لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام؟.. تجنبا لـ9 مصائب تقلب حياتك
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام ؟، لعله أحد أهم المسائل التي ينبغى أن يعرفها الكثيرون ، خاصة وأن الأحلام تؤرقهم وتثير مخاوفهم لذا يسعون للبحث عن تفسيرها بل ويعني لهم الكثير، فتلك المنامات المزعجة تنغص عليهم حياتهم ، من هنا تنبع أهمية معرفة لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام ؟ ، فهي أحد طرق الحماية من مصيدة ضحايا الكوابيس ، الذين تنغص الأحلام حياتهم خاصة الرؤى المنامية السيئة، فمن خلال معرفة لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام ؟ قد تقدم طوق نجاة لأولئك الذين وقعوا فريسة سهلة للدجالين والمشعوذين، فمن شأن تفسير الحلم أن يدخل الإنسان في دوامة من المخاوف لا نهاية لها، فهناك استفهامات عدة تدور في فلك تفسير الحلم ، منها متى تتحقق الأحلام ، ولعل أهمها الوقوف عند لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام ؟ باعتباره أفضل وسائل النجاة .
ورد عن لماذا حذر رسول الله من تفسير الأحلام ؟، أن الإمام مالك كان يقول أتتلاعبون بتراث النبوة"، حيث إن من يفسر الرؤيا ينبغي أن يكون نبيا، فقد جاء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل ووجد السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- تعبر رؤيا أحدهما، قال لها: «ليس هكذا ياعائشة».
و جاء عن الإمام مالك أنَّه قال: "لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقلْ خيرًا أو ليصمت"، فعلى الإنسان أن يكون على دراية بالتأويل حتَّى يعبر الرؤيا ويفسر الأحلام ، فإنَّ حكم تفسير الأحلام جائز إذا كان الإنسان على علم بها فقط.
وورد فيه أنه من الخطورة أن يستوضح صاحب الرؤيا أو يطلب تأويلها من أي أحد ؛ فقد تكون سبباً في هلاكه أو وقوع الضرر به ، فعليه ألا يسأل إلا من يثق بعلمه ودينه ، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( الرؤيا تقع على ما تعبر ، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً ) رواه الحاكم .
وورد أنه من الأمور التي جاء التنبيه عليها حرمة ما يقوم به بعض ضعاف النفوس من اختلاق بعض الرؤى والأحلام رغبةً في الإثارة أو التشويق ، فقد ورد الوعيد الشديد على ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من تحلّم بحلم لم يره كُلِّّف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ) رواه البخاري ، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن من أفرى الفرى أن يُري عينيه في المنام ما لم ترى ) رواه أحمد .
روى أبو سعيد الخدري ، في صحيح البخاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: - إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ.
تفسير الأحلامقال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إن من رأى خيرًا فالله يبشره ومن رأى شرا فالشيطان يخوفه" وذلك فى حديث البخارى عن النبى، منوهًا بأنه ليس هناك علم يسمى تفسير الأحلام .
و أشار إلى أن الكتاب المشهور عن تفسير الأحلام والمنسوب لابن سيرين "مكذوب" منوها أن هناك دراسات علمية تثبت بالدليل أنه منسوب لابن سيرين بالكذب كما أن هناك أحداث وقعت بعد وفاة ابن سيرين بـ600 سنة، ومن نسبوا هذا الكتاب له اختاروا اسم تابعى شهير ليروجوا به الكتاب.
أضاف أن صلاة ركعتين ليلا تجنب الإنسان رؤية كوابيس تزعجه في المنام، مشددًا على أن هذا الدين هو دين اليقظة وليس دين المنام، مشددا على أن ملايين من الناس الآن يعملون في المنامات والاحلام، من أجل تحقيق مصالح شخصية.
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن تفسير الحلم ليس مبنيًا على قواعد علمية أو علم ثابت، ومن يتحدث فيه يعتمد على أكثر من دلالة للشيء الواحد الذى يراه الإنسان فى منامه.
وأشار «الجندي»، في مسألة تفسير الحلم إلى أنه لا يوجد علم شرعى يسمى «علم الرؤى والمنامات»، مضيفًا: « تفسير الحلم منحة من عند الله سبحانه وتعالى ولكن هناك لوبى يتكسب من وراء هذا الأمر».
