وقفلة قبلية مسلحة في البيضاء دعماً للشعب والمقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
الثورة نت| محمد المشخر
نظم أبناء وقبائل آل الهصيصي في مديرية ريف البيضاء اليوم وقفة قبلية مسلحة تضامنية تأكيدا على ثبات الموقف مع الشعب والمقاومة الفلسطينية تحت شعار “تحالف حماية السفن الإسرائيلية لا يرهبنا”.
وأكد المشاركون في الوقفة التي حضرها محافظ البيضاء عبدالله علي حسين إدريس، ثبات موقف الشعب اليمني وقيادته الثورية تجاه القضية الفلسطينية ونصرة المقاومة والشعب الفلسطيني بكل الوسائل والإمكانات المتاحة.
وأعلنوا تفويضهم المطلق للقرارات التي يتخذها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لدعم ومناصرة المقاومة الفلسطينية بكل الخيارات والوسائل المتاحة وردع صلف و غطرسة الكيان الصهيوني حتى تحرير الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
وحذر المشاركون في الوقفة، الدول المتورطة مع أمريكا في تحالف حماية الإجرام الصهيوني من أي اعتداء أو استهداف لليمن او التأثير على الموقف الأخلاقي والإنساني تجاه نصرة أبناء غزة الذين يتعرضون لأبشع جرائم العدو الصهيوني– الأمريكي.
وخلال الوقفة أكد مدير عام مديرية ريف البيضاء عادل صالح الكسادي، أهمية دور أبناء وقبائل مديرية ريف البيضاء في مناصرة القضية الفلسطينية ودعم ومساندة الشعب الفلسطيني في غزة وتأييد ومباركة عمليات القوات المسلحة والبحرية ضد الكيان الصهيوني.
ولفت المدير الكسادي، إلى أن المقاومة الفلسطينية سطرت أروع الملاحم البطولية في مواجهة الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب وكسر أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر و مرغت أنوف جنوده بالتراب معبراً عن الفخر والشرف في مشاركة اليمن قيادة وحكومة وشعباً في معركة الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني المحتل..
من جانبه جدد قائد اللواء 117مشاه محور البيضاء العميد ناجي عبداللاه الهصيصي، في كلمة أبناء قبيلة آل هصيص، تفويضهم قيادة الثورة لاتخاذ الخيارات المناسبة نصرة للشعب والمقاومة الفلسطينية.
وبارك العميد الهصيصي، عمليات القوات المسلحة اليمنية وكذا القوات البحرية بمنع مرور السفن الصهيونية أو سفن أجنبية متجهة للكيان الغاصب في البحرين الأحمر والعربي حتى إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة وفلسطين المحتلة.
بدورة عبر مشرف عام مديرية ريف البيضاء قيس العماد، عن فخر واعتزاز الشعب اليمني بصمود الشعب الفلسطيني وتضحيات أبنائه في غزة والأراضي المحتلة..
مطالبا بالوقوف إلى جانب فلسطين ومواصلة إقامة فعاليات توعوية وأمسيات واجتماعات ووقفات تضامنية في المكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية بالمحافظة المختلفة.
وحث العماد على استمرار الدعم والمساندة لفلسطين على المستويات الأكاديمية والثقافية والإعلامية والجهادية بالنفس والمال حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية داعياً إلى استمرار التحرك الجاد والهادف لوقف العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني والسماح بدخول الماء والغذاء والدواء إلى قطاع غزة.
وأشاروا في البيان الصادر عن الوقفة الى أنه مهما عملت أمريكا وشكلت تحالفات لإنقاذ وإسناد الصهاينة لن يؤثر تحالفهم على موقف اليمنيين ولا يهمهم أو يرهبهم أي تحالفات وأن الشعب اليمني مصر على تنفيذ كافة خيارات القيادة الثورية.
بارك البيان عمليات القوات المسلحة في عمق العدو الصهيوني وكذا عمليات القوات البحرية التي تستهدف السفن الصهيونية أو السفن المتجهة إلى موانئه..
وجدد البيان المطالبة للدول المجاورة لفلسطين بفتح معابر آمنة لليمنيين للمشاركة الفعلية في مواجهة الصهاينة.
