RT Arabic:
2025-05-16@17:22:36 GMT

كيف نزع جنرال أمريكي مخالب اليابان إلى الأبد؟

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

كيف نزع جنرال أمريكي مخالب اليابان إلى الأبد؟

ألغى الجنرال الأمريكي ماك آرثر دوغلاس في 15 ديسمبر عام 1945 الشنتوية كدين رسمي لليابان، وذلك لأن هذه العقيدة الأرضية، تضع الإمبراطور، وكان وقتها هيروهيتو، في مصاف الآلهة!

إقرأ المزيد الجنرال المتحمس لرئاسة الولايات المتحدة: أستطيع إنهاء الحرب بـ25 قنبلة نووية في 10 أيام

ماك آرثر الذي تولى منصب الحاكم العسكري لليابان بعد احتلاله، وقبلها قاد قوات الحلفاء في المحيط الهادئ، وضع أسسا لسيطرة دائمة على اليابان، ركز فيها على ضرب الثقافة الراسخة السائدة التي تدور حول شخصية "الإمبراطور" الإلهية.

الشنتوية ليست ديانة تقليدية ولا توجد لها تعاليم محددة، وهي أقرب إلى العادات التي ترسخت بقوة في الحياة اليومية عبر الزمن، ومع ذلك كانت بمثابة دين رسمي، وقد عمل الجنرال ماك آرثر على حظر تعاليمه في المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى، كما تمت إزالة صور الإمبراطور من المدارس وحظر الركوع في اتجاه قصره، وفي نفس الوقت زاد تأثير  المسيحية بتشجيعها، حيث كثف المبشرون أنشطتهم في اليابان تحت رعاية السلطات الأمريكية، وأنشأت الكنيسة الكاثوليكية والطوائف الأخرى شبكة واسعة من المدارس والمعاهد الدينية والجامعات في البلاد.

بنهاية المطاف وبضغط من الحاكم العسكري الأمريكي لليابان، أبلغ الإمبراطور هيروهيتو بنفسه لشعبه في 1 يناير عام 1946 أنه ليس من أصل إلهي مطلقا وأنه ليس "سليل آلهة الشمس"، وما كان له أن يكون كذلك، وأن مثل هذا الأمر هو في الواقع أسطورة تستحق الندم. وهكذا قرر الأمريكيون الإبقاء على الإمبراطور في منصبه مع تخليه في نفس الوقت عن مكانته الإلهية، علاوة على أنه أصبح في الهيكلية السياسية الجديدة في اليابان مجرد شخصية رمزية، لا تأثير سياسي له.

مؤرخون يرون أن ماك آرثر أبقى على حياة الإمبراطور هيروهيتو وجنبه الإعدام أو الحكم بالسجن المؤبد لخشيته من رد فعل عنيف وثورة من جانب اليابانيين من جميع الطبقات الاجتماعية، ما من شأنه أن يعيق الوصول إلى هدفه الرئيس المتمثل في تحويل اليابان من مجتمع عسكري إقطاعي إلى دولة "ديمقراطية" موالية للغرب.

الجنرال ماك آرثر كان مصمما على تغيير اليابان داخليا وبشكل جذري، وبدأ العمل على إدخال تعديلات على دستور "ميجي"، حوله إلى وثيقة جديدة تماما، نزعت السلطة والنفوذ المباشرين عن الإمبراطور، وحظرت مشاركة اليابان في الصراعات العسكرية، وتمت تسمية البرلمان على أنه "أعلى جهاز لسلطة الدولة" و"الهيئة التشريعية الوحيدة في البلاد".

العميد كين دايك، وكان يتولى منصب رئيس قسم المعلومات والتعليم المدني في إدارة الاحتلال، وصف الشنتوية، بأنها دين "صنعه" القوميون المتطرفون وأمراء الحرب للترويج لمحاولة اليابان الفاشلة للسيطرة على العالم.

من جانب آخر، كتب مايكل شالر في كتابه "الاحتلال الأمريكي لليابان" قائلا إن خيال "الوطنيين" الأمريكيين مع اقتراب غروب شمس الإمبراطورية اليابانية جمح وهو يحلم بالانتقام من اليابانيين بسبب عار بيرل هاربور وهزائم الفلبين، إلى درجة أن "السناتور ثيودور بيلبو طالب بتعقيم جميع اليابانيين، وفيما بعد تم إعداد حتى مشروع لتربية (سلالة جديدة) من اليابانيين والقضاء على البربرية الفطرية لليابانيين "عن طريق" تزاوجهم مع السكان الهادئين والمطيعين في جزر المحيط الهادئ".

