رغم مساعي ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.. لماذا يدرس جيش الاحتلال توسيع الحرب البرية؟
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
قررت قيادة الجبهة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، دمج العمليات العسكرية وتوثيق التعاون بين سلاح الجو والقوات البرية والبحرية، بغية التحسب للسيناريو الأكثر تطرفًا، الذي يمكنه أن يشمل أيضًا اقتحام الحدود اللبنانية.
يأتي ذلك وسط مساعي أمريكية، للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين.
هكذا كشف تقرير لموقع "واللا" العبري، الذي قال إن الجيش الإسرائيلي بدأ في تنفيذ خطط جديدة ضد أهداف لجماعة "حزب الله" في جنوب لبنان، تقوم على تنفيذ عمليات عسكرية مزدوجة ومتزامنة عبر سلاح الجو والمدفعية والدبابات، بالتعاون مع سلاح البحرية.
وأشار التقرير إلى أن الهدف من هذا التصعيد هو زيادة التأثير في هذه الساحة، دون أن يستبعد أن يقود إلى حرب كاملة، مع أن المرحلة الحالية تشهد التركيز على العمليات الدبلوماسية، على أمل إبعاد عناصر الميليشيات عن الحدود، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1071 الصادر العام 2006.
وذكر أنه في "حال فشل العمليات الدبلوماسية، سيعمل الجيش الإسرائيلي على تبديد الخطر الذي تشكله المناطق الحدودية بطرق أخرى، لا يُستثنَى منها الحرب التي قد تتضمن اقتحام الحدود".
وتقوم الخطة الجديدة التي بدأ الجيش الإسرائيلي تطبيقها على دمج العمليات المشار إليها، بالتزامن مع عمليات تقوم بها الاستخبارات الإسرائيلية لتحديد مواقع البنى التحتية للميليشيات في قلب قرى وبلدات جنوب لبنان، على أن تُوزَّع عمليات ضرب الأهداف في الجنوب بين أسلحة الطيران والمدفعية وقذائف الدبابات.
اقرأ أيضاً
رئيس أركان جيش الاحتلال: سنفعل ما بوسعنا لإعادة الأمن إلى الحدود مع لبنان
ويأتي تزامن القصف الإسرائيلي جوًا وبرًا، وفق الموقع، من أجل خلق صورة تظهر تأثيرًا كبيرًا للعمليات بتلك المنطقة، لا سيما أنها تستهدف ضرب مراكز قيادة ومخازن سلاح وحصون ميليشيات حزب الله في الجنوب اللبناني.
وتابع تقرير "واللا"، أنه منذ بدء الحرب، قُتل أكثر من 140 من عناصر الميليشيات اللبنانية، بخلاف عناصر لا تُصنَّف على أنها ذات صلة بالميليشيات، وقرابة 20 من الناشطين الفلسطينيين ممن دربهم "حزب الله" في السنوات الأخيرة، وانتشروا على امتداد الحدود مع إسرائيل.
وتسود تقديرات لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنه في ضوء الوضع الذي يواجهه الأمين العام لميليشيات "حزب الله" حسن نصرالله، والتزامه تجاه ما تصفه بـ"محور الشر" بقيادة إيران، تدفع الأخيرة "حزب الله" لمواصلة استنزاف الجيش الإسرائيلي لحين صدور إشعار آخر.
وحسب الموقع، فقد تحول لبنان إلى ساحة لعب بين الدول الكبرى، حيث يقف من خلف الكواليس دول مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية، لا سيما فرنسا، ناقلًا عن مصدر عسكري، لم يكشف هويته، أن التوتر العسكري "يثير قلق الدول التي كانت قد أرسلت جنودًا للعمل في لبنان ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)".
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية "تأمل أن يأتي الحل عبر المسارات الدبلوماسية، لكن لو فشل هذا الحل ستعمل إسرائيل عسكريًا لإبعاد تهديد ميليشيات حزب الله عن الحدود بطرق متنوعة، تشمل توسيع نطاق العمليات العسكرية، وصولًا إلى حرب كاملة في أكثر السيناريوهات تطرفًا".
