قال مركز الأزهر للفتوى، إنه لا يستغني الإنسان عن ربه في جميع أحواله وشئونه، وكيف يستغني مخلوق عن خالقه وهو مفتقر إليه، وإن ملك كل شيء، وجُمِعت له الدنيا؟ . 

 الإفتقار لله 

وأضاف مركز الأزهر فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإمام ابن قدامة رحمه الله قال: (واعلم أنّ مَن هو في البحر على اللَّوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه، ممن هو في بيته بين أهله وماله) [الوصية المباركة: ص77]

فالدعاء هو توجه العبد لله سبحانه على وجه الافتقار فيما أراد من صلاح دينه ودنياه، وهو عبادة من أجل القربات؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

[أخرجه الترمذي]

دعاء واحد يجمع لك خيري الدنيا والآخرة في العام الهجري الجديد 1447دعاء للحبيب في السنة الهجرية الجديدة 1447.. يصلح حاله ويوسع رزقه

واضاف في بيان له : على المسلم ألا يلجأ في دعائه ومناجاته إلا إلى الله تعالى؛ قال سيدنا النبي ﷺ: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» [ أخرجه الترمذي ]، وأن يجعل الدعاء سبيله إلى تحقيق ما رجاه مع الأخذ بالأسباب المشروعة؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». [أخرجه ابن ماجه]

ويستحب للمؤمن الإكثار من الدعاء، والإلحاح في الطلب؛ فإن الله تعالى يحب أن يرى من عبده افتقارَه بين يديه، وصدق اللجوء إليه؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كان النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا». [أخرجه مسلم]

وتابع: لا يكف المسلم عن دعاء ربه، وسؤاله من فضله في جميع شئونه، ما صغر منها وما كبر، قال تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. [النساء: 32] ولا يكون دعاء المسلم عند الشدائد والملمات فقط، وإنما يجتهد في دعاء ربه على كل حال؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ». [أخرجه الترمذي]

وأكد أن اللجوء إلى الله بالدعاء ليس مبررًا لترك العمل والتواكل، بل المؤمن الحق هو الذي يتعلق بالله ويدعوه ويرجوه ويأخذ بالأسباب الدنيوية المشروعة.

ويُحسن المسلم الظن بربه عند سؤاله، ويوقن أنه سبحانه مجيب دعائه، ومحقق رجائه، ولا يجعل دعاءه مجرد كلمات تجري على لسانه؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ». [أخرجه أحمد]

وأشار إلى أن دعاء المؤمن لا يضيع أو يرد؛ فإما أن يرزق به الإجابة، وإما أن يكون ذخرًا لآخرته، وإما أن يدفع الله عنه به السوء والبلاء؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها» قال: إذًا نُكثِرَ، قالَ: «اللهُ أَكثَرُ». [أخرجه البخاري في الأدب المفرد].

طباعة شارك كيف يستغنى مخلوق عن خالقه الافتقار لله الدعاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدعاء قال سیدنا رسول الله ﷺ إلى الله

إقرأ أيضاً:

فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله

قالت دار الإفتاء المصرية إن من أعظم أبواب البر، وأجمل صور الرحمة، وأفضل الصدقات في أيام الحر الشديد، أن يُسقى العطاش من البشر والدواب، ويُروى ظمؤهم بالماء البارد النقي. 

وأكدت أن وضع إناء في الظل أمام البيت مليئًا بالماء لحيوانات الشارع والطيور، أو توزيع الماء على المارة، هو من العمل الصالح الذي يحبه الله، ويضاعف أجره.

دار الإفتاء استشهدت بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي  في قصة الرجل الذي اشتد به العطش، فنزل بئرًا فشرب، ثم وجد كلبًا يلهث من العطش، فنزل مرة أخرى فملأ خفه ماءً وسقاه، فشكر الله له فغفر له. 

وعندما سأل الصحابة: "يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرًا؟" قال :"في كل كبد رطبة أجر".

هذا المبدأ النبوي يتجاوز حدود التعامل مع الإنسان، ليشمل الرحمة بجميع المخلوقات، حتى تلك التي لا تملك إلا أن تلهث بحثًا عن قطرة ماء. 

وفي نصوص السنة، تتكرر الإشارة إلى أن سقي الماء من أحب الأعمال إلى الله، وأنه من أعظم أبواب الصدقة الجارية التي لا ينقطع ثوابها، سواء كانت عن النفس أو عن الوالدين أو عن من تحب.

هل الصدقة الجارية تصح عن الحي والميت؟.. أمين الفتوى يجيبهل يجوز احتساب الصدقة من زكاة المال؟.. اعرف الموقف الشرعيهل تقبل صدقة المديون وهل عليه زكاة.. دار الإفتاء تجيبهل الصدقة الجارية تصح عن الحي والميت؟.. أمين الفتوى يجيب

النصوص القرآنية تُذكّر بأن الجنة فيها أنهار من ماء غير آسن، وأن أهل النار يُحرمون الماء فيكون ذلك من أشد عذابهم، مما يبرز قيمة هذا النعمة في الدنيا، وفضيلة بذلها لغيرك. بل ورد أن الله يسقي في الجنة من الرحيق المختوم من سقى مسلمًا على ظمأ.

التجارب المروية عن السلف تشير إلى أن حفر بئر أو توفير ماء نقي في مكان يحتاجه الناس قد يكون سببًا في رفع البلاء والشفاء من الأمراض بإذن الله، كما حدث مع ابن المبارك الذي نصح رجلًا مريضًا بحفر بئر، فكان ذلك سبب شفائه.

وسائل سقيا الماء كثيرة: من حفر الآبار، وتركيب مضخات، ووضع برادات في المساجد والأسواق، وتوزيع الماء على المسافرين والعمال، وحتى سقي الطيور والبهائم في الطرقات. 

وفي كل ذلك يتحقق المعنى العظيم: “فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر”، ليظل سقي الماء علامة على إنسانية صاحبه ورحمته، وبابًا واسعًا للأجر والبركة.

سقيا الماء
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه إذا سقى الرجل زوجته من الماء فله ثواب، ويعد صدقة.

واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بما ورد في مسند الإمام أحمد، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر»، قال: فأتيتها، فسقيتها، وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الجدير بالذكر أنه وردت أحاديث تؤكد أن أفضل صدقة للرجل لقمة يضعها في فم زوجته أو مال ينفقه على أولاده، وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة».

وروى الإمام مسلم في صحيحه أيضا روى حديثا عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».

فضل سقى الماء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سقي الماء من أفضل الصدقات، التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

واستشهد «جمعة» عبر صفحته على «الفيس بوك»، بما ورد في سنن ابن ماجه، عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟، قال - صلى الله عليه وسلم-: «سقي الماء».

طباعة شارك سقي الماء الحر الشديد الصدقة الجارية الرحمة بالحيوان فضل الإحسان

مقالات مشابهة

  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • دعاء اليوم..
  • فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله
  • علي جمعة: التصوف في عصرنا الحاضر تاه بين الأعداء والأدعياء
  • حكم قول سيدنا على النبي في الأذان والتشهد خلال الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • هل يستجاب الدعاء بين العصر والمغرب؟.. اغتنمه بهذه الصيغة لـ5 أسباب
  • ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين.. اتبع سنة النبي وافعل هذه الأمور
  • صحافي يكشف: الكل تركوه
  • كيفية صيام سيدنا داود عليه السلام.. تعرف عليه
  • الاعتراض على قدر الله بهذا الفعل.. يجعلك من المغضوب عليهم