تشابه الأسماء أنهى حياته| قصة مأساوية لعريس الخانكة.. مات بعد زواجه بـ 25 يوما
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
محمد أحمد وشهرته "موزة"، عُرف إعلاميًا بـ عريس الخانكة، هذا الشاب الذي دخل دُنيا بزواجه منذ 25 عامًا وسرعان ما خرج منها، في قصة مأساوية استحوذت على اهتمام المصريين خلال الأيام الفائتة.. فما هي قصة “موزة” عري الخانكة.
خلافات عائليةتبدأ القصة في قرية عرب العيايدة، التابعة لدائرة مركز شرطة الخانكة بمحافظة القليوبية، عندما بادر شاب ( ابن عم المجني عليه ) بمعاكسة فتاتين في القرية، بينما لم يكن المجني عليه متواجدًا أو حاضرًا للأزمة برمتها.
أبلغت الفتاتان عئلتهما بما جرى من معاكستهما من هذا الشاب، فاحتكم الأهل لخال الشاب الذي دعا غلى جلسة عرفية بين العائلتين، لكنها لم تفلح في حل الأزمة أو إرضاء عائلة الفتاتين.
وبيتت عائلة الفتاتين النية للانتقام من عائلة الشاب، من خلال قتل أحد شبابها وهو ما نفذوه بالفعل.
انتقام من بريءفي هذا الوقت كان محمد أحمد، يتمتع بإجازته مع عروسه التي تزوجها منذ 25 يوم فقط، وعاد من شهر العسل، حيث خرج لمزاولة عمله لأول يوم بعد الأجازة.
وقبل خروجه من المنزل بساعة واحدة استبشر العريس بخبر حمل زوجته الذي دفعه لاستقلال سيارته والخروج مسرورًا، لكن القدر لم يمهله لتكتمل فرحته.
تربص 3 من أفراد العائلة الأخرى وأطلقوا النار عليه وأردوه قتيلًا، دون أي علاقة له بالمشكلة بين العائلتين، والذي تسبب فيها ابن عمه.
القبض على المتهمينوأشار بيان الأمن إلى ألقاء الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية المصرية، القبض على المتهمين بقتل الشاب محمد أحمد وشهرته "موزة" والمعروف بـ"عريس الخانكة"، وحرر محضر بالواقعة وتولت الجهات المعنية التحقيق والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات.
وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت إخطارًا بمصرع الشاب محمد أحمد، إثر قيام ثلاثة أشخاص بإطلاق أعيرة نارية عليه أودت بحياته.
حسن السُمعة والسلوكوتسبب مقتل الشاب في حزن شديد بين أهالي قرية عرب العيايدة بمركز الخانكة، حيث أجمع أهالي القرية على حسن سير وسلوك وسمعة العريس الضحية، والذي عُرف بين الناس بعلاقاته الطيبة وأخلاقه الحسنة.
وقال الأهالي أنه قُتل مظلومًا فلم يكن له أي ارتباط بالمشكلة بين العائلتين والذي تسبب فيها ابن عمه، وانه تم الانتقام منه فقط بسبب تشابه الأسماء.
حبس المتهمينوقررت نيابة قسم شرطة الخانكة في محافظة القليوبية حبس 3 أشخاص 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة قتل عامل، بإطلاق الرصاص عليه غدرا لاعتقادهم معاكسته فتاة من عائلتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد أحمد
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.