قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم،العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، اﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ : ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﻣﻘﺘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﺫﻛﺮ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩا ﻋﻦ اﻵﺧﺮ، ﻓﺎﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺎﻥ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺎﻛﻴﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ {ﺭﺑﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﻛﻔﺮ ﻋﻨﺎ ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺑﺮاﺭ}[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 193] ﻭاﻟﻤﻨﻔﺮﺩ ﻛﻘﻮﻟﻪ {ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 2] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ {ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 15] ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﺭﺑﻨﺎ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﺇﺳﺮاﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ} [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 147] ﻭﻧﻈﺎﺋﺮﻩ.

ﻓﻬﺎﻫﻨﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﻮﺭ: ﺫﻧﻮﺏ، ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ، ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ، ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ.

ﻓﺎﻟﺬﻧﻮﺏ: اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑاﻟﺴﻴﺌﺎﺕ: اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺠﺮاﻩ، ﻭﻟﻬﺬا ﺟﻌﻞ ﻟﻬﺎ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬﺕ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ، ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺃﺻﺢ اﻟﻘﻮﻟﻴﻦ، ﻓﻼ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﻤﺪ، ﻭﻻ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻴﻦ اﻟﻐﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ.

ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻫﻲ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭاﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ ﺗﺠﺘﻨﺒﻮا ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻧﻜﻔﺮ ﻋﻨﻜﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻜﻢ ﻭﻧﺪﺧﻠﻜﻢ ﻣﺪﺧﻼ ﻛﺮﻳﻤﺎ} [ اﻟﻨﺴﺎء: 31] 

ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ «اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﺨﻤﺲ، ﻭاﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻜﻔﺮاﺕ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻦ ﺇﺫا اﺟﺘﻨﺒﺖ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ» .

ﻭﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ اﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭاﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ، ﻓﺈﻥ ﻟﻔﻆ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭاﻟﺤﻔﻆ، ﻭﻟﻔﻆ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺴﺘﺮ ﻭاﻹﺯاﻟﺔ، ﻭﻋﻨﺪ اﻹﻓﺮاﺩ ﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻛﻔﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ} [ ﻣﺤﻤﺪ: 2] 

ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺻﻐﺎﺋﺮﻫﺎ ﻭﻛﺒﺎﺋﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺤﻮﻫﺎ ﻭﻭﻗﺎﻳﺔ ﺷﺮﻫﺎ، ﺑﻞ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ اﻟﻤﻔﺮﺩ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺳﻮﺃ اﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻟﻴﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ اﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮا} [ اﻟﺰﻣﺮ: 35] .

ﻭﺇﺫا ﻓﻬﻢ ﻫﺬا ﻓﻬﻢ اﻟﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭاﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻐﻤﻮﻡ ﻭاﻟﻨﺼﺐ ﻭاﻟﻮﺻﺐ ﺑﺎﻝﺗﻜﻔﻴﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ «ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ هم ولا ﻏﻢ ﻭﻻ ﺃﺫﻯ - ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﻳﺸﺎﻛﻬﺎ - ﺇﻻ ﻛﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ» ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﻤﻐﻔﺮﺓ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻻ ﺗﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺃﻭ ﺑﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﺘﻀﺎءﻝ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺠﻴﻒ، ﻭﺇﺫا ﺑﻠﻎ اﻟﻤﺎء ﻗﻠﺘﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺨﺒﺚ أنهار تطهير الذنوب ﻓﻸﻫﻞ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻋﻈﺎﻡ ﻳﺘﻄﻬﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻒ ﺑﻄﻬﺮﻫﻢ ﻃﻬﺮﻭا ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻧﻬﺮ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﺤﺴﻨﺎﺕ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﻟﻷﻭﺯاﺭ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﻧﻬﺮ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﻤﻜﻔﺮﺓ، ﻓﺈﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺒﺪﻩ ﺧﻴﺮا ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﻧﻬﺎﺭ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻓﻮﺭﺩ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻃﻴﺒﺎ ﻃﺎﻫﺮا، ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﺮاﺑﻊ. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ هم