وشدد في تفسير الحلم ، على أنه ضد استغلال مشاعر البسطاء، قائلًا: «أنا صدمت بلوبى جامد يتكسب من الموضوع، ناس فاتحة مكاتب وعيادات لتفسير الأحلام والمنامات، وناس بتقدم الخدمة بالتليفون، وناس بتركب طيارة مخصوص علشان يفسر منام لواحد مهم أو سيدة مهمة، يعنى فيه بحر فلوس واللى عاوز ينصب الطريق واضح وسهل جدًا، وأنت بهذا دخلت فى عصابة ممتدة الأرجاء».
وواصل في تفسير الحلم ، قائلاً: «الأحلام لدى البشر تنقسم قسمين، الأول: رؤى الأنبياء وهى تكليف شرعى، والثانى لدى البشر العاديين من غير الأنبياء وهى تنقسم إلى 3 أقسام، الأول هو الرؤيا، والثانى هو الحلم وهو أمر يجريه الشيطان ليدخل الحزن على الإنسان»، منوهًا بأن الشيطان يحب رؤية الإنسان «متعكنن»، لما ورد بقول الله تعالى: «إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»، والقسم الثالث من المنامات لدى البشر العاديين خلاف الأنبياء، هو «حديث النفس»، الذى يراه الإنسان فى منامه وهو فى حاجة له.
حديث الرسول عن الأحلامأخرج البخاري ومسلم حديث الرسول عن الأحلام وتفسيرها ، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي: سَمِعْتُ أبَا سَلَمَةَ يقولُ: لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ، وإذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ.
و أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُسلمَ إلى ما يَحفَظُه اللهُ به ويَرْعاه مِن كلِّ ما يَتَعرَّضُ له مِن شَرٍّ في يَقَظتِه ومَنامِه، ومِن الصُّورِ التي يَأْتي فيها الشَّرُّ للإنسانِ أثناءَ مَنامِه: الأحْلامُ المُفزِعةُ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ أنَّه كان يَرَى الرُّؤيا، فتكونُ سَببًا في مرَضِه وألَمِه، ولعلَّها الأحلامُ الشَّيطانيَّةُ التي يصَوِّرُها الشَّيطانُ للإِنسانِ في أثناءِ نَومِه أشكالًا مختَلِفةً من الأشباحِ المُخيفةِ التي تؤذي النَّائِمَ، وتُثيرُ في نَفْسِه الآلامَ والمخاوِفَ، وتسَبِّبُ له القَلَقَ النَّفسيَّ.
وفي حديث الرسول عن الأحلام وتفسيرها : وظَلَّ على حالِه تلك حتى سمع من الصَّحابيِّ الجليلِ أبي قتادةَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان يقَعُ له في أحلامِه مِثلُ ما يحدُثُ لأبي سَلَمةَ، حتى أرشده النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أنَّ مَن رَأى رُؤيَا حَسَنةً مِمَّا يُحِبُّ أو يَراها له غيرُه، فتَكونُ بُشْرى بخيْرٍ أو ناهيةً عن شَرٍّ، «فلا يُحدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ»؛ لأنَّ الحبيبَ إنْ عَرَف خيْرًا قاله، وإنْ جَهِل أو شَكَّ سَكَت.
وعن حديث الرسول عن الأحلام وتفسيرها ، أمَّا مَن رَأى ما يَكرَهُ -كالأحلامِ الشَّيطانيَّةِ- فعليه أنْ يَتعوَّذَ باللهِ مِن شَرِّ هذه الرُّؤيا، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ؛ لأنَّه الذي يُخَيِّلُ له فيها، ثمَّ يَتفِلَ -أي يَبصُقَ- عن يَسارِه ثَلاثًا، استِقذارًا للشَّيطانِ واحتِقارًا له، كما يَفعَلُ الإنسانُ عندَ الشَّيءِ القَذِرِ يَراه، «ولا يُحدِّثْ بها أحدًا»؛ فإنه إنْ فَعَل ما أَرْشَد إليه الَّنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلنْ تَضُرَّه هذه الرُّؤيا المكروهةُ؛ لأنَّ ما ذُكِرَ مِنَ التَّعوُّذِ وغيرِه سَببٌ للسَّلامةِ من ذلك، وفي الحَديثِ: أنَّ في اتِّباعِ السُّنَّةِ النبَوِيَّةِ راحةً للنَّفسِ مِن وَساوِسِ الشَّيطانِ التي يُلْقِيها للإنسانِ في المنامِ، وفيه: النَّهيُ عن إخبارِ النَّاسِ بالحُلْمِ المفزِعِ.
حديث الرسول عن تفسير الأحلامورد فيما أخرجه أبو داود مختصرًا والترمذي باختلاف يسير، وابن ماجة وأحمد بنحوه، في صحيح الجامع، عن أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمِنِ جزءٌ مِنْ أربعينَ جُزْءًا مِنَ النبوَةِ ، وَهِيَ علَى رِجْلٍ طائِرٍ ، ما لم يُحَدِّثْ بِها ، فإذا تَحَدَّثَ بِها سقَطَتْ ، ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا ، أوْ حبيبًا» .
وحثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على التَّفاؤُلِ والبِشْرِ، وبيَّنَ أنَّه لم يَبْقَ من النُّبوَّةِ بَعدَ انقِطاعِ الوَحيِ إلَّا مُبشِّراتٌ تَتمثَّلُ في رُؤًى يَراها المُؤمِنونَ فيَستَبشِرونَ بها، وفي هذا الحَديثِ: يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "رُؤْيا المُؤمِنِ"، أي: الرُّؤى الصَّالِحةُ الصَّادِقةُ التي يَراها المُؤمِنونَ في مَنامِهِم، "جُزءٌ من أربَعينَ جُزءًا من النُّبوَّةِ"، أي: أنَّ النُّبوَّةَ قد قُسِّمَت أربَعينَ جُزءًا، وجُعِلَتِ الرُّؤَى جُزءٌ من تلك الأجْزاءِ.
وجاء فيه أن الرُّؤى للعبادِ بمَثابةِ الوَحْيِ الَّذي يُوحي اللهُ به إلى أنبيائِهِ، "وهي"، أي: الرُّؤى، "على رِجلِ طائِرٍ"، أي: مُعلَّقةٌ لا قَرارَ لها أي: لا تَقَعُ وتَتحقَّقُ، "ما لم يُحدِّثْ بها"، أي: ما لم يَتَكلَّمْ بها الرَّائي، ويُفصِحُ عنها لأحَدٍ، "فإذا تَحدَّثَ بها سَقَطَتْ"، أي: فإذا تَحدَّثَ الرَّائي بما رآهُ في الرُّؤْيا وَقَعَتْ وتَحقَّقَتْ؛ وذلِكَ على تَأويلِها، فالرُّؤْيا تَتَحقَّقُ على تَأويلِها وتَفْسيرِها.
و "قالَ"، أي: قال أبو رُزَينٍ العُقَيليُّ راوي الحَديثِ: "وأحسِبُهُ قالَ"، أي: وأحسِبُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "ولا تُحدِّثْ بها إلَّا "، أي: ولا تَقُصَ الرُّؤْيا لأحَدٍ إلَّا "لَبيبًا"، أي: عاقِلًا حَكيمًا "أو حَبيبًا"، أي: مُحِبًّا لك من أحِبَّائِكَ؛ وذلِكَ لأنَّهما سَوفَ يَعبُرانِ الخَيرَ ويَكتُمانِ الشَّرَّ؛ لِئلَّا يقَعَ، فهُما في الغالِبِ سوف يُخبِرانِ الرائيَ بما يُحِبُّهُ وبما يَسُرُّه، وإذا كان في الرُّؤْيا مَكْروهٌ أو شرٌّ، فسوف يَكتُمانِهِ، فالرُّؤْيا إذا فُسِّرَتْ وَقَعَتْ، وفي الحَديثِ: فَضلُ الرُّؤى الصَّالِحةِ وحَظُّها من النُّبوَّةِ، وفيه: التَّحْذيرُ مِن تَعْبيرِ رُؤى الشَّرِّ؛ لِئلَّا تَقَعَ.
حديث الرسول عن رؤيته في المنامورد أن رؤيا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في المنام رؤيا صادقة لا محالة، لقوله عليه الصلاة والسلام "مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً، ولا ينبغي للشيطان أن يتصوّر بصورتي" وبذلك تكون رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام رؤيا صادقة في كل الأحوال، وهذا ما ذهب إليه كبار مفسري الأحلام استناداً إلى الأحاديث الشريفة التي تؤكد هذا المعنى.
هل الدعاء يرد تفسير الأحلام السيئةقد ثبت عند الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ورد أن الدعاء بنية رفع البلاء وعدم وقوعه: فهو مشروع، وهو من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء، ومما ثبت من ذلك دعاء القنوت الثابت في السنن وصحيح ابن حبان وفيه: وقنا شر ما قضيت، وكذا دعوة يونس ـ عليه السلام ـ فقد روى الترمذي وغيره عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.