ماك آرثر نفسه أصيب بجنون العظمة من دوره في إسقاط ألوهية الإمبراطور هيروهيتو وقلب حياة اليابانيين رأسا على عقب، حتى أنه كتب في مذكراته قائلا: "أنا جندي محترف حصل على الحق المطلق في السيطرة على حياة 80 مليون شخص".

خطة ماك آرثر نجحت وبقيت اليابان بعد انتهاء الاحتلال الأمريكي رسميا في عام 1952، دولة حليفة جدا للولايات المتحدة لا تختلف كثيرا حتى عن بريطانيا، والسر في ذلك يكمن في عملية طويلة من الإذلال والانتقام الوحشي، بدأت بقنبلتين نوويتين، ثم بتغيرات دستورية جذرية نزعت مخالب بلاد الشمس المشرقة إلى الأبد، وحولت اليابان التي كانت تعرف باسم "قزم سياسي بمحفظة ضخمة" إلى تابع لما يشبه الإله.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية هيروشيما

إقرأ أيضاً:

حاكم غينيا الجنرال دومبوييا يسحب تراخيص شركتين للتعدين

في إطار سياسته المتواصلة للسيطرة على قطاع التعدين في غينيا، قرر الجنرال مامادي دومبويا، رئيس المجلس العسكري الحاكم، سحب تراخيص شركتين محليتين تنشطان في مجال التعدين، وذلك بموجب مرسومين أُعلِن عنهما عبر التلفزيون الوطني.

ولم تقدم السلطات أي توضيحات بشأن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار.

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من أمر أصدره الجنرال دومبويا بسحب تراخيص جميع الشركات العاملة في التعدين التي لا تلتزم بالقوانين السارية في البلاد.

ورغم عدم نشر قائمة رسمية بأسماء الشركات المعنية، فإن الإعلان يعكس توجها نحو تعزيز الرقابة على قطاع التعدين.

خريطة غينيا (الجزيرة)

وفي سياق تعزيز السيطرة على الموارد الطبيعية، وجّه دومبويا وزير المناجم، بونا سيلا، بمراجعة مقترح يقضي بمنع تصدير الذهب الخام، تماشيا مع قرب افتتاح مصنع لتكرير الذهب في البلاد.

وتهدف هذه السياسات إلى تعزيز السيادة الوطنية على الثروات المعدنية الهائلة التي تزخر بها البلاد.

وتُعد غينيا من أغنى دول أفريقيا بالمعادن مثل البوكسيت والحديد والذهب والماس، لكنها في الوقت نفسه من أفقر دول العالم.

وعلى الرغم من وفرة الموارد، يندد الخبراء والمنظمات غير الحكومية بوجود تفاوت كبير في توزيع العائدات، حيث تستفيد الشركات المحلية والأجنبية بشكل كبير، بينما تبقى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين في غاية الصعوبة.

إعلان

ويرى بعض الخبراء أن هذه الفجوة تعود إلى نقص الاستثمارات المحلية، وضعف البنية التحتية الأساسية مثل الطرق، فضلا عن تفشي الفساد في مؤسسات الدولة.

كما تُوجَّه انتقادات إلى الإطار القانوني الحالي، الذي لا يوفر حماية كافية للموارد الوطنية أو للمصالح الاقتصادية المحلية.

مقالات مشابهة

  • ألونسو: ليفركوزن في القلب إلى الأبد!
  • موهوزي كينيروغابا: أي مواطن يصوت ضد والدي موسيفيني في الانتخابات المقبلة سيتم ترحيله من البلاد
  • صفقة طائرات ضخمة بين الإمارات وأمريكا بقيمة 14.5 مليار دولار
  • ترامب يكشف تفاصيل "رحلة سرّية" إلى العراق: حياتي كانت في خطر
  • وزير الخارجية الأمريكي يحدد شرطًا لرفع بلاده العقوبات عن سوريا إلى الأبد
  • "جزار سوريا" يظهر في الجزائر بعد سنتين من اختفائه
  • “آرثر دي ليتل” تسلط الضوء على تقنيات عملية لمكافحة تدهور الأراضي في أصعب الظروف المناخية على مستوى العالم
  • جنرال إسرائيلي يحث على التعاون مع السعودية دون تطبيع.. دعا لتحييد النفوذ القطري
  • البيت الأبيض: ترامب يوقع اتفاقية تعاون اقتصادي تاريخية مع قطر بقيمة تزيد عن تريليون دولار
  • حاكم غينيا الجنرال دومبوييا يسحب تراخيص شركتين للتعدين