بعد إعلان تقليص القوات.. إسرائيل تكثف الضربات بالطائرات والدبابات
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
قال سكان إن إسرائيل كثفت الضربات بالطائرات والدبابات في جنوب غزة، خلال الليل، بعد أن أعلنت عن خطط لسحب بعض القوات، في خطوة قالت الولايات المتحدة، إنها تشير إلى تحول تدريجي إلى عمليات أقل كثافة في شمال القطاع.
وتقول إسرائيل، إن الحرب في غزة، التي حولت معظم مناطق القطاع إلى أنقاض، وأودت بحياة الآلاف وزجت بسكانه البالغ عددهم 2.
لكن إسرائيل أشارت إلى مرحلة جديدة في الحرب، إذ قال مسؤول، الاثنين، إن الجيش سوف يقلص قواته في غزة هذا الشهر، وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات "التطهير".
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن تقليص عدد القوات سيسمح لبعض جنود الاحتياط بالعودة إلى الحياة المدنية، مما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر من الحرب، مع توفير وحدات تحسبا لنشوب صراع أوسع في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
وقال مسؤول أميركي، الاثنين، إن قرار إسرائيل سحب بعض قواتها من غزة هو بداية تحول تدريجي، فيما يبدو إلى عمليات أقل كثافة في شمال القطاع الفلسطيني.
وتحث واشنطن إسرائيل على خفض كثافة العملية العسكرية، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع تزايد عدد القتلى.
لكن سكانا، قالوا إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية كثفت الضربات في المناطق الشرقية والشمالية في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وجاءت التلميحات بخفض كثافة العملية العسكرية في شمال غزة، في الوقت الذي أعلنت فيه البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات "جيرالد آر. فورد" ستعود إلى قاعدتها الأصلية في فرجينيا تاركة شرق البحر المتوسط، بعد أن جاءت لدعم إسرائيل في أعقاب اندلاع الحرب.
وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية الإيرانية للأنباء، الاثنين أن المدمرة البحرية الإيرانية "ألبرز" دخلت البحر الأحمر، مع تصاعد التوترات في الممر المائي المهم، وسط هجمات يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يدعمون حماس.
وهزت نيران المدفعية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل منطقة الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة، وقال الجيش الإسرائيلي، إنه نفذ غارة جوية، أمس الاثنين.
وقال المسؤول الإسرائيلي "لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الأشهر الستة القادمة هي مرحلة حاسمة".
وينطوي أي تصعيد جديد على مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة. وتتعرض القوات الأميركية بالفعل لهجمات من جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في سوريا والعراق ولبنان.
واندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجوم الإسرائيلي قتل أكثر من 21978 شخصا معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.
وقالت ليان حرارة (11 عاما) في رفح "أمنيتي لعام 2024 هي ألا نموت.. لقد انتهت طفولتنا. لا يوجد حمام ولا طعام ولا ماء. فقط خيام. لا يوجد مكان آمن. لا يوجد شيء. أمنيتنا هي العودة إلى منازلنا".
الدبابات تنسحبذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع حيث تَركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت، بعد ما وصفوها بأنها أعنف 10 أيام من الحرب منذ بدء الصراع.
وقال ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان، إن الدبابات كانت قريبة جدا. وكان السكان يرونها أمام المنازل مما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه.
وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضا من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين "فجّرنا حقل ألغام بقوة إسرائيلية خاصة بعد دخولها لموقع ’الخليل’ العسكري شرق حي التفاح بمدينة غزة، ونؤكد مقتل 15 جنديا في العملية".
وقال سكان، إن الدبابات بقيت في مناطق أخرى بشمال غزة، واستمر القتال في مناطق بوسط القطاع بلا هوادة، مشيرين إلى توغل الدبابات في أجزاء من مخيم البريج بوسط غزة.
وأظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعا من بدء الحرب، إذ أطلقت وابلا من الصواريخ على تل أبيب.
