RT Arabic:
2025-07-29@18:23:27 GMT

"ملاذ للتنوع البيولوجي".. تعرف على بحر سرقوسة الحبيس

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

'ملاذ للتنوع البيولوجي'.. تعرف على بحر سرقوسة الحبيس

تحدد جميع المحيطات والبحار حول العالم، جزئيا، بواسطة حدود برية واحدة على الأقل، لكن بحر سرقوسة، يكسر هذه القاعدة، كونه لا يلامس خطا ساحليا واحدا.

وهذا المسطح المائي الواقع في وسط شمال المحيط الأطلسي، المسمى أيضا بحر سارغاسو، يتميز بحدوده الفريدة. وبدلا من الأرض، يتم تحديده من خلال تيارات المحيط، لذلك لا يوجد شاطئ لسارقوسة للوصول إليه.

إقرأ المزيد "اكتشاف مقلق" في بحر حول برمودا!

والبحر مغطى بأعشاب بحرية بنية ذات رائحة كريهة تسمى السرجس (Sargassum)، وأصبح موطنا للحطام البحري ولمخلفات البشر، ما دفع إلى إطلاق اسم "بقعة النفايات في شمال الأطلسي"، على المنطقة.

ومع ذلك، يظل بحر سرقوسة موقعا ذا أهمية بيئية وتاريخية وحتى ثقافية.

وتصف منظمة خاصة، أنشئت لحماية البحر الاستثنائي، بحر سرقوسة بأنه "ملاذ للتنوع البيولوجي" الذي يلعب دورا حاسما في النظام البيئي الأوسع لشمال المحيط الأطلسي.

وتشير منظمة Sargasso Sea Commission إلى أن الأنواع المهددة بالانقراض من ثعابين البحر تذهب إلى بحر سرقوسة للتكاثر، في حين تهاجر عبره الحيتان ــ وأبرزها حوت العنبر والحوت الأحدب ــ وكذلك سمك التونة وأنواع أخرى من الأسماك.

كما أنه أساسي لدعم دورة حياة عدد من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك سمك القرش البربيجل وأنواع عديدة من السلاحف.

ووصفته عالمة الأحياء البحرية الشهيرة الدكتورة سيلفيا إيرل، بأنه "غابة مطيرة ذهبية عائمة".

والبحر ليس مجرد أسطوري في نظر علماء المحيطات، بل هو مادة من التراث الشعبي أيضا.

وقام كريستوفر كولومبوس بتوثيق أول لقاءاته مع نبات السرجس الغريب في مذكراته الاستكشافية في عام 1492.

إقرأ المزيد اكتشاف مستعمرة قديمة غارقة منذ آلاف السنين قبالة سواحل أستراليا

وكتب عن مخاوف بحارته من أن الأعشاب البحرية قد تشابكهم وتسحبهم إلى قاع المحيط، أو أن الهدوء الساكن (حالة الركود) الذي واجهوه في بحر سرقوسة قد يمنعهم من العودة إلى إسبانيا.

وأصبحت مثل هذه المخاوف جزءا من تقاليد البحر لعدة قرون، وارتبطت سمعته السيئة بمثلث برمودا السيئ السمعة أيضا.

ويقع المثلث المعروف بأنه منطقة تختفي فيها الطائرات والسفن فجأة دون سبب، في المنطقة الجنوبية الغربية من بحر سرقوسة بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو.

ويتواجد البحر بفضل أربعة تيارات: تيار شمال الأطلسي في الشمال، وتيار الكناري إلى الشرق، والتيار الاستوائي الشمالي الأطلسي إلى الجنوب، وتيار جزر الأنتيل إلى الغرب.

وهذه التيارات الدائرية، التي تسمى دوامات المحيط، تحبس بشكل فعال الجسم المائي بداخلها، ما أدى إلى وصفه من قبل جول فيرن في كتابه "عشرون ألف فرسخ تحت البحر" بأنها "بحيرة مثالية في المحيط الأطلسي المفتوح". ومع ذلك، فإن هذه "البحيرة" في هذه الأيام بعيدة عن الكمال.

