أنا مواطنة بحرينية أعاني من مرض نادر في البنكرياس هو عبارة عن عيب خَلقي في البنكرياس، اكتُشف قبل حوالي 6 سنوات، وأقاسي الوَيلات بسبب الآلام المبرحة التي لا تفارقني وتمنعني من ممارسة حياتي، كما اكتُشف مؤخرًا وجود عيب خَلقي آخر في البنكرياس هو أيضًا نادر جدًا، ولا يوجد لي علاج في البحرين بحسب ما قرّره الأطباء في مجمّع السلمانية الطبّي، وطوال المدة الفائتة كنتُ أسافر على حسابي الخاص لتلقي علاج مؤقت (تركيب دعامات بنكرياس) كل 3-4 أشهر؛ لكونها غير متوافرة في البحرين أيضًا، وفي المرّة الأخيرة قرّر الطبيب أنه لن يكرّر ذلك؛ لأنّ حالتي ساءت أكثر ولا بدّ من حلّ جذري بالجراحة.

وقد عاينني طبيب زائر في مجمّع السلمانية الطبّي وقرّر أنني أحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، ولكنه رفض إجراء العملية الجراحية في البحرين؛ بسبب طبيعة العملية الجراحية الكبيرة، والمرض النادر جدًا الذي يحتاج إلى مركز متخصّص في البنكرياس وعيوبه، وفريق طبّي متكامل ومؤهّل موجود في مثل هذه المراكز المتخصّصة، وهو رأي جميع الأطبّاء الذين عاينوا حالتي في مجمّع السلمانية الطبّي، لذا طلب الدكتور الزائر إرسالي إليه في (إيطاليا) لإجراء العملية الجراحية وتلقي العلاج المناسب، ورفع ذلك إلى (لجان العلاج في الخارج) هو والطبيب المشرف على علاجي في السلمانية (أكثر من مرّة)، ولكنّ (لجان العلاج في الخارج) ترفض إرسالي إليه أو إلى مركز آخر متخصّص في البنكرياس، وتُصرّ على إرسالي (مجددًا) إلى طبيب غير متخصّص في البنكرياس في مستشفى غير متخصّص في هذه الأمراض، إذ تم إرسالي مسبقًا قبل بضعة أشهر (مارس 2023) إلى ذلك الطبيب، وهو جرّاح كبد في مستشفى في الرياض، وبقيت في الرياض لأكثر من شهرين من دون أيّ علاج ومن دون أيّ رعاية طبّية، بل وساءت حالتي أكثر، فقد التقيت بهذا الطبيب (مرّةً واحدةً فقط) طوال مدّة وجودي هناك، وكلّما توجّهت للقائه في المواعيد المحدّدة لا يكون متاحًا، وطالما رفض وقسمه استقبالي في طوارئ المستشفى (وقد تقدّمت حينها بشكوى رسمية في المستشفى)، كما أنّ الأطبّاء في ذلك المستشفى أبدوا استغرابهم من إرسالي إلى هذا المستشفى وإلى طبيب ذي تخصّص مختلف غير مناسب، حتى نصحني بعضهم بالتوجّه إلى مستشفى آخر وأطبّاء آخرين! في حين ذكر بعض الأطبّاء - ضمن فريق الجرّاح - أنّ مرضي نادر وجديد بالنسبة إليهم، ولم يتعاملوا مع حالة مشابهة أبدًا. علمًا بأنّ (لجان العلاج بالخارج) قد أرسلتني في عام 2020 لتلقي العلاج في تركيا، ولكنّ اللجان هي نفسها أعادتني دون علاج؛ «لأنّ الطبيب آنذاك كان تخصّصه جراحة الكبد، وليس البنكرياس»، كما ذُكر لي بعد إعادتي، وإذا بهم الآن يُعاودون الكرّة مجدّدًا مع طبيب من ذات التخصّص، في حين أن جميع الأطبّاء الذين عاينوا حالتي، في البحرين وخارجها، يشدّدون على ضرورة أنْ يكون الطبيب من الأطبّاء المتخصّصين الحاذقين في أمراض البنكرياس وعيوبها؛ حتى يمكنه التعامل مع حالتي النادرة. وأنا من هذا المنبر أناشد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، لإصدار توجيهاته الكريمة للمسؤولين المعنيّين لإرسالي إلى مركز مناسب متخصّص في أمراض البنكرياس وعيوبه، سواء إلى الطبيب الزائر الذي عاين حالتي أو إلى غيره، لا سيّما أنني أعاني من مرض نادر جدًا وأقاسي الوَيلات يوميًا من آلام مبرحة مستمرّة تُعيق ممارستي للحياة.
البيانات لدى المحرر

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی البنکریاس فی البحرین علاج فی الطب ی

إقرأ أيضاً:

جندي على كرسي الطبيب

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

هذا المقال بمثابة قراءة في القيادة من سيرة العقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني وكتابه "عسكري على كرسي الطبيب".

في زمنٍ تتداخل فيه حدود الاختصاصات وتتجاذب فيه الأدوار ما بين الفني والإداري، يبرز كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" للعقيد الركن المتقاعد محمد بن علي الكلباني، كوثيقة تتجاوز حدود السيرة الذاتية، لتقدم نموذجًا حيًّا لقيادة وُلدت من رحم التجربة، لا من قاعات المحاضرات من اختلاط الدم بتراب الوطن لا بحديث الراحة.

الكاتب، الذي بدأ حياته المهنية كممرض في الخدمات الطبية لقوات السلطان المسلحة، وجد نفسه لاحقًا على رأس إدارة المنظومة الصحية العسكرية، ليس بوصفه طبيبًا يتغنى بالشهادات، بل قائدًا تمرّس في إدارة الرجال والمؤسسات والموارد. وهنا تكمن المُفارقة التي يستند إليها هذا الكتاب ويُبنى عليها عنوانه.

الكتاب ليس فقط سردًا لمسيرة شخصية، بل هو خريطة لوجدان عُماني أصيل. تنقل بين أماكن تحمل في طيّاتها رمزية المكان والحدث؛ من أرض القرنفل إلى مسكن، ومن بيت الفلج إلى ظفار، مرورًا بمفاصل تاريخية وعسكرية كان الكاتب فيها شاهدًا ومشاركًا.

ولعل من أبرز ما أثار اهتمامي في هذا العمل هو الإشارات الدقيقة للرموز الوطنية، ومنها الفريق سعيد بن راشد الكلباني طيب الله ثراه والذي خصَّه الكاتب وفاءًا واخلاصًا بإهداء الكتاب إلى روحه حاملا وسام التكريم من الدرجة الأولى وكذلك اللواء الركن علي بن راشد بن محمد الكلباني وسام البسالة والذي يعد أرفع وسام ميداني للشجاعة والإقدام والفداء، والذي لا أخفي شخصيًا أنه قدوتي الشخصية في الحياة العسكرية، وهو واحد ممن تركوا بصمة صادقة في ذاكرة الخدمة لوطني الغالي عُمان، ليس فقط من خلال الرتب، بل من خلال ثبات المواقف وعمق الرؤية كان مهيبًا بكاريزما خاصة حللتها أنها كانت من قوة وفراسة معرفته وخبرته وشجاعته لأنَّ إجابته لا يمكن أن يكون هنالك أصوب منها.

ومن خلال سرد الوقائع، وبعيدًا عن الكتاب نذهب إلى سؤال مهم: هل التخصص الفني شرط لقيادة ناجحة؟

تجربة محمد بن علي الكلباني تجيب بـ"لا" واضحة وموثقة. لقد أثبت الرجل أن القيادة لا تُكتسب بالشهادة فقط، بل تُبنى بالحنكة والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب.

وعلى الرغم من كونه لم يحمل لقب "طبيب"، إلا أن بصمته في الخدمات الطبية العسكرية كانت واضحة، وباعتراف المحيطين به بحسن إدارته وتميّز رؤيته، يجعل من سيرته نموذجًا يستحق التوقف عنده.

الكتاب يربط بين الجندية بمعناها الواسع: الانضباط، الالتزام، التفاني، وبين العمل الإداري الطبي، الذي يحتاج إلى حسّ إنساني وقدرة على التنظيم والتوجيه. وفي هذا التمازج، نجد أن الكاتب استطاع أن يقدّم صورة متكاملة لما يجب أن تكون عليه الإدارة الناجحة في أي مرفق حيوي، بعيدًا عن التصنيف الأكاديمي الضيق.

إنَّ كتاب "عسكري على كرسي الطبيب" ليس مجرد مذكرات؛ بل هو شهادة حية عن مرحلة من تاريخ عُمان العسكري والاجتماعي. وهو دعوة لأن نعيد النظر في كثير من تصوراتنا حول من يجب أن يقود، ومن يستحق أن يكون في الواجهة.

لقد قرأتُ في هذا العمل ليس فقط تاريخ رجل، بل صوت وطنٍ يمضي إلى الأمام، بأبنائه الذين يجمعون بين الإخلاص لجلالة السلطان حفظه الله والبصيرة الوطنية وأنهم جبلوا كقادة مخلصين وكان الأجمل في قراءتي أنه مخلص لرفقة السلاح محبًا ومفتخرًا برفاق وشركاء التضحية والدم والعرق والجوع والعطش ولست أشك أبدًا في أنه لم يترك صورة توثق فخره بهم إلا كانت واجهة كتابه وهذا دليل قوي على السيرة العطرة التي تستحق التقدير والاحترام.

وعندما كنت بعد قراءة للكتاب أتبادل أطراف الحديث مع الرائد متقاعد عبد الرحيم البلوشي والذي لم يخفِ فخره به أن قصة طريفة للغاية في مجال اللغة حدثت لهما في واحد من شوارع لندن وهم في بداية الشباب كنت أتمنى أنها ضمن التوثيق لجمالها وذكرى الرفقة الرائعة ففضلت ذكرها عسى أن تكون في الطبعة الثانية. ولذلك أقدِّم نُصحي لمُحبي تاريخ عُمان المشرف، بقراءة هذا الكتاب المُهم "عسكري على كرسي الطبيب".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • افتتاح مركز للعلاج بالبروتون في النرويج: خطوة متقدمة لعلاج مرضى السرطان
  • جندي على كرسي الطبيب
  • شابة تثير الجدل بعد تجربة علاج نفسي مع “شات جي بي تي”
  • «أم القرى» تنشر قرار إضافة عبارة إلى الترتيبات التنظيمية للبرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق
  • إنجاز طبي غير مسبوق.. تقنية “كريسبر” تنقذ حياة طفل مصاب بمرض وراثي نادر
  • بتمويل قطري.. الذكاء الاصطناعي في علاج مرضى السرطان بالقدس
  • سلطان بن خليفة بن شخبوط: إطلاق أكاديمية عالمية متخصّصة في الشطرنج
  • استخراج قرار علاج على نفقة الدولة في 24 ساعة.. الأوراق والطريقة
  • السمنة.. قرص فموي ثوري يعيد تعريف العلاج بدون جراحة أو حقن
  • إيران: شحن اليورانيوم عالي التخصيب للخارج إذا رُفعت العقوبات الأمريكية