وفاة وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزّار الملاحق في سويسرا
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
الجزائر - توفي وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزّار الملاحق في سويسرا بتهم ارتكاب "جرائم ضد الانسانية"، عن عمر 86 عاما بعد
صراع مع المرض، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الجمعة 29-12-2023.
ونعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نزّار، معتبرا في بيان أنه كان "من أبرز الشخصيات العسكرية، كرّس مشوار حياته الحافل
بالتضحية والعطاء، خدمة للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها".
ووجّه القضاء السويسري في آب/أغسطس الماضي، لائحة اتّهام الى نزّار تشمل خصوصاً تهماً بجرائم ضدّ الإنسانية، للاشتباه
بموافقته على أعمال تعذيب أثناء توليه وزارة الدفاع خلال العشرية السوداء في التسعينات.
ورفضت الجزائر هذه الاتهامات في حينه، معتبرة أنها أمر "غير مقبول"، وأن القضية بلغت حدودا "لا يمكن التسامح معها" وقد
تؤدي إلى "طريق غير مرغوب فيه" في العلاقات بين البلدين.
ورأت أن "استقلالية القضاء لا تبرر اللامسؤولية، وأن أي نظام قضائي لا يمكن أن يعطي لنفسه الحق المطلق في الحكم على سياسات
دولة مستقلة وذات سيادة"، معتبرة أن القضاء السويسري قدّم "باستخفاف شديد، منبرا للإرهابيين وحلفائهم ومؤيديهم بغية محاولة
تشويه سمعة الكفاح المشرف الذي خاضته بلادنا ضد الإرهاب، وتلطيخ صورة وذكرى أولئك الذين سقطوا في مجابهته".
وكانت النيابة العامة في سويسرا قالت إن نزّار "باعتباره شخصاً مؤثّراً في الجزائر بصفته وزيراً للدفاع وعضواً بالمجلس الأعلى
للدولة، وضع أشخاصاً محلّ ثقة لديه في مناصب رئيسية، وأنشأ عن علم وتعمّد هياكل تهدف إلى القضاء على المعارضة الإسلامية"،
مضيفة "تبع ذلك جرائم حرب واضطهاد معمّم ومنهجي لمدنيين اتُّهموا بالتعاطف مع المعارضين".
وكان نزّار أوقف خلال زيارة إلى جنيف في تشرين الأول/أكتوبر 2011 لاستجوابه من جانب النيابة العامة بناء على شكوى قدّمتها
ضدّه منظمة "ترايل إنترناشيونال" غير الحكومية التي تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. وأُطلق سراحه بعد ذلك وغادر سويسرا.
ويشتبه في أن نزّار الذي شغل منصب وزير الدفاع بين 1990 و1993 "قام على الأقلّ بالموافقة وتنسيق وتشجيع، عن علم وتعمّد،
التعذيب وغيره من الأعمال القاسية واللاإنسانية والمهينة، وانتهاكات للسلامة الجسدية والعقلية، واعتقالات وإدانات تعسفية، فضلاً عن
عمليات إعدام خارج نطاق القضاء".
وقد وثّقت النيابة العامة السويسرية 11 حالة وقعت بين عامي 1992 و1994. وأودت الحرب الأهلية بمئتي ألف شخص، من بينهم كثير من المدنيين.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
وفاة أحمد عمر هاشم.. مسيرة علمية خالدة لرئيس جامعة الأزهر الأسبق| تفاصيل
في صباح اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، ودّعت مصر والأمة الإسلامية أحد أبرز علمائها، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه سيرة علمية حافلة، وإرثًا فكريًا ودعويًا سيبقى شاهدًا على عطائه وجهوده في خدمة الإسلام والعلم والمجتمع، وقد أعلنت صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" نبأ الوفاة بكلماتٍ مؤثرة، داعيةً له بالرحمة والمغفرة، ومؤكدةً أن فقده خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي.
وُلِد الدكتور أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير عام 1941، ونشأ محبًا للعلم منذ صغره، حتى التحق بجامعة الأزهر الشريف، التي ظل مرتبطًا بها طوال حياته العلمية والعملية، تخرّج في كلية أصول الدين عام 1961، ثم نال الإجازة العالمية عام 1967، قبل أن يُعين معيدًا في قسم الحديث، ويواصل دراساته العليا، فحصل على الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه.
عطاء أكاديميتدرّج الدكتور أحمد عمر هاشم في المناصب الأكاديمية حتى عُيّن أستاذًا عام 1983، ثم عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ليصل بعدها إلى قمة العطاء الأكاديمي بتوليه رئاسة جامعة الأزهر عام 1995، وخلال مسيرته العلمية، أشرف على أكثر من 200 رسالة ماجستير ودكتوراه، وأسهم في تخريج أجيال من العلماء والباحثين الذين واصلوا مسيرته في نشر العلم وخدمة الدعوة.
مشاركات دولية ومناصب رفيعةلم يكن عطاؤه العلمي محليًا فحسب، بل امتد إلى العالم الإسلامي كله، إذ كان أستاذًا زائرًا في عدد من الجامعات، من بينها جامعة أم درمان الإسلامية وجامعة أم القرى في مكة المكرمة، ومثّل الأزهر الشريف في مؤتمرات ومحافل علمية وثقافية في مختلف دول العالم، من الجزائر وباكستان إلى الولايات المتحدة وألمانيا والفاتيكان.
كما شغل الدكتور هاشم العديد من المناصب الرفيعة، من بينها عضوية مجلس الشعب ومجلس الشورى، وعضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للجامعات، والمجلس الأعلى للثقافة.
إسهامات فكرية ودينيةكان الدكتور أحمد عمر هاشم أحد أبرز رموز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني، وتميزت كتاباته وأبحاثه بالدقة والمنهجية، حيث ألّف أكثر من مئة كتاب في مجالات الحديث النبوي وعلومه والفكر الإسلامي والدعوة، مما جعله من أبرز علماء الأزهر في القرن الحديث، كما تولى رئاسة لجنة البرامج الدينية بالتلفزيون المصري، والمركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية حتى عام 2005، وشارك بفاعلية في دعم القيم الإسلامية الوسطية في المجتمع.
جائزة الدولة التقديريةتقديرًا لعطائه العلمي والدعوي، حصل الدكتور أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.