إقرأ أيضاً:

فضاء المعرفة المعاصر

 

يظن الكثير أن الصراع الذي يحدث في العالم اليوم هو صراع سياسي واقتصادي قائم على مرتكزات وأسس قديمة، وقد غفل الكل عن حركة الكون وحركة المعرفة وتبدل علاقات الإنتاج وأدوات الإنتاج .
عالم اليوم عالم مختلف وقد تبدلت فيه كل عوامل الصراع القديمة، فالحياة أصبحت عبارة عن خوارزميات، وأصبح الإنسان العامل فائضاً عن حاجة سوق العمل في العالم الجديد، وأصبحت الخوارزميات تقوم مقامه في إدارة الحياة، والسوق، وفي إدارة كل الشؤون العامة، سواء كانت اقتصادية، أم اجتماعية، أم ثقافية، وحتى الأمنية والعسكرية، وها نحن اليوم نلج إلى عصر الذكاء الاصطناعي الذي يعطل ما تبقى للإنسان من قدرات إبداعية ظلت بمنأى عن الخوارزميات في السنين الخوالي.
لا يمكن للإنسان اليوم أن يعيش في الأطر الاقتصادية والثقافية والاجتماعية القديمة، وإذا لم تتفاعل الشعوب والمجتمعات مع المستوى الحضاري والثقافي والمعرفي الجديد فإنها تكتب على نفسها الفناء من حيث تظن الصلاح والرشاد، فالعصر الجديد هو عصر المعرفة، وعصر اقتصاد المعرفة، وعصر صراع المعرفة، وعصر المعلومات والابتكارات التي يؤسس فناؤها لجديد أفضل، فالصراع قائم على فناء القائم لأفضلية الجديد، وعلى احتكار المعلومات ليكون السوق متاحا لها، والتنافس في السوق الحر تديره المعرفة.
ففي عالم اليوم تحتل المعلومات مكان الصدارة من جدول الاهتمامات، إذ تعاظمت أهميتها بفعل التطورات التقنية والاتصالية وما نجم عن كل ذلك من وفرة المعلومات، وسهولة الاستخدام والتوظيف، في عالم أصبح مفتوحا دون حدود، ودون هويات محلية، فالعولمة كادت أن تجعل منه قرية صغيرة ذات تجانس وتقارب ثقافي، حيث كادت الفوارق أن تذوب، وتداخلت المصالح، وانفتحت الأسواق العالمية، ونشطت التجارة الحرة، وأصبح من الميسور للفرد أن يتجول في الأسواق العالمية من مكانه، ويجري عملية الشراء والتحويل وهو في مكانه دون أن يتحرك .
هذ الواقع الجديد أفرز تنافسا دوليا، فكل طرف يسعى وراء تطوير معلوماته ومنتجه التقني حتى يسيطر على السوق العالمية من خلال توسيع دائرة الخدمات التقنية وتطويرها، الأمر الذي ترك المستهلك في حالة ذهول وملاحقة للتطورات المتسارعة التي فرضتها ضرورات التنافس بين الشركات الدولية .
وتبعا لذلك تشتعل حرب المعلومات بين الدول التي تريد فرض سيطرتها على الفضاء الكوني لضمان مصالح شركاتها من صناع المعلومات، وفكرة المعلومات أضحت اليوم مصطلحا دالا على الصراع الوجودي السياسي والاقتصادي في عالم متحرك في فضاء المعرفة المتسارعة، وقد انتقل الصراع بين الأمم والشعوب من أفواه البنادق إلى تطبيقات الكمبيوترات والأجهزة الحديثة، وفي أبسط تعريف لحرب المعلومات هو القول: ” أنها الطريقة الأفضل لاستثمار نظم المعلومات لتحقيق حالة من التفوق على الآخر، وفرض الخطاب الموجه اليه بعد إضعاف آليات دفاعه المعلوماتية، وإفشال خططه المعتمدة على صناعة المعلومات وطرق معالجتها فكريا وفنيا، بغية استخدامها للتأثير في الجمهور وتغيير قناعاته أو توجيه سلوكه بما يتناسب والأهداف المرسومة لكل طرف ” .
