تقارير عبرية: تباين داخل الحكومة الإسرائيلية حول انتقال الحرب للمرحلة التالية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تباين واختلافات واضحة في مواقف مسؤولي "كابينيت الحرب" حول سير العمليات العسكرية في قطاع غزة المحاصر، وتوقيت الانتقال إلى "المرحلة التالية"، بما في ذلك تغيير أساليب القتال، والتحول من الانتشار الواسع للقوات في قطاع غزة إلى تجميع القوات وتنفيذ عمليات مُركّزة.
ولفتت تقارير إسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت يدفعان باتجاه استمرار الحرب بوتيرتها وأساليبها الحالية العنيفة والمكثفة حتى نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل.
وعلى الجانب الآخر يؤيد الوزيران بيني جانتس وجادي آيزنكوت، بدء الانتقال إلى "المرحلة التالية".
ويرى رئيس الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي، الوزير آيزنكوت، أن "تأخير الانتقال للمرحلة التالية، خلافا لما تمت الموافقة عليه، يخلق المزيد من نقاط الضعف الكثيرة (للجيش الإسرائيلي)".
وشدد على أنه، في المقابل، "الانتقال إلى المرحلة التالية سيساهم في تحقيق أهداف الحرب"، بحسب ما أكد في المداولات المغلقة لـ"كابينيت الحرب"، وفقا للقناة 13.
ويعتقد جانتس وآيزنكوت، أن الجيش الإسرائيلي "استنفد عملياته في بعض مناطق يسيطر عليها".
اقرأ أيضاً
رفضها نتنياهو.. رؤساء الأجهزة الأمنية يطالبون بمباحثات حول مصير غزة بعد انتهاء الحرب
وشددا على أنه لا يوجد داع "لنشر ألوية كاملة للسيطرة على هذه المناطق، فهم بحاجة إلى المضي قدمًا في المناقشات حول المساحة العازلة، واتخاذ إجراءات تساعد على التقدم إلى المرحلة التالية".
ووفقا لجانتس وآيزنكوت فإنه "لا يوجد سبب للبقاء في الأماكن التي أنهينا فيها العمل".
واعتبرا أن "الانتقال إلى المرحلة التالية سيساعد الجيش الإسرائيلي، بحيث سيكون من الممكن نقل السكان من المناطق (المكتظة بالسكان والنازحين) التي كان من الصعب العمل فيها حتى الآن"، في إشارة إلى جنوبي القطاع المحاصر.
وبحسب جانتس وآيزنكوت، فإن العمليات المركزة التي سينفذها الجيش الإسرائيلي في "المرحلة التالية"، يجب أن تكون "أكثر قوة ومباغتة" مما كانت عليه حتى الآن.
وبحسب القناة فإن "احتمال التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ورهائن مع حركة حماس في إطار الانتقال بين المراحل، سيؤثر على موقف نتنياهو وجالانت".
اقرأ أيضاً
مباحثات أمريكية إسرائيلية حول اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: كابينيت الحرب بنيامين نتنياهو يوآف جالانت غزة حرب غزة المرحلة التالیة الانتقال إلى
إقرأ أيضاً:
محللون: هذه العقبات تواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
فيما بدا سباقا مع محاولات إسرائيل التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خرجت تسريبات عن قرب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوات عملية لتنفيذ المرحلة الثانية منه، وهو أمر سيواجه كثيرا من العقبات، كما يقول محللون.
فقد نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصادر أن ترامب يمارس ضغوطا كبيرة على تل أبيب من أجل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، في حين قالت قناة "24 نيوز"، إن واشنطن ستعلن منتصف الشهر الجاري تشكيلة مجلس السلام الذي سيشرف مؤقتا على إدارة القطاع وتثبيت الاتفاق وإعادة الإعمار.
في الوقت نفسه، يواصل الوسطاء خصوصا في مصر وقطر وتركيا التأكيد على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه وخصوصا ما يتعلق بالقوة الدولية التي لا ينبغي أن تشتبك مع الفلسطينيين على الأرض، وهو عكس ما تريده إسرائيل.
كما أعربت الدول الإسلامية الـ8 المشاركة في الاتفاق عن قلقها من تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين لمغادرة القطاع، داعية للالتزام بكل ما نص عليه الاتفاق، الذي قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه "يمر بلحظة مفصلية".
لكن تشكيل هذه القوة يمثل تحديا كبيرا أمام الجميع لأن إسرائيل تريد منها القيام بمهمة نزع سلاح المقاومة نيابة عنها في حين تريدها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوسطاء لحماية الفلسطينيين وإخراج قوات الاحتلال من القطاع.
تفسيرات خاصةومن هذا المنطلق، فإن هذه القوة تمثل نقطة الخلاف الكبيرة بين كافة الأطراف، فضلا عن أن كل طرف من الأطراف لديه تفسيره الخاص بالمرحلة الثانية كمصطلح، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجاني.
