الأطفال أكثر ثقة في الإنسان من الروبوت.. في الصغر
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
استكشفت دراسة جديدة قياس الأطفال بين 3 و5 أعوام، الثقة في المعلومات الواردة من البشر والروبوتات.
ووجد البحث أن الأطفال يظهرون ثقة انتقائية بناء على دقة المخبر، حيث يكون الأصغر سناً أكثر عرضة، لقبول معلومات من إنسان غير دقيق مقارنة مع الروبوت، في حين أن الأكبر سناً لا يثقون فيه، بغض النظر عن طبيعته.
وأجريت الدراسة في جامعة سنغافورة للتكولوجيا والتصميم، ويكتسب هذا البحث أهمية في هذا العصر الرقمي، حيث يتعرض الأطفال لكميات هائلة من المعلومات عبر الإنترنت، بعضها لم يخضع للتحقق منه، وأصلها بشكل متزايد مصادر غير بشرية، مثل نماذج اللغة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
لذلك سعى الباحثون، حسب "نيوروساينس نيوز"، لفهم أحد جوانب تفاعل الأطفال مع مصادر معتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت النتائج أن للأطفال انتقائية في المعلومات بناءً على دقة المخبر السابقة، وأن الأصغر سناً يثقون في البشر أكثر من الروبوتات، حتى لو كان الإنسان غير جدير بالثقة.
وقال الدكتور لو ليان تشيان: "تشير هذه النتائج إلى أن الأطفال الأصغر والأكبر سناً قد تكون لديهم استراتيجيات ثقة انتقائية مختلفة، خاصة الطريقة التي يختبرون بها الثقة في المخبرين وإشارات الهوية عند تحديد الذي يثقون فيه".
وأضاف لي:"مع تقدم الأطفال في السن، قد يعتمدون بشكل متزايد على إشارات الثقة لتوجيه سلوكهم".
وأشارت النتائج إلى أن إدراك التغيرات التنموية في ثقة الأطفال في البشر مقابل الروبوتات يمكن أن يوجه إنشاء بيئات تعليمية أكثر فعالية، حيث تدمج الروبوتات والأدوات التعليمية غير البشرية بشكل متزايد في الفصول الدراسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأطفال
إقرأ أيضاً:
الإنسانية لا تعرف حدود المكان أو الزمان!
في أوقات السلم والحرب، تظهر الإنسانية في صور شتى، قد تكون الإنسانية مجرد شعارات لا أكثر، وقول يطرب آذان الضعفاء ويمنحهم الأمل بواقع أجمل مما يعيشونه الآن في ظل ظروف معيشية وصحية ونفسية قاسية، لكن حبال الأمل تنقطع عندما يستفيقون من أحلامهم ليجدوا بأن كل ما سمعوه طويلا أصبح حبرا على ورق وليس هناك فعل ملموس ينتظرهم.
بلدان شتى من العالم تئن من وطأة الفقر والجهل والمرض، أطفال يأتون إلى الحياة وليس في جعبتهم أي أمل في حياة أفضل من آبائهم وأمهاتهم، الفقر هو خنجر مسموم يطعنهم في سائر أجسادهم، يجعلهم يحسون بمرارة العيش وقسوة الأيام.
من هذه النافذة كانت الإنسانية هي الملجأ لمن لا ملجأ له، الإنسانية هي جزء مهم من التضامن مع الآخرين، وإحساس بما يعانونه من حاجة للخروج من عنق الزجاجة التي تكتم على أنفاسهم منذ ـن فتحوا أعينهم على الحياة بمنظور أنهم بشر طبيعيون لهم آمالهم وأحلامهم وحياتهم الخاصة بهم.
الإنسانية هي المحرك الأساسي الذي يدفع الآخرين للتدخل لمساعدة الضعفاء والمستضعفين في الأرض، الإنسانية مصطلح عميق للغاية لا يؤمن بالأقوال فقط وإنما أيضا بالأفعال.
في أوقات الأزمات تجد الإنسانية حاضرة في مشاهد تستحق أن نقف لها بتحية إجلال وتقدير، ولكن عندما تغرب شمس الإنسانية وتتوحش الآدمية، تصبح الأماكن جرداء قاحلة من أي وجه للحياة، فالأرض تصبح مجرد أحجار صماء لا تنطق إلا بالوحشة والبؤس والشقاء والألم.
لقد أصبحت الكثير من دول العالم تحتاج منا بعضا من وقود الإنسانية، فما يحدث الآن في العالم من نزاعات وشقاق وحروب ضروس تؤكد على غياب الضمير الإنساني الذي من المفترض أن يكون لسانا صادقا يحتوي معنى الإنسانية التي عرفتها البشرية منذ عصور قديمة.
هناك ملايين البشر يُهجَّرون سنويا من ديارهم بسبب الحروب وآخرون يقضون نحبهم تحت المباني التي تهدمت على رؤوسهم، والآلاف الجرحى يئنون من أوجاعهم بعد أن فقدوا أجزاء مهمة في أجسادهم، إنها بحق مأساة إنسانية.
كم تمر علينا في نشرات الأخبار وغيرها مئات الصور المؤلمة التي تجرح القلوب وتدميها، مشاهد تعمق معاني الحزن والبؤس، وبالرغم من ذلك لا يلتفت العالم مطلقا إلى ما صنعته أسلحة الدمار والقتل التي صُوّبت نحو الأبرياء، فالرصاص الحي والقنابل لا تفرق ما بين البشر، فمهمتها تكمن في تدمير الأشياء وإصابة الأهداف وإزهاق الأرواح البريئة، من المؤسف أن المعتدي يبرر أفعاله المشينة ويتحدث عن تضامنه مع عائلات القتلى والمصابين ويبرئ نفسه من كل ما صنعته آلة الحرب التي لا تزال في يديه.
في هذا العالم هناك ملايين الأفواه الجائعة والأجساد الممزقة التي أعياها التعب والجراح، وغيرها لا يزال مصيرها مجهولا ومستقبلها غامضا، وأشياء أخرى لا يلتف إليها القادة الكبار الذين يصدرون أوامرهم في إطلاق النيران على المدنيين.
أي جرم هذا الذي اقترفته تلك الأنامل الصغيرة، وأي عذاب ينتظرهم، وأي إنسانية يدّعيها العالم تحت قبة مجالسهم الأممية، الإنسانية الحقيقية لا تؤمن ولا تقدِم على زعزعة أمن الأبرياء والتنكيل بهم.
عندما لا يوجد مكان آمن يحتمي به الصغير أو الكبير تصبح الإنسانية لا وجود لها، الإنسانية هي أن تراعي الواجبات والحقوق، والإنسانية ليست ادعاء واستنكارا وشجبا وقلقا، الإنسانية هي من توجِد حياة أفضل بين البشر، وطريقا نحو أمن وسلام واطمئنان، هكذا هي الإنسانية التي يجب أن يوجِدها العالم وهي من يجب أن تسود في العموم.
الإنسانية دوما يقال عنها بأن ليس لها مكان محدد أو زمان معين بل هي انتشار في كل الاتجاهات وفي كل بقعة يتنفس من رئتها البشر، الإنسانية ستظل دوما شيئا عظيما لا مجرد شعارات كاذبة أو تصريحات عابرة.