خبير عسكري: تأكيد نتنياهو مواصلة الحرب هروب للأمام وجيشه يعاني فشلا مزمنا
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على قطاع غزة "مكابرة وهروب إلى الأمام"، ولن يستطيع تحرير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
ويعتقد الدويري -خلال تحليله للجزيرة- أن نتنياهو لن يربح الحرب الحالية، وستكون نهايته السجن في نهاية المطاف، مستحضرا الاستحاقات والقضايا التي تلاحقه في الداخل الإسرائيلي.
وأشار إلى أن ما يحول بينه وبين السجن الحصانة التي تحميه حاليا من خلال ترؤسه الحكومة الإسرائيلية، "فلا يمكن أن يُحاكم حاليا، لذلك سيحاول المماطلة".
ومع ذلك يحاول نتنياهو -وفق الدويري- أن يثبت للمجتمع الإسرائيلي أنه "رجل المرحلة القادر على تأمين انتصار، وأنه قادر على المحافظة على كينونة (الدولة الإسرائيلية) وبقاء الصهيونية قائمة".
وجاء تعليق الدويري ردا على تصريحات نتنياهو خلال زيارته معسكر قوات المدرعات بالمنطقة الجنوبية، حيث قال إن تل أبيب ستواصل الحرب "ولن توقفنا الضغوط الدولية".
"فشل مزمن"
وبشأن التطورات الميدانية، وصف الخبير العسكري جيش الاحتلال بأنه "يعاني من فشل مزمن على مستوى القيادة وإدارة المعركة وقادة الفرق والألوية والكتائب، ولديه أيضا عقم في التفكير وترهل على كافة الصعد".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نقلت عن عسكريين إسرائيليين أن إستراتيجية المعركة في غزة "ليست الأفضل، والقتال لا يسير على ما يرام، مع ضرورة القتال بطريقة أكثر أمانا عبر الدبابات والطائرات".
وفي هذا الإطار، قال الدويري إن دبابات "ميركافا" محمية وتعد ضمن الأفضل عالميا، كما أن طائرات الاحتلال دمرت قرابة 80% من مباني غزة، مضيفا أنه "لو توفر هذا الإسناد الناري لحررت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل المقاومة فلسطين من البحر للنهر".
وتابع بالقول إن جيش الاحتلال يعاني فشلا استخباريا لكونه دخل القطاع في إطار "حرب تقليدية وليس حربا غير متناظرة"، مستدلا بكمين القسام للواء جولاني في حي الشجاعية شرقي غزة، أوقع عددا كبيرا بين قتيل وجريح، أغلبهم من الضباط.
ولفت إلى أن لواء جولاني لديه ثأر مزمن مع حي الشجاعية بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في حرب 2014، والتي أسفرت آنذاك عن أسر الجندي شاؤول آرون، و"لكنه لم يتعلم من أخطاء الماضي ولا يزال يكررها".
الشجاعية يفرض نفسه عند الحديث عن المعارك شرقي #غزة.. ما أهمية هذا الحي جغرافيا وعسكريا مع كل توغل بري إسرائيلي؟ | تقرير: صهيب العصا #حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/NZBSDwVOSm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 13, 2023
واستدل الخبير الإستراتيجي أيضا بالتصريحات الأميركية إلى إسرائيل بعدم تكرار أخطاء واشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، ومع ذلك "لم تأخذ تل أبيب بها ومضت في خططها البرية في غزة".
وأكد أن خسائر الاحتلال المتزايدة في غزة ستؤثر سلبا على الروح المعنوية لجنود الاحتلال خاصة مع الفشل المتواصل مثل مقتل جنديين لتحرير جثتي أسيرين إسرائيليين في القطاع، وقبلها مقتل أسير حاولت قوة إسرائيلية تحريره ووقعت بين قتيل وجريح.
وخلص في ختام تعليقه إلى أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يغير تكتيك القتال في غزة "لأنه يتعامل مع عدو مجهول".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إيران ربما تجعل ديمونا مقابل فوردو
قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن إيران وجهت رسالة لإسرائيل بأن ضرب مفاعل فوردو سيقابله ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، لكنه أوضح أن هذا الأمر يتم تأجيله الآن.
وسقط صاروخ إيراني فجر اليوم الجمعة في بئر السبع بعدما أخفقت الدفاعات الجوية في اعتراضه، وفقا لما أقر به الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إيرانية إن الموقع المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.
وحسب العقيد الفلاحي، فإن رسالة إيران من استهداف منطقة بئر السبع القريبة من مفاعل ديمونا، هي أن لديها الإمكانيات والقدرات والمعلومات على ضرب منشآت إستراتيجية بما فيها مفاعل ديمونا النووي، وقال إن رسالة إيران لإسرائيل هي أن "مفاعل ديمونا قد يكون مقابل منشأة فوردو"، لكن العقيد الفلاحي أوضح أنه من المبكر الحديث عن ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي، لأن المواجهة لم تصل إلى هذا الحد.
واعتبر أن مسألة ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي من طرف إيران "مؤجلة الآن".
وكان عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني قال إنه حان الوقت للهجوم على مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
وتشكل منشأة فوردو تحديا أمام الاستهدافات الإسرائيلية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية.
إستراتيجية إطلاق الصواريخ
وعن إستراتيجية إيران في إطلاق الصواريخ، يلفت العقيد الفلاحي إلى وجود تدرج في إطلاق الصواريخ، فقد أطلقت إيران في ردها الأول على الهجوم الإسرائيلي أكثر من 200 صاروخ، ثم انخفض العدد تدريجيًا بينما اتخذت العملية طابعًا نوعيًا وكمّيًا، إذ أصبح العدد أقل، لكن بأنواع متطورة.
إعلانوهدفت إيران من خلال الصواريخ التي أطلقت في "البداية" إلى ما أسماه العقيد الفلاحي "الإشباع الجوي"، واستخدمت فيها صواريخ قديمة، وذلك لاستنزاف منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، كما أشار العقيد الفلاحي الذي أوضح أيضا أن إيران مستمرة في إطلاق الصواريخ من قواعد ثابتة ومن أخرى متحركة، وأن مديات الصواريخ تمكنها من الوصول إلى أهدافها.
وتقول إيران إنها لم تستخدم كل ما لديها من قدرات صاروخية، حيث لا يزال صاروخ "فتاح 2"ورقة تهديد في وجه إسرائيل، ويؤكد العقيد الفلاحي أن هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر يعمل بالوقود الصلب، مما يعني أنه قادر على تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من خلال تغيير المسار والمناورة التي يمتاز بها.
ويرى العقيد الفلاحي أن استخدام إيران لهذا الصاروخ يتوقف على تطورات الحرب بين تل أبيب وطهران، وربما يترك للمواجهة الشاملة، لأنه قادر على الوصول إلى أهداف دقيقة جدا في مناطق متعددة، مشيرا إلى أن إيران لا تريد استخراج جميع قدراتها وإمكانياتها، وتكتفي الآن بإطلاق صواريخ بنوعيات ومديات مختلفة.
وبشأن الحسابات الإسرائيلية لقدرات إيران، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن إيران لم تخض أي حرب منذ عام 1988، وقامت طوال تلك الفترة بتطوير قدراتها، مركزة على القوة الصاروخية كسلاح ردع إستراتيجي، باعتبار أنها غير قادرة على امتلاك قوة جوية متطورة.
وكانت إسرائيل تعتقد أن الضربة الاستباقية لإيران ستؤدي إلى انهيار كبير، وهو ما لم يحدث، حيث استعادت إيران -يضيف العقيد الفلاحي- توازنها، وقامت بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، متسببة في استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.