لجريدة عمان:
2025-05-11@03:29:33 GMT

العام الجديد.. الطموحات الوطنية وأزمات الإقليم

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

يهل علينا بعد أيام العام الميلادي الجديد (عام ٢٠٢٤) وسط تفاؤل كبير نحو الانطلاقة الاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل ترقب الميزانية العامة للدولة والتي سوف يصدر بشأنها مرسوم سلطاني سامٍ الاثنين القادم، كما أن هناك ترقبا لصدور مراسيم وقرارات خلال العام الجديد تصب في إطار التحديث والتطور وخدمة المجتمع العماني، في إطار مسار النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.

إن التنمية المستدامة هو هدف أصيل تحدث عنه وأكد عليه جلالة السلطان المعظم في كلماته السامية والتي كان آخرها الكلمة السامية لجلالته في افتتاح الدورة الثامنة لمجلس عمان . كما أن الزيارات السلطانية الأخيرة لكل من جمهوريتي سنغافورة والهند تدخل في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية وأطر التعاون في مجالات التقنية والابتكار والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات التي تسهم في التنمية الشاملة في بلادنا سلطنة عمان، خاصة أن المؤشرات الدولية سجلت تطورا إيجابيا خلال السنوات الأخيرة.

إن الطموحات كبيرة وسلطنة عمان تستقبل العام الجديد خاصة على صعيد مسار رؤية عمان ٢٠٤٠ وعلى مسار خطة التنمية العاشرة والتي تدخل عامها قبل الأخير علاوة على أن أمام مجلس عمان بغرفتيه الدولة والشورى عدد من مشروعات القوانين وعمل كبير خلال دور الانعقاد الحالي وعلى مدى أربع سنوات.

كما أن قانون الحماية الاجتماعية سوف ينفذ خلال يناير القادم لعدد من الشرائح المجتمعية كالأطفال وكبار السن والأيتام والأرامل والأسر ذات الدخل المحدود، وهناك آمال كبيرة أن تشمل الحماية الاجتماعية في المستقبل القريب الباحثين عن عمل بشكل خاص حيث إن هذه الشريحة من المجتمع تحتاج اهتماما خاصا كونها تمثل قوة بشرية شابة وحيوية.

وعلى ضوء ذلك فإن العام الجديد يحمل آمالا عريضة للتطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي. كما أن موضوع التنوع الاقتصادي يعد على قدر كبير من الأهمية من خلال وصول الصادرات غير النفطية إلى مستوى أكبر بحيث يقل الاعتماد تدريجيا على مصدر وحيد كالنفط، وهذه مسؤولية الحكومة ومجلس عمان والقطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال الشراكة المجتمعية والمنظومة التي تعمل بشكل منظم وهدف وطني يحقق الأهداف الاستراتيجية، التي تركز عليها مسارات رؤية عمان ٢٠٤٠، خاصة أن المقومات الاقتصادية والموقع المميز لبلادنا سلطنة عمان يؤهلها لتحقيق تلك الطموحات الوطنية في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ومن هنا فإن المشهد الوطني خلال العام الجديد يبشر بخطوات جادة على صعيد منظومة العمل الوطني.

وعلى صعيد مسار الدبلوماسية العمانية فإن الأزمات الإقليمية تتصاعد خاصة على صعيد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وعموم فلسطين، كما أن هناك حروبا أهلية طاحنة كالحرب الكارثية في السودان، ومع ذلك بذلت الدبلوماسية العمانية جهودا كبيرة ومقدرة على صعيد عدد من الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها الحرب في اليمن؛ حيث كان لجهود بلادنا سلطنة عمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- دور في وقف الحرب والاستعداد لتوقيع خريطة طريق لمسار السلام بين الفرقاء اليمنيين، كما أعلن ذلك المبعوث الأممي لليمن. كما أن موضوع الملف النووي الإيراني لا يزال تُبذل بشأنه جهود سياسية كبيرة خاصة من بلادنا سلطنة عمان بهدف تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وعلى ضوء الأزمات الإقليمية فإن هناك آمالا كبيرة في العام الجديد أن تنجح الدبلوماسية في حل تلك الصراعات والحروب والتي لا تخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ولعل الخطوة الأهم هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين وأن تنهض المنطقة من خلال السلام الشامل والعادل وانتهاء آلام الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض على مدى ثمانية عقود.

ومن هنا فإن الدبلوماسية العمانية تبذل جهودا كبيرة على صعيد عدد من الملفات الإقليمية والهدف الأسمى إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إيمانا من بلادنا بأن الحروب والصراعات لا تؤدي إلى شيء سوى التمزق وضياع آمال الأجيال بالعالم في حياة كريمة مستقرة خاصة على صعيد الدول العربية والإسلامية والدول النامية، حيث تشتد الحروب والأزمات والتي تستنزف الموارد المالية وتضيع الكثير من المقدرات.

