صحيفة البلاد:
2024-06-16@16:29:35 GMT

مصائد النحل تتحدى التضاريس في جبل “أحد ثربان”

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

مصائد النحل تتحدى التضاريس في جبل “أحد ثربان”

البلاد ــ أبها
رغم مرور أكثر من 8 عقود على تقلّص الاهتمام بمهنة جمع العسل الجبلي من خلايا النحل البرية التي تبني خلاياها في معظم الجبال الشاهقة بمنطقة عسير، إلا أن آثار وأدوات تلك المهنة الشاقة والمربحة في الوقت نفسه، ما زالت شاهدة عيان على قوة وعزم الرجال الذين كانوا يجنون العسل من مواقع شاهقة الارتفاع وذات انحدارات شديدة.


وفي مركز “أحد ثربان” الواقع غرب محافظة “المجاردة”، نجد خلايا نحل خشبية “عيدان” تعود لعشرات السنين، وضعت في أعالي الجبال وفي مواقع وعرة جداً لاستقطاب جموع النحل المهاجرة من مواقع مختلفة أو تلك المغادرة من المناحل المنزلية والتي يطلق عليها محلياً ” الفرعان”.
وأكد أحد سكان أحد ثربان موسى الشهري، أن معظم تلك المناحل تعود لفترات زمنية قديمة، وبعضها لا يٌعرف متى وضعتْ ولا كيف تم الوصول إلى تلك الأماكن الوعرة، لكنهم يشيرون إلى أن الهدف من وضعها هو جلب جموع النحل المهاجرة التي تفضل ـ بفطرتها – الأماكن المحصنة في الجبال والكهوف الصغيرة إضافة إلى حماية ” العيدان” من التلف أو الاعتداء من الحيوانات أو السرقة.


وأوضح “الشهري” أن هذه المناحل كانت تعد من أبرز الموارد الاقتصادية للأهالي، فقد تُباع كمية قليلة من العسل المستخلص منها بأثمان غالية في تلك الأزمان، نظراً لجودة العسل العالية وندرته.
و”أحد ثربان” من المواقع السياحية والزراعية الجاذبة حيث يتميز بالأراضي الزراعية والرعوية الخصبة التي يسقيها ” وادي يبه” و”وادي الأحسر”.
واشتهر المركز بوجود “العين الحارة” التي يشير الباحث بلقاسم الربيع في كتابه ” المعالم التاريخية والسياحية في المجاردة” إلى أن هذه العين تقع غرب محافظة المجاردة بمسافة تقدر بنحو 45 كليو متراً وتبعد عن ” أحد ثربان” جنوباً بحوالي 8 كم والطريق الموصل إليها معبد وهي عبارة عن عين فوارة بحرارة مرتفعة ذات مادة كبريتية يرتادها الزوار من جميع أنحاء المملكة وأبناء دول الخليج.
وقد قامت بلدية “المجاردة” بتحسين مكونات العين والبيئة المحيطة بها إضافة إلى نصب مجموعة كبيرة من المظلات لخدمة المتنزهين.
ومن أبرز ما يلفت أنظار الزائرين لجبل “أحد ثربان” المباني الحجرية الصغيرة التي تعلو الصخور النارية المساء الضخمة والمنتشرة في أعالي الجبل ، ويشير الشهري في حديثه لـ”واس” إلى أنها تسمى محلياً ” المغُلقة” وقد شيدت قديماً لحفظ الحبوب بعد حصادها من المزارع، حيث يسهم المكان المرتفع والأرضية الصلبة التي تمثلها الصخور النارية في حفظ الذرة أو الشعير أو السمسم وجميع الأنواع الأخرى من التلف لأول مدة ممكنة.
وتأخذ هذه المباني شكل المنزل الحجري وتحتوي على باب صغير يغلق عندما تمتلئ بالحبوب بشكل محكم وعادة لا تحتوي على نوافذ لضمان عدم تسرب الرطوبة إلى داخلها.
وعلى الرغم من انقراض الكثير من الأشجار المعمرة التي كانت لها استعمالات طبية وغذائية متنوعة، إلا أن “أحد ثربان” لا زالت تضم العديد من الأشجار النادرة مثل شجرة” المُر” التي كانت قديماً من أهم مصادر علاج الجروح، ويبلغ معدّل ارتفاع الشجرة ثلاثة أمتار، ولها أغصان شائكة. حيث تستخرج مادة “المر” من السيقان من خلال جرح الساق فتخرج منه هذه العصارة المعروفة بالمر.
ويُعد مركز” أحد ثربان” الحد الفاصل لمنطقة عسير مع حدود منطقة مكة المكرمة في جانبه الشمالي الغربي ويرتبط بالمحافظة عبر طريق عام مسفلت بطول 55 كم تقريباً ويحده من الشمال مركز حرب ومركز بني عيسى التابعان لمحافظة القنفذة ومن الجنوب مركز جمعة ربيعة ومن شرق مركز ثربان ومن الغرب مركز جمعة ربيعة والحدود الإدارية لمنطقة مكة المكرمة.
ويوجد بمركز ” أحد ثربان” سوق شعبية تقام يوم الأحد من كل أسبوع سمي المركز باسمها ويتبعه العديد من القرى والتجمعات السكانية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مركز الإجهاد الحراري وضربات الشمس بمشعر عرفة يستقبل 225 حالة

أعلن مركز الإجهاد الحراري وضربات الشمس بمشعر عرفة التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني عن استقبال 225 حالة إجهاد حراري وتعب من حجاج بيت الله الحرام.

ويتضمن المركز على 20 سريراً مجهزاً بأحدث التجهيزات الخاصة بالتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس الذي يتميز بنظام توزيع الهواء ورذاذ الماء، عبر رشاشات موزعة بطريقة علمية تغطي جمعي أجزاء جسم المصاب، إضافة إلى عيادات للرجال والنساء وصيدلية خارجية.

مقالات مشابهة

  • بعد تأثير ارتفاع جودة الطرق على معدل قسوة الحوادث.. هل تنجح الإصلاحات فى وقف نزيف الأسفلت؟.. التعبئة والإحصاء: 76% من أسباب حوادث السيارات يرجع للعنصر البشرى.. ويؤكد تخطى مصر 100 مركز من حيث جودة الطرق
  • مركز رقمي يدعو لتبني زيارة نزلاء السجون العراقية عبر الانترنت
  • مركز الإجهاد الحراري وضربات الشمس بمشعر عرفة يستقبل 225 حالة
  • استفاد منها 41 طفلاً مريضاً بالسرطان… مركز الأمل للأورام بدير الزور يوزع ملابس العيد
  • «سوالف يورو» برنامج خاص يواكب بطولة أوروبا من «مركز الاتحاد للأخبار»
  • مستشارة التغذية بـ ” معجزة الشفاء ” : سم النحل يساعد على التخلص من الآلام المزمنة أسفل الظهر
  • تغطية خاصة لقمة مجموعة السبع
  • 3 مكونات طبيعية لعلاج تقرحات الجلد في المنزل.. وتحذير لهذه الفئة
  • تعاون بين «موارد دبي» و«مركز الذكاء الاصطناعي»
  • تعتمد على مركز طوارئ.. الاحتلال يحول دون وصول سكان قرى القدس لمستشفياتها