحد الى بيروت، يفيد انهم وصلوا الى خرق مع الإٍسرائيليين الذين وافقوا على وجود مدني في الناقورة ضمن لجنة الميكانيزم. أنرفض هذه الفكرة؟ ولقد اخترت السفير سيمون كرم لأنه كان سفيرا سابقا في الولايات المتحدة الأميركية، وشارك في المفاوضات السابقة في مدريد. وهذا ما حصل، وقد استدعيته يوم الثلاثاء بعد مغادرة قداسة البابا، بعد التشاور مع الرئيسين بري وسلام، وكان جو الأوروبيين والأميركيين إيجابيا لمجرد حضوره إجتماعات لجنة الميكانيزم".
وردا على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، قال الرئيس عون: "لا تضيعوا وقتكم بها، هي مرفوضة من كافة اللبنانيين".
وعن امتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود مع قبرص، أشار الرئيس عون انه "منذ العام 1943 لم ترسم الحكومات المتتالية الحدود مع احد. وفي العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، ونحن ما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وعدلنا من الخط رقم 1 الى الخط رقم 23، واستشرنا هيئة التشريع والقضايا في ما اذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي، وانه يكفي أن يكلف مجلس الوزراء احد الوزراء للتوقيع. اتُهمنا اننا ضحينا بنحو 5 آلاف كيلومترمربع، فعلى أي اساس نتهم بذلك؟ لقد إتبعنا مبدأ الخط الوسط المعتمد في قوانين الترسيم البحري الدولية التي تطبق في ترسيم البحار".
وسئل رئيس الجمهورية عن تسوية العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا بعد إطلاق سراح هنيبعل القذافي، فأشار الى وجوب حل قضية إختفاء الإمام موسى الصدر، وهو ملف حق، ومن حق اللبنانيين ان يعرفوا مصيره ورفاقه.
وعن الخطوات التي ستتخذها الدولة اللبنانية للحصول على المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، أوضح ان هناك عدة برامج مساعدة، وكل منهم يغطي امرا خاصا. "واللافت للنظر انه لأول مرة يذكر في قرار رسمي وجوب مساعدة الجيش اللبناني، وهذا امر إيجابي واساسي بالنسبة الينا. وهناك أصوات كثيرة ومؤثرة في الإدارة الأميركية ترتفع من اجل مساعدة الجيش. وهناك للأسف بعض الأصوات اللبنانية في الولايات المتحدة تحرض على عدم مساعدة الجيش وتشوش على ما يقوم به، علماً أن مهمته ليست فقط تطبيق حصرية سلاح حزب الله. فلا يمكننا تجاهل دوره في مكافحة المخدرات ومحاربة الإرهاب وضبط الحدود وتأمين الأمن في الداخل. في زيارة قداسة البابا، كان هناك 25 ألف عسكري يقومون بتأمين الأمن على الأرض. وعلى الرغم من تحريض البعض، ليس هناك إمتعاض أميركي من الجيش اللبناني الذي يقوم بواجباته وبكافة الخطوات المطلوبة منه".
وسئل عما إذا كان الجيش سيواصل حصرية السلاح بيده شمال الليطاني، فأوضح انه والحكومة اول من تكلموا على حصرية السلاح، وإتخذ القرار بذلك، والتنفيذ يخضع تقنيا للجيش، "وبدأنا منذ سنة بذلك. وما أنجز حتى الآن ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض ولكن تم إنجازه، وقد دفع الجيش شهداء من خيرة عناصره وأخصائييه في سبيل ذلك، إذ ليس من السهل التعاطي مع ذخيرة تقوم بحصرها، ولا تعرف اصلها ولا كيفية تخزينها ولا اين، وهي باتت خطرة. وهذا يتطلب دراسات وأخصائيين وبحث كيفية سحبها أيضا. والجيش اللبناني لا يركز عمله على الجنوب فقط، بل هو منتشر في كل لبنان ويقوم بمهامه كاملة. المهم ان القرار إتخذ وهو يطبق وسنكمل به".
وعن شعور البعض ان العلاقة مع سوريا غير سوية تماما، أشار الرئيس عون الى ان العلاقات بطيئة وتتطور الى الأفضل، ونأمل كل الخير. وعن الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية أشار الى ان مطلب لبنان هو تفعيل الإتفاقية القضائية بين البلدين.
وأوضح كذلك، ردا على سؤال ان فرنسا اعطتنا خرائط حول الحدود مع سوريا، ونحن جاهزون لترسيم الحدود معها عندما يقررون ذلك، واللجنة اللبنانية جاهزة. أما مزارع شبعا فسنتركها للأخير، ويمكن ان ننشىء لجنة للترسيم البحري وأخرى للترسيم البري.
وأوضح رئيس الجمهورية ردا على سؤال انه مصر على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، "ولكن لا يعود لي كرئيس للجمهورية ان احدد وفقا لأي قانون ستجري. هذا دور مجلس النواب، والحكومة أرسلت مشروع قانون الى المجلس النيابي في هذا الخصوص".
