هل السر فى (قناة بن غوريون)؟

هل يقع سبب الحرب بشمال قطاع غزة فى إنشاء قناة بن غوريون؟، إن مشروع قناة بن غوريون أو القناة الإسرائيلية هو مشروع مقترح لقناة مائية فى كيان الاحتلال الإسرائيلى يهدف إلى الربط بين خليج العقبة والبحر الأبيض المتوسط، ولا يبدو أن المشروع مطروح فعلًا فى السنوات الأخيرة، لكن الصحيح أن لدى إسرائيل مشروعًا دائمًا منذ الخمسينات لتوفير خط تجارة برى بدلًا من قناة السويس، وهذا المشروع لم يتوقف، ويقترح أن تسمى القناة على اسم ديفيد بن غوريون الأب المؤسس لكيان الاحتلال وأول رئيس وزراء له، وتُقدم القناة على أنها منافس لقناة السويس المصرية والتى مرت بمحطات كثيرة كمنع إسرائيل من الإبحار فيها وفى مضيق تيران وغلقها فى 1956 و1957 وغلقها من 1967 إلى 1975 وتعطلها فى 2021، ويُتوقع أن يبلغ طول قناة بن غوريون أن أُنشئت 292.

9 كم (182 ميل) أى أنها أطول بقرابة الثلث من قناة السويس (193.3 كم)، وتُقدر تكلفة إنشاء القناة الإسرائيلية من 15 إلى 55 مليار دولار أمريكى، الجدير بالذكر أن آراء ذهبت إلى الحديث عن ربط الخطة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء بوجود مشروع لإنشاء ميناء بن غوريون فى غزة، على الجانب الآخر تريد إسرائيل الاستقلالية فى سلاسل التوريد للحد من الاعتماد على الدول الأخرى فى المواد الغذائية والطاقة والأدوية، حيث إن العديد من المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أن الاستقلالية فى سلاسل التوريد ستجعل إسرائيل أقل عرضة لضغوط الدول الأخرى، ومن هنا جاء مشروع قناة بن غوريون الذى يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ويقلل الاعتماد على قناة السويس، وحادثة ناقلة الحاويات الضخمة «إيفر غيفن» التى جنحت فى قناة السويس مما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة فى أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا فى العالم حوالى 7 أيام وتسبب بخسائر قدّرت بحوالى 900 مليون دولار، ومن هنا أمر وحيد لا يختلف عليه الباحثون وهو أن إسرائيل ستسعى بكل قوة للاستفادة من موقعها الجغرافى وعدم ترك الساحة لقناة السويس التى لا تبعد عنها سوى كيلومترات قليلة، وبالتالى فإن قناة بن غوريون تعتبر البديل عن قناة السويس المنافس الاقتصادى الأساسى لإسرائيل والعائق الدبلوماسى الأول لها على الصعيد السياسى، ومشروع قناة بن غوريون التى تعتزم إسرائيل وتفشل فى تنفيذه منذ سنوات عديدة بسبب تكلفته الباهظة التى لا تغطى الإيرادات المتوقعة منه إلا فى حالة واحدة فقط وهى الاستيلاء على غزة كاملة، وبالتالى حفر قناة تربط بين إيلات والبحر الأبيض المتوسط، لأن أرض غزة فقط هى التى تسمح بحفر القناة بخلاف أراضى المنطقة الصخرية، لذلك تسعى إسرائيل دائمًا وأبدًا وبتأييد من الدول الغربية المستفيدة من إيجاد منافس لقناة السويس، إلى القضاء على حماس نهائيًا وإضعاف الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم، ومن هنا جاء تساؤلى فى بداية مقالى هذا: (هل يقع سبب الحرب بشمال قطاع غزة فى إنشاء قناة بن غوريون؟)، وللحديث بقية إن شاء الله..

دكتور جامعى وكاتب مصرى

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد