أيام ويرحل عام 2023، ويهل 2024، العام الراحل كان قد شهد فى آخر أيامه ماراثون الانتخابات الرئاسية، والتى سطر فيها الشعب المصرى، حالة من الاصطفاف التى ليس لها مثيل، وهو ما يعكس عودة الوعى لدى الشعب المصرى، فهذا الشعب استطاع أن يقول كلمته ويفرض إرادته، مرسل رسالة للعالم، بأن المصريين يقفون صفًا واحدًا خلف بلدهم لمواجهة التحديات التى تواجه وطنهم، وإصرارهم على استقرار الوطن وبنائه، حيث اختاروا رئيسهم بصورة مٌشرفة ومضيئة تدفعهم نحو بناء الحاضر والمستقبل، لذا كان الفائز الأكبر هو المواطن المصرى، وذلك لأنه سيبدأ عصرًا جديدًا من الديمقراطية وبناء الإنسان والحياة الاجتماعية وأيضاً زيادة الاستثمارات الاقتصادية.
.
وإذا كان 2023 سيرحل بعد ساعات بخيره وشره، فإن أحلامًا كبيرة وطموحات عريضه يتمنى المصريون تحقيقها فى العام الجديد.
فى الملف التالى ترصد «الوفد» توقعات الخبراء لعام 2024.. والعنوان الرئيسى لكل ما قاله الخبراء هو أن العام الجديد سيكون عام الخير لمصر ولكل المصريين.
فجر جديد.. للديمقراطية.. وتعزيز البناء والتنمية
طارق فهمي
الدول الغربية التى ترفع شعار الديمقراطية، تشهد كل انتخابات عامة بها معارك كلامية وتراشقًا متبادلًا بين المتنافسين، تصل أحياناً إلى التشكيك فى الذمم المالية والقوى العقلية للمرشحين وهو ما حدث بالفعل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة بين ترامب وبايدن.
خليل منونولكن الحال فى مصر كان مختلفًا ومتميزًا وراقيًا ورائعًا، فبعد ماراثون الانتخابات الرئاسية وبعد أن قال المصريون كلمتهم واختاروا من يرونه الأنسب لقيادة مصرخلال السنوات الست القادمة، استقبل المرشح الفائز عبدالفتاح السيسى، منافسيه الثلاثة فى الانتخابات: الدكتور عبدالسند يمامة وفريد زهران وحازم عمر، ودار بينهم حديث ودى عن مستقبل مصر خلال الفترة القادمة.
هذا المشهد يعكس بزوغ فجر ديمقراطى جديد، يقوم على التعددية وقبول الآخر والتنافس فى حب مصر.
ويقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية: «لقاء الرئيس السيسى بمنافسية فى الانتخابات الرئاسية يعد سنة جيدة خاصة بعد توجيه كلمات الشكر والثناء والتقدير للمرشحين كما جاء فى البيان الرئاسى كما أن هذه المقابلة تعكس اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية لكافة السياسيين والمعارضين، وأيضاً لما سيتم فى الفترة المقبلة، فضلاً عن أن هذا اللقاء يؤكد عودة صيغة 30 يونيو وما تلاها، إذ إن هذه الحالة السياسية الحالية تشير إلى طبيعة ما يجرى من تفاعل كبير شبيه بما جرى فى 2014».
وأضاف: «مصر تشهد حالة زخم سياسى كبير حاليًا، وهو ما يمكن استغلاله لتطوير الحياة السياسية والحزبية، خصوصًا وأن الدولة المصرية تواجه تحديات غير مسبوقة دوليًا وإقليميًا ومحليًا».
وأضاف أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع مرشحى الرئاسة يدل على حرص الجميع على المصلحة الوطنية العليا للدولة المصرية فى مواجهة التحديات والمخاطر التى تواجه الدولة المصرية على حدودها، إضافة إلى التحديات الاستراتيجية على جميع النطاقات فهناك تحديات ترتبط بالواقع الاقتصادى، تتضمن مراجعة بعض السياسات الحالية وترتيب الأولويات.
واتفق معه فى الرأى، النائب المهندس حازم الجندى عضو مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن حرص الرئيس السيسى على لقاء المرشحين الرئاسيين الذين لم يحالفهم الحظ فى الانتخابات يشير إلى تميز المشهد السياسى فى مصر، ويؤكد أن الجمهورية الجديدة تتسع للجميع وأن الكل لا بد وان يعمل من أجل الوطن ورفعته، كما أن حرص الرئيس على أن عودة الحوار الوطنى خطوة من خطوات إثراء الحياة السياسية فى مصر التى تشهد زخمًا كبيرًا الآن بعد المشهد المشرف والحضارى الذى أنتجته الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الحوار ساهم كثيرا فى تداول وتبادل الأفكار والرؤى المختلفة فى الكثير من القضايا المتعلقة بالوطن والمواطنين.