وسئل عن كلام مجموعة نواب من حزب الله انه اعطى الحزب إلتزاما قبل جلسة إنتخابه رئيسا بموضوع إستراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه الى سحب السلاح، وتواكب هذا الكلام مع حملة إعلامية اشارت الى ان هناك ورقة موجودة موقعة منه حول هذا الإلتزام سيتم نشرها في الوقت المناسب، فأجاب: "فلينشروها الآن ... اذا كانت موجودة. هناك مسؤولية الكلمة. لا إتفاق ولا ورقة موقعة. ولنسلم جدلا بهذا الأمر، فكيف التزم بذلك، وبعد ساعة ألقيت خطاب القسم الذي تعهدت فيه بحصرية السلاح؟"
تصريح بشارة
وبعد اللقاء، أدلى بشارة، بالتصريح الآتي:
"تشرفنا اليوم في جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" بلقاء فخامة الرئيس جوزيف عون، باعتباره المؤتمن على الدستور، والحارس للسيادة، والضامن لمسار استعادة حضور الدولة ومؤسساتها في الزمن الأصعب الذي يعيشه لبنان.
أبدأ بإلقاء تحية إجلال لروح شهيدنا جبران تويني، وجميع شهداء الاعلام، ونقول: الحرية أقوى من السيارات المفخخة ورصاص الغدر.
نحن، كجمعية تضم نخبة من الصحافيين اللبنانيين والعرب، نراهن على النموذج الذي يمثله لبنان، والذي يحرص فخامة الرئيس على معناه وقيمته، كي يبقى هذا الوطن منارة العرب وفضاءً حراً يليق برسالته ودوره التاريخي.
نراهن على العهد لحماية الحريات عبر قضاء عادل مستقل، لا يخضع للضغوط، ويعيد ثقة اللبنانيين بدولتهم ويصون حقوقهم. كما نراهن على أن تستعيد بيروت دورها كمركز استقطاب في عالم الإعلام، وهذا ممكن، لأن العاصمة التي نكبت بالحرب والانهيار لا تزال تحتفظ بقيمة الحرية التي هي عنوان تميزها الدائم.
وهنا تمنينا على فخامته المبادرة الى تشجيع الإعلام العربي والدولي على العودة الى بيروت من خلال التأسيس لمدينة انتاج اعلامي مؤهلة لاستقطاب الطاقات اللبنانية في عالم الاعلام وصناعته التي باتت محتوى فكريا وموردا اقتصاديا على السواء
إن حرية الإعلام ليست امتيازاً، بل مسؤولية والتزام. ونحن، كإعلاميين، نقف إلى جانب الدولة في معركتها لاستعادة هيبتها، كما نقف في الوقت نفسه في موقع الرقابة عليها، لأن الجميع — من دون استثناء — يجب أن يكون تحت سقف القانون.
من قصر الرئاسة نعلن أن المطلوب انتهاء زمن الحقبات البوليسية في التعامل مع الاعلاميين، ذاك زمن يجب دفنه الى غير رجعة، ونعول على الرئيس عون بدور فاعل في هذا الاطار.
إن دولة قوية، عادلة، شفافة، قادرة على حماية حدودها، وعلى احتضان مجتمعها، وعلى ضمان حريات أبنائها، هي ما نؤمن به، وهي ما نتطلع إلى دعمه، اي معادلة ثابتة تعيد للبنان موقعه ومكانته ودوره.
من موقعنا، نقف الى جانب الدولة، دفاعاً عن الديمقراطية، وصوناً لحرية الرأي والتعبير، وإيماناً بأن لبنان الذي نحلم به يبدأ من سلطة تحكم بالقانون، وشعب يثق بمؤسساته، وإعلام يمارس دوره بلا خوف، أكرر بلا خوف، لاسيما ممن ما زالوا يتوهمون، بأن تطويع الاعلام وكم الافواه ممكن.
في الوقت نفسه لقد نظرنا إيجابية النقاش الذي حصل في مشروع قانون الاعلام في لجنة الادارة والعدل، التي أحالت المشروع الى الهيئة العامة، التي تتحمل مسؤولية انتاج قانون اعلام حديث يحاكي لغة العصر ويضمن الحرية الاعلامية المسؤولة..اشدد المسؤولة فلا غطاء منا لاعلام الاسفاف والتخوين والتهديد بالقتل والتعرض لكرامات الناس واختلاق الاخبار الكاذبة، والفصل في كل ذلك أمام محكمة المطبوعات حصرا.
شكراً لفخامة الرئيس على هذا اللقاء، سنواكب كمواطنين وكإعلاميين وقادة رأي مسيرة استعادة الدولة سيادتها وحريتها واستقلالها، وسنبقى الصوت الذي لا يهادن كلما حاول احد المس بجوهر وجود لبنان الحرية.
