«الوطن» داخل مخيمات النازحين في فلسطين.. ضحايا الحرب في انتظار «حلم الحياة»
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
عائلات فقدت ذويها، سيدات حُرمن من أبنائهن، أطفال تخلوا عن ذكرياتهم قسرا، رجال قهروا أمام أسرهم، دُمرت منازلهم وحياتهم، فاضطروا إلى النزوح من قطاع غزة إلى مخيمات خان يونس، عاشوا ويلات الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتفاقمت معاناتهم بسبب نقص الغذاء والدواء وانتشار الأوبئة.
هنا في مخيمات النازحين يقطن ملايين الفلسطينيين الهاربين من قطاع غزة، دمرتهم الحرب، وقتلهم الجوع والفقر والأمراض، لا يبحثون عن شيء سوى كسرة خبز تسد رمق أطفالهم، وشربة مياه نظيفة تبقيهم على قيد الحياة، هنا يعيشون حياة بلا حياة.
قبل نحو 65 يوما اضطرت عائلة «الصالحي» إلى النزوح قسرا من غزة إلى خان يونس، بعدما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدة منازل متجاورة لهم، فقدت العائلة 11 فردا منها، لكنهم هربوا من جحيم الحرب إلى المعاناة، وفق إبراهيم الصالحي: «شو بدي أحكي؟.. ما ضل إيشي كله راح، فقدت الأسرة، الأمان، البيوت، الذكريات، حتى رحم زوجتي، تركنا غزة وجينا إلى خان يونس لنضل في خيام بتتمزق من شوية مطر، لنخوض رحلة كفاح من أجل البقاء، لنبحث عن كسرة خبز لأطفالنا اللي الأمراض أكلت أجسادهم، لنشيل معاناة فوق ألم الفراق».
نقص الغذاء اضطر «الصالحي»، للسير لمسافات طويلة والانتظار لساعات من أجل الحصول على شّربة مياه ورغيف خبز في ظل نقص الدقيق أو «الطحين»، في مخيمات النازحين: «هاي الأزمات بتحاصرنا من كل مكان، لا ماء ولا غذاء ولا حتى أدوية، لكن بنقول الحمدلله، نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، هاد قدرنا نصمد ونصمت، نثابر ونصبر حتى ننتصر».
قبل مغادرة أسرة «الصالحي» قطاع غزة، كانت زوجة «إبراهيم»، حاملا في شهرها التاسع، واضطرت لوضع مولودتها في مستشفى الشفاء دون تخدير، ما اضطر الأطباء لإزالة رحمها تجنبا للآثار الصحية: «فقدت رحمها تحت وطأة القصف، وما راح نقول غير سننتصر».
يتمنى «إبراهيم»، أن تنتهي الحرب، وتعود الحياة لطبيعتها، وأن يتجاوز الفلسطينيون آثار 75 عاما من الحرب: «اتولدنا لقينا نفسنا أجبرنا على المقاومة والنضال، بنعاني من ويلات الحرب من عقود طويلة وبنتمنى مع هاي السنة أن تنتهي وتعود حياتنا مرة تانية».
في مخيمات النازحين، يظل الأطفال هم مَن يتحملون وطأة الحرب في غزة، تأذى المئات منهم نفسيا وجسديا، بعضهم فقد ذويه والبعض الآخر يتشبث بالحياة رغم محاصرة الأمراض، لا يبحثون عن رفاهيات كالألعاب وعيش طفولتهم، بقدر ما يبحثون عن علاج يداوي جراحهم وخبز يسد رمقهم، وفق الطفل إبراهيم محمد: «نفسنا نتعالج، نستحمى، ناكل أكلة حلوة، بدنا نرجع لمدرستنا ونلتقي بأصحابنا».
لم يكن «إبراهيم»، وحده هو الذي يتمنى العودة لحياته، بل تتمنى الطفلة هيا سليمان، العودة إلى منزلها الذي حطمته قوات الاحتلال: «نفسي الحرب تنتهي، وأرجع على داري، أروح مدرستي، أشوف أصحابي، بدي توقف الحرب في 2024».
الحياة داخل مخيمات خان يونس، لم تسعف حياة النازحة هناء زيد التي قاربت على الـ60 من عمرها، إذ تعاني من عدة أمراض صدرية مزمنة، ولم تجد علاجا بل تفاقمت معاناتها، وفق حديثها لـ«الوطن»: «في هاي الخيمات تفاقمت أزماتنا الصحية، لا نظافة ولا خصوصية، ولا دوار، أعاني من مرض صدري مزمن يستلزم بقائي في المستشفى، لاستخدام ما يسمى جهاز التبخيرة، لكن مع اضطرارنا للبقاء هنا وانقطاع الكهرباء أصبحت حياتي مهددة».
نازحو غزة لا يتمنون سوى العودة إلى حياتهم الطبيعية، وانتهاء الحرب: «بدنا نرجع على حياتنا، بدنا نعالج أطفالنا، بدنا هاي الحرب تنتهي، نفسنا في شربة ميه، وغطا يقينا من البرد».