وأضاف «الجندى» فى بيان له، أن حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على استمرار الحوار الوطنى والإعلان عنه فى أول كلمة له بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية لولاية جديدة، يؤكد فاعلية هذا الحوار وحرصه على إفراز الكثير من الأفكار النابعة من الثقافات المختلفة بشأن العديد من القضايا والملفات التى تهم الدولة المصرية وتدعم جهود بناء الجمهورية الجديدة.
وتابع عضو مجلس الشيوخ أن من أهم مكتسبات الحوار تعزيز دور الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة والتقارب بين وجهات النظر تحت شعار مساحات مشتركة تهدف جميعها لترسيخ التعاون المشترك فى البناء والتنمية وتقديم كل ما هو فى خدمة الوطن وأمنه واستقراره وتنميته فى جميع الجوانب المختلفة، لافتًا إلى أن الحوار الوطنى يفتح الباب أمام تحقيق التوازن السياسى بين المؤيد والمعارض، وطرح بدائل ومقترحات عن القضايا المثارة، من خلال تفاعل مفهوم قبول الرأى والرأى الآخر فى كافة الموضوعات العامة، التى تهم المواطن المصرى الذى يستحق الأفضل دائما، ويسهم فى بناء مؤسسات الدولة من خلال التوجهات السياسية المختلفة.
وقال خليل منون- خبير الأنثربولوجى فى الثقافات الأفريقية: «مقابلة الرئيس بالمرشحين هى بداية مبشرة بالعمل الديمقراطى والسياسى بمصر، فمنذ بداية حكم الرسئيس السيسى وهو منحاز دائمًا للديمقراطية، وكل الأحزاب على مسافة واحدة من الرئيس، وعلى الأحزاب التواصل مع الجماهير، لكى تكون مرشحة بقوة لتولى مقاليد السلطة بعد 2030 فى مصر»
وتابع: رسالة الرئيس من خلال اللقاء، تؤكد دعمه وجود مرشحين منافسين للرئاسة آخرين، ودعمه وجود قوى سياسية على الأرض تتحمل المسئولية فى المستقبل، فهل ستستجيب المؤسسات السياسية؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صناعية عام الخير مصر الشعب المصرى المواطن المصري الانتخابات الرئاسیة فى مصر
إقرأ أيضاً:
رئيس بنغلاديش يعتزم التنحي في منتصف ولايته لشعوره بالإهانة
قال رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين، اليوم الخميس، إنه يعتزم التنحي عن منصبه في منتصف ولايته، عقب الانتخابات البرلمانية في فبراير/شباط، مؤكدا في تصريح لوكالة رويترز أنه يشعر بأن الحكومة المؤقتة، برئاسة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل، قد أهانته.
وقال شهاب الدين، في أول مقابلة إعلامية له منذ توليه المنصب عبر تطبيق واتساب من مقر إقامته الرسمي في داكا، "أنا حريص على الرحيل، أنا مهتم بالخروج".
وأضاف "حتى إجراء الانتخابات، يجب أن استمر في منصبي… أنا متمسك بمنصبي وفقا لما ينص عليه الدستور".
ويشغل شهاب الدين، بصفته رئيسا للدولة، منصب القائد العام للقوات المسلحة، غير أن هذا الدور يظل رمزيا إلى حد كبير، بينما تتركز السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء والحكومة في البلد ذي الأغلبية المسلمة، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 173 مليون نسمة.
مع ذلك، اكتسب منصبه أهمية كبيرة بعد الانتفاضة الطلابية التي أطاحت برئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد التي شغلت المنصب لفترة طويلة ودفعتها إلى الفرار إلى نيودلهي في أغسطس/آب 2024، وهذا جعله آخر سلطة دستورية قائمة عقب حل البرلمان.
وسقط 1400 قتيل على الأقل معظمهم مدنيون بحسب الأمم المتحدة، خلال الاحتجاجات الشعبية التي قادها طلاب وأجبرت حسينة على الاستقالة ومغادرة البلد في الخامس من أغسطس/آب 2024 لتلجأ إلى الهند المجاورة بعد 15 عاما من إمساكها مقاليد السلطة.
وستجري بنغلادش انتخابات وطنية في 12 فبراير/شباط، حسبما أعلنت لجنة الانتخابات، اليوم، هي الأولى في هذا البلد منذ الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بواجد العام الماضي.
وسيُقام في اليوم نفسه استفتاء على ميثاق إصلاح ديموقراطي تاريخي، على ما أعلن رئيس لجنة الانتخابات.
وبعد الانتخابات سيتنحى رئيس الحكومة الانتقالية محمد يونس، والذي عاد من منفاه في أغسطس/آب 2024 بناء على طلب المتظاهرين لتشكيل حكومة تصريف أعمال.
إعلان