وفي أعقاب استخدام "حزب الله" لمُسيَّرات هجومية وصواريخ "كورنيت" الروسية بمدى 5 كيلومترات وقذائف متنوعة، ومحاولات التسلل لإسرائيل، يقول الموقع إن "ثمة مخاوف في إسرائيل من محاولة ميليشيات حزب الله جذب الأنظار إليه عبر زيادة وتيرة الهجمات".
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة تدرس اتفاقية حدود برية دائمة بين إسرائيل ولبنان
يأتي ذلك في وقت يستعد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، للعودة إلى بيروت في النصف الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين.
وكشفت مصادر سياسية لبنانية رفيعة، أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا، أبلغت القيادات التي التقتها في سياق جولتها الوداعية بموعد عودة الموفد الأمريكي إلى بيروت، في محاولة جديدة لإنعاش الوساطة الأمريكية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية.
وأكدت المصادر السياسية أن شيا شددت على ضرورة تبريد الأجواء لمنع تمدد الحرب من غزة إلى جنوب لبنان من دون أن تخفي مخاوفها حيال تصاعد وتيرة المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل في جنوب لبنان، رغم أن واشنطن تضغط لقطع الطريق على توسعتها التي قد تعوق مهمة الوسيط الأمريكي، لئلا يضطر للتحرك بين بيروت وتل أبيب لخفض منسوب التوتر، كي لا تصبح وساطته أسيرة الدبلوماسية الساخنة بتبادل الرسائل الصاروخية بين الطرفين.
ولفتت المصادر، إلى أن شيا ركّزت في لقاءاتها الوداعية على ضرورة التعاون لتهيئة الظروف السياسية المواتية لتطبيق القرار الدولي 1701، وقالت إنها لا ترى وجود مشكلة، على الأقل من وجهة نظرها، لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بدءاً بالنقاط الـ13 التي سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عليها بذريعة أن إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية، رافضة الاعتراف بالخط الأزرق على أنه خط الانسحاب الشامل ما لم تنسحب من هذه النقاط.
ونقلت المصادر نفسها عن شيا قولها إن الاجتماعات التي عُقدت في مقر قيادة القوات الدولية "يونيفيل" في بلدة الناقورة في جنوب لبنان، وبرعايتها، بين الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، كانت توصلت إلى إنهاء النزاع حول 7 نقاط من أصل 13 نقطة سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عليها، ولم يبق منها سوى 6 نقاط على طول الحدود اللبنانية الممتدة من رأس الناقورة إلى مشارف مزارع شبعا المحتلة.
وأكدت أن تبريد الأجواء على طول الجبهة يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع حول النقاط المتبقية.
اقرأ أيضاً
مسؤولون إسرائيليون: الجيش نشر 100 ألف جندي عند حدود لبنان
وقالت شيا، كما نُقل عنها، إن توصُّل هوكشتاين إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي بقي عالقاً ولم ينفّذ، كما نص عليه القرار (1701) من شأنه أن يسهم، مع إنهاء الأعمال العسكرية، في خلق المناخات الأمنية والسياسية للبحث عن حل لمزارع شبعا.
وأضافت أن واشنطن لم تقل ولو لمرة واحدة إن مزارع شبعا هي أراضٍ تخضع للسيادة الإسرائيلية وتتعامل معها على أنها أراضٍ لبنانية، شرط أن تعترف سوريا وتقر بها، ورأت أنه يمكن التوصل إلى تفاهم يتيح للبنان أن يستعيد سيادته عليها، ربما بتوسيع مهام القوات الدولية لتشمل إلحاقها بها، بخلاف الشق اللبناني من بلدة الغجر.
والمشكلة التي تمنع لبنان من أن يستعيد سيطرته عليها تكمن، كما تقول شيا، في أن سكانها هم من اللبنانيين، لكنهم يرفضون إلحاق بلدتهم بالسيادة اللبنانية كونهم يستفيدون من التقديمات الإسرائيلية لهم بعد حصولهم على جوازات سفر إسرائيلية مكّنت معظمهم من العمل، وأتاحت لبعضهم السفر إلى الخارج.
وفي هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي أوروبي، إن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار للقرار (1701) بخلق الأجواء المواتية لتطبيقه لمنع انزلاق الوضع في الجنوب نحو توسعة الحرب.
