(CNN)-- قُتل تسعة جنود إسرائيليين في هجوم واحد في شمال غزة، الثلاثاء، وهو الحادث الذي كان من بين أكثر الحوادث دموية للقوات الإسرائيلية منذ بداية عمليتها البرية في 27 أكتوبر.

وقد أحدثت هذه الأخبار صدمة في جميع أنحاء إسرائيل، حيث لا يزال الكثيرون يشعرون بالحزن من الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر. لكن المحللين يقولون إنه من غير المرجح أن يؤدي هذا الحادث إلى إضعاف التأييد للحرب بين الجمهور الإسرائيلي.

ويقولون إن المخاطر مرتفعة للغاية.

قال الخبيرة الأمنية والكولونيل المتقاعد في الجيش الإسرائيلي ميري آيسين لـCNN: "في الوقت الحالي، بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، (التهديد من) القدرات العسكرية لحماس هو لدرجة أننا على استعداد للذهاب إلى عدد كبير نسبيا (من الضحايا) لتدميرها".

ويخدم زوج آيسين وأطفالها الثلاثة حاليًا في الجيش الإسرائيلي. وأضافت: "هذا لا يعني أنني أريد التضحية بأطفالي.. لا، هذا يعني أنني لا أعرف كيف سأتمكن من العيش هنا إلا إذا قمنا بتدمير حماس".

ومع ذلك، فإن هجوم الثلاثاء أصاب الإسرائيليين بشدة، وليس فقط بسبب العدد الكبير من القتلى.

قالت آيسين: "هذا المزيج من أنه كان لواء محددًا سقط فيه الكثير من الضحايا وكان يضم عددًا كبيرًا من الضباط رفيعي المستوى، جعل الأمر مؤلمًا للغاية. إننا نتألم اليوم".

وأضافت: "يكون الأمر صعبًا دائمًا عندما يُقتل الجنود، ولكن عندما يكون هذا المستوى من القيادة، فإن ذلك يضربك في أحشائك"، وتابعت: "هؤلاء هم القادة الذين قادوا مئات الجنود".

وقالت آيسين إن الحادث سلط الضوء على الطبيعة غير المتوقعة لنوع الحرب التي تشنها إسرائيل حاليا في غزة. اقتصرت المرحلة الأولى من العملية على الهجمات الجوية والمدفعية، التي تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين، لكنها حافظت على سلامة الجنود الإسرائيليين لأن الجيش الإسرائيلي يتمتع بالتفوق الجوي على غزة.

ولكن بمجرد أن وضع الجيش الإسرائيلي قواته على الأرض، تغير الميزان إلى حد ما. ووفقا للجيش الإسرائيلي، أمضت حماس وقتا طويلا في التحضير لهذه الحرب، حيث قامت ببناء نظام أنفاق واسع، ونصب الفخاخ والدفاعات. وهذا على الأرجح أحد الأسباب التي جعلت هذا الغزو أكثر فتكاً بالنسبة للجيش الإسرائيلي من عمليته البرية في غزة عام 2014، والتي استمرت 51 يوماً وأدت إلى مقتل 67 جندياً إسرائيلياً.

وقالت آيسن: "في حرب المدن، تكون الميزة دائمًا للمدافع، ولهذا السبب قامت حماس ببناء نفسها في الساحة الحضرية وأنشأت ساحة تحت الأرض تحت هذه المنطقة الحضرية المحددة"، مضيفًة أنه في مثل هذه الحالات، تحتاج القوات المهاجمة إلى "خلق مزايا محلية" لتحقيق النجاح. وأضافت: "بالأمس، لم ينجح الأمر".

وقال الجيش الإسرائيلي إن الوحدة المتورطة في حادثة الثلاثاء هي لواء جولاني، وهي وحدة مشاة كانت تعمل داخل حي الشجاعية في وسط شرق غزة.

وفي بيان صدر الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس “ألقوا متفجرات على الجنود وأطلقوا النار عليهم من داخل مبنى سكني توجد فيه أيضا بنية تحتية للإرهاب تحت الأرض".

وقال اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي إسرائيل زيف لـ CNN إن الحادث وقع في جزء مكتظ من حي الشجاعية، الذي قال إنه “معروف باستغلاله من قبل إرهابيي حماس لنشر العديد من قاذفات الصواريخ وإخفاء حفر الدخول إلى الأنفاق تحت الأرض، والتي تحرسها الفخاخ المتفجرة".

وقال زيف إن "القتال وتطهير الوجود الإرهابي في هذه المنطقة أمر محفوف بالمخاطر للغاية ويتطلب مستوى عال من الشجاعة والتصميم”، موضحًا أن الحادث كان مميتًا بشكل خاص لأنه بعد أن واجه فريق المشاة الأول مقاتلي حماس والفخاخ المتفجرة، سارعت فرق أخرى للرد.

وأضاف أن "هذا الاندفاع كان السبب الرئيسي لارتفاع عدد الضحايا".

"العالم لا يفهم ما يجري"

وبينما لا تزال الغالبية العظمى من الإسرائيليين تؤيد العملية في غزة، قال زيف إن هناك البعض الذين بدأوا يشككون في الطريقة التي تُدار بها الحرب.

وأضاف: "مثل هذه الحوادث تدفع إلى استخدام إجراءات بعيدة مثل القوات الجوية، بدلا من إرسال قوات للقتال وجها لوجه في تلك المناطق الحضرية القاتلة".

وقال كل من زيف وأيسين إن القتال على الأرض سيساعد في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين مقارنة بالقصف الجوي.

لقد كان العدد الهائل من القتلى المدنيين في غزة بمثابة اختبار خطير للدعم الدولي لإسرائيل، حتى أن بعض أقرب حلفائها يدعون إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

قالت آيسين إنها ترى اتساع الفجوة بين الرأي العام داخل إسرائيل ووجهات نظر من هم خارج البلاد.

وأضافت: "أشعر بالتأكيد أن العالم لا يفهم ذلك، إنهم لا يفهمون أننا نرى هذا كتهديد وجودي، وأننا لا نستطيع العيش هنا طالما أن القدرات العسكرية لحماس موجودة".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: انهيار مبنى فى قطاع غزة مكون من 5 طوابق بداخله جنود من الجيش

أعلن  إعلام إسرائيلي انهيار مبنى في قطاع غزة من 5 طوابق بداخله جنود من الجيش ونحو 8 منهم عالقون، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

حزب الله: استهداف مبانٍ عسكرية شمالي إسرائيل إسرائيل: اجتماع لمجلس الحرب اليوم دون دعوة جانتس وآيزنكوت للحضور

 

حماس: سنتعامل بإيجابية مع أي مبادرة تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة


 

وفي سياق آخر،  قال مسئول في حركة حماس، اليوم الإثنين، إنهم سيتعاملون بإيجابية مع أي مبادرة تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة.

 

 وفي تصريحاته لوكالة "رويترز"، قال مسئول حركة حماس: "نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة".

 

بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط للدفع قدماً باقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة:

 يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، جولة جديدة في الشرق الأوسط للدفع قدمًا باقتراح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي هذه الجولة، وهي الثامنة له في المنطقة منذ بدء النزاع في السابع من أكتوبر، في مصر على أن يتوجه في وقت لاحق الإثنين إلى إسرائيل.

 

 وتهدف هذه الزيارة إلى الدفع باتجاه إقرار مقترح لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو.

 

 خلال جولته الشرق أوسطية سيزور بلينكن أيضًا الأردن وقطر قبل أن ينتقل إلى إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة السبع الأربعاء.

وشهد صباح اليوم الإثنين الموافق 10 يونيو، قيام قوات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي بسلسلة اعتقالات بعدد من المدن الفلسطينية.

 ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد اقتحمت قوات الاحتلال عدة قرى في محافظة نابلس، وداهمت منزل المواطن بلال يامين بقرية تل غرب المدينة واعتقلت نجله محمود، وعاثت بمحتويات المنزل خرابًا.

 وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية كفر قليل جنوبا، وفتشت منزلًا وعبثت بمحتوياته، كما اقتحمت قرية برقة شمال غرب المدينة، وإثر ذلك اندلعت مواجهات، دون أن يبلغ عن إصابات.

 وفي جنين اعتقل الاحتلال، فجر اليوم، ثلاثة شبان من جنين، وأفادت مصادر أمنية لـ"وفا"، "بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب احمد علي ابو دخان من قرية فقوعة، والشابين طه شادي ابو صويص، والأسير المحرر مهدي بشناق، من قرية رمانة، بعد مداهمة منازل ذويهم وتفتيشها.

 وأضافت المصادر، أن تلك القوات اقتحمت ضاحية صباح الخير في جنين، وقريتي جلبون وعربونة، وبلدة سيلة الظهر، وشنت حملة تمشيط وتفتيش، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • اعتراف إسرائيلي: أضعنا مبادئ الحرب العشرة تحت الأرض وفوقها في غزة
  • بلينكن: على إسرائيل اتخاذ المزيد من الخطوات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة
  • لماذا قد تبدي “حماس” تحفظًا على قرار مجلس الأمن؟
  •  حماس والجهاد: لا تفاوض دون مسودة اتفاق تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة
  • مقتل 4 جنود إسرائيليين خلال معارك في رفح
  • الأمم المتحدة: القتال والنهب والفظائع التي يشهدها السودان يجب أن تتوقف الآن
  • إسرائيل: انهيار مبنى فى قطاع غزة مكون من 5 طوابق بداخله جنود من الجيش
  • المفاجأة.. لماذا كادت عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين الـ4 أن تفشل؟
  • الجيش الإسرائيلي: محتجز رهائن النصيرات صحفي
  • نوعا أرغماني : الجيش قصف منزلا كنت فيه وقتل أسيرين في غزة