الثورة نت:
2025-12-10@13:43:48 GMT

الوحدة راسخة تتحدى العواصف

تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT

الوحدة راسخة تتحدى العواصف

 

اليمن واحد ولن يسمح بتمزيقه حقيقة راسخة في وجدان شعب كامل قبل أن تكون شعارا سياسيا أو موقفا رسميا. فرغم ما مرت به البلاد من صراعات وانقسامات وتدخلات خارجية سعت إلى إعادة تشكيل الجغرافيا والهوية ظل اليمنيون يتمسكون بخيط الوحدة كقيمة وطنية لا تقبل المساومة باعتبارها الإطار الوحيد القادر على حماية الدولة وصون كرامة المواطن وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.

ولعل ما يميز هذه القناعة أنها لم تتراجع رغم قسوة الظروف بل ازدادت صلابة كلما اشتدت محاولات تفكيك البلاد أو تحويلها إلى رقعة تتنازعها القوى المتصارعة.

في السنوات الأخيرة حاولت أطراف عديدة فرض واقع جديد يتجاوز إرادة الناس إما بالترهيب المسلح أو بإثارة النزعات المناطقية التي لا تخدم سوى مشاريع ضيقة. ومع ذلك أثبت اليمنيون في مختلف مناطقهم أن الوطن أكبر من كل الاصطفافات وأن أي محاولة لفرض الانقسام تواجه بمقاومة اجتماعية صامتة تارة وصريحة تارة أخرى أساسها الإدراك العميق بأن تمزيق اليمن لن يجلب سوى الفوضى والخراب للجميع دون استثناء. فالمواطن البسيط الذي يبحث عن الأمن والعيش الكريم يدرك أن مصيره مرتبط بوحدة الأرض واستقرارها وأن البدائل المرهونة للخارج لا تعدو كونها أوهاما سرعان ما تتلاشى أمام الواقع.

لقد كشفت التجربة خلال العقد الماضي أن الحروب لا تبني دولا وأن الشعارات الانفصالية مهما بدت جذابة للبعض فإنها لا تصمد أمام الأسئلة الجوهرية: كيف تدار الدولة؟ كيف تحفظ الحقوق؟ وكيف تبنى مؤسسات تحمي الجميع؟ الإجابة المنطقية التي يخلص إليها معظم اليمنيين هي أن الحل يكمن في دولة واحدة عادلة تستوعب كل مكوناتها وتمنح كل منطقة حقها في المشاركة والتمثيل وتبني علاقة جديدة بين المواطن والدولة تقوم على الثقة والمساواة وسيادة القانون.

الوحدة بالنسبة لهم ليست حدودا مرسومة على الخريطة بقدر ما هي مشروع وطني لا يزال بإمكانه أن ينهض إذا توفرت الإرادة السياسية والرؤية الصادقة.

كما يدرك اليمنيون أن التحديات التي تواجههم من إعادة الإعمار إلى مواجهة الفقر وتحسين الخدمات الأساسية تتطلب تضافر الجهود تحت مظلة وطن جامع لا كيانات متفرقة تتنافس على البقاء. فالاقتصاد الموحد أقوى ومؤسسات الدولة الموحدة أقدر على حماية السيادة وضبط الأمن وتقديم الخدمات. وحتى على المستوى الإقليمي والدولي لا يزال اليمن الموحد يتمتع بثقل سياسي لا يمكن تجاهله في حين أن أي تقسيم سيحول البلاد إلى ساحات نفوذ متناحرة ويضعف قدرتها على فرض مصالحها.

إن الإيمان بوحدة اليمن ليس موقفا عاطفيا فحسب بل هو قراءة واقعية للتاريخ والجغرافيا والتركيبة الاجتماعية. هو إدراك أن التداخل العميق بين أبناء المحافظات من النسب والتجارة والتعليم والعمل يجعل فكرة التقسيم غير قابلة للتطبيق عمليا وأن أي محاولة لفرضها ستخلق أزمات لا نهاية لها. ورغم كل ما يبدو من تعقيدات المشهد السياسي يظل الأمل حيا بأن اليمن قادر على تجاوز محنته طالما بقيت وحدة ترابه خطا أحمر يتفق عليه الجميع.

وفي النهاية فإن القول بأن اليمن واحد ولن يسمح بتمزيقه ليس مجرد رسالة سياسية بل هو تعبير عن إرادة شعب عانى كثيرا وفهم أن خلاصه لن يكون إلا تحت راية وطن واحد قوي قادر على حماية مصالحه وترسيخ هويته وصناعة مستقبل يستحقه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في إندونيسيا

ارتفعت حصيلة الفيضانات والانهيارات الأرضية في جزيرة سومطرة الإندونيسية إلى 950 قتيلا و5 آلاف جريح، على ما أفاد مركز إدارة الكوارث الاثنين.
وأوضح المركز أنّ الكارثة التي طالت ثلاث مقاطعات في سومطرة، ودمّرت عددا كبيرا من المنازل والطرق والبنية التحتية، تسببت بفقدان 274 شخصا.
في المجمل، قضى ما لا يقل عن 1800 شخص في إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، جراء سلسلة من العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي تتسبب بانزلاقات تربة وفيضانات مفاجئة.
وقال رئيس مركز إدارة الكوارث سوهاريانتو مساء الأحد إن تكلفة إعادة الإعمار في مقاطعات سومطرة الثلاث قد تصل إلى 51,82 تريليون روبية (3,1 مليار دولار).
إقليم آتشيه الواقع شمال غرب جزيرة سومطرة والذي دمّره تسونامي عام 2004، هو المنطقة الأكثر تضررا، إذ بلغ عدد القتلى فيه 386 شخصا بالإضافة إلى مئات آلاف المشردين.
يشهد قسم كبير من آسيا حاليا ذروة موسم الرياح الذي يُعدّ أساسيا لزراعة الأرز، لكنه غالبا ما يثير فيضانات.
وبحسب الخبراء، يتسبب التغير المناخي بهطول كميات أكبر من الأمطار الغزيرة، لأن الغلاف الجوي أصبح أكثر احترارا ويحتفظ تاليا برطوبة أكبر، كما أن احترار المحيطات يزيد من حدة العواصف.

أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الإندونيسية مخاوف من انتشار الجوع مع توقع هطول مزيد من الأمطار على إندونيسيا المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد حاليا
  • عاصفة هائلة تبتلع صحراء تانامي.. سماء أستراليا تتحول إلى كتلة من الغبار
  • اليمن القادم
  • الإمارات تعلق على التطورات المتسارعة في اليمن
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في إندونيسيا
  • كيف ينظر اليمنيون إلى سيطرة الانتقالي الجنوبي على حضرموت والمهرة؟
  • اللواء خالد اللبان: هيئة قصور الثقافة تمتلك تاريخا طويلا ومكانة ثقافية راسخة
  • كيف تحدّى نيكولاس مادورو كل العواصف… واحتفظ بعرش فنزويلا رغم الانهيار؟