تستقطب مغارتا "تشال" و"كاراجا" في منطقة شرق البحر الأسود التركية، آلاف السياح من عشاق المغامرة واستكشاف جمال الطبيعة والتاريخ تحت الأرض.

وتعد "تشال" ثاني أطول مغارة في العالم، وتلقب بـ"الجنة المخفية تحت الأرض"، في حين تلقب "كاراجا" بـ"العالم الغامض تحت الأرض".

مغارة كاراجا زارها 120 ألف سائح محلي وأجنبي من مايو/ أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأناضول) مغارة "تشال"

تقع مغارة "تشال" في قضاء دوزكوي بولاية طرابزون -شمال شرقي تركيا-، على ارتفاع 1050 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتضم صواعد وهوابط صخرية، فضلا عن جدول مائي وشلالات وبحيرات.

وتعد "تشال" ثاني أطول مغارة في العالم، وتتميز بجمال طبيعي جعلها تلقب بـ"الجنة المخفية تحت الأرض".

وعند مدخل المغارة جدول مائي، ثم ينفصل الطريق بداخلها بعد 200 متر إلى فرعين، أيسر بطول 150 مترا، وأيمن بطول 400 متر.

وتتميز المغارة التي افتتحت للزيارة في العام 2003، بنظام تهوية طبيعي تشكل عبر الزمن نتيجة التشققات في جدرانها، في حين يختلف ارتفاع مياه الجدول حسب فصول السنة، إذ يصل إلى متر ونصف عند هطول الأمطار، وينخفض إلى 25 سنتيمترا في الصيف.

يوجد جدول مائي في مدخل "تشال" ثم ينفصل الطريق بعد 200 متر لفرعين، أيسر بطول 150 مترا، وأيمن بطول 400 متر (الأناضول)

ويعتقد خبراء أن المغارة تشكلت بفعل التشققات في الصخور الكلسية، وفالق يمكن ملاحظته بالعين المجردة، خلال 8 ملايين عام، وأخذت شكلها الحالي على مرحلتين، الأولى من خلال قيام المياه المتجمعة على السطح بتشكيل شقوق في الصخور الكلسية بعد تسربها وتحليلها للكتل الصخرية، وتكوين قناة مائية جوفية مع مرور الوقت.

أما المرحلة الثانية فأخذت شكلها وتوقف اتساعها نتيجة تراجع تدفق المياه، إذ أدى الارتفاع في القشرة الأرضية في المنطقة إلى تقليل قوة تدفقها.

الخبراء تمكنوا من الوصول إلى 8 كيلومترات داخل مغارة "تشال" ويمكن زيارة حوالي كيلومتر منها (الأناضول)

وتمكن الخبراء من الوصول إلى 8 كيلومترات داخل المغارة ويمكن زيارة حوالي كيلومتر منها، إلا أن العديد من أقسامها لم تطأها قدم بشر حتى اليوم وتنتظر من يكتشفها.

وإلى جانب الجمال الطبيعي الذي تزخر به المغارة، تسهم القلعة التاريخية المشيدة فوقها في جذب كثير من السياح، حيث تضم مقهى ومطعما يُقدم لزواره أشهى المأكولات التقليدية المشهورة بمنطقة البحر الأسود.

العديد من أقسام مغارة "تشال" لم تطأها قدم بشر حتى اليوم وتنتظر من يكتشفها (الأناضول)

رئيس بلدية طرابزون مراد زورل أوغلو، أوضح أن "تشال" تعد إحدى أهم الوجهات السياحية في الولاية، مشيراً إلى أنها تحظى باهتمام كبير من قبل السياح المحليين والأجانب، وأن عدد زوار المغارة يزداد كل عام.

زورل أوغلو قال إن المغارة استقبلت أكثر من 191 ألف سائحا محليا وأجنبيا في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، بعد أن زارها أكثر من 173 ألف شخص في الفترة ذاتها من العام الماضي.

مغارة"كاراجا" زارها 120 ألف سائح محلي وأجنبي من مايو/ أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الأناضول) مغارة "كاراجا"

أما مغارة "كاراجا"، فتقع في قضاء "تورول" وبالتحديد في قرية "جبلي" بولاية غوموش خانة -شمال شرقي تركيا- وتوصف بـ "العالم الغامض تحت الأرض".

وتضم "كاراجا" داخلها صواعد وهوابط وأعمدة وبركا، وجميعها تضفي مشهدا جماليا للمغارة وتدفع الزوار لقضاء المزيد من الوقت فيها.

ورغم كونها معروفة من قبل السكان المحليين، فإنها انضمت إلى الوجهات السياحية في المنطقة فعليا بحلول العام 1996.

مغارة "كاراجا" انضمت إلى الوجهات السياحية في المنطقة فعليا بحلول عام 1996 (الأناضول)

ويحافظ القسم الداخلي للمغارة طوال أيام العام على حرارة تراوح بين 12 و17 درجة مئوية، مما يجعلها وجهة مفضلة للفارين من حر الصيف.