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فغن أكثر من مليون و900 ألف نازح تركوا منازلهم في قطاع غزة، أي ما يعادل نحو 85% من سكان القطاع، الذي يبلغ عددهم 2.4 مليون مواطن.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حذر في بيان رسمي، من أن النازحين قد يموتون بسبب انتشار الأمراض ونقص الرعاية الطبية وتدهور الظروف المعيشية، متسائلا: «إلى متى سيظل الوضع؟».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معاناة النازحين في غزة نازحو غزة الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة مخیمات النازحین قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة شقيقها.. ميرفت أبو عوف لـ «الأسبوع»: فقدت الأيام الحلوة برحيله
تحل اليوم الثلاثاء 1 يوليو، ذكرى وفاة الفنان عزت أبو عوف، والذى رحل عن عالمنا في عام 2019 بعد صراع مع المرض، تاركا خلفة إرثا فنيا ضخما تنوع بين الموسيقى والدراما والسينما.
وعبرت المخرجة ميرفت أبو عوف، شقيقة الفنان الراحل، عن افتقادها له كثيرا بعد وفاته، مستعيدة العديد من ذكرياتهما معا على المستوى الإنساني والفني.
وقالت ميرفت أبو عوف في تصريح خاص لـ «الأسبوع»: كانت كل أيامنا حلوة، وأشعر بعد افتقاده بأن جزءا كبيرا مني لم يكن موجودا، وعشنا سويا 12 سنة من النجاح داخل فرقتنا الموسيقية الشهيرة «فور ام» وكبرنا خلالها.
وأضافت ميرفت أبو عوف: شكل جزءا كبيرا في شخصيتي، وكان له الفضل في تشكيل كيان موسيقي كبير «فرقة فور ام» الذى عرفنا من خلاله الجمهور، ربنا يرحمه.
ولد الفنان عزت أبو عوف عام 1948، في مدينة القاهرة.
-ينتمي عزت أبو عوف إلى عائلة فنية كبيرة، فهو ابن الموسيقار الشهير أحمد شفيق أبو عوف، ووالد المخرجة مريم أبو عوف، وشقيق الممثلة مها أبو عوف.
-تخرج في كلية الطب وعمل طبيباً لمدة خمس سنوات، إلا أنه كان عاشقاً للموسيقى والفن، وقام بالمُشاركة بالعزف في عدد من الفرق الموسيقية، حتى قرر أن يؤسس فرقته الموسيقية.
-كانت بداية مسيرته الفنية عضواً في إحدى أأشهر الفرق الفنية وقتها «بلاك كوتس».
-في السبعينات، قرار «أبو عوف» احتراف الموسيقى والغناء، وأسس فرقة 4M بمشاركة شقيقاته.
- تزوج من فاطيما التي وصفها بـ حب عمره وعانى كثيرا بعد وفاتها لمواقفها ومساندتها له طيلة حياتهما الزوجية، وأنجب ولدا وبنت، هما كمال ومريم.
-شارك بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال الفنية أبرزها: الموسيقى التصويرية لمسلسل «حكاية ميزو» للفنان سمير غانم، ومسرحية «الدخول بالملابس الرسمي»، كما وضع ألحان أغنية «حسن اللول للفنان أحمد زكي»، والتي جاءت ضمن أحداث فيلم حمل نفس الاسم.
-اتجه عام 1992 للتمثيل، وكان أول عمل لهُ أيس كريم في جليم، مع المخرج خيري بشارة، وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية والدرامية وكان آخرها مسلسل ظل الرئيس عام 2017.
-شارك أيضاً في تقديم برامج تليفزيونية، ومنها برنامج المسابقات «هرم الأحلام»، وبرنامج «القاهرة اليوم».
- تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عام 2008.
-استمرت مسيرته الفنية لـ26 عاماً، وشارك فيما يُقارب 200 عمل فني، ما بين السينما والدراما التلفزيونية أمام كبار النجوم والمُخرجين. كما كان له دورٌ بارزٌ في المُشاركة بالأفلام السينمائية للجيل الجديد، والتي انطلقت مع مطلع الألفية الجديدة.
-قدم الفنان عزت أبو عوف العديد من الأعمال الفنية المميزة سواء في التليفزيون أو المسرح أو السينما وأهمها «هوانم جاردن سيتي، أوبرا عايدة، الدالى، زيزينيا، نصف ربيع الاخر، العمة نور، شيخ العرب همام، أنا قلبي دليلي، الرجل الآخر، عمارة يعقوبيان، ألف ليلة وليلة».
-تعرض لأزمات نفسية وصحية بعد وفاة زوجته فاطيما عام 2015 وتأثرت صحته بشدة وتعرض لوعكة صحية خضع على إثرها لعملية قلب مفتوح، ونقل لوحدة العناية المركزة في المستشفى عدة مرات.
اقرأ أيضاًالمخرج عمرو عابدين يحيي ذكرى وفاة عزت أبو عوف
تخلى عن الطب حبًا في الفن.. محطات في مسيرة عزت أبو عوف
«أعماله بصمة لا تُنسى».. محمود حميدة يحيي ذكرى وفاة عزت أبو عوف