الثورة نت:
2025-07-04@05:43:19 GMT

فضاء المعرفة المعاصر

تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT

 

يظن الكثير أن الصراع الذي يحدث في العالم اليوم هو صراع سياسي واقتصادي قائم على مرتكزات وأسس قديمة، وقد غفل الكل عن حركة الكون وحركة المعرفة وتبدل علاقات الإنتاج وأدوات الإنتاج .
عالم اليوم عالم مختلف وقد تبدلت فيه كل عوامل الصراع القديمة، فالحياة أصبحت عبارة عن خوارزميات، وأصبح الإنسان العامل فائضاً عن حاجة سوق العمل في العالم الجديد، وأصبحت الخوارزميات تقوم مقامه في إدارة الحياة، والسوق، وفي إدارة كل الشؤون العامة، سواء كانت اقتصادية، أم اجتماعية، أم ثقافية، وحتى الأمنية والعسكرية، وها نحن اليوم نلج إلى عصر الذكاء الاصطناعي الذي يعطل ما تبقى للإنسان من قدرات إبداعية ظلت بمنأى عن الخوارزميات في السنين الخوالي.


لا يمكن للإنسان اليوم أن يعيش في الأطر الاقتصادية والثقافية والاجتماعية القديمة، وإذا لم تتفاعل الشعوب والمجتمعات مع المستوى الحضاري والثقافي والمعرفي الجديد فإنها تكتب على نفسها الفناء من حيث تظن الصلاح والرشاد، فالعصر الجديد هو عصر المعرفة، وعصر اقتصاد المعرفة، وعصر صراع المعرفة، وعصر المعلومات والابتكارات التي يؤسس فناؤها لجديد أفضل، فالصراع قائم على فناء القائم لأفضلية الجديد، وعلى احتكار المعلومات ليكون السوق متاحا لها، والتنافس في السوق الحر تديره المعرفة.
ففي عالم اليوم تحتل المعلومات مكان الصدارة من جدول الاهتمامات، إذ تعاظمت أهميتها بفعل التطورات التقنية والاتصالية وما نجم عن كل ذلك من وفرة المعلومات، وسهولة الاستخدام والتوظيف، في عالم أصبح مفتوحا دون حدود، ودون هويات محلية، فالعولمة كادت أن تجعل منه قرية صغيرة ذات تجانس وتقارب ثقافي، حيث كادت الفوارق أن تذوب، وتداخلت المصالح، وانفتحت الأسواق العالمية، ونشطت التجارة الحرة، وأصبح من الميسور للفرد أن يتجول في الأسواق العالمية من مكانه، ويجري عملية الشراء والتحويل وهو في مكانه دون أن يتحرك .
هذ الواقع الجديد أفرز تنافسا دوليا، فكل طرف يسعى وراء تطوير معلوماته ومنتجه التقني حتى يسيطر على السوق العالمية من خلال توسيع دائرة الخدمات التقنية وتطويرها، الأمر الذي ترك المستهلك في حالة ذهول وملاحقة للتطورات المتسارعة التي فرضتها ضرورات التنافس بين الشركات الدولية .
وتبعا لذلك تشتعل حرب المعلومات بين الدول التي تريد فرض سيطرتها على الفضاء الكوني لضمان مصالح شركاتها من صناع المعلومات، وفكرة المعلومات أضحت اليوم مصطلحا دالا على الصراع الوجودي السياسي والاقتصادي في عالم متحرك في فضاء المعرفة المتسارعة، وقد انتقل الصراع بين الأمم والشعوب من أفواه البنادق إلى تطبيقات الكمبيوترات والأجهزة الحديثة، وفي أبسط تعريف لحرب المعلومات هو القول: ” أنها الطريقة الأفضل لاستثمار نظم المعلومات لتحقيق حالة من التفوق على الآخر، وفرض الخطاب الموجه اليه بعد إضعاف آليات دفاعه المعلوماتية، وإفشال خططه المعتمدة على صناعة المعلومات وطرق معالجتها فكريا وفنيا، بغية استخدامها للتأثير في الجمهور وتغيير قناعاته أو توجيه سلوكه بما يتناسب والأهداف المرسومة لكل طرف ” .
في عالمنا المعاصر تغيرت أسس ومحاور القوة الاقتصادية للأمم والشعوب، فالأمم التي بدأت بالقوة البخارية، ها هي تحط الرحال عند الاقتصاد المعرفي منذ عام 1990م، وهو العام الذي شهد انهيار المنظومة الاشتراكية، وتفردت أمريكا بقيادة العالم .
ومنذ عام 1990م وليومنا هذا “ اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الحواسيب والأجهزة الإلكترونية على القوة الاقتصادية للدول، وأصبح يُطلق على الدول المُخترعة والمطورة لأنظمة الحواسيب والمعلومات بالدول ذات الاقتصاد المعرفي، بمعنى أصبح الاقتصاد المعرفي هو أحد أهم المعايير الأساسية المحددة لتطور الدول وتقدمها، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند وغير أولئك هم الدول الرئيسية في هذا المجال، الذي بات يشكل القوة الاقتصادية في عصرنا الحالي، والذي يتصف بانخفاض تكلفته الإنتاجية وتراكم أرباحه الهائلة مع مرور الوقت، على العكس من الأفرع الاقتصادية الأخرى التي قد تنخفض تكلفتها الإنتاجية، ولكن تنخفض أرباحها لاكتفاء السوق منها بعد فترة من الزمن “ .
يقول خبراء الاقتصاد: إن المثير للاهتمام هو ما يحدث الآن “ فبينما تمثل تقنية المعلومات إلى حد كبير المحرك الدافع لعصر المعرفة، فإن الجزء الأعظم من الابتكارات في المستقبل التي تؤدي إلى النمو الاقتصادي ليس من المرجح أن تكون ناتجة من التقنيات والمنتجات القادمة من المعامل بل من تطبيقاتها خارج المختبرات، كما أن الأنشطة والأعمال التي يشارك بها الأفراد، سواء كانوا مستهلكين أو مقدمين للخدمات، سوف تكون ذات أهمية خاصة، وهذا يعني أن فرصاً أكبر من أجل الابتكارات والإنتاجية، وخلق فرص العمل، والنمو الاقتصادي يمكن الآن تحقيقها من خلال تطبيق التقدم الهائل في تقنية المعلومات والإنترنت، والتقنيات متناهية الصغر لمعالجة مشكلات سوق العمل والمجتمع عموما، في مجالات الصناعة، والرعاية الصحية والتمويل، ووسائل الإعلام. ولا شك في أن الاستثمار في أسواق تقنية المعلومات سيكون جوهر الاقتصاد القائم على المعرفة”.
فالمعرفة انبثق عنها اقتصاد المعرفة وهو الفاعل في عالم اليوم وعلى أبعادها تم بناء اقتصاديات قائمة على المعرفة، وهي اقتصاديات تحقق التنمية المستدامة في ظل تبدل الموارد الفاعلة في النمو والتنمية والوعي بالمحيط والتموج المعرفي والحضاري، ما يجعلنا عناصر فاعلة متأثرة ومؤثرة ومن المعيب الاستمرار تحت طائلة التأثر فقط .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليوم.. رامي جمال يطرح ألبومه الجديد "محسبتهاش"

