تكتيكات جديدة للمقاومة تستدرج جنود العدو لاصطيادهم
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
العدو يقرّ بمقتل15 جندياً وضابطاً في 24ساعة ونتنياهو يعترف بـ”ثمن باهظ” للحرب
الثورة /
يخوض المقاومون الفلسطينيون في قطاع غزّة معارك ضارية ضد قوات العدو الصهيوني المتوغلة في عدّة محاور داخل القطاع، ويكبّدون الاحتلال خسائر فادحة.
وتشهد كل محاور شمالي قطاع غزة قتالاً ضارياً والأخبار تتحدث عن مقاومة شرسة لصد التوغل البري .
وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في محيط جباليا البلد شمالي قطاع، وتوقع العديد من القتلى والإصابات في صفوف العدو.
كما تدور اشتباكات ضارية في المحور الشمالي الشرقي لمنطقة تل الزعتر من مخيم جباليا، كما أحبطت المقاومة محاولة توغّل إسرائيلية إلى المخيم.
واستهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام-الجناح العسكري لحركة حماس- دبابتي “ميركافا” صهيونيتين بقذائف “الياسين 105” على مشارف منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة
كذلك، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات العدو في بيت لاهيا وبيت حانون.
وأفاد قناة الميادين بوجود اشتباكات بين المقاومة وقوات العدو في جحر الديك والمغراقة وجنوبي شرقي دير البلح وسط القطاع، إضافةً إلى وجود اشتباكات ضارية في حي الشجاعية رغم القصف العشوائي.
كما وجهت المقاومة المزيد من الضربات للعدو في مدينة خان يونس سواء عبر استهدافهم أو قنصهم.
وأعلنت سرايا القدس- الجناح العسكري للجهاد الإسلامي- قصف التحشدات العسكرية في محيط مسجد الظلال شرقي خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون.
وأكّد المتحدّث باسم “قوات الشهيد عمر القاسم”، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّهم أردوا جندياً إسرائيلياً بالقنص وأوقعوا 10 بين قتيل وجريح بمواجهات قطاع غزة.
وأدخلت المقاومة الفلسطينية سلاح القنص بشكلٍ واسع خلال تصديها لقوات الاحتلال في محاور التوغل، مستخدمة تكتيكات مكّنتها من استدراج قوات وجنود الاحتلال في محاور التوغل وتنفيذ عمليات نوعية.
بدوره، قال ألون أفيتار ، خبير في الساحة الفلسطينية في “القناة 13” العبرية، إنّه يجب القول بصراحة إنّ “الجيش” اصطدم واحتكّ بقتال عنيد من جانب حماس في الجبهة الجنوبية.
في غضون ذلك، أقرّ “جيش” العدو، بارتفاع عدد القتلى، منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، إلى 152 قتيلاً، بعد أن أقرّ “جيش” بمقتل 8 ضباط جدد في صفوفه، ووقوع 6 إصابات خطرة، امس.
وفي وقت لاحق، أعلن مقتل ضابط مدرعات احتياط في معارك شمالي قطاع غزة، كما أقّر قبل ذلك، بمقتل جندي في قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى العسكريين خلال 24 ساعة إلى 15.
وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن أسلوب المقاومة الفلسطينية في نصب الكمائن للجنود المتوغلين في قطاع غزة، واستدراجهم إلى مناطق القتال.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أنّ “الجيش” الصهيوني تفاجأ من حجم وعمق البنية التحتية الخاصة بحماس في قطاع غزة، ونقل محلل الشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشوع، عن ضابط كبير، قوله: “نحن بحاجة إلى كل الألغام في العالم من أجل تفكيك كل البنية تحت الأرض الخاصة بحماس”.
وقد اعترف رئيس وزراء كيان العدو الأرهابي بنيامين نتنياهو أمس الأحد، أن تكلفة الحرب “باهظة».
ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن نتنياهو قوله في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته “ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
غزة- رفعت فصائل المقاومة الفلسطينية درجة الاستنفار الميداني في صفوف مقاتليها للتعامل مع أي تطورات محتملة بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودراسة خيارات بديلة لإعادة "الرهائن".
وقابلت المقاومة في غزة التهديدات الجديدة بمزيد من التأهب لمواجهة أي تطورات مفاجئة، سواء فيما يتعلق برفع الاحتلال وتيرة عملياته البرية داخل القطاع، أو اللجوء إلى عمليات خاصة بهدف تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رفع الجاهزية
وقال قائد ميداني في فصائل المقاومة بغزة للجزيرة نت إن رفع الجاهزية لدى المقاتلين يأتي لمنع أي محاولة إسرائيلية للحصول على أي من جنوده الأسرى دون مقابل، وتكبيده أكبر قدر من الخسائر في حال فكر بأي عملية خاصة أو لجأ إلى التقدم البري بشكل أكبر داخل القطاع.
وشدد القائد الميداني على أن المجموعات المقاتلة تلائم خططها بما يحقق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي يحاول الهرب من المواجهة المباشرة عبر القوة النارية الغاشمة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما قال ترامب "إن حركة حماس لا ترغب في إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وأعتقد أنهم سيسقطون".
وأعقب ذلك حديث نتنياهو بأن إسرائيل تدرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء حكم حماس في غزة، بعد أن استدعت المفاوضين من محادثات وقف إطلاق النار في قطر.
وفي السياق، يعتقد الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة أن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة تدخل منعطفا حساسا مع تصاعد التهديدات العلنية وعودة الحديث عن خيار الحسم العسكري المجرب خلال 22 شهرا من الحرب دون نتائج حاسمة.
إعلانويقول أبو زبيدة للجزيرة نت إن هناك تحولا في الموقف الأميركي تجاه تقديم غطاء سياسي لأي عملية إسرائيلية خاصة، سواء في غزة أو في الخارج، مما أدى إلى رفع المقاومة الفلسطينية منسوب الجاهزية لوحدات تأمين الأسرى، وفعّلت بروتوكول "التخلص الفوري" كإجراء ردعي عالي المستوى، مضيفا أن أي عملية إنقاذ قسرية ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى مقتل الأسرى.
ويشير إلى أن المعطيات الاستخبارية ترفع مؤشرات تنفيذ عمليات خاصة مركّبة، سواء عبر طائرات مسيرة أو وحدات كوماندوز أو عملاء ميدانيين، ليس فقط في غزة، بل في ساحات خارجية تستهدف كوادر المقاومة، وهو ما دفعها إلى إصدار تحذيرات أمنية لقياداتها في الخارج خشية تنفيذ اغتيالات أو عمليات اختطاف.
وكانت منصة الحارس التابعة للمقاومة الفلسطينية نقلت عن ضابط في أمن المقاومة بغزة قوله إن المقاومة رفعت الجاهزية لدى جميع وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين في القطاع، بما في ذلك العمل وفق بروتوكول "التخلص الفوري".
وأوضح الضابط في حديثه للمنصة أن هذا الإجراء يأتي في ظل وجود تقديرات بإمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات خاصة بقصد تحرير أسرى في غزة، داعيا المواطنين للإبلاغ عن أي تصرف مشبوه أو سلوك مريب، سواء لأشخاص أو مركبات.
وأمام الحضور الاستخباري الإسرائيلي المكثف في غزة لفت الباحث أبو زبيدة إلى أن فصائل المقاومة تعمل ضمن معادلة استنزاف طويلة وتجهيز كمائن، وانتشار موضعي عبر مجموعات صغيرة لا مركزية، تحسبا لأي مواجهة أو عملية خاصة معقدة، ولا سيما إذا ما تم تنفيذها تحت غطاء ناري واسع.
وشدد على أنه مع تدهور البيئة الداخلية في غزة قد يعتقد صانع القرار في تل أبيب أن الزمن مناسب لمحاولة جريئة، لكن المفاجآت تبقى واردة، والتكلفة قد تكون سياسية وعسكرية وأمنية عالية.
"أوراق حماس"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن ما يجري ليس مجرد تراجع في المواقف الأميركية، بل انكشاف كامل للنية السياسية التي كانت تتخفى خلف ستار الوساطة، ومع ذلك لا تزال حماس تتعاطى مع مسار التفاوض من باب القوة النسبية التي راكمتها ميدانيا وسياسيا.
وأوضح عفيفة في حديث للجزيرة نت أن الأوراق التي تمتلكها حماس تتمثل في:
الأسرى: وهو الملف الذي يبقي الاحتلال في حالة استنزاف دائم ويمنح حماس ورقة تفاوض مركزية. الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تعاني من ضغط نفسي وسياسي متفاقم ومن حكومة عاجزة ومأزومة. الميدان الغزي: الذي يربك الاحتلال يوميا بكمائن الأنفاق والاشتباك المتقطع. البيئة الإقليمية: التي تشهد تحولا في المزاج الشعبي والرسمي يحرج العواصم الداعمة للاحتلال.ويعتقد عفيفة أن تصريحات ترامب ليست زلة لسان، بل تعبير صريح عن العقيدة الأميركية المستقرة منذ عقود، والقائمة على التفاوض مع الفلسطينيين فقط بقدر ما يخدم أمن إسرائيل، وليس كجزء من حل سياسي متوازن، وبالتالي فإن حماس لا تفاوض فقط لإدارة كارثة، بل لتثبيت معادلة جديدة عنوانها لا أمن ولا استقرار دون حقوق سياسية واضحة للفلسطينيين.
يذكر أن حركة حماس خاضت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية منذ 20 يوما، وكانت يسودها حالة من التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما، قبل أن يعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الإدارة الأميركية قررت استدعاء فريقها التفاوضي من الدوحة.
إعلانوقال ويتكوف في منشور له عبر منصة إكس إن رد حماس على المقترح الأخير يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار.