أيقونة العصر وأول نقيب لقراء مصر.. أسرار صوت مكة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
تحل اليوم الاثنين، الأول من يناير 2024، ذكرى ميلاد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أحد أشهر أعلام مدرسة التلاوة المصرية، ونرصد في التقرير التالي بعض السطور عنه.
أول نقيب لقراء مصر .. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحلة صوت مكةولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود، في قرية «المراعزة» التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا سابقًا الأقصر حاليًا، في 26 جمادى الآخرة عام 1345 هـ، الموافق 1 يناير 1927 م، ونشأ في بيتٍ قرآني، فجده من جهة أبيه هو الشيخ عبد الصمد، من الحفظة المشهود لهم بالتمكن في حفظ القرآن الكريم، وجده لأمه العارف بالله الشيخ أبو داود المعروف بمدينة أرمنت.
التحق الشيخ بكتّاب القرية وهو في سن السادسة، وأتم حفظ القرآن كاملًا مع بلوغه العاشرة، وجمع قراءات القرآن الكريم على يد العالم الأزهري الشيخ محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه للقراءة في السهرات والحفلات، وكان يزكيه في كل مكان يذهب إليه، إلى أن ذاع صيته في قرى ومحافظات الوجه القبلي.
سافر الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى القاهرة في سن السابعة والعشرين، والتحق بإذاعة القرآن الكريم في نهاية عام 1951م؛ ليبدأ مسيرته القرآنية العالمية، كما عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ومسجد سيدنا الإمام الحسين، ويعد الشيخ أول نقيب لقراء مصر عام 1984م.
وتلقى الشيخ دعوات عديدة من شتى بقاع الدنيا؛ للقراءة في المناسبات المختلفة، فلباها وجاب أنحاء العالم، ومن الدول التي سافر إليها: المملكة العربية السعودية، وفلسطين، وسوريا، والكويت، والعراق، والمغرب ولبنان، والجزائر، وإندونسيا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والهند، وغيرها.
وقرأ في الحرمين الشريفين؛ ولهذا لقب بـ «صوت مكة»، كما قرأ في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الأموي بدمشق، وكان يحظى بحب الملوك والرؤساء، حيث كانوا يستقبلونه استقبالًا رسميًّا حافلًا.
وقد كُرم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في العديد من المحافل العالمية، وحصل على عدد من الأوسمة الرسمية المرموقة، منها: وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، والوسام الذهبي من باكستان، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق، ووسام الاستحقاق السنغالي، ووسام من الجمهورية السورية، ودولة ماليزيا، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية.
ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتوفي في 30 نوفمبر 1988.
ورحل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد عن عالمنا، في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، بعد رحلة قرآنية ملهمة مؤثرة، ومسيرة عطاء زاخرة.
وقد حكى الشيخ ممدوح عامر، موقفًا يثبت ويدلل شهرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، في دول العالم، قائلًا: «كنت في زيارة لدولة جنوب أفريقيا، وبينما أنا أتسوق سألتني إحدى البائعات عن بلدي، فأجبتها من مصر أم الدنيا، فحملتني رسالة سلام ومحبة إلى روح الشيخ عبد الباسط عبد الصمد».
وأفاد بأن حوارات الشيخ عبد الباسط، المسجلة أظهرت أن الشيخ عبد الباسط تخلق بأخلاق القرآن الكريم، فكان متسامحًا ومتواضعًا، يحب إخوانه ويحب الخير للجميع، لافتًا إلى أنه حينما يستمع لتلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، يشعر وكأنه يستمع إليها أول مرة وتجعلنه يتحرك ويقوم من مكانه.
وألمح إلى أن الشيخ عبد الباسط من بداية ظهوره في دولة التلاوة، ذاع صيته ليس في مصر بل في العالم كله، واشتهر بصوته في جميع أنحاء العالم، منوهًا بأن أغلب دول العالم يعرفون الشيخ عبد الباسط .
أيقونة لقراء عصره .. علي جمعة واصفا عبدالباسط عبدالصمدقال علي جمعة إن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ركن من أركان القراءة المصرية وكان يسمى صوت مكة؛ لأنه أتيح له أن يقرأ في الحرم المكي، وكان الملك فيصل يحبه، وكلما ورد للملكة العربية السعودية لا بد أن يصدره للقراءة.
ولفت علي جمعة، خلال حواره ببرنامج "مصر دولة التلاوة" المذاع عبر فضائية "الحياة"، إلى أن الشيخ عبدالباسط عبد الصمد أيقونة للقراء في هذا العصر، وهو كسر الصور النمطية للقاريء وخرج عنها؛ لأن صوته كان وكأنه صوت السماء، وأن الشيخ عبدالباسط التحق بالإذاعة المصرية عام 1951.