ويؤكد المصدر أن التصعيد العسكري، وإن كان يوحي بأن الجبهة تقف على حافة الهاوية، لكن لا مصلحة للحزب بأن يبادر إلى تصعيد المواجهة بشكل تصعب السيطرة عليه.
و"تضامنا مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
اقرأ أيضاً
تجدد القصف بين حزب الله وإسرائيل على حدود لبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في الجليل
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: لبنان إسرائيل جيش الاحتلال ترسيم حدود حزب الله أمريكا وساطة أمريكية بین لبنان وإسرائیل الحدود البریة بین الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان اقرأ أیضا حزب الله على أن
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
اهتمت صحف عالمية بالتطورات المتلاحقة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تقارير متزايدة تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحاولت مجلة إيكونوميست البريطانية تفسير "أسباب فشل إسرائيل في تحقيق نصر في غزة، في وقت انتصرت فيه على إيران وحزب الله بسرعة ووضوح رغم أن قوتهما أكبر".
وذكرت المجلة في تحليلها أن إسرائيل تعاني من غموض أهدافها في غزة، وباتت عاجزة حتى عن تحديد شكل نهاية الحرب.
ووفق المجلة، فإن الحرب "قد تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن، ولن ينتهي بوقف إطلاق نار".
ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.
وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
بدورها، خصصت لوتون السويسرية افتتاحيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة وما تشهده من قتل دائم للفلسطينيين، مستندة إلى تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن أهم ما يميّز هذا التحقيق أنه منح الكلمة لجنود مارسوا القتل في نقاط التوزيع بشكل ممنهج ومتعمد في غياب أي خطر عليهم، واصفة غزة بأنها أصبحت منطقة "لا قيمة فيها لحياة الناس، وفضاء موازيا لا قانون فيه ولا يهم أحدا".
بدوره، وصف أحمد النجار، وهو كاتب ومؤلف من غزة، تفاصيل قصف إسرائيلي أودى بحياة ابنة أخيه (6 أعوام) وابن أخته (16 عاما) وآخرين في مقال بصحيفة غارديان البريطانية.
إعلانوحسب النجار، فإن جوري وعلي كانا فقط يجلسان في الخارج هربا من حرارة خيمة النزوح، عندما مزقت قذيفة جسديهما إلى نصفين، حقيقة لا مجازا.
ومع ذلك -يضيف الكاتب بحسرة- لم تذكرهما الأخبار، ولم يُغضب موتهما أحدا، ولم تُضأ لهما الشموع.
حرب إسرائيل وإيرانوفي وقت وضعت فيه حرب الصواريخ والمسيّرات بين إسرائيل وإيران أوزارها، قالت لوفيغارو الفرنسية إن حربا أخرى تستمر بينهما في الخفاء، وسمتها "حرب الجواسيس".
ويكشف ما يتسرب من جهازي الشرطة والأمن الداخلي في إسرائيل عن جهود إيرانية حثيثة لتجنيد عملاء واختراق المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حملة اعتقالات لشبان إسرائيليين بشبهة التعاون مع إيران.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود اعتقالات داخل إسرائيل تستهدف مشتبها بتعاونهم مع إيران.
وكشفت الصحيفة عن اعتقال إسرائيلي لدى نزوله بمطار بن غوريون في تل أبيب للاشتباه في تجسسه لمصلحة إيران طوال العام ونصف العام الماضيين، لافتة إلى أن هذا الاعتقال يرفع عدد الموقوفين خلال اليومين الماضيين إلى 6 أشخاص.
وفي ملف آخر، كشفت حربا أوكرانيا وإسرائيل أن التكنولوجيا الدقيقة ضرورية لتحقيق التفوق، لكنه يحتاج أيضا إلى الأدوات القديمة وأبرزها الإنسان، حسب مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
ورأى المقال أن تجارب أوكرانيا وإسرائيل يجب أن تكون جرس إنذار للدول الغربية، إذ إن الحروب المقبلة لا تُحسَم فقط بالتقنيات العلمية، بل بالجيوش التي تعرف استعمال هذه التقنيات والمزج بينها.