"يجب تدمير حماس"اختطفت حماس 240 رهينة في السابع من أكتوبر، وتعتقد إسرائيل أن 129 ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح عدد من الرهائن خلال هدنة قصيرة ومقتل آخرين في ضربات جوية أو محاولات إنقاذ أو فرار.
وتسعى قطر ومصر للتفاوض من أجل الاتفاق على هدنة جديدة وتحرير الرهائن. وقال آفي ديختر العضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "لن تنتهي الحرب دون تدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس وقدراتها على الحكم".
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت بأن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بشكل كامل على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف في أنحاء القطاع.
ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إقامة دولة فلسطينية.
وقالت واشنطن، إنه يتعين على إسرائيل السماح لحكومة فلسطينية بالسيطرة على غزة عندما ينتهي الصراع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
بن غفير يطالب بـ«إبادة شاملة» في غزة.. والأمم المتحدة تحذر: القطاع أصبح أكثر بقاع الأرض جوعًا
في ظل الجهود الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتصاعد الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مقترح الهدنة الذي طرحه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، والذي يحظى بدعم من واشنطن، فيما تواصل إسرائيل شن هجماتها الدامية على القطاع وسط وضع إنساني متدهور غير مسبوق.
ففي وقت أعلنت فيه حركة حماس أن المقترح الجديد لا يلبّي مطالبها الأساسية وعلى رأسها وقف الحرب وفك الحصار، شن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هجومًا على المقترح، معتبرًا أن الوقت قد حان لاستخدام “القوة الكاملة” ضد غزة.
وكتب بن غفير في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر تلغرام: “بعد أن رفضت حماس مجددًا اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار. آن الأوان لتدمير حماس بالكامل دون تردد”.
موقف بن غفير لم يكن معزولًا، إذ انضم إليه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي حذر من أن قبول صفقة جزئية لإطلاق سراح الرهائن سيكون “جنونًا محضًا”، متوعدًا بإجهاض أي تحرك نحو اتفاق من هذا النوع، وهو ما يعكس حجم التوتر داخل الائتلاف الحكومي بشأن المسار الدبلوماسي.
من جهتها، أعلنت حركة “حماس” أن الرد الإسرائيلي “يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة”، مؤكدة أنها تدرس المقترح الأميركي بـ”مسؤولية وطنية”.
في حين أبدى المبعوث الأميركي ويتكوف “تفاؤلًا كبيرًا” حيال فرص التوصل لاتفاق خلال الفترة القادمة، وسط ضغوط متزايدة على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
في المقابل، يتفاقم الوضع الإنساني في غزة مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي الذي أودى، منذ فجر الجمعة فقط، بحياة أكثر من 20 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، بحسب ما أفادت به وكالة “صفا” ومصادر طبية فلسطينية.
وفي أحدث الهجمات، استهدفت طائرات الاحتلال منازل ومركبات مدنية في جباليا وخان يونس ورفح، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم طفل وامرأة ونازحون كانوا يختبئون في خيام مؤقتة، كما أفيد عن عمليات نسف لمبانٍ سكنية جنوب خان يونس في تصعيد خطير للهجمات.
وتزامنًا مع المجازر، كشفت الأمم المتحدة عن نزوح نحو 200 ألف فلسطيني خلال أسبوعين فقط، فيما يعاني القطاع من “أشد مستويات الجوع في العالم” بحسب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، الذي أشار إلى أن إسرائيل تمنع دخول معظم المساعدات، بما في ذلك الطعام الجاهز.
وأوضح توماسو ديلا لونغا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن نصف المرافق الطبية التابعة للهلال الأحمر في غزة توقفت عن العمل نتيجة النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية، مما يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى.
ويعيش قرابة 1.5 مليون فلسطيني في غزة بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب منازلهم منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهي الحرب التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 54 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة، ووكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وبين المبادرات الدبلوماسية والمواقف المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، يبقى المدنيون في غزة هم الضحايا الأكبر، وسط تدهور متسارع للوضع الإنساني ومجازر متواصلة في ظل صمت دولي ثقيل.