من الكتان إلى الجينز.. «موضة الملابس» من أكبر مسببات التلوث البيئي
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
منذ أن عرف الإنسان صناعة الملابس، كان القطن هو الأكثر استخدامًا في الملابس، حتى جاءت الثورة الصناعية أواخر القرن الثامن عشر، حيث تطوّرت ماكينات الخياطة، وتطوّر معها صناعة النسيج على نحو متسارع، ما استدعى إدخال مواد خام جديدة إلى قطع الملابس، واستمر التطور حتى ظهر «الجينز».
خامة «الجينز» على الرغم من أنها أكثر الخامات المناسبة للإنسان وأكثر خامة ضد التلوث لكونه مصنوعًا من القطن، بإضافات صناعية، إلا أنه أكثر الخامات ضررًا على البيئة، لأن عملية الصباغة تحتاج كميات كبيرة جدًا من المياه أثناء عملية تثبيت الصبغة، بحسب قول الدكتور أشرف هاشم، أستاذ النسيج بكلية الاقتصاد المنزلي وعميد المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا سابقًا.
مواد التثبيت المستخدمة في صباغة الخامات الطبيعية نسبتها قليلة، ما يجعلها أقل تلويثًا للمياه، والعكس في الخامات الصناعية، وبحسب تصريحات الدكتور أشرف هاشم لـ«الوطن»، فأن الألياف الصناعية تتميز بثبات الألوان لأن الصبغات تندمج مع القماش بحرارة عالية جدًا، أما الألياف الطبيعية من الممكن أن تفقد ألوانها تدريجيًا، وهذا سبب الإقبال على الملابس الصناعية، أو ما يعرف بـ«الموضة السريعة» الضارة بالبيئة.
صناعة الأزياء تعدّ ثالث أكبر قطاع صناعي بعد السيارات والتكنولوجيا، وتشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة، إلى أن صناعة الأزياء تُمثل نحو من 8 - %10 من انبعاثات الكربون العالمية، ونحو %20 من استهلاك المياه.
تاريخ صناعة الملابس على مر العصورويروي الدكتور أشرف تاريخ صناعة الملابس، بداية من العصر الفرعوني، حيث كان عدد الجنس البشري قليل، ويعتمد على الزراعة ويستخدم الخامات الطبيعية في صناعة الملابس، التي كانت في هذا العصر مقتصرة على «الكتان»، ومن بعده الصوف من خلال المراعي والأغنام، ولكن كان الكتان مقدسًا لدى المصريين القدماء لكونه مرتبطًا بنهر النيل.
وفي العصور الإغريقية بدأ الحرير الطبيعي والقطن يظهران، وفي أواسط العصور الحديثة حدثت معالجة وتم الخلط بين الألياف الطبيعية والصناعية، وظهرت خامات تحويلية مثل الفسكوز، وبعدها انتشرت الألياف الصناعية التركيبية وكلها من ألياف البترول الضارة بجسم الإنسان والضارة بالبيئة أيضًا، حسب قول أستاذ النسيج بكلية الاقتصاد المنزلي.
الملابس في العصر القبطياستمر استخدام البشر للكتان في صناعة الملابس، خلال العصر القبطي، وكان النسيج القبطي اسمه «قباطي» نسبة إلى الأقباط، وبحسب تصريحات مارلين فرج، مسؤولة بالمتحف القبطي لـ«الوطن» كان له طريقة نسج معينة حيث يدخل تطريز الصوف مع الكتان.
