واشنطن بوست: القاهرة تحت ضغوط متصاعدة مع احتشاد النازحين الغزاويين على حدودها
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
رغم موفقها الثابت طيلة 74 يوما هي مدة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، الرافض بقبول النازحين من القطاع إلى سيناء؛ تواجه القاهرة ضغوطا متصاعدة مع تزايد احتشاد الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي على حدودها.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، في سقوط ما يقرب من 20 ألف شهيد و50 ألف مصاب، وتدمير مساحات كاملة من القطاع، وتقدر الأمم المتحدة أن 85% من سكانه البالغ عددهم 2.
ومنذ ذلك الحين، يحتشد النازحين في منازل ومدارس ومخيمات، وينام آخرون في الشوارع وسط تفشى متسارع للأمراض، وعدم كفاية المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الهائلة للمدنيين.
قدمت مصر ملاذا آمنا لملايين الأشخاص الذين فروا من النزاعات الأخيرة في السودان، وليبيا، واليمن، وسوريا. لكن التفكك الجماعي للفلسطينيين خلال النكبة في عام 1948 لا يزال يلوح في الأفق في نفسية المنطقة.
وإلي جانب مصر، تخشى الحكومات العربية من أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين الذين يغادرون غزة بالعودة بعد الحرب.
وبحسب دبلوماسيون عرب سابقون ومحللون فإن الظروف مهيأة لارتكاب أخطاء في التقدير والحسابات، وقد تجبر الحرب الإسرائيلية على غزة في نهاية المطاف القاهرة على قبول النازحين من القطاع؛ مما يهدد السلام المستمر منذ عقود بين إسرائيل ومصر.
موقف إسرائيل
وعلق دبلوماسي مصري سابق، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة الأمريكية أن الإسرائيليين قدموا تأكيدات لمصر بأن أي خطوات عسكرية يتم اتخاذها ضد حماس لن تمتد إلى الجانب المصري من الحدود.
وعقب المصدر "لكن الوضع الإنساني في غزة مزري، ولا يزال يلوح في الأفق احتمال تدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، سواء حدث ذلك نتيجة لاستراتيجية عسكرية إسرائيلية متعمدة أو لا فإن المحصلة ستكون واحدة".
ويزيد من قلق القاهرة، التصريحات الصادرة من شخصيات سياسية إسرائيلية دعت إلى تهجير الغزاويين من قلق القاهرة، وتسريب وثيقة من المخابرات الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين أول المنصرم تقترح نقل دائم لسكان القطاع إلى مصر.
اقرأ أيضاً
مصر تؤكد رفضها أي محاولة لتهجير سكان غزة طوعا أو قسرا
وإضافة لذلك، تعقد جماعات المستوطنين الراديكالية، الداعمون الرئيسيون لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية، مؤتمرات للضغط من أجل إعادة توطين إسرائيل في غزة.
وفي المقابل، يؤكد نتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو هزيمة حماس، وليس إخلاء القطاع من الفلسطينيين.
وترى السياسية والصحفية الإسرائيلية كسينيا سفيتلوفا، أن التهجير فكرة تبنتها بعض القيادة اليمينية كخيار حقيقي لحل الأزمة مع حماس في غزة
وعقبت أن "تلك القيادات لا تفهم تلك المسألة المعقدة، ويتجاهلون المخاطر الناجمة عن هذا الطرح، كما يفشلون في فهم مدى حساسية الديناميكيات بين إسرائيل ومصر، وهي ديناميكيات تستحق الحفاظ عليها."
تحركات مصرية
وقالت الصحيفة إن مصر عانت من واقعة تدفق للفلسطينيين إلى أراضيها بشكل مؤقت في عام 2008، بعدما فجر مسلحون الجدار الفاصل بين الجانبين.
وعلق مايكل ميلشتين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان للأبحاث الشرق الأوسطية والأفريقية: لقد كانت حقا لحظة مؤلمة للمصريين، ولا يريدون أن يتكرر هذا الحدث. لذلك أنا متأكد تماما من أن الجانبين (المصرية والإسرائيلي) لديهما تنسيق كبير في هذا الصدد.
ولكن في المقابل، يرى دبلوماسي عربي سابق أنه إذا هرع الفلسطينيون إلى الحدود فرار من القصف الإسرائيلي، وهم الآن يواجهون أزمة إنسانية ففي نهاية المطاف لا يمكنك تركهم يموتون.
وأوضح أن "الموقف السياسي شيء، لكن الضروريات على الأرض وما يفرض على أرض الواقع قصة مختلفة."
وأضاف الدبلوماسي السابق أنه في هذه الحالة، من المرجح أن تسعى مصر للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وإسرائيل بأن أي تهجير للفلسطينيين سيكون مؤقتا.
وأظهر مقطع فيديو نشرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (مقرها بريطانيا)، قيام السلطات المصرية بتشييد جدارا خرسانيا وسواتر ترابية على طول جانبها من الحدود.
كما عزز الجيش وجوده في المنطقة الحدودية حيث شوهدت صفوفا من الدبابات والمركبات العسكرية تتمركز على طول الطريق المؤدي إلى رفح.
وبالتوازي مع تلك الجهود، أرسلت مصر وزير الخارجية سامح شكري إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر للتأكيد على موقف القاهرة الرافض لتهجير سكان غزة.
والأسبوع الماضي، قادت مصر قرارا غير ملزم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وترى ميريت مبروك، مديرة برنامج الدراسات المصرية في معهد الشرق الأوسط (مقره القاهرة) أنه مع تزايد التوترات على طول الحدود، فإن العلاقة بين القاهرة وإسرائيل — التي تعززت من خلال التعاون الأمني الأوثق في السنوات الأخيرة-معرضة لخطر الانهيار.