وطالب البيان، باستمرار العمليات العسكرية وزيادة وتيرتها في حال استمر العدو الصهيوني الأمريكي في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى مدیریة ریف البیضاء الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی عملیات القوات
إقرأ أيضاً:
أوروبا تنتفض من جديد دعما لفلسطين
مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإجرامية على غزة وعلى بلدات ومخيمات الضفة الغربية، باتت هذه الحرب غير معلنة ومستمرة تحت ذريعة "الدفاع الاستباقي"، كما صرح بذلك قادة الكيان العسكريين، وتحت ذريعة وجود تهديد أمني ضد جيش الاحتلال من المسلحين في غزة، وتحديدا عند الخط الأصفر الذي رسمته خطة ترامب لوقف إطلاق النار. ومع تداعيات وتواصل هذه الحرب؛ لا تزال مدن أوروبا تشهد مظاهرات صاخبة واحتجاجات واعتصامات وإضرابات بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة في الذكرى السنوية ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 ليكون موافقا لذات اليوم الذي صدر فيه قرار تقسيم فلسطين (181) عام 1947؛ والذي مهـد لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من وطنه.
ولقد عبرت هذه الفعاليات بمختلف أشكالها عن رفضها استمرار الحرب وإدانتها لارتكاب جرائم الإبادة الممنهجة في غزة، والتطهير العرقي الذي يجري في الضفة الغربية، وسط صمت لا زال يسود في أروقة الأنظمة الحاكمة والأحزاب اليمينية في أوروبا. لكن الجديد هو تعاظم الحركات المناهضة لسياسة هذه الأحزاب وهذه الحكومات، وارتفاع منسوب حدة مواقفها وخطابها. ولقد شكلت الحركة الطلابية السواد الأعظم منها؛ ما يعني أن مجتمع الشباب الأوروبي أصبحت له كلمته وتأثيره في الشارع الأوروبي. ومع ظهور أحداث ووقائع جديدة اتسعت المعارضة لسياسات الأنظمة الأوروبية، التي لا تزال تدور في فلك السياسة الأمريكية ولا تبتعد عن المصالح الإسرائيلية، وبرز في الخطاب أيضا مواقف سياسية جديدة تطالب بزوال الاحتلال وزوال الكيان الغاصب، وتحرير فلسطين والتخلص من المشروع الصهيوني الإمبريالي في المنطقة، وكف يد الولايات المتحدة عن أوروبا، والتوقف عن استنزاف إمكاناتها وتهديد أمنها، وجعلها تعيش بسلام.
والملفت أن هذه الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات رفعت شعارات مختلفة أبرزها "فلسطين حرة من البحر إلى النهر". ويذكر أن هذا الشعار لازال محظورا في أوروبا؛ لأنه يعني أن لا وجود لدولة الكيان، بل دولة فلسطين فقط، والملفت أيضا كان شعار "قاوم النار بالنار" الذي رُفع في إحدى المظاهرات في ڤيينا عاصمة النمسا.
كما طُرحت شعارات تطالب بمقاطعة الجامعات والأكاديميات الإسرائيلية، مثل "أوقفوا تسييس التعليم"، ودعت إلى مقاطعة الشركات الصهيونية وتلك الداعمة للاحتلال، معتبرة المقاطعة واجبا أخلاقيا، قبل أن تكون واجبا سياسيا، وشعارات أخرى مثل: "لا للاحتلال"، "أوقفوا الإبادة"، "أوقفوا مبيعات السلاح إلى إسرائيل"، إضافة إلى عرض مشاهد تمثيلية تحاكي ما يجري في غزة من اعتداءات وانتهاكات وإبادة ممنهجة ضد المدنيين خاصة الأطفال والنساء.
ولقد شهدت هولندا فعالية تضامنية اشتملت على عرض أحذية الأطفال الذين استشهدوا في الحرب، وكُتب على الحذاء اسم الطفل الذي استشهد في الحرب، وتمت تلاوة أسماء هؤلاء الأطفال الشهداء.
