قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنَّ الواقع اللغوي يفرض على الأمة العربية أن توجد طرائق متنوعة لتجذير اللغة العربية في نفوس أجيال المستقبل؛ لتبقى حية متوقدة في ألسنتهم وفي أفكارهم، بدءا من المدارس والمؤسسات التربوية، ومرورا بوسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي المحدثة التي تأتي بالعجائب وغيرها من أدوات معاصرة.

وأكّد أنَّ اللغة في أي أمة هي مؤشر دقيق على حالة الأمة الحضارية،  وأن اللغة العربية ليست مجرد لغة للتواصل والتفكير فقط، وإنما هي لغة العقيدة والشريعة التي ارتضاها الله رب العالمين، لغة لكتابه وسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم، وبهذا تشرفت اللغة العربية أيما تشريف، وحق لها أن تفاخر بذلك سائر اللغات.

ما يتعرض له أبناء غزة يؤكد أن الوحشية والبربرية ما تزال في طبائع الصهاينة

وأضاف وكيل الأزهر أنَّ اللغة العربية فضلا عن كونها أحد مكونات الهوية، فإنها مفتاح علوم التراث، ولا غنى لعلم من علوم الشريعة عنها، كما أوضح العلماء، موضحا أنه إذا استعجمت الألسنة صارت العلوم غريبة عن أهلها، وإذا فرق بين العلوم وأهلها صاروا على موائد الأمم العلمية أضيافا إن أحسن إليهم؛ لذلك كان إكرام اللغة واللسان من إكرام الأمة، وضعف اللغة واللسان من ضعف الأمة.

وقدم وكيل الأزهر عددًا من المقترحات للمحافظة على اللغة العربية، معربا عن أمله في أن تكون واقعا بيننا وفينا، حيث جاءت تلك المقترحات كالتالي:

1- أن ينطق الدبلوماسيون العرب باللسان العربي في المحافل الدولية، والأوساط السياسية.

2- أن تفعل التشريعات الخاصة بحماية اللغة العربية والنهوض بها، بما يجعلها حاضرة في مختلف ميادين المعرفة والثقافة، والحياة العامة، والأنشطة الفنية والإعلامية.

3- أن تعمل الدوائر التربوية على إيجاد صيغ وبدائل مرغبة للنشء في دراستها والتكلم بها، وبالأخص أن تتبنى المؤسسات التربوية والمجامع اللغوية بناء مقياس يحدد درجة حضور اللغة ومفرداتها على ألسنة الباحثين وطلاب العلم، والشباب عموما؛ لنقوم بالواجب في ضوء هذه النتائج.

4- ضرورة توفر إرادة حقيقية وقرار بآليات تنفيذية يعنى بتعريب العلوم المعاصرة.

5- أن تصطبغ الرسالة الإعلامية بالصبغة اللغوية الفصيحة. 

وعن أحداث غزة، قال وكيل الأزهر، إنَّ الأمة تعاني آلام وحزن؛ بسبب ما يجري في فلسطين الأبية، وفي غزة الفتية من اعتداء صارخ يستهدف الأطفال الأبرياء ودور العبادة والعزل، ويخالف ما يعرفه بنو الإنسان من أديان سماوية، وأعراف دولية ومواثيق أممية، بما يؤكد أن الوحشية والبربرية ما تزال في طبائع الصهاينة الذين يحاولون خداع العالم بشعارات كاذبة.

وأكّد أنَّ القرآن والسنة يشهدان أن الأمة منصورة بوعد الله جل جلاله، كما أن التاريخ ينطق بحق العرب والمسلمين في أرض فلسطين، وحتى  الحفريات والآثار تشهد أن هوية فلسطين عربية إسلامية، وأما لغتنا العربية فتشهد أن فلسطين لا تنكسر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر اللغة العربية الحفاظ على اللغة العربية اللغة العربیة وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: في ختام امتحانات الثانوية الأزهرية لا يسعنا إلا أن نقف احتراما لأبنائنا

أدى طلاب القسم الأدبي ب الشهادة الثانوية الأزهرية، اليوم الخميس، امتحان مادة التفسير، في آخر محطات امتحانات العام الدراسي 2024/2025، وذلك وسط أجواء من الهدوء والالتزام سادت مختلف اللجان على مستوى الجمهورية.

وحرص فضيلة الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، و أ.د/ أحمد الشرقاوي، وكيل القطاع لشؤون التعليم، والشيخ عوض الله عبدالعال، وكيل القطاع لشؤون الخدمات، على متابعة ختام الامتحانات من غرفة عمليات الامتحانات، كما تابعوا التقرير النهائي بأهم تفاصيل الامتحانات للوقوف على الإيجابيات والمعوقات، للعمل عليها ودراسة ما فيها.