وأشار علي جمعة إلى أن الراديو ارتفعت أسعاره في العام الذي دخل فيه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد الإذاعة بسبب كثرة الطلب عليه، ودخل الإذاعة المصرية زاد بسبب كثرة الإعلانات، مؤكداً أن الشيخ عبدالباسط يوصف بأنه قارئ شعبوي لعموم الناس، وكان فلتة في هذا المجال، وأن الشيخ عبدالباسط استمر ناجحًا حتى بعد وفاته ولم ينساه الناس، وتميز بسهولة الأداء وقوة الصوت وطول النفس، ووصل لقمة القمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبدالباسط عبدالصمد صوت مكة مدرسة التلاوة الحرم المكي الشیخ عبدالباسط عبدالصمد الشیخ عبدالباسط عبد الشیخ عبد الباسط الباسط عبد الصمد القرآن الکریم علی جمعة صوت مکة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مدينة تعود إلى 2800 عام
اكتشف علماء آثار في شمال غواتيمالا مدينة من حضارة المايا يعود تاريخها إلى أكثر من 2800 عام، على ما أعلنت السلطات، ما يُوفّر معطيات تتيح فهما أعمق لهذه الحضارة التي سبقت الحضارة الإيبيرية ما قبل الهسبانية.
وسادت حضارة المايا في الأراضي التي تشكّل راهنا جنوب المكسيك وغواتيمالا وبيليز والسلفادور وهندوراس، ويعود تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد على الأقل، وبلغت ذروتها خلال العصر الكلاسيكي، بين عامَي 400 و450 للميلاد.
وأوضحت وزارة الثقافة الغواتيمالية، في بيان، أن المدينة اكتُشِفَت على مسافة 21 كيلومترا من موقع "واكساكتون" الأثري، في مقاطعة "بيتين"، قرب المكسيك، وهو الموقع الأثري الرئيسي في غواتيمالا ومن بين الأكثر استقطابا للزوار.
وتبيّن، بحسب الوزارة، أن الموقع الذي يمتد على مساحة نحو 16 كيلومترا مربعا يعود إلى العصر ما قبل الكلاسيكي الأوسط (800-500 قبل الميلاد)، وأنه "يُعَدّ من أقدم المراكز الاحتفالية وأهمها" في هذه الحقبة من حضارة المايا في منطقة "بيتين" الحرجية.
ولاحظت الوزارة أن الموقع "يتميز بتخطيط معماري لافت"، إذ يضم أهراما ومراصد فلكية ونُصبا "منحوتة بتقنية فريدة من نوعها من المنطقة".
وأُطلق على المدينة اسم "لوس أبويلوس" (الأجداد) نظرا إلى اكتشاف منحوتتين مجسمتين "تمثلان زوجين" من الأسلاف.
وشرحت وزارة الثقافة أن هذين التمثالين "اللذين يعود تاريخهما إلى ما بين 500 و300 قبل الميلاد، قد يكونان مرتبطين بممارسات طقسية قديمة تتعلق بتبجيل الأسلاف، ما يعزز أهميتهما الثقافية والرمزية".
وبالإضافة إلى المدينة، اكتُشفت منطقة أخرى تُعرف باسم "بيتنال"، تضم هرما بارتفاع 33 مترا مزينا بلوحات جدارية تعود إلى العصر ما قبل الكلاسيكي، بالإضافة إلى موقع يُسمى "كامبرايال" يتميز بـ"نظام قنوات فريد" لنقل المياه.
وأفاد البيان بأن "هذه المواقع الثلاثة تُشكل معا مثلثا حضريا لم يكن معروفا سابقا"، ويتيح اكتشافها "إعادة النظر في فهم التنظيم الاحتفالي والاجتماعي والسياسي لمنطقة بيتين في الحقبة الإيبيرية".
"جزء من الصورة"
وأوضح ميلان كوفاتش مدير المشروع الأثري، في مؤتمر صحافي، أن "أعمال التنقيب الأولية" بدأت عام 2023، وامتدت منذ بداية العام إلى "نطاق أوسع" بهدف "فهم تسلسلها الزمني والأهمية السياسية والطقوسية" في المنطقة.
أما دورا غارسيا نائبة مدير المشروع، فأكدت أن "كمية البيانات" و"القطع الأثرية الجديدة" المكتشفة تُوفر "معلومات إضافية" تتيح مواصلة إعادة تكوين فكرة عن ثقافة المايا في "بيتين".
وقالت "كل قطعة صغيرة نحصل عليها من الحفريات أساسية بالنسبة إلينا، إذ إنها بمثابة أحد أجزاء الصورة التي نعمل على تجميعها".
ومثّلت شعوب المايا إحدى أهمّ الحضارات الإيبيرية في قارة أميركا، وكانت لها مساهمات كبيرة في تطور البشرية. كذلك ابتكرت شعوب المايا نظاما متقدما للكتابة الهيروغليفية وتقويما لا يزال يُدهش علماء الآثار والفلك.
ومن أبرز وجوه إرث المايا زراعة الذرة والكاكاو، ووفقا للبعض علكة المضغ المصنوعة من عصارة الأشجار المطبوخة.