الحرة:
2025-05-23@04:40:12 GMT

هجمات سيبرانية إيرانية تهدد مصر.. ماذا تريد طهران؟

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

هجمات سيبرانية إيرانية تهدد مصر.. ماذا تريد طهران؟

في 19 ديسمبر الماضي، تعرضت شركات اتصالات مصرية في ثلاث دول أفريقية (مصر، السودان، تنزانيا)، لعمليات قرصنة إلكترونية، بحسب ما نشرت مواقع إعلامية عدة.

وأعلنت مجموعة "هاكزر" إيرانية تُدعى "Muddy Water" (المياه الموحلة)، مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي عقب هجمات مشابهة، لكن بين إسرائيل وإيران، على خلفية الحرب على قطاع غزة، وتبعاتها في جنوب لبنان والعراق واليمن.

قبلها بيوم، أعلنت مجموعة "هاكرز" إسرائيلية، مسؤوليتها عن هجوم سيبراني على محطات وقود إيرانية، تطلق على نفسها اسم "Sparrow of Predator" (عصفور مفترس).

في ذات الوقت، لم تعلن القاهرة رسمياً -حتى لحظة نشر هذا التقرير على موقع "ارفع صوتك"- مرور أيٍّ من شركاتها بضرر سيبراني خارجي، رغم تعرّض شبكة الإنترنت الرئيسية في البلاد لأزمة كبرى بداية ديسمبر ٢٠٢٣، دفع الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للحكومة المصرية إلى تعويض عملائها بـ"10 جيجابايت" على باقاتهم.

وفي بيانها الرسمي، برّرت الشركة انقطاع الإنترنت بـ"عطل تقني ألم بأحد أجهزة الشبكة الرئيسية" دون الإفصاح عن الأسباب.  

خلال السنوات الفائتة، نُظر لإيران وإسرائيل باعتبارهما اللاعبين الأكثر بروزاً في مجال الأمن السيبراني بالمنطقة، بسبب التطور الكبير الذي أحرزاه في تطوير أدواتهما الهجومية ضد بعضهما.

لكن هذه المرة، كان وقوع مصر ضمن خارطة الهجوم مثيراً للأسئلة، خاصة وأنها تعتبر لاعباً أساسياً في العملية الديبلوماسية والمفاوضات الجارية بين أطراف النزاع في غزة، كما أنها الممر الوحيد لدخول أي نوع من المساعدات للقطاع، وانتقل عن طريقها مئات الغزيين من ذوي الجنسيات المزدوجة هرباً من نيران الحرب.

لماذا مصر؟ النشاطات السيبرانية تستهدف جمع معلومات . أرشيفية - تعبيرية

يقول المسؤول التقني في شركة "دوت مينت"، محمد يوسف، إن "المجموعة الإيرانية عادةً ما تستغل ثغرة الباب الخلفي في أحد برامج مايكروسوفت للأتمتة والإدارة، وهو برنامج (Power Shell)، الذي يسمح للشخص المسؤول عن النظام بشكلٍ رئيسي (Administrator) بتنفيذ مهام مختلفة على أنظمة التشغيل في جميع أجهزة الشركة، من ضمن هذه الصلاحيات إمكانية التحكم في الأجهزة عن بُعد".

يضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "نجاح الهاكرز في التحكّم ببرنامج الباورشيل يمنحها صلاحيات كثيرة على التحكم في نظام التشغيل، وهنا مكمن الخطورة".

مثال على ذلك، يشرح يوسف: "العملية التي نفّذتها (مادي ووتر) ضد دولة عربية لم تسمّها، تمكنت من خلالها الوصول إلى ملفات هامة وكلمات سر ورسائل بريد حكومية".

ويتوقع أن "تكون هذه الهجمات أكثر خطورة وأن يكون حجم خسائرها أكبر حتى في ظِل عدم الإعلان عن كمِّ المعلومات المسرّبة؛ بسبب نجاح المجموعة الإيرانية في تطوير أسلوب هجومها بعد ابتكار إطار جديد يحمل اسم (Muddy C2Go)، الذي يمنحها قُدرة أكبر على الاختراق، بالتالي الحصول على قدر أكبر من المعلومات".

من جهته، يصف استشاري التحول الرقمي، الدكتور محمد عزام، الهجوم الأخير بأنه "حدث مثير للاهتمام".

ويقول لـ"ارفع صوتك": إن "الاستعانة بالهجمات الإلكترونية كإحدى وسائل الحرب غير المباشرة، بات أمراً شائعاً في العالم، مثلما جرى في الانتخابات الرئاسية الأميركية وخلال حرب أوكرانيا".

"هذا الحادث مرتبط بموقف الحكومة المصرية من الأزمة التي يعيشها قطاع غزة. أنها وسيلة للضغط على مصر من أجل قبول مطالب ترفضها" يضيف عزام.

ويتابع: "كل ما جرى رُصد بالكامل من قِبَل قطاع الأمن الإلكتروني المصري الذي يتّبع خطة متكاملة لتأمين القطاع السيبراني للدولة، بشكل لا يقل كفاءة عمّا تنفذه الدول المتقدمة في هذا المجال".