ويتعرض بحر سرقوسة الآن لتهديد حقيقي، بما في ذلك الضوضاء تحت الماء، والأضرار التي لحقت بطحالب السرجس، وإطلاق المواد الكيميائية، والصيد الجائر، والتلوث الناجم عن الحطام العائم، وبطبيعة الحال، تغير المناخ.

وبسبب حركات الدوامات المحيطية، تتدفق الدوامات البلاستيكية في البحر، لتنضم إلى بقعة النفايات التي تشكلت هناك.

ويقدر أن هذه البقعة الضخمة تمتد لمئات الكيلومترات وتبلغ كثافتها 200 ألف قطعة من القمامة لكل كيلومتر مربع.

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحار محيطات معلومات عامة معلومات علمية

إقرأ أيضاً:

الغزو الأخضر: طحالب تهدد التنوع البيولوجي والاقتصاد في جنوب إسبانيا

تغزو طحالب من جنوب شرق آسيا شواطئ جنوب إسبانيا، مما يهدد التنوع البيولوجي ويُرهق الاقتصاد. تواصل السلطات إزالة آلاف الأطنان، لكن السيطرة صعبة بسبب قدرتها على التكاثر السريع وامتصاص السموم. اعلان

تواجه شواطئ مضيق جبل طارق وساحل إسبانيا الجنوبي أزمة بيئية غير مسبوقة بسبب تراكم آلاف الأطنان من نوع طحالب غازية عدوانية تعرف باسم Rugulopteryx okamurae، والتي تعود أصولها إلى جنوب شرق آسيا. هذا الغزو، الذي دخل في مرحلة خطرة بحسب الخبراء، يُهدِّد التنوع البيولوجي المحلي ويؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإقليمي.

منذ شهر مايو، قام المسؤولون في بلدية كاديز بإزالة أكثر من 1200 طن من الطحلب من شاطئ لا كاليتا، أحد أكثر الشواطئ رواجًا في المدينة، بما في ذلك 78 طنًا في يوم واحد فقط.

وقال خوسيه كارلوس تيرويل، المسؤول عن إدارة الشواطئ في البلدية: "نحن مُنهَكون تمامًا. هذا كارثة بيئية"، وأضاف: "كلما كانت الرياح من الغرب، نعلم أننا أمام موجة جديدة من الطحالب".

يرجع انتشار الطحلب إلى احتمالية دخوله عبر خزانات الملح في السفن التي تمر بقناة السويس، ومن ثم تفرغ هذه الخزانات في البحر المتوسط. وقد استعمر الطحلب خلال أقل من عقد مضيق جبل طارق، والأجزاء الكبيرة من ساحل إسبانيا الجنوبي، وجزر الكناري والآزور، بالإضافة إلى البحر الكانتابري ومنطقة الباسك.

تم رصد الطحلب لأول مرة قبل نحو عشر سنوات في مدينة سبتة الإسبانية في شمال إفريقيا، من قبل باحث من جامعة مالقة. وقال خوان خوسيه فرغارا، أستاذ علم الأحياء في جامعة كاديز: "في المرحلة الأولى من الغزو يمكن التحكم فيه. الأمر مشابه للكشف المبكر عن السرطان قبل انتشاره". لكنه أضاف: "الكمية التي تصل إلى الشاطئ هي مجرد جزء صغير مما يطفو تحت الماء".