ورد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه الحاكم، وحسنه الألباني، وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم، ومما ثبت في آداب الرؤيا وتوقي الشر أن يستعيذ العبد من الشيطان وأن يصلي ما تيسر له، فقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة:45}.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تفسير الأحلام صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل تفسیر الحلم الله تعالى فی المنام ما لم ی من الن إلى أن ی الله التی ی
إقرأ أيضاً:
ثواب استماع القرآن للمرأة غير القادرة على القراءة.. تعرف عليه
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (امرأة كبيرة في السن لا تحفظ كثيرًا من القرآن، ولا تستطيع القراءة من المصحف، وتسأل عن ثواب الاستماع للقرآن الكريم من المذياع ونحوه.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن قراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته كلاهما عبادة من أفضل العبادات، والسنة النبوية عامرة بالنصوص المؤكِّدة لفضلهما وثوابهما: ففي خصوص قراءته جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي.
وفي خصوص الاستماع إليه جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كانت لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه الإمام أحمد.
وقد حث الله تعالى عباده المؤمنين على الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات له، فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، فالله عز وجل أرشد المؤمنين به المصدقين بكتابه إلى أن يصغوا وينصتوا إلى القرآن إذا قرئ عليهم؛ ليتفهموه ويعقلوه ويعتبروا بمواعظه؛ إذ يكون ذلك سبيلًا لرحمة الله تعالى بهم.
وقد كان النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ يحب أن يستمع لتلاوة القرآن من غيره، وهذا مما يؤكِّد سنية الاستماع والإصغاء لتلاوة القرآن الكريم واستحبابه؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قالَ: قال لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: ﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٍ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدًا﴾، قالَ: أمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ» أخرجه الشيخان، واللفظ للبخاري.
وقد كان هذا حال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين مع القرآن؛ فكانوا إذا اجتمعوا أمروا رجلًا منهم أن يقرأ وهم ينصتون إليه، وهو أيضًا حال التابعين ثم مَنْ بعدهم مِن العلماء والصالحين والمتعبدين.
فعن أبي نضرة قال: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَمَعُوا تَذَاكَرُوا الْعِلْمَ وَقَرَءُوا سُورَةً» أخرجه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع".
ومما ينبغي على المسلم اتباعه أن يجمع بين كل ذلك الخير، فيقرأ تارة ويستمع تارة أخرى؛ إذ التلاوة تشمل الاستماع إلى قراءة نفسه، وتزيد على ذلك لتشمل النظر في المصحف الشريف إن كانت القراءة منه، وتحريك اللسان بكلام الله تعالى، وفي جميع الأحوال ينبغي الحرص على أن يكون قلبه أقرب للخشوع والتدبر والفهم لآيات القرآن الكريم.
فإذا لم يستطع قراءة القرآن الكريم، وكان قادرًا على السماع بأن يلقي سمعه، ويحضر قلبه بما يتحقق معه الفهم والتدبر، فلا شك أنه محمودٌ مأجورٌ بإتيانه ما يقدر عليه من ذلك، وهو معذورٌ فيما عجز عنه، ولا ينبغي أن يكون ما عجز عنه عذرًا أو وسيلة لترك ما يقدر عليه من الخير، فما يمكن له الإتيان به سواء كان واجبًا أو مستحبًا لا يسقط عنه لأجل ما عجز عنه؛ لأن "الميسور لا يسقط بالمعسور"، كما هو مقررٌ في القواعد، قال الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، ومن قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» أخرجه البخاري. يُنظر: ["الأشباه والنظائر" للإمام تاج الدين السبكي (1/ 155، ط. دار الكتب العلمية)].
ويحصل الاستماع لتلاوة القرآن الكريم بكل ما هو متاح على حسب الطاقة، سواء كان بسماع من يقرأه مباشرة، أو بواسطة مذياع أو تلفاز أو هاتف ونحو ذلك.
وبناءً عليه وفي واقعة السؤال: فقراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته كلاهما عبادة من أفضل العبادات، جاءت نصوص الشرع مؤكدة لفضلهما وثوابهما، وينبغي على المسلم أن يجمع بين وجوه الخير، فيقرأ تارة ويستمع تارة أخرى، فإذا لم يستطع قراءة القرآن الكريم، وكان قادرًا على الاستماع بأن يلقي سمعه، ويحضر قلبه بما يتحقق معه الفهم والتدبر -فلا شك أنه محمودٌ مأجورٌ بإتيانه ما يقدر عليه من ذلك، ومعذورٌ بما عجز عنه، ويتحقق الاستماع لتلاوة القرآن الكريم بكل ما هو متاح على حسب الطاقة، سواء كان بسماع من يقرأه مباشرة، أو بواسطة مذياع أو تلفاز أو هاتف ونحو ذلك، وبه يحصُل الثواب الموعود.