وتفقد الدكتور أحمد الشرقاوي، لجنتي فتيات المنطقة السادسة ومجمع المعاهد بمدينة نصر، واطلع على انتظام العمل داخل اللجان، والتزام الملاحظين بالإجراءات والتعليمات المنظمة للامتحانات.

وفي ختام الامتحانات، وجّه فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، تحية تقدير وعرفان لأبنائه الطلاب، قائلًا:"اليوم نطوي صفحة مهمة من رحلة علمية وإنسانية امتزج فيها السهر بالكدّ، والطموح بالاجتهاد، ولا يسعنا ونحن نشهد ختام امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية إلا أن نقف احترامًا لهؤلاء الأبناء الذين تحمّلوا المسئولية بشرف، وثابروا على مدار أسابيع طويلة بكل التزام وجدية."

وأضاف فضيلته، لقد بذل الأزهر الشريف جهودا كبيرة لضمان بيئة آمنة وعادلة لكل طالب، وهذا ما شهدت به لجان المتابعة وغرف العمليات، ونحن ننتظر جني الثمار في القريب العاجل، فهؤلاء الطلاب هم بناة الغد، ووقود نهضة الأمة.

من جانبه، عبّر فضيلة الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، عن فخره وامتنانه بالطلاب والقائمين على الامتحانات، قائلًا: "هذا اليوم ليس ختام امتحانات فحسب، بل هو تتويج لرحلة من الكفاح خاضها أبناؤنا وأثبتوا خلالها أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم أهل للثقة والريادة."

وأوضح فضيلته أن امتحانات هذا العام مرت في أجواء غير مسبوقة من الانضباط والالتزام، بفضل الله أولًا، ثم بجهود المعلمين والمشرفين والمراقبين، الذين لم يدخروا جهدًا في أداء الأمانة، ونطمئن الطلاب أن أعمال التصحيح تجرى بمنتهى الدقة والعدل، ولن يُظلم أحد بإذن الله.

وجاء ختام الامتحانات اليوم ممزوجًا بمشاعر الارتياح والامتنان، بعد أسابيع من الجد والاجتهاد والضغط المتواصل، حيث عبر الطلاب عن تقديرهم لما قدمه الأزهر خلال هذا الماراثون  قائلين: «الحمد لله، لقد انتهينا.. كانت أيامًا صعبة، لكننا بذلنا ما في وسعنا، ونشعر الآن براحة لا توصف بعد هذا الجهد الطويل» معبرين عن شكرهم للأزهر الشريف على توفير الأجواء الهادئة والدعم المستمر، مؤكدين أن حسن التنظيم والانضباط كان لهما بالغ الأثر في عبور هذه المرحلة بثقة واطمئنان.

جدير بالذكر أنه بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام 173,808 طالبًا وطالبة، موزعين على 577 لجنة بجميع محافظات الجمهورية، من بينهم 73,094 طالبًا وطالبة بالقسم العلمي، و100,714 بالقسم الأدبي، بواقع 60,147 طالبًا و40,567 طالبة.

طباعة شارك الشهادة الثانوية الأزهرية رئيس قطاع المعاهد الأزهرية وكيل الأزهر

مقالات مشابهة

  • وكيل حامد حمدان: بتروجت لم يُغلق الباب.. ونجم فلسطين ينتظر «الفانلة البيضاء»
  • وكيل اللاعب: انتقال حامد للزمالك فرحة لشعب فلسطين وليس اسرة اللاعب فقط
  • غدًا.. قيادات الأزهر يشهدون انطلاق ملتقى الشباب لمواجهة التحديات المعاصرة
  • خريجي الأزهر تكرم 35 فائزا في ختام الملتقي الثقافي أساسيات العلوم الشرعية والعربية
  • في ملتقى فلسطين الثامن للرواية العربية: البقاء والوجود
  • رحلة ثرية يقودها مركز أبوظبي للغة العربية حتى نهاية 2025
  • وكيل الأزهر: في ختام امتحانات الثانوية الأزهرية لا يسعنا إلا أن نقف احتراما لأبنائنا
  • وكيل الأزهر يتفقد رواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر
  • فلسطين تدعو مجموعة السبع للضغط على إسرائيل كي تفرج عن أموال المقاصّة
  • مركز أبوظبي للغة العربية يقود رحلة ثقافية ثرية إلى مهرجان أيام العربية حتى نهاية 2025