موقع 24:
2025-12-14@10:51:48 GMT

لماذا تستخدم إيران الحوثيين لمهاجمة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

لماذا تستخدم إيران الحوثيين لمهاجمة إسرائيل؟

بعد إسقاط الولايات المتحدة والقوات البحرية المتحالفة معها عدداً كبيراً من الطائرات الحوثية دون طيار فوق البحر الأحمر، أدى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية إطلاق عملية "حارس الازدهار" إلى زيادة الاهتمام بدعم المليشيا اليمنية لحماس.

تـُشكل المسافة الجغرافية بين اليمن وإسرائيل، والتضاريس الجبلية الوعرة في اليمن أيضاً عاملاً مهماً آخر في الحسابات الاستراتيجية الإيرانية.

منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، خطا الحوثيون المدعومون من إيران خطوةً غير عادية إذ ساندوا مقاتلي حماس، وشاركوا في ضربات صاروخية، وعلميات اختطاف بحريّة وإطلاق طائرات دون طيار. ورغم فشل غالبية هذه الجهود، تثير هذه التطورات، السؤال لماذا يبدو أن الحوثيين، بين مختلف حلفاء إيران الشيعة، يتصرفون بهذه العدوانية؟ كما تساءل أرمان محموديان، المُحاضِر في الشؤون الدولية والباحث المساعد في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب كاليفورنيا. ربما يلفت هذا السؤال الانتباه، خاصةً أنّ عدداً كبيراً من الهجمات الحوثية لم يكلل بالنجاح.
و قال محموديان،  في تحليل بموقع "ناشونال إنترست" لا يملك الحوثيون القدرة حالياً على مهاجمة إسرائيل بنجاح لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم ورقة غير رابحة لإيران".
يدعم هذا الموقف التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني خامنئي قال خلال اجتماع عُقد في بداية نوفمبر(تشرين الثاني) مع زعيم حماس إسماعيل هنية، إن إيران لا تنوي المشاركة في الهجمات. وحسب التقارير، قال خامنئي إنه بما أن حماس بدأت العملية بشكل مستقل عن إيران، فعليها أن تمضي فيما قدماً، وبشكل مستقل.

The Houthis, unlike Iran's other proxies, might be considered more expendable in the broader spectrum of Tehran's strategic considerations, writes @MahmoudianArman. https://t.co/k7TLRgDXTO

— National Interest (@TheNatlInterest) December 22, 2023

ورغم الثقة في هذه التقارير، يقول الكاتب، من المعقول القول إنه بسبب التفاوت الكبير في القوة بين إيران والولايات المتحدة، وإسرائيل، سيكون من المنطقي لإيران ألّا تشن حرباً على إسرائيل. والواقع أن إحجام إيران عن إطلاق العنان لحزب الله اللبناني، أو غيره من الوكلاء في سوريا ضد إسرائيل، أمر مفهوم أيضاً، إذ أن من شأن هذه الهجمات أن تفضي إلى تصعيد الموقف، وتنذر بمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل.
ومن ناحية أخرى، ونظراً لدور إيران المُزعوم في حماية المجتمع الإسلامي و"الشعب المضطهد"، فإن التقاعس عن العمل ليس خياراً مُجدياً. ففي نهاية المطاف، تقود إيران سلسلة وكلاء في كل المنطقة تُعرف بـ "محور المقاومة".
وفي هذا السيناريو، تضطر إيران إلى التصرف بطريقة تُقلل التداعيات المحتملة. وسيتمثل الخيار الأقل خطورة في إجراءات رمزية، أو غير فعالة إلى حدٍ كبير. وقد يفسر هذا المنطق سماح إيران للحوثيين الأقل تهديداً لإسرائيل، بإطلاق الصواريخ والتهديد بالسلاح، ما يسمح لإيران بالحد من التصعيد، وحفظ ماء وجهها في آنٍ واحد.