Related شاهد: نشطاء يلقون طناً من الطحالب الخضراء احتجاجاً على انتشار الزراعة الصناعية في غرب بفرنساشاهد: لأسباب عدة.. طحالب البوزيدونيا تواجه خطر الاندثار على السواحل التونسيةتكاثر الطحالب السامة يثير القلق في جنوب أستراليا.. إغلاق شواطئ ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك

"لكن الآن، حجم المشكلة يجعل من المستحيل السيطرة عليها"، وتابع فرغارا: "في غزوات الطحالب الأخرى التي شهدناها، عادت الأمور إلى طبيعتها بعد فترة تتراوح بين 10 إلى 15 عامًا، ولكن الكثير من العلماء يقولون إنهم لم يشهدوا أبدًا غزوًا بهذا الحجم."

ويعمل الطحلب على تدمير النظام البيئي المحلي، حيث يطرد العديد من النباتات الأصلية على شاطئ لا كاليتا. كما أنه يلتصق بالصخور ويطفو حرًا، مما يؤدي إلى اختفاء الأنواع الأصلية من الطحالب. وليس للطحلب أي أعداء في المنطقة، ويمكنه التكاثر جنسيًا ولاميوتوتيًا، وهو قادر على امتصاص السموم، مما يجعل منه مستحيل القضاء عليه تقريبًا، وفقًا للخبراء.

إلى جانب الأثر البيئي، يؤثر الطحلب بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، خصوصًا في مجال السياحة والصناعة السمكية. فالشواطئ المعروفة مثل تلك الموجودة في كاديز وتاريفا، وهي مركز للتجديف الشراعي، أصبحت غير جذابة للكثير من الزوار.

كما أن الطحلب يلتصق بشباك الصيد وخطوطها ويقلل من نسبة الأكسجين في الماء، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية. وهناك أيضًا تكاليف باهظة على دافعي الضرائب لإزالة الطحالب.

وفي الوقت الحالي يتم التخلص من الطحلب في مواقع التخلص من النفايات. لكن شركة محلية طلبت إذنًا باستخدام الطحلب كمصدر للطاقة من خلال تحويله إلى كتلة حيوية. ومع ذلك، فإن القانون الإسباني يمنع الاستغلال التجاري للأجناس الغازية إلا إذا كانت تشكل تهديدًا على الصحة العامة أو السلامة، أو من أجل تسريع عملية إبادتها، وهو شرط يبدو أنه ينطبق على Rugulopteryx okamurae.

وأطلقت الحكومة الإقليمية في أندلوسيا هذا الأسبوع خطة تضم أربع مراحل للتعامل مع الأزمة، تشمل البحث والمراقبة والتوعية، وخيارات إعادة تدوير الطحلب. ولتحقيق استخدامه ككتلة حيوية، سيتعين على الحكومة الإقليمية التفاوض مع وزارة البيئة الإسبانية.

قال فرغارا: "الفكرة مثيرة للاهتمام، لكنني أشك في أنها ستتمكن من إبادة الطحلب أو حتى تقليل حدته بشكل كبير عندما يمكن أن تصل مئات الآلاف من الأطنان إلى شاطئ واحد فقط".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • السودان.. الشمس تقترب من الأرض ومنخفض الهند الحراري يواصل سطوته
  • لليوم الثالث.. تعرف على الشواطئ الممنوع والمسموح النزول بها في مرسى مطروح
  • صحة البحر الأحمر تكرم الدكتور عمرو عادل بمناسبة توليه مديرية شمال سيناء
  • طقس الثلاثاء: استمرار الأجواء الحارة مع بحر هائج بالواجهة المتوسطية وفي الأطلسي
  • جزيرة مسكونة في البندقية ستصبح ملاذًا حصريًا للسكان المحليين
  • لليوم الثانى ..تعرف على الشواطئ الممنوع والمسموح النزول بها فى مرسى مطروح
  • الموجة 26.. حملات إزالة مخالفات البناء تتواصل في حي شمال الغردقة
  • الغزو الأخضر: طحالب تهدد التنوع البيولوجي والاقتصاد في جنوب إسبانيا
  • «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. والاحتلال يقصف كل مكان
  • تعرف على جديد الطقس في السودان