تأثير هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر يمتد إلى تجارة إسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
مددت شركتا ميرسك الدانماركية وهاباغ لويد الألمانية وقف جميع شحناتهما عبر البحر الأحمر أمس بعد أن عادتا إليه مؤخرا على خلفية تشكيل تحالف "حارس الازدهار" بقيادة أميركية لوقف هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية.
ولم تكن هاتان الشركتان وحدهما مَن تأثر بهذه الهجمات؛ بل قررت شركات عالمية كبرى تغيير مسار رحلاتها بعيدا عن البحر الأحمر نحو رأس الرجاء الصالح.
وتؤثر الهجمات على طريق حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، خاصة تجارة النفط لأن السفن تصل إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر، كما تؤثر على حركة التجارة مع إسرائيل.
ميناء إيلاتوقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات الإسرائيلي، غدعون غولبر، في الثلث الأخير من الشهر الماضي، إن نشاط الميناء تراجع 85% منذ تكثيف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
وتقول جماعة الحوثي إنها صعّدت من هجماتها على السفن المتجهة إلى إسرائيل للضغط من أجل إدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة ، بعد أن منع الاحتلال إدخالها عقب عملية طوفان الأقصى.
ويتعامل ميناء إيلات بصورة أساسية مع واردات السيارات وصادرات البوتاس القادم من البحر الميت، كما يتعامل مع نسبة قليلة من التجارة الإسرائيلية مقارنة مع مينائي حيفا وأسدود على البحر المتوسط.
لكن ميناء إيلات يقع بجوار نقطة الوصول الساحلية الوحيدة للأردن للبحر في العقبة، ويوفر لإسرائيل بوابة إلى شرقي العالم من دون الحاجة إلى الملاحة في قناة السويس.
وكان إيلات أحد الموانئ الأولى التي تأثرت بعمليات الحوثي، إذ أعادت شركات شحن متزايدة توجيه السفن لتجنب البحر الأحمر بعد أن عطل الحوثيون طريقا تجاريا رئيسيا عبر مضيق باب المندب.
وذكرت صحيفة "غلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية أن ميناء إيلات أفرغ حوالي 9 آلاف سيارة فقط، في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بإجمالي ربع سنوي منتظم يتراوح بين 37 ألفا إلى 47 ألف سيارة.
وقال غولبر الشهر الماضي، إنه بإغلاق مضيق باب المندب تم إقفال شريان الشحن الرئيسي لميناء إيلات وبالتالي فقد الميناء 85% من إجمالي نشاطه.
وأضاف: "لا يزال لدينا عدد صغير من السفن لتصدير البوتاس، لكنني أعتقد أنه مع وجود وجهة في الشرق الأقصى لن يسافروا بعد الآن في هذا الاتجاه وبالتالي سينخفض ذلك أيضا".
وتابع: "لسوء الحظ، إذا استمر الأمر فسنصل إلى وضع عدم وجود سفن في ميناء إيلات".
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الطريق البديل يلتف حول أفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، وهو ما يطيل وقت الرحلات إلى البحر الأبيض المتوسط لمدة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع، بالتالي سيتسبب في كلفة إضافية على الشحن.
وفي تأثير اقتصادي آخر، أعلنت شركات أزريلي، وشوفيرسال وميلزرون الإسرائيلية، الشهر الماضي، إغلاق 4 متاجر إلكترونية عبر الإنترنت تابعة لها، نتيجة لهجمات جماعة الحوثيين اليمنية في البحر الأحمر وصعوبات سلاسل التوريد إلى إسرائيل، من بين أسباب أخرى.
وحسب موقع صحيفة "غلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية، فإنه مع المخاطر التي يشكلها الحوثيون في البحر الأحمر، والمتوقع أن تؤدي إلى مشكلات "خطيرة" في سلاسل التوريد والاستيراد، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تسببت بها الحرب على قطاع غزة، اختارت هذه الشركات التخلص من "استثماراتها المخفقة"، والتركيز على عملها الأساس.
شكوكويشكك الخبير اللوجستي وائل قدور -في تعليق للجزيرة نت- في نجاعة العملية البحرية الأميركية، قائلا إن نجاح عدد قليل من ضربات جماعة الحوثي يفرغ عملية "حارس الازدهار" من مضمونها.
ويضيف أنه في حالة حدوث السيناريو الثاني، فإن حماية السفن بالنظر إلى حالات مشابهة سابقة يمكن أن تتم لكل سفينة بصورة فردية، وهذا أمر مكلف، وقد تتخذ شكل قوافل، وهو ما يعني أن كل مجموعة سفن؛ يحميها عدد من السفن الحربية.
وقال مصدر بحري آخر يعمل لدى إحدى الشركات العالمية، ورفض الإفصاح عن هويته للجزيرة نت، إن ثمن السفن المارة في البحر الأحمر يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، وبالتالي فإن الشركات تكون أشد حرصا على عدم تضررها.
