بوابة الوفد:
2025-07-06@10:05:16 GMT

صراع السبعة عقود!

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

لن تنعم المنطقة بالاستقرار إلا بحل القضية الفلسطينية، إن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سيوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، لاسيما على مستوى الرأى العام الشعبى، الأمر الذى سيسهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها.

ومن هنا كان الدعم الكبير الذى تقدمه مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية فى كل المجالات، ووقوفها الدائم بجانب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى، ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القصة الأساسية للعالم العربى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين لأن حل القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها إسرائيل.

إن اغتصاب إسرائيل لأرض فلسطين هو أصل الاضطرابات فى الشرق الأوسط فى خلال المائة سنة الأخيرة، وأصبحت القضية الفلسطينية هى القضية الأم والمركزية للعرب، وأصبح معتاداً الإشارة إلى الصراع العربى الإسرائيلى، فى الأدبيات الغربية وأجهزة الإعلام لأزمة الشرق الأوسط، فقد أضاع ضمير المجتمع الدولى العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح.. من غياب أفق حقيقى للعملية السلمية، لاستعادة حقوق شعب يبتلعها الاستيطان الإسرائيلى عاماً بعد آخر، ويقف المجتمع الدولى متفرجاً فى قضية عمرها تجاوز السبعة عقود!

تعنى القضية الفلسطينية الصراع التاريخى والسياسى والمشكلة الإنسانية فى فلسطين منذ المؤتمر الصهيونى الأول عام 1897، حتى يومنا هذا، كما تعتبر قضية فلسطين جزءاً جوهرياً من النزاع العربى الإسرائيلى الذى نتج بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما نتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة، وتتمحور قضية فلسطين حول شرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية خلال عدة مراحل، والقرارات التى أصدرتها الأمم المتحدة ومن أبرزها قرار 194 وقرار 242، فقضية فلسطين هى قضية العالم التى لم يستطع حلها حتى الآن.

حين وطأت أقدام الاستعمار الأوروبى الأرض العربية فى القرن التاسع عشر والمستشرقون وعلماء الآثار يتوافدون على القدس باعتبارها مهد المسيح ومكان دعوته وأيضاً بوصفها أرض التوراة، وقد استغلت الحركة الصهيونية، هذا الأمر فى خططها للترويج لدعوى عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، مستفيدة من أطماع القوى الأوروبية الاستعمارية فى الشرق، وكونت جمعيات ومؤسسات ومدارس بحثية من أجل العثور على أثر يبين حقها للعودة.

طالب ليو بنسكر الطبيب اليهودى الروسى عام 1881 بوجوب تهجير اليهود من المجتمعات التى يعيشون فيها إلى إقليم يمتلكونه ليكون أمة يهودية، وتبعه فى هذه الفكرة الصهيونية «هرتزل» الذى رشح أرض فلسطين لتحقيق هذا الغرض باعتبارها على حد زعمه الموطن الأصلى لهم، وأن لهم الحق الشرعى فى أن يعودوا إليه، وقد أفلحت هذه الفكرة بفضل الانتداب البريطانى الذى دعم هذا الاتجاه.

فى مايو 1948، أعلن رسمياً عن قيام دولة إسرائيل دون أن تعلن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى السكان العرب لفلسطين الحرب مع الدولة المنشأة حديثاً، ونتج عن حرب 48 أن قسمت القدس إلى شطرين: الجزء الغربى الخاضع لإسرائيل والجزء الشرقى الخاضع للأردن.

واستمر النزاع والممارسات الإسرائيلية والخروقات التى ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى مستمرة فى تحدٍّ سافر لقواعد القانون الدولى، ورغم العدوان الإسرائيلى المستمر على فلسطين، فشلت إسرائيل فى تذويب هوية الشعب الفلسطينى، وفشلت فى تصفية القضية الفلسطينية فما زال الشعب الفلسطينى صادماً رغم المجازر اليومية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضده يومياً وسوف تظل القضية الفلسطينية عائمة فى وسط صراع ثقيل، وسوف يظل الشعب الفلسطينى يعانى أكثر أنواع الاضطهاد، ولكنه لن يستسلم ولن تشعر إسرائيل بالأمن إلا فى وجود دولة فلسطينية حرة مستقلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني قوات الاحتلال العدوان الإسرائيلي الحركة الصهيونية حكاية وطن القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!



هذه الجملة التى جائت فى أوائل الخمسينيات مع بداية صحوة للشعب المصرى على أمل زهو وطنى – قاده مجموعة شباب ضباط مصر من القوات المسلحة – فجائت الكلمات من شدو أم كلثوم " مصر التى فى خاطري وفى فمى أحبها من كل روح ودم ".
جاءت هذه الأغنية معبره عن شعور كل مصري على أرض مصر أو خارجها – ومازالت مصر التى فى خاطر أم كلثوم – هى مصر التي فى خاطر كل وطنى اليوم – إلا عدد كبير جدًا من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم أو فى " حلمهم " – أصبحنا اليوم شتات من المصريين – لم تعد مصر فى خاطرهم نتنازع 
و نتصارخ حينما نتناقش أو نتحاور – ونسمى كل مجموعة تصرخ فى وجه بعضها البعض – سواء كانوا على قهوة -أو فيما يسمى ندوة أو حتى على الهواء مباشرة – إنها حالة من الحوار أو النقاش أو الرأى والرأى الأخر – وأصبح كل فريق من الشتات يتربص بالأخر – ولا نعلم ما هو خفى تحت ثيابه – هل هو سكين قاطع أم سلاح قاذف – أم نية خبيثة لنشر الاشاعات 
و الإتهامات جزافًا – ومفيش مانع لأن سوق " السمع " رائج هذه الأيام فلا شيىء يشغل بال الكثيرين اليوم إلاأن يسأل أحدهم الأخر – هل سمعت عن فلان أو علان -هل قرأت ماذا كتب ( عدنان أو حزنان ) كل سواء – الكل يتحدث والكل ينقد والكل يشيع ما يراه وحسب هواه – لا محاسبة – ولا تدقيق فى المعلومات – ولا أهمية أساسًا لما يقال "الكذب منه والحقيقى" – ولا يهم أحد أن يصدق ما يقال أو يكذبه فنحن جميعًا نعيش فى سوق "عكاظ" !! حيث لا يفهم أحد ولا هو مطلوب أن نفهم    !!
كل هذا يهدم صورة مصر التى كانت فى خاطر أم كلثوم –وخاطرى –وخاطر كل المصريين ! 
مصر التى تجمعنا مواطنون على أرضها –ونحتمى بالرزق فيها –ونتقاسم الحياة بهنائها –ومرها فى أرجائها –تحتاج منا جميعًا أن نهدأ –وأن نعى –وأن نعمل جميعًا من أجل رفعة هذا المجتمع –مطلوب من المصريين أن ينبذوا الأحقاد –وأن يتخلوا عن مساوىء سلوك البشر وعن الأنانية –وترك الحرام –ونبذ الفساد –والبعد عن مكامن الشبهات –مطلوب من المصريين إدارة وشعب أن يتقوا الله فيما رزقهم وفيما حباهم به من نعمات –مطلوب من المصريين أن نستقوى بديننا "إسلام أو مسيحية " وأن نتبع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم –بأننا أمة متحابة تسعى للخير –وتنشر السلام –وتقضى على الجهل والمرض والفقر بالتعاون والتكافل بين أغنيائنا –وفقرائنا –مطلوب الإخلاص فى أدائنا لأعمالنا –مطلوب أن نضع فى إعتبارنا أن العمر قصير جدًا –وأن الحياة بكل ما فيها من لهو ومن متع –هى زائلة وأن الباقى فى هذه الدنيا هى الأعمال الصالحة والصدقة الجارية –ودعوات الأبناء الصالحين لأهاليهم ولأبائهم –لسنا مؤبدين فى الأرض –ولسنا بخالدين فيها إلا بالذكرى الطيبة –هذه هى أرض مصر التى فى خاطرى وفى خاطر كل مخلص من مواطنيها –لذا أمامنا جهاد عظيم –وهو جهادنا مع أنفسنا لكى نعمل على أن تكون مصر –ليست عالة على أمة أخرى –بمعونات أو منح –ولا يمكن أن نطلب الحسنة ونحن أسياد –فلسنا بأتراك الزمن الغابر "أعطنى حسنة وأنا سيدك"!!
           أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • تحرير 55 محضر ضد أصحاب مخابز يتلاعبون في مواصفات وأوزان الخبز
  • جهود وتحركات دبلوماسية مصرية مُكثفة تنقذ الشرق الأوسط من صراع شامل.. تفاصيل
  • وزير الخارجية ونظيره المصري يبحثان تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة
  • بعد 27 عاما.. رامي إمام يعيد مقطع فيديو لوالده من حفل زفافه
  • العرابي: الولايات المتحدة شريك دولي لا غنى عنه في دعم القضية الفلسطينية
  • لافروف: نشجع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية
  • دبلوماسي: الجهد العربي المجمع حقق نتائج إيجابية لصالح القضية الفلسطينية
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
  • خبير سياسي: مصر تقود موقفا عربيا صلبًا ضد مشاريع تصفية القضية الفلسطينية
  • المُقرّرة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين: حان الوقت لحظر السلاح على إسرائيل