بوابة الوفد:
2025-06-23@07:14:10 GMT

تحت رحمة الغرب!

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

لنتخيل أميركا وأوروبا من دون عالِم كأحمد زويل أو فاروق الباز أو مجدى يعقوب أو هانى عازر إلى آخر هؤلاء المصريين الأفذاذ، الذين قدموا أفضل ما جادت به عقولهم وتجاربهم وخبراتهم للبلدان التى انتقلوا للدراسة والبحث والحياة والعمل فيها، حيث تتوافر ظروف تتيح لهم التقدم العلمى والابتكار. بحسب إحصائية -أيام ما كنا بنجرى إحصائيات!- أجراها اتحاد المصريين فى الخارج فإن (مصر تأتى فى المركز الأول فى عدد العلماء على مستوى العالم، برصيد يبلغ ٨٦ ألف عالِم، وحتى ٢٠١٥ كان هناك أكثر من 42 عالمًا مصريًا فى وظيفة رئيس جامعة، إلى جانب وزير بحث علمى، وكذلك يوجد 3 آلاف عالم مصرى فى أمريكا من كافة التخصصات.

)

هذا العدد من مصر وحدها، فما بالنا بالعراقيين والسوريين واللبنانيين والمغاربيين والتونسييين. ما بالنا أيضًا بالكويتيين والسعوديين الذين درسوا فى هارفارد والينوى واكسفورد وكامبريدج وبرنيستون الخ، ومنهم مرموقون الآن فى مجالات عديدة داخل بلدانهم وخارجها. لنتخيل أن دول أوروبا وأميركا لم يتح لها أن تستفيد من انتقال هذا العدد الهائل إليها والعمل والبحث فى مختبراتها! هذه البلدان الأوربية والأمريكية من المعروف أنها تتقدم اعتمادًا على العقول المهاجرة، وبالتالى فإن عدم وجود هؤلاء هناك حتما كان سيؤثر على تقدمها وتطورها.

السؤال هنا: كيف يكون لدينا هذه العقول النابغة وشعوبنا –بل ودولنا– تحت رحمة الغرب؟

كشفت حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها العصابات الصهيونية فى غزة، عن فداحة ما ألحقناه بأنفسنا على مدار عقود، حيث تركنا دول العالم المتقدم تستفيد من علمائنا ولا نستفيد نحن! أعظم عقول مصر كانت وراء أغلب التقنيات الحديثة، والتى ساهمت فى خلق منظومة عالمية من التقدم الرهيب، أتاحت تطورات فى مختلف المجالات، من بينها شبكات الإعلام ووسائل الاتصال التى حولت العالم كله إلى «قرية»، المعرفة التى تنقل إلى أهل القرية محدودة ولا تتيح لها الاستفادة من العلوم والأفكار (إنتاجًا وتصنيعًا وتحديثًا) فى الذرة والطاقة النووية، حتما محدودة، والقليل المتاح بشق الأنفس تكلفته تفوق الطاقة والقدرة!

فى محنة غزة، يحصل «العربي» على المعلومات والأخبار والأسرار بالطريقة والشكل الذى يريد كبار رجال القرية الكونية أن يوصلوه لأهلها. يفرضون عليك أفكارهم وتوجهاتهم ومصالحهم! أنت ضد الكيان الصهيونى والدولة اليهودية العنصرية، تتهم بأنك بلد يعادى السامية وتوضع تحت طائلة العقوبات الدولية لتركيعك وإسقاطك، حتى تقول: «حقى برقبتي»!

لا تستطيع أن ترد على الإرهاب الصهيونى فى وسائل إعلام العالم لأن الصهاينة يحكمونها. لا تجد صحيفة أو موقعًا أو فضائية تفتح صدرها لتستكشف الحقيقة، وإنما لتجميل ثيابها المرقعة بالكذب والتزييف. قد تجد كاتبًا هنا أو مذيعًا ما أو شخصية شهيرة ترفض الأكاذيب وتفضح ما يعرضه الإعلام الغربى الكذوب، لكنها لا تستطيع أن تخترق هذه المنظومة «الغاشمة»، وتجعل منها اتجاهًا مثلًا! وإذا كان مارك زوكربيرج وفيس بوكِهِ قد سقطا فى محنة غزة، فى مقابل أن صاحب تويتر ( العلامة X الآن) تحلى بشرف وإتاحة فرصة التعبير والنشر لجميع الأطراف، فإن علينا كعرب أن نفكر فيما أهدرناه بأنفسنا، عندما توافر لنا العلماء والأموال، ومع هذا مازلنا تحت رحمة الغرب!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود الشربيني أميركا وأوروبا