اعتبارات استراتيجية

والواقع أن القرارات الوطنية تاريخياً، بما فيها التي تُقدِم عليها إيران، تتأثر بمجموعة من العوامل. ومن ثمَّ يمكن أن يُعزى قرار إيران الاستفادة من الحوثيين في اليمن لاعتبارات استراتيجية مُختلفة.
وأوضح الكاتب، أن من بين هذه العوامل الرئيسة وجود اليمن خارج المجال التقليدي للعمليات الاستخباراتية الإسرائيلية. فقد كانت إحدى نقاط قوة إسرائيل قدرتها الاستخبارتية القوية التي أدّت دوراً حاسماً في إنجازاتها العسكرية، الأمر الذي تجلى في حرب الأيام الستة في 1967، وعملية أوبرا ضد منشأة نووية عراقية في 1981، وعملية البُستان التي استهدفت منشأة نووية سورية في 2007، والعمليات التي عطّلت المساعي النووية والباليستية الإيرانية.
ورغم تفوق شبكة الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق خصومها الأساسيين، فإن هذا التركيز ربما أدى إلى إهمال نسبي للكيانات الأقل تهديداً. وكانت الهجمات المفاجئة الأخيرة بمنزلة شهادة على هذا ذلك.


اليمن نقطة عمياء 

إن اليمن البعيد عن قلب محور المقاومة يمثل نقطة عمياء نسبياً للمخابرات الإسرائيلية، حسب الكاتب. وقصور مراقبة اليمن يُمكن أن يعطي إيران شعوراً بالأمان في استعانتها بالحوثيين، وكيلاً استراتيجيّاً دون التعرض لخطر الضربات الاستباقية أو الانتقامية الإسرائيلية.
وتـُشكل المسافة الجغرافية بين اليمن وإسرائيل، والتضاريس الجبلية الوعرة في اليمن أيضاً عاملاً مهماً آخر في الحسابات الاستراتيجية الإيرانية لاستخدام الفصيل الحوثي. فالمسافة بين البلدين تُقدر بنحو 2211 كم، ومن ثم فهي تمثل تحديات لوجستية للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
يبلغ مدى عمليات المقاتلات الإسرائيلية، مثل F-35 Lightning II – بين 900 و 1200 ميل بحري، ويبلغ مدى F-16 نحو 900 ميل دون إعادة تزود بالوقود. وبسبب قدرات إسرائيل المحدودة للتزود بالوقود جواً، فإن هذه النطاقات تجعل العمليات المُستمرة على هذه المسافات صعبة جداً.
ورغم أن المقاتلات من طراز F-15 Eagle الإسرائيلية بوسعها العمل ضمن نطاق يبلغ 3 آلاف ميل، فإن هذا النوع من المقاتلات مُصمّم بالأساس للمعارك الجوية، التي قد لا تتماشى مع متطلبات مهام الضربات بعيدة المدى ضد الحوثيين.
ورغم امتلاك إسرائيل صواريخ باليستية بعيدة المدى، من طراز أريحا 2/3 (YA-3/4) القادرة نظرياً على الوصول إلى اليمن، فإن قرار استخدام هذه الأصول الاستراتيجية ينطوي على اعتبارات دقيقة. وتشكل البنية اللامركزية وشبه القَبَلية لميليشيا الحوثي ووجودها المتفرق في المناطق الجبلية تحدياً للاستهداف الدقيق.


موقع اليمن

وفي هذا السياق يصبح تحليل تكاليف ومنافع إرسال موارد عسكرية كبيرة ضد عدو غير واضح نسبياً في التضاريس الصعبة في اليمن، جانباً حاسماً في صنع القرار الاستراتيجي في إسرائيل.
وثمة عامل آخر يجب وضعه في الاعتبار، يضيف الكاتب، وهو موقع اليمن الجيوستراتيجي، إلى جوار البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، الذي تمر عبره 40% من التجارة الدولية. ويمكن لهذا الموقف أن يعطي الحوثيين وداعمتهم إيران شعوراً، ولو زائفاً، بالأمن، ظناً منهم أن المجتمع الدولي لا يستطيع تحمُّل ثمن حرب طويلة الأمد في تلك البقعة.
وأخيراً، يؤكد الكاتب ضرورة إدراك أن شبكات وكلاء إيران ليست مجرد أدوات للنفوذ الإقليمي، وإنما هي مكونات رئيسة لاستراتيجية الردع. وبتسليح هذه الجماعات، تُنذر إيران خصومها بالفوضى المحتملة التي يمكن أن تجتاح المنطقة.
وفي هذا السياق، تُعدّ كيانات مثل حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، وسوريا، نشطة للغاية حتى أنه لا يمكن المخاطرة بها في صراعات حماس. لكن وضع الحوثيين مختلف.
واختتم الكاتب تحليله بالقول: "استطاعت إيران تعزيز أهدافها الإقليمية لنحو أربعين عاماً دون أن تعول على الحوثيين كثيراً، ما يشير إلى أنها يمكن أن تستمر في ذلك، وأن الحوثيين يمكن التخلي عنهم أكثر من غيرهم من وكلاء إيران في النطاق الأوسع لاعتبارات إيران الاستراتيجية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الغادريان: الإمارات تستخدم الرياضية للتغطية على الفظائع في السودان

