خالد الجندي: لو فعلنا هذا الأمر سنتقذ المجتمع من أخطاء كثيرة |فيديو
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن سيدنا آدم تاب إلى الله سبحانه وتعالى ولم يجادله عندما أكل من الشجرة التي نهاه الله أن يأكل منها هو وزوجته، ولم يختلق أعذارا ليدافع بها عن نفسه.
خالد الجندي: لو فعلنا هذا الأمر سنتقذ المجتمع من أخطاء كثيرةأضاف خالد الجندي خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" من برنامج "لعلهم بفقهون" المذاع عبر شاشة "dmc"، أن سيدنا آدم كان يقدر على الدفاع عن نفسه فيقول لله أن النفس أمارة بالسوء أو أن الشيطان غواه، لافتا: "كان ممكن سيدنا آدم يقول إبليس عصى هي جت عليا أنا".
أشار خالد الجندي إلى أن سيدنا آدم كان لديه العديد من الأعذار المقنعة لكنه لم يقولها، وعمل عملا يدل على رقي منزلته وارتفاع درجته، وعظيم نبوته، فقد نسب الظلم إلى نفسه وأقر بالخطأ وأنه هو من فعل ذلك دون ضغط أو إكراه.
أوضح أن هذه أول تجربة بشرية في تاريخ الصواب والخطأ، فقد اعترف سيدنا آدم وقال (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، مشيرا إلى إننا إذا فعلنا مثله كنا رُحمنا مثله، وسننقذ المجتمع من أخطاء كثيرة.
ربيع الغفير: حب الوطن ليس أمر سياسي وإنما شعيرة دينيةقال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن كثير من الناس يزن أن حب الوطن سياسي فقط، رغم إنه شعيرة دينية، وفطرة إنسانية، لافتا إلى أنه قيل قديما إذا أردت معرفة أصل ومعدن الرجل، انظر إلى مدى حنينه إلى وطنه.
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: "العرب قديما كانوا مرتبطين باوطانهم لدرجة لا عقل لها، لدرجة انهم كانوا ياخذون حفنة من تراب الوطن فى حال غربتهم عنهم، وهذا دلالة على كرم المعدن وطيب الأصل".
وتابع: "أي انسان ليس لديه حنين الى وطنه الذى تربي فيه، فهو محتاج للكشف عن حالته النفسية، فحب الوطن شغيرة دينية ذكرها القران الكريم، ولفت ان علاقة خروج الانسان مكرها من وطنه كمثل خروج الروح من الجسد"، مستشهدا بقول الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي المجلس الاعلى للشئون الاسلامية حوار الأجيال جامعة الأزهر خالد الجندی سیدنا آدم
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.