استخدم الصوف في التطريز مع الكتان بأشكال زخرفة مميزة على الملابس، وبحسب رواية مسؤول المتحف القبطي، حتى الأحذية كانت يتم تطريزها بالصوف، باختلاف لون وشكل التطريز لكل طبقة اجتماعية، فعلى سبيل المثال كانت ملابس الأغنياء تطرز بأقمشة فاتحة اللون، والطبقات الأقل كان لون النسيج الخاص بملابسهم غامقًا، وفقًا لتصريحات «مارلين» لـ«الوطن» أن كافة ملابس الإنسان ما قبل العصور الحديثة كانت صديقة للبيئة لم يدخل فيها خامات صناعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صناعة الملابس الملابس الكتان الجينز صناعة الملابس
إقرأ أيضاً:
قرارات صارمة ضد التعري.. ما قصة كود الملابس على السجادة الحمراء بمهرجان كان؟
مهرجان كان السينمائي.. حرص نجوم السينما المصرية والعربية على المشاركة في فعاليات حفل افتتاح الدورة الـ 78 لمهرجان كان السينمائي الدولي، والتي أقيمت مساء الثلاثاء، وفي ظل هذه التحضيرات، قررت إدارة مهرجان كان السينمائي منع العري على السجادة الحمراء في جميع فعاليات المهرجان، الذي افتتح للمرة الأولى عام 1947.
قصة كود الملابس على السجادة الحمراء بمهرجان كانفوجئ النجوم المدعوون إلى مهرجان كان سواء مشاركين أو ضيوف، بفرض قواعد لحضور المهرجان، والتي منها منع ضيوفه ارتداء الملابس العارية والشفافة والمخلة على سجادته الحمراء أو ضمن فعالياته، بعدما تصدرت الفساتين شبه العارية مراسم افتتاح المهرجان في السنوات الأخيرة، كما شدد المنظمون على حظر الأزياء الضخمة، وخاصة تلك ذات الذيل الطويل، لأنها تعيق حركة الضيوف.
قررت إدارة مهرجان كان السينمائي الكشف عن بعض القواعد الخاصة بحضور الفعاليات، بما يتوافق مع الإطار المؤسسي للمهرجان، و جاء في البيان الرسمي الصادر عن المهرجان، «هذا العام، وضّح مهرجان كان السينمائي في ميثاقه قواعدَ مُعمولًا بها منذ زمن طويل، ليس الهدف تنظيم الملابس بحد ذاتها، بل منع التعرّي الكامل على السجادة الحمراء، بما يتوافق مع الإطار المؤسسي للحدث والقانون الفرنسي».
ولم يقتصر الأمر على التعري فقط، بل كشف المهرجان عن خطة تعامله مع الملابس الضخمة، موضحا: «يحتفظ المهرجان بحقه في منع دخول الأشخاص الذين قد تُعيق ملابسهم حركة الضيوف الآخرين أو تُعقّد ترتيبات الجلوس في قاعات العرض».
والجدير بالذكر، أن مهرجان كان السينمائي الدولي من المقرر أن يُقام هذا العام في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025، تحت شعار: «العودة إلى الرومانسية والطابع الفرنسي الكلاسيكي العريق».
تأسس مهرجان كان السينمائي عام 1946، يُعد أحد أكبر وأهم المهرجانات السينمائية في العالم. يُقام المهرجان سنويًا في مدينة كان الفرنسية، ويجمع نخبة من صناع الأفلام، النجوم، والنقاد من جميع أنحاء العالم. يشتهر المهرجان بعروضه الأولى للأفلام التي تُعتبر تحفًا سينمائية، بالإضافة إلى مسابقاته الرئيسية مثل السعفة الذهبية، التي تُعد واحدة من أرفع الجوائز السينمائية عالميًا. كما يُعتبر سوق كان السينمائي (Marché du Film) جزءًا أساسيًا من المهرجان، حيث يوفر منصة لبيع وتوزيع الأفلام، مما يجعله حدثًا لا غنى عنه لصناعة السينما.
اقرأ أيضاًبفستان أحمر.. يسرا تتألق على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي «صور»
بعد حظر الفساتين العارية.. كيف كانت إطلالات نجمات حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي؟
بحضور مشاهير العالم.. انطلاق مهرجان كان السينمائي 2025