هجمات سيبرانية إيرانية تهدد مصر.. ماذا تريد طهران؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
في 19 ديسمبر الماضي، تعرضت شركات اتصالات مصرية في ثلاث دول أفريقية (مصر، السودان، تنزانيا)، لعمليات قرصنة إلكترونية، بحسب ما نشرت مواقع إعلامية عدة.
وأعلنت مجموعة "هاكزر" إيرانية تُدعى "Muddy Water" (المياه الموحلة)، مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي عقب هجمات مشابهة، لكن بين إسرائيل وإيران، على خلفية الحرب على قطاع غزة، وتبعاتها في جنوب لبنان والعراق واليمن.
قبلها بيوم، أعلنت مجموعة "هاكرز" إسرائيلية، مسؤوليتها عن هجوم سيبراني على محطات وقود إيرانية، تطلق على نفسها اسم "Sparrow of Predator" (عصفور مفترس).
في ذات الوقت، لم تعلن القاهرة رسمياً -حتى لحظة نشر هذا التقرير على موقع "ارفع صوتك"- مرور أيٍّ من شركاتها بضرر سيبراني خارجي، رغم تعرّض شبكة الإنترنت الرئيسية في البلاد لأزمة كبرى بداية ديسمبر ٢٠٢٣، دفع الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للحكومة المصرية إلى تعويض عملائها بـ"10 جيجابايت" على باقاتهم.
وفي بيانها الرسمي، برّرت الشركة انقطاع الإنترنت بـ"عطل تقني ألم بأحد أجهزة الشبكة الرئيسية" دون الإفصاح عن الأسباب.
خلال السنوات الفائتة، نُظر لإيران وإسرائيل باعتبارهما اللاعبين الأكثر بروزاً في مجال الأمن السيبراني بالمنطقة، بسبب التطور الكبير الذي أحرزاه في تطوير أدواتهما الهجومية ضد بعضهما.
لكن هذه المرة، كان وقوع مصر ضمن خارطة الهجوم مثيراً للأسئلة، خاصة وأنها تعتبر لاعباً أساسياً في العملية الديبلوماسية والمفاوضات الجارية بين أطراف النزاع في غزة، كما أنها الممر الوحيد لدخول أي نوع من المساعدات للقطاع، وانتقل عن طريقها مئات الغزيين من ذوي الجنسيات المزدوجة هرباً من نيران الحرب.
لماذا مصر؟يقول المسؤول التقني في شركة "دوت مينت"، محمد يوسف، إن "المجموعة الإيرانية عادةً ما تستغل ثغرة الباب الخلفي في أحد برامج مايكروسوفت للأتمتة والإدارة، وهو برنامج (Power Shell)، الذي يسمح للشخص المسؤول عن النظام بشكلٍ رئيسي (Administrator) بتنفيذ مهام مختلفة على أنظمة التشغيل في جميع أجهزة الشركة، من ضمن هذه الصلاحيات إمكانية التحكم في الأجهزة عن بُعد".
يضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "نجاح الهاكرز في التحكّم ببرنامج الباورشيل يمنحها صلاحيات كثيرة على التحكم في نظام التشغيل، وهنا مكمن الخطورة".
مثال على ذلك، يشرح يوسف: "العملية التي نفّذتها (مادي ووتر) ضد دولة عربية لم تسمّها، تمكنت من خلالها الوصول إلى ملفات هامة وكلمات سر ورسائل بريد حكومية".
ويتوقع أن "تكون هذه الهجمات أكثر خطورة وأن يكون حجم خسائرها أكبر حتى في ظِل عدم الإعلان عن كمِّ المعلومات المسرّبة؛ بسبب نجاح المجموعة الإيرانية في تطوير أسلوب هجومها بعد ابتكار إطار جديد يحمل اسم (Muddy C2Go)، الذي يمنحها قُدرة أكبر على الاختراق، بالتالي الحصول على قدر أكبر من المعلومات".
من جهته، يصف استشاري التحول الرقمي، الدكتور محمد عزام، الهجوم الأخير بأنه "حدث مثير للاهتمام".
ويقول لـ"ارفع صوتك": إن "الاستعانة بالهجمات الإلكترونية كإحدى وسائل الحرب غير المباشرة، بات أمراً شائعاً في العالم، مثلما جرى في الانتخابات الرئاسية الأميركية وخلال حرب أوكرانيا".
"هذا الحادث مرتبط بموقف الحكومة المصرية من الأزمة التي يعيشها قطاع غزة. أنها وسيلة للضغط على مصر من أجل قبول مطالب ترفضها" يضيف عزام.
ويتابع: "كل ما جرى رُصد بالكامل من قِبَل قطاع الأمن الإلكتروني المصري الذي يتّبع خطة متكاملة لتأمين القطاع السيبراني للدولة، بشكل لا يقل كفاءة عمّا تنفذه الدول المتقدمة في هذا المجال".