إن العام الجديد على صعيد المشهد الوطني يشكل الكثير من الطموحات للمجتمع خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وعلى صعيد تنفيذ الرؤى التي تشكل مسارات إيجابية للتنمية المستدامة في ظل النهضة المتجددة التي يقودها جلالته -حفظه الله ورعاه-، أما على صعيد المشهد السياسي العربي والدولي فإن المزيد من الجهود ينبغي أن تُبذل خاصة لإنهاء العدوان الصهيوني الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، وأيضا حل الأزمات العربية بشكل عام حتى ينهض العالم العربي والإسلامي وأن نشهد مناخا إيجابيا قوامه الاستقرار والسلام والأمل لملايين من الأجيال الجديدة، وكل عام وبلادنا سلطنة عمان وقيادتها وشعبها في خير وسلام وتقدم.

عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي وعضو مجلس الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حفظه الله ورعاه جلالة السلطان العام الجدید خاصة على على صعید من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

«قصر السلطان».. قصة نجاح من عبق البيئة العُمانية

جاءت فكرة مشروع «قصر السلطان للعطور» المستوحاة من البيئة العمانية لدى رائد العمل معمر بن أحمد الحلحلي من الرغبة في اقتناء العطور المتميزة، وبدأ في القراءة والبحث عن العطور ومكوناتها وصناعتها وكيفية تسويقها، فتكونت لديه فكرة مشروع صناعة العطور، حيث ركز على أن تكون لديه علامة تجارية خاصة له. بدأ في صناعة عطرين ولاقت إقبالًا كبيرًا مما دفعه وشجعه على الاستمرار والتطوير لإصدار أربعة أنواع جديدة خلال عيد الفطر وبروائح مميزة.

يقول الحلحلي إنه استطاع أن يتغلب على التحديات التي واجهته لإنشاء المشروع مثل توفير رأس المال والتسويق، وحقق النجاح الذي يطمح إليه، حيث حصل على تمويل من أحد أصدقائه بمبلغ مالي يغطي قيمة المشروع، وساعده أحد زملائه أيضًا، وهو متخصص في التسويق، مما ساعده على النجاح والتسويق للمنتج في فترة قصيرة.

تحدث الحلحلي عن منتجات المشروع وذكر أن أبرز منتجات المشروع صناعة وبيع العطور، ويعمل الآن على إضافة منتجات البخور والمرشات.

شارك الحلحلي في المعارض الاستهلاكية على مستوى سلطنة عمان، ويشجع رواد الأعمال العمانيين على المشاركة في المعارض الاستهلاكية والتسويقية التي تقام في سلطنة عمان في مختلف المواسم لما لها من أهمية كونها تعد أداة داعمة ومهمة لنجاح مشاريع رواد الأعمال، خاصة المبتدئين في مشاريعهم، وحصل على شهادات وجوائز تقديرية خلال فترة قصيرة من عمر المشروع.

وفيما يتعلق بالتسويق والترويج للمشروع، أوضح الحلحلي أنه يسوق للمشروع عن طريق منصات التواصل الاجتماعي مثل الإنستجرام والسناب شات وغيرها من البرامج الإلكترونية من خلال إنشاء مقاطع فيديو وصور احترافية تجذب المتابعين والمستفيدين، إضافة إلى التواصل مع المروجين والمعلنين في وسائل التواصل الاجتماعي.

وضمن الخطط المستقبلية للحلحلي، أشار إلى أنه يخطط للبحث عن شركاء جدد للمشروع، والتوسع في مشروعه خارج سلطنة عمان، والمشاركة في المعارض الاستهلاكية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

ويأمل الحلحلي من الجهات الحكومية والخاصة والشركات دعم مشاريع رواد الأعمال العمانيين المتميزة، آملًا أن تصبح عطور السلطان علامة تجارية منافسة للعطور العالمية.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الوطنية للطوارئ تطمئن المواطنين بشأن الهزة الأرضية التي شعر بها سكان طرابلس
  • عُمان تشارك في منتدى العلوم والتنمية بنيويورك
  • سعي حثيث لصون التراث العُماني وتعزيز الثقافة المتحفية
  • 2.267 مليار دينار صادرات صناعة عمان بالثلث الأول
  • وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
  • العباس يدعو البابا الجديد لمواصلة جهود السلام التي بدأها سلفه فرنسيس
  • رئيس الوزراء يتفقد مستشفى طنطا العام الجديد خلال جولته التفقدية بمحافظة الغربية
  • رئيس الوزراء يجري حوارا مع المرضى بمستشفى طنطا العام الجديد خلال جولته بالغربية
  • القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات كهربائية خاصة بإنارة الطريق العام
  • «قصر السلطان».. قصة نجاح من عبق البيئة العُمانية