حقائق عن تجارة إسرائيل بلغت الصادرات السلعية الإسرائيلية 73.58 مليار دولار في 2022 بارتفاع سنوي 22.3%، وفق بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد). بلغت قيمة الواردات السلعية 107.26 مليارات دولار في 2022، وبذلك تسجل عجزا تجارية بقيمة 33.68 مليار دولار. تعد الولايات المتحدة أكبر وجهة للصادرات الإسرائيلية؛ إذ استحوذت على ما قيمته 18.67 مليار دولار في 2022. تسيطر إسرائيل على ساحل بطول 9.5 كيلومترات. يبلغ عدد السفن التي تحمل علم إسرائيل 45 سفينة، وفق بيانات أونكتاد. ردود أفعال الشركاتوهذا تحديث برد فعل شركات الشحن وفق ما أوردته رويترز في تقرير لها:
مجموعة الخدمات اللوجستية العالمية "سي إتش روبنسون" العالمية: غيرت مسار 25 سفينة لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح ومن المرجح أن يستمر العدد في الزيادة. مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه – سي جي إم": تعتزم زيادة عدد السفن في البحر الأحمر تدريجيا، لكنها ستزيد أسعار شحن الحاويات من آسيا إلى منطقة البحر المتوسط بنسبة تصل إلى 100% اعتبارا من 15 يناير/كانون الثاني الحالي مقارنة بأول الشهر. شركة ناقلات النفط البلجيكية يوروناف: تتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر. شركة إيفرغرين التايوانية لشحن الحاويات: غيّرت مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح.، وتوقفت مؤقتا عن قبول نقل البضائع الإسرائيلية. مجموعة فرونت لاين لناقلات النفط ومقرها النرويج: تتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن. شركة الشحن النرويجية المتخصصة في ناقلات شاحنات السيارات غرام كار كاريرز: ابتعدت عن البحر الأحمر. شركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية إتش إم إم: تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح. شركة الشحن النرويجية هوغ أوتولاينرز: وقفت العبور في البحر الأحمر. الشركة المشغلة لأسطول ناقلات كلافينيس كومبينيشن كاريرز ومقرها النرويج: قررت عدم الإبحار عبر البحر الأحمر ما لم يتحسن الوضع. شركة البحر المتوسط للشحن "إم إس سي": قررت عدم المرور عبر البحر الأحمر بعد عمليات الحوثي. أوشن نتورك إكسبرس، وهي مشروع ياباني مشترك بين شركات "ميتسوي أو إس كيه لاينز" و"نيبون يوسن" و"كاواساكي كيسن كايشا": قررت تغيير مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح. شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين (أو أو سي إل)، ومقرها هونغ كونغ: قررت تغيير المسار بعيدا عن البحر الأحمر و قررت عدم قبول بضائع من إسرائيل وإليها. مجموعة ولينيوس فيلهلمسن النرويجية: أوقفت جميع الرحلات في البحر الأحمر. شركة الشحن البحري التايوانية يانغ مينغ: غيرت مسار السفن نحو رأس الرجاء الصالح.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رأس الرجاء الصالح عبر البحر الأحمر فی البحر الأحمر جماعة الحوثی میناء إیلات
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن اعتراض طائرة مسيرة في إيلات
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة جنوب البلاد، شملت البحر الميت ومنطقة العربة وصولًا إلى إيلات، بعد تحذيرات من اختراق طائرات مسيرات إيرانية.
وشملت المناطق التي فُعلت فيها الإنذارات: نيوت حكيكار، عين تمار، العمارني، الماسك، إليفاز، تمنع، بئر أورا، جروفيت، حفات أريندل، هاي بار يوتفاتا، حتسفا، ياهيل، يوتفاتا، كوشي رامون، لوتان، فندق سيكس سينسيز شاحاروت، نيوت سمدار، نفيه حريف، سمر، سابير، عيدان، عين حتسفا، عين ياهف، عير أوفوت، فاران، تسوفار، تسوكيم، كيتورا، شحاروت، وشطيم، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية السوداء، إيلوت، وإيلات.
وفي تطور خطير للصراع بين إسرائيل وإيران، أعلن الإعلام الرسمي الإيراني، صباح السبت، عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي فوق العاصمة طهران للتصدي لهجوم إسرائيلي جديد. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن الدفاعات الجوية دخلت الخدمة خلال دقائق، للتعامل مع مقذوفات أطلقتها إسرائيل باتجاه العاصمة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، سُمع دوي انفجارات متتالية في أرجاء طهران، كما شوهدت شهب حمراء في سماء العاصمة نتيجة عمل الدفاعات الجوية ضد الأهداف القادمة.
توسيع العملياتفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن توسيع نطاق عملياته، مؤكداً في بيان رسمي أنه استهدف قاعدتين جويتين تابعتين لسلاح الجو الإيراني في كل من همدان وتبريز، الواقعتين غرب البلاد. وأوضح البيان أن الضربة الإسرائيلية أدت إلى تدمير قاعدة تبريز بالكامل.
وجاء هذا التصعيد بعد ساعات قليلة من الضربات الواسعة التي نفذتها إسرائيل، الجمعة، على منشآت عسكرية ونووية إيرانية في طهران ومحيطها، والتي أعقبتها إيران بهجوم صاروخي مكثف استهدف الأراضي الإسرائيلية، شمل مسيرات ووابل من الصواريخ الباليستية.
داخل إسرائيل، أعلن جهاز الإطفاء عن استنفار كامل للتعامل مع سلسلة من "الحوادث الكبرى" الناتجة عن القصف الإيراني. وقالت إدارة الإطفاء في بيان إن طواقمها تعمل في عدة مواقع داخل منطقة دان المحيطة بتل أبيب، حيث تجري عمليات إنقاذ لأشخاص محاصرين في مبنى شاهق اندلع فيه حريق كبير، إلى جانب التدخل في موقعين آخرين تعرضا لأضرار بالغة.
من جهته، أعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي إصابة 63 شخصاً جراء الضربات الصاروخية الإيرانية، بينهم حالتان وُصفتا بالحرجة.
ويأتي هذا التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب بعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على مواقع حيوية إيرانية فجر الجمعة، في عملية عسكرية واسعة وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها تستهدف الحد من قدرات إيران النووية والعسكرية، بينما توعدت طهران بالرد الحاسم.