فإسرائيل، حسب ما قاله الدجاني في برنامج "مسار الأحداث"، تريد قوة دولية للاشتباك مع المقاومة وتدمير أنفاقها ونزع سلاحها، حتى يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الدول العربية والإسلامية تقوم بما قام به هو على مدار عامين، ومن ثم فليس ممكنا اتهامه بارتكاب جرائم حرب.
إعلانفي المقابل، تريد المقاومة قوة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وحماية الفلسطينيين وترسيخ المقاربة السياسية نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا ما يجعل حتى الوسطاء مختلفين بشأن شكل هذه المرحلة، حيث تؤيد مصر وقطر وتركيا الموقف الفلسطيني في حين تدعم الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي، برأى الدجاني.
والمشكلة، برأي المحلل نفسه، أن ترامب يحاول تجاوز هذه التعقيدات من خلال طرح النتائج قبل مناقشة التفاصيل، ومن ثم فهو يريد تشكيل القوة الدولية ثم مناقشة صلاحياتها لاحقا، وهذا ما يرفضه الوسطاء والفلسطينيون.
ولا يختلف المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك مع حديث الدجاني، لكنه يعتقد أن تشكيل هذه القوة هو المخرج الوحيد حاليا لإنقاذ الاتفاق، مؤكدا أن إسرائيل لن تنسحب من غزة أبدا قبل تشكيلها.
لذلك، يريد ترامب تكليف ضابط أميركي رفيع لقيادة هذه القوة على أن يناقش لاحقا تفاصيل عملها مع الدول العربية والإسلامية، وهو ما يعكس تحديه للجميع، وفق واريك، الذي لا يتوقع تشكيل هذه القوة قبل فبراير/شباط المقبل.
ويرى المسؤول الأميركي السابق -الذي أقر بعدم التزام إسرائيل بكثير من بنود الاتفاق- أن عدم قبول حماس بتسليم سلاحها هو المشكلة الأساسية لأنها تمنح نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– فرصة لعدم الانسحاب.
مهام القوة الدوليةبيد أن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي يعتقد أن واشنطن وتل أبيب تريدان نزع حق الفلسطينيين في المقاومة وليس نزع سلاح حماس فقط.
والدليل على ذلك، كما يقول البرغوثي، أن خلافا كبيرا يدور حاليا حول مهام القوة الدولية التي نص عليها الاتفاق، حيث يريدها العرب لحفظ السلام في حين تريدها إسرائيل لنزع السلاح، في حين تتخذ أميركا موقفا ضبابيا.
وحتى تكليف إدارة أجنبية بإدارة القطاع لا يزال مرفوضا من جانب المقاومة والوسطاء العرب وخصوصا المصريين، الذين قال البرغوثي إنهم أكدوا على هذا الموقف بشكل واضح.
أما في إسرائيل فيسود خلاف داخلي متزايد بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يرون أن بنيامين نتنياهو وصل لها بعدما حاول التنصل بكل الطرق، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمود يزبك.
ووصل هذا الخلاف بشأن تنفيذ هذه المرحلة حتى إلى قيادة الجيش بما يمثل ضغطا كبيرا على حكومة نتنياهو، التي رفضت كتلتها البرلمانية المشاركة في جلسة الكنيست التي طلبتها المعارضة للتصويت على خطة ترامب كاملة، بما فيها الانسحاب وإعادة الإعمار، كما يقول يزبك.
ولا يزال الموقف العام حسب ما نقله يزبك عن بعض الصحف الإسرائيلية أنه "لا أحد يمكنه إنقاذ إسرائيل من نفسها سوى ترامب"، الذي يقول المتحدث إنه بدأ تعاملا مختلفا مع نتنياهو، الذي لا يريد الانتقال للمرحلة الثانية.
فبعد العدوان على دولة قطر، بدأ الرئيس الأميركي يتخلى عن فكرة الاستماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحده وأصبح يتواصل مع الوسطاء ويستمع للجميع وهو ما جعل أغلب المحللين الإسرائيليين يرون أن الأمور تذهب لتنفيذ الاتفاق حتى لو استغرق الأمر وقتا، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي.
إعلانومع ذلك، تظل قضية نزع السلاح مفصلية في مستقبل القطاع لأنه لا مجال للتخلي عنه طالما أنه لا توجد دولة فلسطينية واضحة تتولى مسألة الدفاع عن الفلسطينيين، وهو ما قال الدجاني إنه سمعه بنفسه قبل سنوات من زعيم حماس الراحل يحيى السنوار.
فقد كان السنوار مستعدا لتسليم سلاح كل الفصائل للسلطة الفلسطينية في حال قيامها بتغييرات ديمقراطية تفضي إلى خطة وطنية واضحة لمقاومة الاحتلال كما حدث في دول أخرى مثل الجزائر، حسب المتحدث، الذي قال إن إسرائيل فعلت بالضفة الغربية أكثر مما فعتله بغزة عندما ألقت السلطة الفلسطينية سلاحها.