أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال برأس السنة الميلادية، له مقصدًا دينيًا يتمثل في موافقته مولد نبي من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام.

الإفتاء: الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام له منزلة وقدسية خاصة

وبينت دار الإفتاء أن لمولد نبي الله عيسى عليه السلام منزلة وقدسية خاصة في الإسلام؛ فإنه المولد المعجز الذي لا مثيل له في البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59]، وقد صاحب مولدَه من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر في غيره؛ حتى ذكروا أن الله تعالى أجرى النهر في المحراب للسيدة البتول مريم عليها السلام، وأوجد لها التمر في الحال من جذعٍ يابس في الشتاء في غير وقت بدوِّ ثمره؛ كي يطمئن قلبها وتطيب نفسها وتَقَرَّ عينها، بعد ما ألجأها ألم الولادة والطلق إلى جذع النخلة تستند إليه وتستتر به، وبهذا يُرَدُّ على منكري الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام متعلِّلين بأنه في غير وقته؛ لأن بدوَّ التمر إنما يكون في الصيف وهو وقت تأبير النخل، لا في الشتاء، متناسين أن الإعجاز الإلهي قد احتف بهذا المولد المبارك المجيد في زمانه وأوانه، كما حف به في ملابساته وأحواله.

دعاء نهاية العام وبداية عام جديد.. اللهم أنت الأبدي القديم واظب على هذه الصلاة 500 مرة.. سترى النبي يقظة ومناما

ولفتت في فتواها إلى أن الفرح بيوم مولده المعجز هو أمر مندوب إليه؛ فإن القرآن الكريم قد خلّد ذِكْرَه بتفاصيله في سورة مريم، وأمر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم بتذكُّرِه فقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 16-33]، والمسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، وهم كما يفرحون بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يفرحون بأيام ولادة الأنبياء والرسل أجمعين، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنهم أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام وبركة على العالمين، وقد نص الله تعالى على ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى عليه السلام: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33].

كما أن في الاحتفال به امتثالًا للأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].

وشددت الإفتاء على أن مِن أيام الله التي تستلزم الشكر عليها ويُشرَع التذكير بها: أيام ميلاد الأنبياء عليهم السلام، وفي هذا ردٌّ واضح وبرهان لائح على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد تحت دعوى أنه يوم لا يتكرّر، وهذا باطل؛ لأنه يستلزم تعطيل الأمر الإلهي بالتذكير بأيام الله؛ إذ الأمر بالتذكير بها هو في حقيقته أمرٌ بتجديد تذكرها، ومن بداهة العقول أن تجدد الذكرى التي مضت لن يكون في ذات يومها، بل في يوم لاحق عليها؛ ضرورة أن المعنى الشخصي لا يبقى زمانين ولا يقوم بمحلين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف؛ فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه مسلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الاحتفال برأس السنة الميلادية أنبياء الله احتفالات رأس السنة الميلادية رأس السنة الميلادية الجديدة ليلة رأس السنة الميلادية صلى الله علیه وآله وسلم عیسى علیه السلام الله تعالى سیدنا عیسى تعالى على

إقرأ أيضاً:

حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. الإفتاء توضح

قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور فقد ورد عن فضل قراءة سورة يس أحاديث كثيرة، ومنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له"، رواه ابن حبان في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا على موتاكم يس" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وفي السطور التالية نتعرف على حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة.

وإطار الإجابة عن السؤال، كشفت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن أن قراءة القرآن الكريم من الأمور التي تجلب لصاحبها البركة والثواب والأجر من الله عز وجل؛ مشيرة إلى أن من السور التي ورد في فضل قراءتها عدة أحاديث: سورة "يس".

واستشهدت دار الإفتاء، في منشور عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك، بما جاء عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «و"يس" قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد.

دعاء سورة يس.. 9 صيغ تفتح لك أوسع أبواب الخيرات والرزق المغلقةدعاء سورة يس .. يقضي جميع حاجتك ويفك كربك

وأضافت أمانة الفتوى في ادر الإفتاء، أن العلماء قرروا جواز قراءة سورة "يس" بنية قضاء الحاجات وتفريج الكرب كالسعة في الرزق وقضاء الدين وتيسير الحاجات ونحو ذلك من أمور الخير، وأن مَنْ قرأها متيقنًا بأن الله عزَّ وجلَّ سيقضي حاجته ببركة قراءة القرآن وسورة "يس" حصل له مقصوده بإذن الله.

فضل سورة يس

فضل سورة يس ، ورد في الشرع عن فضل قراءة سورة يسوعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له»، كما وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».

فضل قراءة سورة يس يوميا

فضل قراءة سورة يس يوميا ، ورد أنه يتّفق أهل العلم على أنّ القرآن الكريم بكلّ سوره وآياته محضُ خير وبركة، وسورة يس من السور التي رُوي بشأنها روايات كثيرة، وجاء في بعض الروايات أنّ قراءة سورة يس سبب في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وما ذلك على الله بعزيز، كما أن من فضل قراءة سورة يس يوميا ما ورد عن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له».

طباعة شارك قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور قراءة سورة يس سورة يس حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور فضل سورة يس فضل قراءة سورة يس يوميا يس الإفتاء دار الإفتاء القرآن قراءة القرآن

مقالات مشابهة

  • حكم تقديم الأعذار الطبية الكاذبة لجهة العمل.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
  • أحسن ذكر للتوفيق والتيسير في الحياة.. داوم عليه وسترى العجب
  • ما هي صلاة الزوال ووقتها؟.. الإفتاء تحدد عدد ركعاتها وفضلها
  • حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. الإفتاء توضح
  • حكم ختام الصلاة جهرا عقب صلاة الجمعة
  • لماذا الغدير؟
  • الأشهر الحرم وفضلها وسبب تسميتها .. احذر من هذه المعصية واغتنم أفضل الأعمال فيها
  • ما يقال من الذكر والدعاء عند شدة الحر.. اللهم أجرنا من النار