كتب/ احمد السيد عيدروس:
وطني لقد أُصبت بمقتل وتحمل في قلبك وجعاً كبير أنت تعلم أن الإصابة قاتلة فلم يعش أحد بعد هكذا جرح ، فالسهم مزق اللحمة للجسد الواحد وسكن في وسط الفؤاد ولم نعد نسمع دقاته ونبضاته التي كانت تتدفق بالحياة.. هل سيُحلِّق وطني المصاب يوماً؟
هل سأراه أنا قريباً أم سيرى تحليقه الأجيال القادمة من بعدي، سأكسر عقرب الزمن حتى يتوقف الموت عن الزحف نحوي ، فهل سأعيش بسهم أخترق قلبي ، سيكون شيء جميل في زمن لآحق منظر هذا السهم وهو مغروس في صدري ،سيظن الناظرون إليه أنه قلادة ثمينة أو تميمة حمتني من الموت.
يالله ماهذا من كان سبباً في هلاكي سيرآه القاطنون في المستقبل شيئً جميلاً ، إذن سأصلح عقرب الزمن الذي كسرته وحطمته بالآمآل الكبيرة ، سأجعل الوقت يمضي في سبيله ،والأحداث تسير في طريقها يسوقها القدير فلا أعتراض على القدر ، وحين يصل الموت إليَّ سيجدني جثة ماتت منذ زمن ،لقد خبَّأت الأمل تحت تراب هذا الوطني ليجده أحفادي ويجدوا روحي مُخبَّأةً معه.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.. الأوقاف عالم رباني، وقائد وطني
تزامنًا مع ذكرى ميلاد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، تستحضر وزارة الأوقاف المصرية بكل إجلال وإكبار هذا النموذج الفريد للعالم العامل، الذي اجتمع فيه نور العلم، وصدق الإيمان، وصدق الولاء لله ثم للوطن، فكان أحد الرموز الكبرى التي سطرت مواقف خالدة في تاريخ مصر الحديث، وبخاصة في أيامها العظيمة: أيام نصر أكتوبر المجيد.
لقد كان الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود داعمًا بكل قوة لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة حتى أحرزت النصر، كما كان مؤازرا للرئيس الراحل محمد أنور السادات في قرار الحرب، إيمانًا منه بأن معركة أكتوبر لم تكن فقط معركة سلاح، بل كانت معركة عقيدة، وإرادة، وكرامة.
وقد وقف الإمام الأكبر على منبر الأزهر الشريف، يعلنها صريحة:
«إن الجنود المصريين الذين يقاتلون لاسترداد الأرض المغتصبة هم في سبيل الله، ومن يُستشهد منهم فهو شهيد»، فكان لكلماته وقع بالغ في قلوب الضباط والجنود، وارتفعت الروح المعنوية في جبهات القتال، كما ارتفع الإيمان في قلوب المصريين جميعًا بعدالة قضيتهم ونُبل معركتهم.
ولم يكتفِ الإمام الأكبر بالدعم النظري، بل بادر إلى حشد طاقات الأزهر الشريف علمًا ودعوة ووعظًا، فأرسل القوافل الدعوية إلى الجبهة، وقام بتوجيه كل علماء الأزهر لرفع الروح المعنوية لجنودنا الأبطال، يخطبون فيهم، ويذكّرونهم بفضل الجهاد، ويغرسون في نفوسهم الأمل والثقة بوعد الله:
"وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين".
ولعلّ من أبرز ما خلدته الذاكرة الوطنية أن الإمام الأكبر رأى رؤيا صالحة تبشّر بالنصر، فبادر بإبلاغها إلى الرئيس السادات، الذي ازداد يقينًا وطمأنينة في قراره، وسار بها واثقًا حتى تحقق النصر بإذن الله.
وفي هذه الذكرى الطيبة لمولد الإمام، تؤكد وزارة الأوقاف أن مسيرته ستبقى مشعلًا مضيئًا في مسيرة العلماء الربانيين الذين يحملون همّ الدين والوطن معًا، وتدعو أبناء مصر إلى استلهام هذه الروح الصافية التي جمعت بين الإيمان العميق، والفكر المستنير، والموقف الوطني المسئول.
رحم الله الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود، وجزاه عن الأزهر الشريف وعن أرض الكنانة مصر خير الجزاء، وحفظ الله مصر قيادةً وشعبًا وجيشًا..