انطلقت بطولة "كأس الإمارات إن بي إيه - NBA" السنوية، التي تُقام خلال الموسم، ليلة عيد الهالوين، برعاية رسمية من الإمارات، تزامنا مع اجتياح مقاتلي قوات الدعم السريع أكبر مدن غرب السودان، وسط تقارير عن ارتكاب مجازر جماعية وعمليات اغتصاب وتطهير عرقي باستخدام أسلحة يُعتقد أنها مقدّمة من الدولة الخليجية نفسها.

وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن البطولة تُعد أحد أبرز مظاهر توسّع الشراكة بين رابطة كرة السلة الأمريكية للمحترفين (NBA) ودولة الإمارات، وهي شراكة تشمل تنظيم مباريات تحضيرية سنوية في أبوظبي، وتوقيع عقد رعاية تجارية مع طيران الإمارات، إضافة إلى خطط لإنشاء أكاديمية إن بي إيه العالمية الجديدة داخل حرم جامعة نيويورك في أبوظبي.

وتشير تقارير إلى أن هذه الشراكة مرشحة للتوسّع خلال الفترة المقبلة، إذ تسعى رابطة إن بي إيه إلى جذب استثمار من أبوظبي في دوري أوروبي جديد يحمل علامتها التجارية، ومن المتوقع أن يرى النور في وقت مبكر من عام 2027.


وأسفرت هذه الشراكة عن مكاسب متبادلة، حيث حصلت رابطة إن بي إيه على مستثمر يتمتع بقدرات مالية كبيرة، في حين وجدت الإمارات شريكاً رياضياً عالمياً يساهم في تعزيز صورتها الدولية، في ظل اتهامات موجهة إليها بالتحريض أو التواطؤ في الإبادة الجماعية الجارية في السودان.

وفي هذا السياق، أكدت رابطة إن بي إيه التزامها بتوجيهات الحكومة الأمريكية في ما يتعلق بعلاقتها مع الإمارات. وقال متحدث باسم الرابطة إن كرة السلة تتمتع بتاريخ يمتد لنحو قرن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن أنشطة الرابطة في الإمارات، بما في ذلك بث المباريات مباشرة للجماهير وتعليم أساسيات وقيم اللعبة لآلاف الأطفال سنوياً، تأتي ضمن جهودها للتواصل مع الجماهير واللاعبين الطموحين في أكثر من 200 دولة ومنطقة، مع التأكيد على الاستمرار في الاعتماد على توجيهات وزارة الخارجية الأمريكية.

وفي المقابل، تشير تقارير حقوقية إلى أن الإمارات، رغم صورتها الحديثة، تفرض قيوداً مشددة على الحريات العامة، حيث يقبع معارضون ومدافعون عن حقوق الإنسان في السجون بتهم وُصفت بالتعسفية. كما يعتمد الاقتصاد الإماراتي بدرجة كبيرة على العمالة المهاجرة، التي تشكّل نحو 88 في المئة من القوى العاملة، وسط شكاوى من ضعف الحماية القانونية وانعدام سبل الانتصاف من الانتهاكات.

ويمتد النفوذ الإماراتي إلى مناطق نزاع خارج حدودها، مع تزايد الأدلة التي تربط الحكومة الإماراتية بقوات الدعم السريع السودانية، المتهمة بارتكاب جرائم واسعة النطاق ضد المدنيين. وكانت الحرب الأهلية في السودان قد اندلعت في نيسان/ أبريل 2023، على خلفية صراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية واندلاع أكبر أزمة نزوح في العالم.