سنواكب باعتبارنا جمعية اعلامية تضم اعلاميين من كافة دول الوطن العربي، وهم العاملون في أهم وسائل الاعلام العربية، مسار الحريات الاعلامية في العالم العربي، الذي يشهد مرحلة انتقالية بالغة الاهمية باتجاه الحداثة.
مواضيع ذات صلة "حزب الله"يطرح مناقشة الإستراتيجية الدفاعية مجدداً: خيار جدي ام كسب للوقت ؟ Lebanon 24 "حزب الله"يطرح مناقشة الإستراتيجية الدفاعية مجدداً: خيار جدي ام كسب للوقت ؟
12/12/2025 17:12:34 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام ردا على بيان حزب الله: قرار الحرب والسلم استردّته الحكومة اللبنانية و"ما حدا إلو كلام بالموضوع" Lebanon 24 سلام ردا على بيان حزب الله: قرار الحرب والسلم استردّته الحكومة اللبنانية و"ما حدا إلو كلام بالموضوع"
12/12/2025 17:12:34 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 اجتماعٌ في إسرائيل وكلامٌ عن "حزب الله".. صحيفة تنشر وتعلن Lebanon 24 اجتماعٌ في إسرائيل وكلامٌ عن "حزب الله".. صحيفة تنشر وتعلن
12/12/2025 17:12:34 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا يجري داخل "حزب الله"؟ كلام إسرائيلي جديد Lebanon 24 ماذا يجري داخل "حزب الله"؟ كلام إسرائيلي جديد
12/12/2025 17:12:34 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 الولايات المتحدة مجلس الوزراء الأميركيين اللبنانية حزب الله الجمهوري جمهورية القضايا تابع قد يعجبك أيضاً
من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
Lebanon 24 من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
10:07 | 2025-12-12 12/12/2025 10:07:46 Lebanon 24 Lebanon 24 جمارك صيدا تضبط فان محمّلًا بألبسة مقلدة وسيارة محملة بالدخان المهرّب
Lebanon 24 جمارك صيدا تضبط فان محمّلًا بألبسة مقلدة وسيارة محملة بالدخان المهرّب
10:01 | 2025-12-12 12/12/2025 10:01:51 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
Lebanon 24 "حزب الله" من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
10:01 | 2025-12-12 12/12/2025 10:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لماذا يضغط ترامب على نتنياهو لعدم التصعيد في لبنان؟
Lebanon 24 لماذا يضغط ترامب على نتنياهو لعدم التصعيد في لبنان؟
10:00 | 2025-12-12 12/12/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 منعاً للعتمة... إليكم ما أقرّه مجلس الوزراء
Lebanon 24 منعاً للعتمة... إليكم ما أقرّه مجلس الوزراء
09:59 | 2025-12-12 12/12/2025 09:59:12 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان
Lebanon 24 بالصورة... شخصٌ واحدٌ فاز بأكبر جائزة "لوتو" في تاريخ لبنان
13:34 | 2025-12-11 11/12/2025 01:34:13 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟
Lebanon 24 بعد تعرّضها لحادث سير ونقلها إلى المستشفى... ما هو وضع الممثلة لورا خباز الصحيّ؟
11:21 | 2025-12-11 11/12/2025 11:21:06 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات استخباراتية.. هذه خطة إسرائيل في جنوب لبنان
Lebanon 24 معلومات استخباراتية.. هذه خطة إسرائيل في جنوب لبنان
12:00 | 2025-12-11 11/12/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شعر بحالة إعياء شديدة ودخل إلى المستشفى.. ما الذي كُِشِفَ عن وضع الفنان سعد رمضان الصحيّ؟
Lebanon 24 شعر بحالة إعياء شديدة ودخل إلى المستشفى.. ما الذي كُِشِفَ عن وضع الفنان سعد رمضان الصحيّ؟
16:12 | 2025-12-11 11/12/2025 04:12:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر
Lebanon 24 هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر
05:30 | 2025-12-12 12/12/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
10:07 | 2025-12-12 من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
10:01 | 2025-12-12 جمارك صيدا تضبط فان محمّلًا بألبسة مقلدة وسيارة محملة بالدخان المهرّب
10:01 | 2025-12-12 "حزب الله" من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
10:00 | 2025-12-12 لماذا يضغط ترامب على نتنياهو لعدم التصعيد في لبنان؟
09:59 | 2025-12-12 منعاً للعتمة... إليكم ما أقرّه مجلس الوزراء
09:52 | 2025-12-12 وسط بيروت يتهيأ للأعياد بعد إزالة العوائق وتسهيل حركة المرور والمشاة فيديو هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟
Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟
10:00 | 2025-12-11 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب !
Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب !
05:09 | 2025-12-06 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو)
Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو)
04:00 | 2025-12-06 12/12/2025 17:12:34 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24