في عالمنا المعاصر تغيرت أسس ومحاور القوة الاقتصادية للأمم والشعوب، فالأمم التي بدأت بالقوة البخارية، ها هي تحط الرحال عند الاقتصاد المعرفي منذ عام 1990م، وهو العام الذي شهد انهيار المنظومة الاشتراكية، وتفردت أمريكا بقيادة العالم .
ومنذ عام 1990م وليومنا هذا “ اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الحواسيب والأجهزة الإلكترونية على القوة الاقتصادية للدول، وأصبح يُطلق على الدول المُخترعة والمطورة لأنظمة الحواسيب والمعلومات بالدول ذات الاقتصاد المعرفي، بمعنى أصبح الاقتصاد المعرفي هو أحد أهم المعايير الأساسية المحددة لتطور الدول وتقدمها، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند وغير أولئك هم الدول الرئيسية في هذا المجال، الذي بات يشكل القوة الاقتصادية في عصرنا الحالي، والذي يتصف بانخفاض تكلفته الإنتاجية وتراكم أرباحه الهائلة مع مرور الوقت، على العكس من الأفرع الاقتصادية الأخرى التي قد تنخفض تكلفتها الإنتاجية، ولكن تنخفض أرباحها لاكتفاء السوق منها بعد فترة من الزمن “ .
يقول خبراء الاقتصاد: إن المثير للاهتمام هو ما يحدث الآن “ فبينما تمثل تقنية المعلومات إلى حد كبير المحرك الدافع لعصر المعرفة، فإن الجزء الأعظم من الابتكارات في المستقبل التي تؤدي إلى النمو الاقتصادي ليس من المرجح أن تكون ناتجة من التقنيات والمنتجات القادمة من المعامل بل من تطبيقاتها خارج المختبرات، كما أن الأنشطة والأعمال التي يشارك بها الأفراد، سواء كانوا مستهلكين أو مقدمين للخدمات، سوف تكون ذات أهمية خاصة، وهذا يعني أن فرصاً أكبر من أجل الابتكارات والإنتاجية، وخلق فرص العمل، والنمو الاقتصادي يمكن الآن تحقيقها من خلال تطبيق التقدم الهائل في تقنية المعلومات والإنترنت، والتقنيات متناهية الصغر لمعالجة مشكلات سوق العمل والمجتمع عموما، في مجالات الصناعة، والرعاية الصحية والتمويل، ووسائل الإعلام. ولا شك في أن الاستثمار في أسواق تقنية المعلومات سيكون جوهر الاقتصاد القائم على المعرفة”.
فالمعرفة انبثق عنها اقتصاد المعرفة وهو الفاعل في عالم اليوم وعلى أبعادها تم بناء اقتصاديات قائمة على المعرفة، وهي اقتصاديات تحقق التنمية المستدامة في ظل تبدل الموارد الفاعلة في النمو والتنمية والوعي بالمحيط والتموج المعرفي والحضاري، ما يجعلنا عناصر فاعلة متأثرة ومؤثرة ومن المعيب الاستمرار تحت طائلة التأثر فقط .

مقالات مشابهة

  • صدمة في عالم الكرة.. وفاة جوتا وشقيقه بحادث مأساوي
  • سيف الجبالي .. شاب أردني يثبت حضوره في عالم التكنولوجيا
  • أزهري يوجه رسالة لـ حمو بيكا بعد وفاة أحمد عامر: من باب أولى أن تتعظ
  • «عالم أزهري»: المرأة تؤجر على صدقتها من مال زوجها إذا كانت مأذونة.. والبيت بيتها شرعًا
  • هل ضرب الآباء للأبناء مشروع في الشريعة؟.. عالم أزهري يوضح
  • أزهري: الله لا يحاسب الطفل على أفعاله حتى البلوغ والبعض يعذبهم بالمنازل
  • هل ضرب الآباء لـ الأبناء موجود بالشريعة.. أزهري يحسم الجدل
  • بعد وفاة أحمد عامر.. أزهري يوجه رسالة لـ حمو بيكا
  • فضاء المعرفة المعاصر
  • السفر.. تجاوز الجغرافيا إلى عالم الروح