«يُسمن من جوع».. فرن الطين ملاذ نازحي غزة: 100 رغيف يوميا
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
فرن دائرى بدائى، عبارة عن بلاطة من حديد وأسمنت ورمل وطين، يجلس أمامه عدد من السيدات النازحات فى أحد مراكز الإيواء برفح الفلسطينية، وأمامهن طحين وماء وملح، يقمن بعجن الطحين فى «قصعة» ألمونيوم، ثم يُفرد العجين على لوح خشبى، ويسمى الخبز «الكماج»، وفق حليمة طعيمة، إحدى النازحات.
فرن الطين يسد جوع نازحي غزةمجموعة من السيدات تجمّعن داخل مركز الإيواء، واستعنّ بصانع أفران الطين صلاح قديح، الذى يتخذ من صناعة «أفران الطين» مهنة وفقاً له: «كنت واخدها مهنة لإحياء التراث الفلسطينى، لكن مع النزوح بقيت أصنعها مساعدة للنازحين، بعملها من الأسمنت والطين والمياه والرمل وأحياناً التبن».
راوية الكفارنة، واحدة من السيدات اللاتى يقمن بإعداد الخبز فى الفرن الطينى لسد جوع الفلسطينيين النازحين من قطاع غزة، أكدت أنه داخل مركز الإيواء لا فرق بين أطفالها وأطفال النازحين، الكل يعيش فى ظروف غير آدمية: «مفيش إيشى اسمه نخبز لنفسنا، الكل بيساعد لسد جوع أهل المخيم».
يضطر النازحون للخروج فجر كل يوم لجمع الحطب وأوراق الشجر، والبحث عن الطحين لإعداد الخبز لكل من فى مركز الإيواء، وفق مريم أبوجراد: «الشباب بيخرجوا الفجر يبحثوا عن حطب علشان نولع هاد الفرن الطينى، وبعد عناء بيعودوا وفى إيديهم كسرات حطب نقوم نخبز بيها لكل الناس».
تتجمع بعض النساء ليطهين الطعام على أفران الطين، بعد أن أجبرتهن الحرب على ترك منازلهن وفق «أبوجراد»: «بنتجمع ونخبز أكثر من 100 رغيف خبز فى اليوم، وغيرنا من السيدات يتسلمن الفرن ويخبزن لمجموعة أخرى من النازحين».
لم يعد أمام السيدات النازحات خيار سوى استخدام فرن الطين فى إعداد الخبز، بعد قيام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئى فلسطين (الأنروا) بتوزيع كميات من الطحين «الدقيق» على النازحين من قطاع غزة، وفق إلهام الجزار، نازحة من وسط غزة إلى رفح: «كنا بنستخدم هاد الفرن كثيراً فى غزة، فى ظل أزمة انقطاع الكهرباء، لكن ما كان بهاى الطريقة، ما ضل إيشى على حاله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نازحو غزة سيدات غزة أطفال غزة من السیدات
إقرأ أيضاً:
منازل من الطين والقش.. حلول اضطرارية للنازحين في شتاء غزة القارس
#سواليف
من #الرمل و #الطين و #القش، وجد عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة أنفسهم مضطرين إلى البحث عن أنماط غير تقليدية لبناء #مساكن تقيهم قسوة #برد_الشتاء_القارس، الذي لم يعد يرحم أحدًا في ظل ظروف المعيشة داخل #الخيام.
في بلدة الزوايدة وسط القطاع، واجه العديد من #النازحين تحديًا حقيقيًا في البحث عن بدائل سكنية، في ظل الارتفاع الكبير في #أسعار_الخيام والشوادر، فضلاً عن الارتفاع الحاد في أسعار #مواد_البناء، وعلى رأسها الطوب والأسمنت، الذي يمنع الاحتلال إدخال أيٍّ منهما إلى القطاع منذ أكثر من عامين. وأدى ذلك إلى تجاوز سعر كيس الأسمنت الواحد حاجز 500 شيكل (نحو 150 دولارًا).
رامي أبو شنب، أحد سكان البلدة، قرر أن يخوض تجربة جديدة تمثلت في بناء أول غرفة من الطين. يقول أبو شنب إنه في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي فوجئ بخيمته وقد غَرِقَت بمياه #الأمطار، رغم أنه لم يمضِ وقت طويل على شرائها، الأمر الذي دفعه للتفكير في إيجاد بديل يحسّن من واقعه القاسي، ولو بالحد الأدنى.
مقالات ذات صلةويضيف: “بدأت الفكرة بمحاولة بناء جدارين من الطين لعزل جانبي الخيمة ومنع تسرب مياه #الأمطار، لكن التجربة لم تكن كافية في البداية، فقررت تدعيم الطين بالقش ليصبح أكثر تماسُكًا، وقد نجحت الفكرة بالفعل”.
ومع تطور الفكرة، يقول أبو شنب إنه تمكن من إنشاء غرفتين ومطبخ وحمام، كما قام بتغطية السقف بألواح من الـ”زينقو”، ودعمها بعدة طبقات من الشوادر لحمايتها من تسرب المياه.
وقد شجع نجاح تجربة أبو شنب عددًا من العائلات النازحة على بناء غرف من الطين كبديل عن الخيام، حيث انتشر هذا النمط السكني بشكل لافت في مناطق النزوح غرب قطاع غزة.
ويعد البناء بالطين أحد أقدم أنماط العمارة التقليدية في العالم عمومًا، وفي فلسطين على وجه الخصوص، التي تمتلك تاريخًا عمرانيا طويلاً؛ فقد اعتمد النشاط العمراني عبر العصور بشكل أساسي على الطين، وكان طوب اللبن من أكثر مواد البناء استخدامًا في فلسطين، واستُخدم في مختلف مناطقها، ويعود أقدم توثيق لاستخدامه إلى العصر الحجري الحديث.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، كانت #البيوت_الطينية نادرة في قطاع غزة، وينظر إليها باعتبارها إرثًا حضاريًا يعود إلى الأجداد، يزورها الناس في الرحلات والجلسات التراثية ويلتقطون فيها صورًا تذكارية، كما هو الحال في بعض الأكواخ التراثية على شاطئ رفح.
غير أن أهالي قطاع غزة لم يكونوا يتوقعون العودة إلى هذا النوع من العمارة الذي يعود إلى مئات السنين، خاصة بعد أن شهد القطاع نهضة عمرانية وتطورًا تكنولوجيًّا ملحوظًا شمل المباني السكنية والشركات والفنادق، التي أصبحت تتنافس في تصاميمها وديكوراتها مع العمارة الحديثة على المستوى العالمي.
يُذكر أن آلاف خيام النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة غرِقَت جراء #هطول_أمطار_غزيرة في عدة مناطق بفعل منخفض جوي قوي يؤثر على القطاع، ويستمر حتى مساء الجمعة.
وبدأت الأمطار تهطل بغزارة مع ساعة فجر اليوم الأربعاء، ما أدى إلى إغراق المياه آلاف الخيام، وتضرر المأوى الوحيد لمئات آلاف العائلات النازحة، حيث تجاوز منسوب المياه داخل بعض الخيام 40 سم.
وناشد نازحون الجهات المعنية لإنقاذهم بعد غرق ممتلكاتهم وفقدان القدرة على الاحتماء من البرد، مطلقين نداءات استغاثة للدفاع المدني وللمجتمع الدولي للعمل على توفير مساكن مؤقتة.