رجالٌ في الشمس: مآسي العُروبة وتداعياتُ النَّكبة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
"صديقُه الذي هاجر إلى هناك واشتغل سوّاقًا وعاد بأكياسٍ من النقود قال إنه لا توجد هناك أية شجرة. الأشجار موجودةٌ في رأسك يا أبا قيس. في رأسك العجوز التعِب يا أبا قيس. عَشر أشجارٍ ذاتِ جذوعٍ معقَّدةٍ كانت تسّاقَط زيتونًا وخيرًا كلَّ ربيع".
بهذه الجُمَل المتتابعة التي ساقها غسّان كنفاني في الفصل الأول "أبو قيس" من روايته القصيرة المهمّة "رجال في الشمس" – والتي انتقل فيها من لسان الراوي العليم متحدثًا عن (سعدٍ) صديق (أبي قيسٍ)، إلى لسان عقل أبي قيسٍ وهو يحدِّث نفسَه، أو لعلّه لسانُ سعدٍ محدِّثًا صديقَه ولاطمًا إيّاه بالحقيقة العارية من ظلال الأشجار – يلخِّص الأديب الفلسطينيُّ الخالدُ ذكرياتِ الوطنِ الفلسطينيِّ المستقرِّ قبل حُلول نكبة عام 1948.
لقد ظلَّ أبو قيسٍ يحلم بغَرس عِرق زيتونٍ أو عِرقَين إذا ما وُفِّق في الذهاب إلى الكويت والعودة منها بما يكفي من المال. هذا الكهلُ المُنهَك قد خلَّف امرأتَه وطفلَه في مخيَّم اللاجئين مضطرًّا، تحت ضغط الفقر المُدقِع وإلحاح صديقه سعدٍ الذي سبقه إلى الكويت وعاد منها وقد تحسَّنَت أحوالُه المالية. وقد ظلّت صورةُ عُروق الزيتون تداعبُ خيالَه مع الغرفة التي يحلم ببنائها لتُظِلَّ أُسرته، طوالَ الرحلة الرهيبة التي خاضَها مُرغمًا إلى الحدود العراقية الكويتية مُهرَّبًا مع فلسطينيَّين آخَرَين من جيلَين مختلفَين هما (أسعد) و(مروان).
وفي حين مثَّلَت هذه الصورةُ المستقرّةُ الهنيئةُ المُعادِل الموضوعيَّ للوطن لدى الكهل أبي قيسٍ، جاء هذا المُعادلُ الموضوعيُّ في صورةٍ أقلَّ هناءةً لدى الشابّ أسعَد، فهو يحلم بالعودة بالمال، علَّه يرُدُّ دَين الدنانير الخمسين لعمِّه ويتزوّجُ ابنةَ عمِّه التي لا يحبُّها وإن كانت فاتحتُهما قد قُرِئت في اليوم الذي وُلِدا فيه معًا بالصُّدفة! فإذا استطلعنا صورة الوطن لدى مروان ذي الأعوام الستة عشر، فلن نجد إلا أمًّا وأربعة أطفالٍ هجرهم أبوهم ليتزوّج (شفيقة) التي بُتِرَت رِجلُها من الفخذ جرّاء إصابةٍ في غارةٍ للصهاينة، ليُعفيَ الأبُ نفسَه من تحمُّل مسؤوليّة هذه الأُسرة، خاصةً بعد أن قطع ابنُه الأكبر (زكريا) إثرَ زواجِه – وهو الأخُ الأكبرُ لمروان – المبلغ الماليَّ الذي كان يُرسِلُه بانتظامٍ من الكويت ليَعولَ هذه الأسرة. إنّ مروان لم يخُض رحلة الذهاب إلى الكويت إلا ليعوِّض هذه الأسرة التي أناخ عليها الدهرُ عن فقدان الأب والأخ، ومِن ثَمَّ فهو ذاهبٌ ليعمل ويعمل ويُرسِل المالَ مِن حيثُ يَعمل، بلا صورةٍ واضحةٍ لوطنٍ قد يسعى إلى العودة إليه. أي أننا هنا باختصارٍ أمام نفسٍ تفتقدُ أيّة صورةٍ متماسكةٍ للوطن، فهي لا ترى إلا المُضِيَّ في شقاء الحياة لأنه ليس منه بُدّ.
هكذا دسّ كنفاني هذا الخيط البالغَ اللُّطف في نسيج روايتِه، ليَلفتَنا إلى عُمق مأساة الفلسطينيّ، فصورةُ الوطنِ تتآكلُ تدريجيًّا وعلى نحوٍ متزايدٍ من جيلٍ إلى جيلٍ، أو هكذا تمثَّل الأمرُ لكاتبنا في مَطلع ستّينات القرن المنصرِم على الأقلّ.
الاستعمار وأذنابُه – كلُّ بَلِيّةٍ من صُنعِه:
الشخصية الأساسية الرابعة هي (أبو الخيزران) سائق عرَبة الماء الفلسطيني الذي يعمل مع الثريّ الكويتي (الحاجّ رضا) في التهريب حسب ما توحي به أحداث الرواية وحِوارُها. ورغم أنّ هذا الرجُل يَظهر فجأةً في الفصل الثالث "مروان" بصِفته منقِذًا يقرِّر أن يهرِّب مروان ومعه أسعد وأبو قيسٍ، آخذًا إيّاهم في عربتِه من البصرة مرورًا بقرية صفوان على الحدود العراقية الكويتية إلى أن يوصلَهم إلى الكويت، إلّا أننا أمام شخصيّةٍ تآمرَت على إفساد مقاصدها وحظوظها عواملُ عِدّةٌ، لعلّ أوضحَها فُقدانُه رجولتَه في غارةٍ صهيونيةٍ أيامَ كان يجاهد لتحرير فلسطين، ما أورثه مرارةً تتخلّل كيانَه ولا تدَع له بصيصًا من أملٍ في الحياةِ إلّا أن يعيش ليجمع المزيد من المال، فهو قد كفرَ بالوطن أصلًا، وحين يخاطبُ اللهَ متوسِّلًا إليه أن يكون معه في صعوده الهضبة بالعربة بعد اجتيازه نقطة التفتيش العراقية، نرى بوضوحٍ سُخطَه على خالقِه إذ يقول: "يا إلهي العليّ الذي لم تكن معي أبدًا، الذي لم تنظر إليَّ أبدًا، الذي لا أؤمن بك أبدًا، أيمكن أن تكون هنا هذه المرّة؟ هذه المرّة فقط؟" فكأنّه يختبر وجودَ الله وهو يخاطبُه، ما يذكِّرني شخصيًّا بختام رواية هِمنغوِاي "وداعٌ للسلاح"، تحديدًا حين كان البطل يتوسّل إلى الله أن يُنجّي امرأته الممرّضة الإنـجـليزية من الموت، ثمّ ماتت رغم ذلك، في إيحاءٍ بالعدَميّة وضَياع الدعاء سُدَى.
وَلْنُضِف إلى ذلك أنّ أبا الخيزران رغم انتوائه تهريبَ الرجال الثلاثة، إلا أنّه يُبتَلى في نقطة التفتيش الكويتية بالموظَّف اللاهي "أبي باقر" الذي يعطِّلُه ويُصِرُّ على المُزاح معه والحديث عن مغامرته المكذوبة مع الراقصة العراقية المدعُوّة (كوكب)، وهي المغامرةُ التي قصَّها على هذا الموظَّف هاتفيًّا الحاجُّ رضا ليبرِّر تأخُّر سائقِه في البصرة أيّاما. هكذا يتأخّر أبو الخيزران على مُواطِنيه الثلاثة المساكين الذين يخبِّؤهم في خزّان الماء الفارغ بالعرَبة، حيث يعانون القيظَ الرهيب وانعدامَ الهواء، وحين يَفتح لهم بعد تجاوُز نقطة التفتيش بمسافةٍ آمنةٍ، يجدُهم قد ماتوا.
هل نشطح قليلًا ونتصوّر الأمرَ في غياب تلك النُّقَط الحدودية التي فرضَها الرسمُ البريطانيُّ للأرض العربية؟ ربما لو لم تكن ثَمّ حدودٌ مُصطنَعةٌ على هذا النَّحو، لَما اضطُرّ أبو الخيزران إلى الغياب عن الأبطال المساكين حتى تتسرّب منهم آخِر أنفاس الحياة. ربما لم يكن لِيُضطَرَّ إلى إخفاء هؤلاء المساكين في خزّان العرَبة من الأساس. بل ربّما لم يكُن هؤلاء الثلاثةُ يجدون أنفُسَهم مدفوعين إلى هذه الرحلة القاتلة في قيظ الصحراء، فالأرضُ كلُّها عربيةٌ والخير عامٌّ حيثما وُجِد العربيّ!
ثمّ إنّ كاتبَنا يعرِّف أبا الخيزران فيقول إنه قد أصبح سوّاقًا ماهرًا لأنه قد عمِل سوّاقًا لدى الجيش البريطاني في فلسطين خمسة أعوامٍ قبل عام 1948. ولنا أن نرى في هذه المعلومة العابرة إيحاءً بأنّه حتى الفائدةُ الواضحة التي جَناها هذا الرجُل من قوّات الاستعمار قد انقلبَت نِقمةً على مُواطِنيه المساكين دون قصدٍ منه، أي أنّنا إزاء إرثٍ استعماريٍّ من النُّحوس المتراكمة المتشابكة، أودَى بحياة ثلاثة فلسطينيِّين من أجيالٍ مختلِفةٍ، فالذي يَحضُر الوطنُ بزيتونه وأمانه في قلبِه طِيلةَ الوقت، والذي اختُزِل الوطنُ أمام عينَي خيالِه إلى فرصةٍ لحياةٍ أفضلَ من عدَمِها (ممثَّلةً في سَداد دَينِه وزواجِه ممّن لا يحبُّها)، والأخير الذي لم يعُد يرَى الوطنَ أصلًا وإنما هَمُّه أن يواصل الحياةَ ويُعين أُسرتَه على أن تُواصلَها، هؤلاء الثلاثةُ استوَت مصائرُهم، ووحّدَت خيبةُ المسعى بينهم، فانتهَوا إلى جُثثٍ لم يجِد أبو الخيزُران بُدًّا من إلقائها في مَقلَب القُمامة المُنتِن الرائحة.
والواقعُ أننا ينبغي ألّا نقسُو في الحُكم على أبي الخيزُران، فثَمّ قراءةٌ شائعةٌ تتّهمُه بالتخاذُل والسعي على مصلحته الشخصية على حساب أهلِه، ولعلّ أوضحَ دليلٍ يُساق لإثبات هذا الحُكم هو أنه حين يتذكّر ما مع الجثث الثلاث من مالٍ بعد إلقائها في القُمامة، يعود إليها ليأخُذ المال، غيرَ آبِهٍ بما بين يديه من المأساة. لكنّ الموقِف على قسوتِه قد ذكَّرَني – على غرابة هذه الذكرى - إجراءَ الفرز الطبِّي في حالات الكوارث الإنسانية، حيثُ تُقيَّم حالاتُ المُصابين، تمهيدًا لبذل الجهد الأكبر مع مَن تبدو حالاتُهم واعدةً بالتحسُّن صحّيًّا أكثر من غيرِها. فالموقِف الطبّي ينطوي على قسوةٍ نسبيّةٍ، لكن يبدو أنّه ليس ثَمّ طريقةٌ أفضل للتعامُل مع الكوارث. وكذلك موقِف أبي الخيزران، قد نرى فيه شكلًا من أشكال الخِسّة، إلا أنّه مُضطرٌّ في عينَي نفسِه إلى أن يتزوّد بالمال، وقد رأى أنّ مَن باتوا جثثًا لم تعُد بهم حاجةٌ إلى ذلك المال، فلِمَ لا؟!
لقد ترك لنا كنفاني عملًا سرديًّا رهيبًا بالغ الكآبة على قِصَرِه، أشبَعَه صُوَرًا يغمرُنا من خِلالِها حَرُّ الصحراء اللافحُ وقَيظُ الوجود العربيِّ المحكوم بالمأساة، وأرى أنّه يمثّل مرحلةً مهمّةً في رؤية أدبنا العربيّ لحجم الكارثة التي نزلَت بوجودِنا من قَبل قِيام دولة الاحتلال، واستمرَّت وامتدَّت وتضاعفَت بقيامِها. ومِثلُ هذه الرواية جديرٌ بأن يُقرأ وتُعاد قراءتُه، حتى لا ننسى مَن نحنُ، ولا يَسقُط من أذهاننا ثأرُنا القديم المتجدِّد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الکویت
إقرأ أيضاً:
قرش الحوت.. العملاق الودود الذي يواجه خطر الانقراض
يعد سمك قرش الحوت من المخلوقات الرائعة التي تجوب محيطاتنا. تشتهر هذه الكائنات المهيبة بحجمها الهائل وطبيعتها الودودة، وقد أسرت قلوب عشاق الحياة البحرية والعلماء على حد سواء، لكنها مُصنفة على أنها مُهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
يعتبر قرش الحوت أكبر أنواع الأسماك في العالم، إذ قد يزن أكثر من 30 طنا، وأحد أكثر الكائنات المذهلة المهددة بالانقراض، وينتمي لطائفة الأسماك الغضروفية، وتمتلك هياكل غضروفية بدلا من العظام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟list 2 of 4أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخlist 3 of 4الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخlist 4 of 4ما السلاح السري الذي يساعد الثدييات أثناء الغوص الطويل؟end of listتتواجد أسماك القرش في المحيطات الاستوائية والمعتدلة بالمياه العميقة والمناطق الساحلية. وتشير التقديرات إلى أن 75% من أسماك قرش الحوت تعيش في المحيط الهندي والهادي، والبحار المحيطة بإندونيسيا التي تربط بينهما. أما المحيط الأطلسي، فهو موطن الـ25% المتبقية من أسماك قرش الحوت.
وتعتبر دولة قطر موطنا لواحدة من أكبر التجمعات لقرش الحوت في العالم، حيث تصل أعدادها في المياه الإقليمية القطرية إلى أكثر من 600 قرش حوت وفق وزارة البيئة والتغير المناخي القطرية.
تهاجر أسماك قرش الحوت عبر المحيطات آلاف الكيلومترات، وتعود إلى نفس المكان سنويا. ويصل طول صغار القرش 60 سنتيمترا، أما البالغون فيتراوح طولهم بين 14 إلى 18 مترا، وتضع أكثر من 300 من الصغار في كل ولادة، وهي تصنف كأسماك بويضة ولودة، أي أن البيض يفقس داخل جسم الأنثى ثم يولد الصغار كبالغين صغار.
ميزات فريدة
تتميز أسماك القرش برأس مفلطح عريض، وهو النوع الوحيد من الأسماك الذي يمتاز بأن فمه في المقدمة وليس أسفل الرأس، وله زعنفة ذيلية هلالية الشكل، لها جلد خشن الملمس وناعم من اتجاه الرأس للذيل، ويمتاز بسُمك كبير على الظهر يتعدى 10سنتيمترات، وتقل السماكة حول أسفل البطن.
بدلا من الأسنان الحادة، لدى قرش الحوت ألواح كيراتينية طويلة يستخدمها لتصفية الطعام من الماء الذي يمر عبر فمه الكبير. هذه الألواح تعتبر بديلا مهما للأسنان الحادة والخطيرة، مما يجعله أكثر أمانا في التعامل مع البشر.
أما أبرز سمات أسماك قرش الحوت، فهو نمط جلدها الفريد الذي يتضمن بقعا وخطوطا تسمح بالتعرف على كل سمكة قرش، فلا يوجد قرشان حوتيان لهما النمط نفسه، مما يُمكّن الباحثين من تحديد أسماك القرش وتتبعها على مر الزمن.
وتتواصل قروش الحوت بصوتها الخاص، الذي يتكون من مجموعة متنوعة من الأنماط الرنينية التي تشبه الموسيقى، وتنتشر تحت الماء على مسافات بعيدة. كما تشير الدراسات إلى أنه يتميز بجهاز مناعي قوي يجعله مقاوما للعديد من الأمراض والإصابات، مما يجعله قادرا على تنظيف المحيطات بالقضاء على الكائنات المريضة.
وفق التقديرات، يعيش قرش الحوت لفترات طويلة، حيث يقدر عمره بين 70 إلى 100 عام. ويعد بذلك أطول الفقاريات عمرا على الأرض، وتقدر دراسة أن عمرها الأقصى قد يصل إلى 130 عاما.
وعلى عكس القروش الأخرى، تتغذى أسماك قرش الحوت بالترشيح، ولا تستطيع العض أو المضغ. ويمكنها معالجة أكثر من 6 آلاف لتر من الماء في الساعة عبر خياشيمها.
ورغم من أن فمها يمكن أن يصل عرضه إلى 1.55 متر، فإن أسنان قرش الحوت صغيرة جدا لدرجة أنها لا تستطيع أكل الروبيان الصغير والأسماك والعوالق والحبار كغذاء رئيسي إلا باستخدام خياشيمها كمرشح شفط.
تصنف أسماك قرش الحوت ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، التي تضم الحيوانات المهددة بالانقراض، إذ يؤثر التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة المياه على موائلها، وتوفر غذائها.
كما يتسبب التلوث البلاستيكي في تشابكها أو ابتلاعها، خاصة وهي تتغذى بالترشيح، إضافة إلى الصيد الجائر والعرضي، واصطيادها بالسفن ومحركات القوارب نظرا لطبيعتها المسالمة.
إعلانوتُعدّ أسماك قرش الحوت ذات قيمة عالية في الأسواق العالمية وخاصة في آسيا. ويظل الطلب على لحومها وزعانفها وزيتها يُشكّل تهديدا لها أدى إلى تناقص أعدادها حسب الصندوق العالمي للطبيعة.
ويؤثر ذلك على دور قرش الحوت المهم في البيئة البحرية والتوازن البيئي، حيث يستهلك الأسماك والعوالق بكميات كبيرة ما يسهم في السيطرة و التحكم في أعداد الكائنات البحرية الأصغر و يحفظ الأنواع الأخرى والنظام البيئي ككل.
كما يعد أيضا ناقلا للطاقة والمواد العضوية في المحيطات بشكل مستدام ومتوازن، وهذا يسهم بدوره في دورة الحياة البيولوجية للمحيطات واستدامة الأنظمة البيئية. كما تُوفّر أجسامها موطنا للطفيليات والأسماك الصغيرة، مما يجعلها كائنا محوريا للحياة البحرية والطبيعة.