"المياه الموحلة"بحسب تحليل شركة "سيكويا" الفرنسية المعنية بالأمن الإلكتروني، لفلسفة طهران السيبرانية، فإن إيران تعرّضت في عام 2009 لحدثين رئيسيين؛ هما: "الحركة الخضراء"، حين استخدم معارضو أحمدي نجاد الإنترنت لتنظيم تظاهرات حاشدة ضد إعادة انتخابه، والهجوم الإلكتروني على أجهزة الطرد المركزي النووية، ونُسب آنذاك لأميركا وإسرائيل.
وفقاً لـ"سيكويا" فإن هذا العام شكّل لحظة فارقة في اتباع طهران إستراتيجية شاملة لاستخدام الإنترنت والأمن السيبراني لتحقيق أهدافٍ سياسية وتعزيز نفوذها الإقليمي، عن طريق مهاجمة القوى المناوئة لها.
بحسب القيادة السيبرانية الأميركية، فإن طهران استعملت عدداً من مجموعات الهاكرز كأداة تهديد ضد دول الشرق الأوسط وأميركا الشمالية، وتركز في هجماتها على استهداف قطاعات الاتصالات والغاز والنفط.
في عام 2012 تعرّضت السعودية لواحدة من أعنف الغارات الإلكترونية التي عرفتها المنطقة، بعدما هاجم فيروس "شمعون" الإلكتروني عشرات آلاف الأجهزة لشركة "أرامكو" السعودية، التي تُصنّف كأكبر شركة طاقة في العالم.
ومنذ عام 2017 نشطت "مادي ووتر" ذات الصلة بالمخابرات الإيرانية بحسب تأكيدات أميركية، لتنفيذ هجماتٍ ضد إسرائيل، إلا أنها وسّعت منطقة الاستهداف لتشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط.
بعدها بعام تعرّضت السعودية للنسخة الثانية من "هجمات شمعون" بعد نجح هجوم إلكتروني عنيف في تسريب كميات ضخمة من بيانات أجهزة "أرامكو" وسط اتهامات سعودية وأميركية بأن إيران تقف وراء هذا الهجوم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
عبدالله بن لاحج، رئيس مجلس إدارة “آمال”: رسّخت دبي مكانتها كوجهة رئيسية للمشاريع العقارية الراقية، مدعومةً بشراكاتها البارزة مع المشاهير والعلامات التجارية الفاخرة، وهو توجه استراتيجي يُعيد صياغة توقعات المشترين العالميين. من أساطير الموضة إلى رموز الرياضة العالمية، تُعزز هذه الشراكات جاذبية دبي العقارية، وتُحوّل العقارات الفاخرة إلى استثمارات تلبّي وتعزز نمط الحياة والرفاهية الشاملة. في مشهد العقارات الفاخرة، أصبحت مشاركة الشخصيات المرموقة عالمياً عاملاً محورياً لتسريع الطلب وتعزيز القيمة على المدى الطويل. في عام 2023، أعرب 59% من أصحاب الثروات العالية حول العالم الذين شملهم الاستبيان عن اهتمام خاص بامتلاك مسكن يحمل علامة تجارية في دبي، وارتفع هذا العدد إلى 69% في عام 2024. يأتي تصنيف الإمارات العربية المتحدة الآن كثالث أكبر سوق للعقارات ذات العلامات التجارية ليؤكد أن السوق جاهز للتوسع المستمر، مدفوعاً إلى حد كبير بقوة دعم المشاهير.
قوة دعم المشاهير
تُعدّ مشاركة المشاهير في مشهد التطوير العقاري استراتيجيةً فعّالة للتميز في سوقٍ فاخرٍ مُشبع بالعقارات المتميزة. بدءً من بنتهاوس نيمار جونيور الذي تبلغ قيمته 54 مليون دولار أمريكي في بوغاتي ريزيدنسز، وفيلا ديفيد وفيكتوريا بيكهام الفخمة في جزيرة النخلة، وصولاً إلى شاروخان وارتباط اسمه بنخبة من المشاريع البارزة في دبي، تُولّد هذه الشراكات تغطيةً إعلاميةً لا مثيل لها، وترتقي بصورة المشاريع، وتُثير ضجةً فورية. إلى جانب شهرة الأسماء، تُضفي هذه الشراكات شعوراً بالأصالة والهيبة، مما يُعزز الرابط العاطفي بين المشروع والمشترين المُحتملين. وبالنسبة للمطورين، تساهم هذه الشراكات بتسريع المبيعات وترسيخ مكانة العلامة التجارية لدى جمهورٍ حصري ينجذب للمشاريع المميزة.