وزار المغارة 120 ألف سائح محلي وأجنبي من مايو/ أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023.

قائم مقام قضاء "تورول" بولاية غوموش خانة محمود قليج أصلان، قال إن المغارة التي تبعد 17 كيلومترا عن مركز المدينة، تتموضع في موقع يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1550 مترا.

ودعا أصلان الزوار المحليين والسياح الأجانب إلى زيارة مغارة "كاراجا" واكتشاف جمالها.

تضم "كاراجا" داخلها صواعد وهوابط وأعمدة وبركا، وجميعها تضفي مشهدا جماليا للمغارة (الأناضول)

وأوضح السائح التركي يغيتهان بيراق أنه قدم مع عائلته من ولاية طرابزون لزيارة المغارة، معربا عن إعجابه الشديد بها.

وقال "إنها مغارة جميلة للغاية، وأكثر ما أعجبني بها هو الهوابط والصواعد في الداخل، إنها حقًا تستحق المشاهدة. أوصي الجميع بزيارتها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

باحثون يكشفون سبب ارتفاع حرارة الأرض

كشف باحثون أنهم وجدوا تفسيرا لما وقع بعد ما يعرف بـ”الانقراض العظيم” أو “الموت العظيم”، والذي أدى إلى القضاء على 90 في المئة من أشكال الحياة على الأرض.
وذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” أن الباحثين أرجعوا سبب “الانقراض العظيم” إلى نشاط بركاني كثيف في منطقة تُعرف بالسهول السيبيرية، إذ انبعثت كميات هائلة من الكربون وغازات أخرى، مما تسبب في احتباس حراري شديد أدى إلى موت جماعي للكائنات البحرية والبرية، وانهيار النظام البيئي، وتحمض المحيطات.

وبعد “الانقراض العظيم”، ارتفعت حرارة الأرض إلى درجات عالية جدا، واستمرت على هذا الحال لمدة خمسة ملايين سنة. وعجز العلماء عن تفسير ذلك.

وحاولت نظريات سابقة تفسير ذلك بفقدان المحيطات لقدرتها على امتصاص الكربون، بسبب موت العوالق المائية أو تغيّر كيمياء المياه.

لكن دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة ليدز وجامعة علوم الأرض في الصين، أرجعت سبب استمرار احترار الأرض إلى انهيار الغابات الاستوائية.

وقال بنجامين ميلز، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ تطور النظام الأرضي في جامعة ليدز: “الانقراض العظيم فريد من نوعه لأنه الوحيد الذي انقرضت فيه النباتات تماما”.
ولاختبار هذه الفرضيات، استخدم الباحثون أرشيفا ضخما من البيانات الحفرية في الصين جمعته ثلاثة أجيال من علماء الجيولوجيا.

اقرأ أيضاًتقارير“شعيب غذوانة”.. وجهة سياحية في العاصمة تستقطب الزوّار

وقام الباحثون بتحليل هذه الحفريات لإعادة رسم خرائط النباتات والأشجار التي كانت تغطي الأرض قبل الانقراض وأثناءه وبعده.

وتوصلت الدراسة، المنشورة في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”، إلى أن الغطاء النباتي اختفى أثناء الانقراض العظيم، مما أدى إلى تقليل قدرة الأرض على تخزين الكربون، وأتاح بقاء نسب عالية منه في الغلاف الجوي.

وتلعب الغابات دورا حاسما في امتصاص الكربون وتخزينه والتخلص منه.

وتشكل هذه الدراسة، وفقا لشبكة “سي إن إن”، تحذيرا خطيرا؛ فإذا استمر البشر في تسخين الكوكب، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار الغابات الاستوائية، واحتمالية تكرار سيناريو ما بعد الانقراض العظيم.

مقالات مشابهة

  • هدوء الطبيعة وجاذبية الريف.. المزارع تتحول إلى وجهات سياحية صيفية
  • مطروح تستقبل 271 رحلة شارتر مع انتعاش سياحي صيفي ملحوظ
  • «ريدمي ألترا».. تجربة جديدة لعشاق الهواتف الذكية
  • “لا أفكر إلا بزوجتي”.. المتهم في قضية الناشطة الكورية يواجه السجن
  • الأناضول: حماس تتجه نحو الموافقة على المقترح القطري المصري
  • شرطة دبي تطلق مبادرة «صيف سياحي آمن»
  • باحثون يكشفون سبب ارتفاع حرارة الأرض
  • جبال محافظة فيفا.. كنز سياحي فريد في جازان
  • رجال غزة.. حُماة الثغور عبر التاريخ
  • اكتشف سحر إسطنبول في 6 أيام: برنامج سياحي متكامل يشمل أجمل الرحلات اليومية