يستعد المطرب رامي جمال لطرح ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان محسبتهاش اليوم، عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، وذلك في تمام الساعة الخامسة مساءً، على أن  يتاح على جميع منصات الاستماع الرقمية في تمام السادسة مساءً.

تفاصيل ألبوم “محسبتهاش” لرامي جمال 


ويتكون الألبوم 15 أغنية متنوعة بين الطابع الرومانسي والدرامي، كما يتضمن مفاجأة من العيار الثقيل، وهي ديو غنائي يجمع رامي جمال بكل من الفنان حمزة نمرة والفنان نوردو.

أغاني ألبوم “محسبتهاش” لرامي جمال 

 

ويشمل الألبوم أغنية "تطلب حنية" وهي من كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان بلال سرور، توزيع ومكس وماستر أمين نبيل، وأغنية "محسبتهاش" من كلمات هاجر نبيل، وألحان علي الخواجة، وتوزيع ومكس وسام عبد المنعم، وماستر إلهامي دهيمة وأحمد وسام، وأغنية "يا جمالك" كلمات أحمد المالكي، وألحان رامي جمال، توزيع وسام عبد المنعم، مكس وماستر هاني محروس.


أغنية "كأنه مجاش" كلمات إيهاب عبد العظيم وألحان سامر أبو طالب، توزيع ومكس وماستر محمد ياسر، وأغنية "مش لاقيكي" كلمات ابراهيم جاد، وألحان محمد أنيس وتوزيع ومكس وسام عبد المنعم، ماستر إلهامي دهيمة وأحمد حسام.

وأغنية "زي الخطاف" غناء رامي جمال ونوردو من كلمات محمد القياتي وبلال سرور، توزيع أمين نبيل، ميكس وماستر خالد سند، وأغنية "غبت ليه" من كلمات أحمد عبد النبي،وألحان مصطفي العسال، وتوزيع محمد مغربي.

وأغنية "هات حضن" من كلمات عليم، وألحان محمد خلف، وتوزيع محمد ياسر، وأغنية "مالي بس" كلمات جمال الخولي، وألحان محمد خلف، وأغنية "ماطلعتش جدع" كلمات أحمد المالكي، وألحان بلال سرور.

وأغنية "كلام عيب يتحكي" كلمات رضا المصري، وألحان فارس فهمي، وأغنية "بعدك آذاني" كلمات حسام سعيد، وألحان عمرو الشاذلي.

وأغنية "روحي عليك بتنادي" منكلمات محمد عاطف، وألحان مدين، وأغنية "تيجي نرجع" وهي كلمات مصطفى ناصر، وألحان مصطفي العسال، وأغنية "قبلت التحدي" غناء رامي جمال وحمزة نمرة، وهي من كلمات الراحل محمد النادي ومحمد أبو نعمة، وألحان محمد النادي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • وزير الإعلام: استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليه
  • حزب الله يبلغ رده اليوم على ورقة براك.. هذا ما كشفته المعلومات
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين والقطاع الخاص في اليوم المفتوح
  • استقرار أسعار الخضراوات والفاكهة في الوادي الجديد اليوم الثلاثاء
  • ارتفاع في أسعار المحروقات صباح اليوم.. اليكم الجدول الجديد
  • اليوم.. رامي جمال يطرح ألبومه الجديد "محسبتهاش"