وفي العاصمة البريطانية، لندن، التي شهدت مسيرة أو مظاهرة مليونية؛ كانت هناك حملة مجموعة "PSC" للتضامن مع فلسطين، والتي اتهم منظموها الحكومة البريطانية بالتواطؤ مع إسرائيل وتجاهل ما يجري في فلسطين، وطالبت بوقف الانتهاكات والعنف ضد المتظاهرين.
والزخم الأكبر لهذه المظاهرات كان في إسبانيا، حيث شهدت ما يزيد على 100 مدينة إسبانية فعاليات تضامنية. أما في باريس فكانت هناك نحو 70 منظمة في باريس شاركت بالمظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني.
ويذكر أن أكثر من 140 دولة في العالم شهدت مظاهرات واعتصامات تضامنية في هذه المناسبة. وقد بلغت هذه الفعاليات التي شهدتها المدن الأوروبية نحو 26 ألف فعالية تضامنية مع فلسطين، برغم كل محاولات المنع والحظر والاعتقالات التي طالت الناشطين. كما غصت مدرجات ملاعب كرة القدم بالجماهير التي ترفع الإعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للقضية، وأبلغها ما حدث في ملاعب اسكتلندا وإيطاليا وأيرلندا ومدينة بلباو الإسبانية. وحسب قناة الجزيرة، فإن "هناك زيادة بنسبة التظاهرات بين شهري أيار/ مايو وأيلول/ سبتمبر 2025 بلغت 43 في المئة مقارنة مع الأشهر التي سبقتها".
إن لهذه التظاهرات وبهذه الوتيرة العالية والفعاليات المؤثرة دلالات عديدة؛ أبرزها تنامي الوعي العالمي لما يجري في منطقتنا بعيدا عن العواطف والمشاعر؛ لا سيما في صفوف الجيل الشاب والنخب المجتمعية والجامعيين والأكاديميين، وشعور شعوب العالم بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من خلال إقرار قرار التقسيم من قبل الأمم المتحدة عام 1947، ورفض إسرائيل تنفيذه برغم إجحافه بحق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه من البحر إلى النهر. وثانيها يعبر هذا التضامن العالمي الواسع عن انكفاء المشروع الصهيوني بالمنظور الغربي الجماهيري، وإعادة النظر بالسياسات المرتبطة بهذا الكيان؛ وما العزلة الدولية التي مني بها هذا الكيان إلا دليل على ذلك. ويأتي ثالثا، سقوط السردية الإسرائيلية الزائفة، وانتصار السردية الفلسطينية بفعل نضال الشعب الفلسطيني المتواصل، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى، والصمود الأسطوري الذي عبر عنه هذا الشعب في قطاع غزة في مواجهة كل أشكال الإبادة الممنهجة. ورابعها، ضيق المجتمع الأوروبي ذرعا بالعبء الإسرائيلي الذي أثقل كاهل الاقتصاديات الأوروبية، وأثّر على ارتفاع معدلات التضخم فيها وانعكاس ذلك على حياة الناس؛ بسبب الأعباء المالية المترتبة على دعم هذا الكيان وسياساته العدوانية.
والسؤال هنا: هل هذا التضامن الواسع يمثل انقلابا على الكيان الإسرائيلي، وعلى السياسات الإسرائيلية والأمريكية، والأنظمة الأوروبية الحاكمة؟ وهل ستكون هذه المواقف الاستثنائية خطوات مفصلية ستنعكس على سياسات الحكومات، وعلى طبيعة الصراع وإنهاء الاحتلال مواقف آنية محصورة بكلمات التضامن والتعاطف والمشاعر الجياشة؟
لقد غيّرت غزة العالم، فأصبح شيئا آخر ينبض بقلب جديد وفكر جديد، فقال الشعب كلمته وانتصرت إرادته، وتغلّب المنطق على ديمقراطية الرّياء والنفاق، وتراجعت سياسة الكيل بمكيالين إلى حد كبير. ألا يجب استثمار هذه الإنجازات، ووضعها في خدمة سياساتنا القادمة؟ وهل ستستفيد الشعوب العربية وحركاتها وأحزابها من هذا التحرك والوعي الأوروبي الشعبي، ومدى تأثيره على الحكومات؛ ما يدفعها لإعادة النظر بسُباتها العميق؟
[email protected]