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: السير مجدي يعقوب أثبت أن الطب رسالة رحمة ومحبة

انطلق منذ قليل المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل تمثال جراح مصر العالمي السير الدكتور مجدي يعقوب، من داخل المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة: « من أعظم النعم التي أنعم الله بها على مصر أنها أنجبت رجالا، أفنوا حياتهم في خدمة الإنسان، لا بعلمهم فقط بل بكل جهودهم، وشرعوا في وضع أمل في حياة الآخرين، وفي مقدمة هؤلاء السير مجدي يعقوب، الذي لم يكن مجرد طبيب موهوب أو جراح عالمي، بل إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أثبت ان الطب ليس مهنة فحسب بل رسالة رحمة ومحبة، وأن الشفاء لا يأتي بالعلم وحده بل من القلب أيضًا»

وتابع وزير الثقافة: « اليوم يسعدنا أن نعلن عن مشروع إقامة تمثال يجسد هذه المسيرة الملهمة ليكون رمزًا، للقيم الذي يمثلها طبيب القلوب، ورسالة إلهام متجدد للأجيال ينفذها النحات المتميز الدكتور عصام درويش، تأثيرًا للمعاني التي يبدلها طبيب القلوب، لتبقى حاضرة أمام أعين الجميع، وتعلم وتلهم وتذكرنا دومًا بقيمة الطب».

وأضاف هنو خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بدار الأوبرا المصرية: «هذا التمثال ليس عمل فني فقط، بل جزء من مشروع أوسع، تتنبأه وزارة الثقافة لتكريم رموز مصر، الذين تركوا أثرًا عميقًا في قلوب الناس، وساهموا في بناء الوطن، فالثقافة لا تقتصر على العمل الفني بل تشمل الاحتفاء بمن أضاءوا الطريق للآخرين بإنسانيتهم وعطائهم، نحن نؤمن بإن الشباب تحتاج إلى قدوات حقيقة تلهمهم وتوجهم نحو القيم التي تبني بها الأوطان، ومن هنا نحرص على ان تجسد هذه الشخصيات ميداننا ومؤسساتنا الثقافية وتظل حاضرة في ذاكرة المجتمع، وشاهدًا حيًا على ما تصنعه الإخلاص والعمل، هذا النحت تعز به ونسعى لاستمراره».

وشهد المؤتمر، حضور الدكتور مجدي يعقوب، ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والنحات عصام درويش المعماري حمدي السطوحي والدكتور محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومجموعة من الشخصيات العامة، ويأتي المؤتمر للاحتفاء بمسيرته العلمية والإنسانية الملهمة، ومن المقرر وضع التمثال بميدان الكيت كات بحي إمبابة.

اقرأ أيضاًوزير الثقافة: رفع كفاءة القصور والمواقع الثقافية خلال الـ5 سنوات المقبلة..

فرقة كوم أمبو تقدم «رصد خان» ضمن عروض الموسم المسرحي لقصور الثقافة

محافظ قنا يشهد ندوة توعوية ضمن مبادرة «معًا بالوعي نحميها» بقصر الثقافة

مقالات مشابهة

  • ظاظا : رحمة تسعى بكل الطرق لإدخال المساعدات إلى غزة
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب
  • شوبير يدافع عن رامي ربيعة: لا بترحم ولا عايز رحمة ربنا تنزل
  • وزير الثقافة: السير مجدي يعقوب أثبت أن الطب رسالة رحمة ومحبة
  • وزير الخارجية الإيراني: الغرب فقد بوصلته الأخلاقية تمامًا
  • الفتح الموعود يقترب وكيان العدو يترنّح
  • وراء الحدث
  • رحمة أحمد فرج تكشف لـ «الأسبوع» تفاصيل مشاركتها في «عهد أنيس»
  • التوقعات غير المتوقعة
  • من الشاشة إلى خطوط الموضة .. موهبة جديدة لـ رحمة حسن