كل شىء موجود، إلا أننا لا نرى إلا ما يمكن أن تتصوره عقولنا، من ثم لا يوجد تصور «اللا شىء» لأنه غير محدد الشكل أو الهيئة. ولذلك يعد «اللا شىء» كلامًا فلسفياً أو خيالاً لا أكثر. رغم ذلك أشار إليه نجيب محفوظ فى رواية «ثرثرة فوق النيل» عندما نادى على اللا شىء وطلب منه أن يفعل شيئاً، وأخبره بأننا طحنا منه أى أصبحنا لا شىء، فهذه العبارة شديدة العبقرية، قال الكاتب فى منتصف القرن الماضى منتقداً فكرة التنظيم السياسى الواحد، لم يحدث له شىء من اللا شىء، هكذا واجب المثقفين فى مختلف المجالات، سواء كان أدباً أو فناً، فالمثقف الواعى لا يجلس كالتمثال لا يتحرك مهما اشتدت الريح عليه، ولكن مثقفى هذا الزمن هم الذين رسخوا لدى فرعون أنه الإله، حتى آمن هو بذلك، وإن واجهتهم بعيوبهم ينظرون إلى السقف، حتى تحولوا إلى مجرد هاموش لا تأثير لهم، رغم أنهم يتكلمون كلاماً كثيراً من غير مضمون، ينتقدون غيرهم من المثقفين لأنهم احتلوا مكانهم فى المجتمع، يحاولون أن يتكلموا عن الناس دون أن تكون لهم صلة بهم.
لم نقصد أحداً!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمي
إقرأ أيضاً:
كردفان على صفيح ساخن: مسيرات تغيّر موازين المعركة حول الأبيض وقصف أممي يوسّع دائرة النزاع
وتبرز مدينة الأبيض في قلب هذا التصعيد باعتبارها خط الإمداد الأهم للجيش شمالًا وجنوبًا، ما جعلها هدفًا مباشرًا لهجمات متكررة.
وخلال تطور ميداني لافت، استهدفت مسيّرة محيط مدخل الأبيض، موقعة قتلى وجرحى بين المدنيين، بينما ردّ الجيش بسلسلة غارات جوية مكثفة على تحركات «الدعم السريع» في مناطق بارا وأم سيالة وأم قرفة، مسببًا خسائر كبيرة في العتاد والأفراد.
التصعيد تجاوز الخطوط المحلية مع تعرّض قاعدة لبعثة الأمم المتحدة في كادوقلي لقصف أسفر عن سقوط ضحايا، في سابقة أثارت تحذيرات دولية من اتساع رقعة الحرب. الحكومة السودانية عدّت الهجوم خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، فيما سارعت «الدعم السريع» إلى نفي أي صلة لها بالحادثة.
وبحسب مؤشرات ميدانية، فإن الطرفين يدفعان بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو محاور التماس في شمال وجنوب كردفان، مع ترجيحات بانفجار جولات أعنف من القتال، خصوصًا مع سعي الجيش لفتح طرق استراتيجية تربط الأبيض بالدَلَنج، مقابل اعتماد «الدعم السريع» على سلاح المسيّرات لإرباك الدفاعات وإحداث ضغط إنساني داخل المدن.
إنسانيًا، خلّفت المواجهات موجة نزوح جديدة من الأبيض وكادوقلي والدلنج، ترافقت مع ارتفاع غير مسبوق في تكاليف السفر وتدهور الأوضاع المعيشية، فضلًا عن تفشي أمراض وبائية ونقص حاد في الغذاء والدواء، بحسب مصادر طبية.
وفي موازاة ذلك، شهدت ولايات عدة مسيرات حاشدة مؤيدة للجيش، عبّر المشاركون فيها عن دعمهم الكامل للقوات المسلحة ورفضهم للتدخلات الخارجية، مطالبين بتحرك دولي أكثر صرامة تجاه ما يجري في السودان.
ومع استمرار هذا التصعيد، تبدو كردفان مقبلة على مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تختلط الحسابات العسكرية بالتداعيات الإنسانية، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الإقليم إلى مواجهة مفتوحة يصعب احتواؤها.