وعقبت أنه "ليس من مصلحة إسرائيل زعزعة استقرار مصر بأي شكل من الأشكال".
اقرأ أيضاً
هل تنجح إسرائيل في تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية؟
المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تحركات مصرية قطاع غزة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تصعيد بري إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية على نتنياهو
(CNN) – في الأيام القليلة الماضية، شنت إسرائيل هجومًا بريًا مدمرًا جديدًا على غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالتزامن مع مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنطقة دون إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته توغلت في شمال وجنوب غزة خلال اليوم الماضي في إطار عملية "عربات جدعون"، التي حذرت إسرائيل من أنها ستنطلق إذا لم توافق حماس على اتفاق جديد لتبادل الأسرى بشروطها.
جاءت العملية البرية بعد أيام من الغارات الجوية المكثفة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة عائلات بأكملها، وفقًا للسلطات الصحية هناك.
وهدد قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الاثنين باتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك فرض عقوبات محددة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وواصلت منع دخول المساعدات إلى غزة.
أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى القطاع المحاصر، وهي خطوة ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنها جاءت نتيجة ضغوط شديدة من حلفائه. ويوم الاثنين، أعلنت الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن الموافقة على شحنات المساعدات إلى غزة دخول خمس شاحنات إلى القطاع. إلا أن توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، وصف الشحنة بأنها "محدودة" وأنها "قطرة في بحر ما هو مطلوب بشكل عاجل".
ما هي العملية الإسرائيلية الجديدة في غزة؟
وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الهجوم العسكري الجديد في غزة في 5 مايو/أيار. وصرح الجيش الإسرائيلي لاحقًا بأن هدف العملية هو تحقيق "جميع أهداف الحرب في غزة"، بما في ذلك هزيمة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في القطاع. يوم الاثنين، صرّح نتنياهو بأن إسرائيل تخطط "للسيطرة على قطاع غزة بأكمله".
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه قصف خلال الأسبوع الماضي أكثر من 670 "هدفًا لحماس" في موجة من الغارات الجوية التمهيدية على القطاع.
في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، قصفت القوات الإسرائيلية مستودع الإمدادات الطبية في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى إتلاف بعض الإمدادات الطبية التي قدمتها جمعية العون الطبي للفلسطينيين (MAP) للمركز، وفقًا للمنظمة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها.
وقال مسؤولو الصحة في غزة الاثنين إن العملية أسفرت عن مقتل 136 شخصًا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، وإغلاق آخر مستشفى عامل في شمال القطاع. وقُتلت عائلات بأكملها أثناء نومها، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
قُتل أكثر من 400 شخص وجُرح أكثر من 1000 آخرين منذ الخميس، وفقًا لإحصاء CNN لبيانات وزارة الصحة.
وأفادت الوزارة بأن أكثر من 53 ألف شخص قتلوا في غزة منذ أن بدأت إسرائيل حربها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مضيفة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أنه نظرًا "للحاجة التشغيلية"، ستسمح إسرائيل بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى غزة لمنع المجاعة في القطاع، والتي تقول إسرائيل إنها ستُعرّض عمليتها العسكرية للخطر.
كما ألمح نتنياهو إلى أن بلاده قد تفقد دعم أقرب حلفائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، إذا لم ترفع حصارها المستمر منذ 11 أسبوعًا على القطاع، والذي فاقم الأزمة الإنسانية على الأرض، والتي قالت وكالات الإغاثة إنها قد تؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
حذّرت الأمم المتحدة من أن سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن 2.1 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة بعد 19 شهرًا من الصراع والنزوح الجماعي.
دعا قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وجاء في بيان مشترك صادر عن القادة: "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردًا على ذلك". وحذروا من أن هذه الإجراءات قد تشمل عقوبات محددة. وردّ نتنياهو باتهام القادة بـ"تقديم جائزة ضخمة" لمقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول و"الدعوة إلى ارتكاب المزيد من هذه الفظائع".
رحّبت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي منظمة مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة ومكلفة بتوصيل المساعدات إلى القطاع، بالإعلان الإسرائيلي بشأن السماح بدخول المساعدات الغذائية كـ"آلية انتقالية" ريثما تعمل المؤسسة بكامل طاقتها.
ومن المقرر أن تدير المؤسسة آلية جديدة خاضعة لرقابة مشددة لتوصيل المساعدات، وافقت عليها إسرائيل والولايات المتحدة، وتقول الدولتان إنها مصممة لمنع حماس من "سرقة" المساعدات.
ونظرًا لأن المواقع الأولية ستكون فقط في جنوب ووسط غزة، فقد حذّرت الأمم المتحدة من أن هذا قد يُنظر إليه على أنه يُشجع إسرائيل على تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إجبار "جميع سكان غزة" على مغادرة شمال غزة، كما صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة، إن إسرائيل وافقت أيضًا على السماح لها بإنشاء موقعين في شمال غزة، ويعتقد أنهما يمكن أن يكونا جاهزين للعمل خلال أول 30 يومًا من عملياتهما.
وقال وود لشبكة CNN إنه لا يعرف حتى الآن متى أو كم عدد شاحنات المساعدات التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة، وقال إنه يعتقد أن الكثير من معارضة المجتمع الإنساني لهذه الآلية مبنية على معلومات مضللة.
ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن الخطة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل ستُحوّل المساعدات الإنسانية إلى سلاح، وتُعرّض حياة المدنيين للخطر، وتُشجّع على نزوحهم القسري. والاثنين، وصفت المفوضة السامية للطفولة (يونيسف) آلية صندوق الأمم المتحدة للسكان الجديدة بأنها "غير قابلة للتطبيق"، قائلةً إن الخطة "ستُحوّل المساعدات الإنسانية للأطفال والنساء إلى سلاح".