نمط الحياة يُصبح رمزاً للمكانة
يعود الطلب على المشاريع التي تحمل توقيع المشاهير إلى ما تقدّمه من وعدٍ بحياةٍ متميزة ومُلهمة. عند شراء منزل، يتطلع المشتري إلى ما هو أكثر من المسكن فقط، فهو يقبل على احتضان نمط حياةٍ يعكس بريق نجومه المُفضّلين ونجاحهم ورقيّهم، وهو ما يُصبح رمزاً للمكانة، وموضوعاً للنقاش، بل حتى عملةً اجتماعيةً رائجةً بين النخبة العالمية. غالباً ما تعكس المساكن جماليات المشاهير وعلامتهم التجارية، وتتميز بتصاميمها المتقنة والمواد عالية الجودة ووسائل الراحة المصممة خصيصاً، والتي تُحدث نقلة نوعية في الحياة اليومية. يكتسب عنصر الجذب العاطفي والرمزي هذا قوةً خاصة لدى المشترين الدوليين الباحثين عن نمط الحياة الراقي الذي تُجسّده دبي.
الثقة والمصداقية والجاذبية العالمية
تُضفي شراكات المشاهير طبقةً من الثقة والمصداقية لا يُمكن للتسويق التقليدي مضاهاتها، حيث تمّثل هذه الشراكات شارة لضمان الجودة للعديد من المستثمرين الدوليين بغض النظر عن معرفتهم بمهارات وسجل المطورين المحليين. من عناوين الصحف إلى منشورات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، يُمكّن تأثير “التسويق المجاني” المشاريع من اكتساب شهرة في وقت مبكر والحفاظ على أهميتها على المدى الطويل. يتوالى التأثير الذي تُولّده هذه الشراكات ويمتد إلى ما هو أبعد من دبي، حيث يعزز الظهور العالمي ويجذب المشترين والمستثمرين من أوروبا وآسيا والأمريكيتين. ومع توقع نمو عدد أصحاب الثروات الكبيرة في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 30% بحلول عام 2028، فإن هذه الجاذبية العالمية في سوق يُعدّ الاستثمار الدولي فيه محرّكاً رئيسياً للنمو والمرونة أمرٌ بالغ الأهمية.
اقتصاديات الشغف
لا تزال الحصرية محركاً رئيسياً لقيمة العقارات الفاخرة. وتتمتع العقارات التي تحمل توقيع المشاهير بقيمة إعادة بيع أعلى بفضل ما يرتبط بها من قصص ووقعها العاطفي، وتُعتبر على نطاق واسع أصولاً منخفضة المخاطر بعائد مرتفع. في استبيان أجرته شركة نايت فرانك، حدد 59% من المشاركين “العائد المرتفع أو إمكانات الاستثمار” كسبب رئيسي لشراء مسكن يحمل علامة تجارية في دبي. وفقاً للاستبيان ذاته، أعرب أكثر من نصف المستثمرين المحتملين أن اهتمامهم ينبع في المقام الأول من مكاسب رأس المال، بينما يتوقع 36% ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 5-10% خلال السنة الأولى من التملك، لا سيما بين أولئك الذين تتراوح ثرواتهم الصافية بين 10 و 15 مليون دولار أمريكي.
ميزة دبي
لطالما احتضنت مدن مثل ميامي ولندن ونيويورك المشاريع العقارية التي تحمل علامات تجارية، كما توفر دبي بيئة ديناميكية فريدة للتطورات القادمة في قطاع العقارات الفاخرة التي تحمل توقيع المشاهير. تجذب البنية التحتية عالمية المستوى في دبي، والبيئة الضريبية المواتية، ونمط الحياة العالمي، الشخصيات البارزة والمشترين العالميين على حد سواء. يسخر المطورون العقاريون هذا كله من خلال إنشاء مشاريع مميزة مثل العلامة التجارية والشخصيات المرتبطة بها. من الأمثلة الناجحة على ذلك دخول شركة “منصوري” العالمية إلى مجال العقارات، بالتعاون مع شركة “آمال”، لتطوير عقار يمزج بين تصميم السيارات الفاخرة والمعيشة المصممة حسب الطلب، مما يضع معياراً جديداً للمساكن ذات العلامات التجارية في دبي.
سيواصل المطورون الذين يتبنون الأصالة، ويبرمون شراكات هادفة، ويركزون على تقديم قيمة حقيقية من خلال التصميم والتجربة، رسم ملامح المرحلة القادمة من الحياة الفاخرة في دبي. وستظل أكثر المشاريع نجاحاً هي تلك التي تجمع بين الجاذبية والجوهر والابتكار والالتزام الصادق بالجودة. بالنسبة للسكان والمستثمرين على حد سواء، تُعدّ هذه المشاريع رمزاً للطموح والمكانة الراسخة والابتكار.