ومع دخول الحرب عامها الثالث، تتفاوت التقديرات بشأن أعداد الضحايا. فقد وثّقت الأمم المتحدة نحو 20 ألف قتيل، في حين أشار تقرير صادر عن مجموعة أبحاث السودان بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى مقتل أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم وحدها، بينهم 26 ألفاً نتيجة مباشرة للعنف. كما قدّر المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى السودان، توم بيريلو، عدد القتلى بما يصل إلى 150 ألف شخص.

واتسمت الحرب بارتكاب فظائع شملت العنف الجنسي والتعذيب والتشويه والتطهير العرقي، لا سيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في دارفور، حيث تحدثت تقارير عن موجات قتل جماعي واسعة النطاق.

ومنذ اندلاع النزاع، وُجهت اتهامات للإمارات بتمويل وتسليح جماعات شبه عسكرية، وهو ما دفع الحكومة العسكرية السودانية إلى رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها أبوظبي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية في غرب دارفور. ورغم ذلك، تواصل الإمارات نفي أي دور لها في النزاع.


وخلال الأشهر الماضية، استضافت الإمارات سلسلة من الفعاليات الرياضية الكبرى، شملت كأس آسيا للكريكيت، ومباريات تحضيرية لدوري إن بي إيه وبطولات UFC، وسباق الفورمولا 1 الختامي، إضافة إلى حفلات غنائية وفعاليات رياضية أخرى، في وقت نأى فيه عدد محدود من الفنانين، أبرزهم مغني الراب ماكليمور، بأنفسهم عن المشاركة احتجاجاً.

وحققت الإمارات مكاسب كبيرة من استثماراتها الرياضية، من بينها الاستحواذ على نادي مانشستر سيتي، واستثمارات في الكريكيت ورياضات السيارات والتنس والسياحة الرياضية، رغم بروز انتقادات محدودة، من بينها اعتراضات بعض مشجعي مانشستر سيتي على دور الإمارات في الصراع السوداني.

وفي هذا الإطار، أثار الصمت المحيط بالشراكة بين إن بي إيه والإمارات انتقادات من منظمات حقوقية، من بينها منظمة اللاجئين الدولية، التي اعتبرت أن البطولة تُستخدم لتبييض فظائع تُرتكب في السودان. كما شهدت الجمعية العمومية لنادي بايرن ميونخ اعتراضات من نشطاء على اتفاقيات رعاية مع طيران الإمارات، وسط تحذيرات من تأثيرها على سمعة النادي.

ورغم إنهاء بايرن ميونخ اتفاقيات رعاية سابقة مع قطر ورواندا، يواصل النادي تمسكه بعلاقاته مع الإمارات، في مؤشر على فعالية استراتيجيات العلاقات العامة للدولة الخليجية. وفي ظل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن من غير المرجح أن تُقدم رابطة إن بي إيه أو منظمات رياضية كبرى أخرى على إدانة سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان، رغم تصاعد الجدل حول دور الرياضة في تطبيع الانتهاكات والنزاعات.

مقالات مشابهة

  • الغادريان: الإمارات تستخدم الرياضية للتغطية على الفظائع في السودان
  • ألمانيا تحبط مخططاً إرهابياً لمهاجمة سوق لعيد الميلاد
  • ألمانيا تحبط مخططا إرهابيا لمهاجمة سوق لعيد الميلاد
  • أجواء شديدة البرودة .. كريمة عوض: إسرائيل تستخدم سلاح الطقس في غزة
  • تقرير أمريكي: نفوذ إيران يقف وراء تراجع بغداد عن تصنيف الحوثيين إرهابيين
  • ضاحي خلفان يعبر عن أمنيته بتحرير شمال اليمن من قبضة الحوثيين
  • لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
  • علي ناصر محمد يكشف أسرار الحكم في جنوب اليمن: لماذا وصف القصر الرئاسي بـ المشؤوم
  • حزب الإصلاح يعطل جهود تحرير اليمن من الحوثيين
  • أسرار خفية| لماذا تصر إسرائيل على الاحتفاظ بهذه المناطق السورية؟