"المياه الموحلة" تعرضت شبكة الإنترنت الرئيسية في البلاد لأزمة كبرى بداية ديسمبر

بحسب تحليل شركة "سيكويا" الفرنسية المعنية بالأمن الإلكتروني، لفلسفة طهران السيبرانية، فإن إيران تعرّضت في عام 2009 لحدثين رئيسيين؛ هما: "الحركة الخضراء"، حين استخدم معارضو أحمدي نجاد الإنترنت لتنظيم تظاهرات حاشدة ضد إعادة انتخابه، والهجوم الإلكتروني على أجهزة الطرد المركزي النووية، ونُسب آنذاك لأميركا وإسرائيل.

وفقاً لـ"سيكويا" فإن هذا العام شكّل لحظة فارقة في اتباع طهران إستراتيجية شاملة لاستخدام الإنترنت والأمن السيبراني لتحقيق أهدافٍ سياسية وتعزيز نفوذها الإقليمي، عن طريق مهاجمة القوى المناوئة لها.

بحسب القيادة السيبرانية الأميركية، فإن طهران استعملت عدداً من مجموعات الهاكرز كأداة تهديد ضد دول الشرق الأوسط وأميركا الشمالية، وتركز في هجماتها على استهداف قطاعات الاتصالات والغاز والنفط.

في عام 2012 تعرّضت السعودية لواحدة من أعنف الغارات الإلكترونية التي عرفتها المنطقة، بعدما هاجم فيروس "شمعون" الإلكتروني عشرات آلاف الأجهزة لشركة "أرامكو" السعودية، التي تُصنّف كأكبر شركة طاقة في العالم. 

ومنذ عام 2017 نشطت "مادي ووتر" ذات الصلة بالمخابرات الإيرانية بحسب تأكيدات أميركية، لتنفيذ هجماتٍ ضد إسرائيل، إلا أنها وسّعت منطقة الاستهداف لتشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط. 

بعدها بعام تعرّضت السعودية للنسخة الثانية من "هجمات شمعون" بعد نجح هجوم إلكتروني عنيف في تسريب كميات ضخمة من بيانات أجهزة "أرامكو" وسط اتهامات سعودية وأميركية بأن إيران تقف وراء هذا الهجوم.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟

لم تكن تصريحات الرئيس دونالد ترامب عندما قال للطلاب الداعمين لفلسطين: "سنجدكم ونطردكم" مجرد كلمات عابرة، ولم تكن عمليات اعتقالهم وترحيلهم إجراءات ارتجالية. بل هي جزء من خطة محكمة ذات طابع استراتيجي سبقت صعوده إلى السلطة فما هو مشروع "إستير" الذي تبناه؟ وما الذي نعرفه عنه؟ اعلان

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"* تقريرًا كشفت فيه أن مؤسسة التراث الأمريكية أرسلت وفدًا إلى إسرائيل أواخر أبريل/نيسان الماضي، لعقد لقاءات مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، والسفير الأمريكي مايك هاكابي، بهدف مناقشة مشروع "إستير".

ويتألف المشروع من مجموعة خطوات تهدف إلى "محاربة معاداة السامية" داخل الولايات المتحدة، لكن كان لافتًا أنه يصنف الحركات المؤيدة لفلسطين داخلها على أنها جزء من "شبكة دعم حماس العالمية" (HSN)، والتي يُقال إنها تسعى إلى:

زعزعة دعم واشنطن لإسرائيلالاستفادة من وسائل الإعلام الأمريكية لنشر أفكارهااستمالة الحكومة الفيدراليةاستغلال التراخي داخل المجتمع اليهودي الأمريكي

ويضع المشروع قواعد للتصدي لتلك الحركات، عبر طرد وإقصاء وإلغاء كل من يدعم الحركة المناصرة لفلسطين، بما في ذلك الطلاب، والأساتذة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إلغاء تمويل المؤسسات التي تدعمهم.

خلفية المشروع

تمت صياغة المشروع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبيل الانتخابات الأمريكية، وتزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل داخل الجامعات الأمريكية.

وسُمي المشروع تيمّنًا بالملكة اليهودية "إستير"، زوجة الملك الفارسي خشايارشا الأول في الحقبة الأخمينية، وهي شخصية توراتية معروفة بأنها خلّصت اليهود.

Relatedالقضاء الأمريكي يحكم بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل من الولايات المتحدة"عقوبة مقصودة": رفض الإفراج المؤقت عن محمود خليل لحضور ولادة ابنهترامب: هارفرد مهزلة وتعلّم الكراهية والغباء

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب تبنى المشروع دون الإعلان عنه. إذ أن أكثر من نصف سياساته دخلت حيز التنفيذ في غضون أقل من أربعة أشهر على توليه السلطة. وقد أجرت مقابلات مع القائمين على المشروع لتأكيد تلك الفرضيات.

ورغم نفي المسؤولين في مؤسسة التراث الأمريكية ضلوعهم المباشر في استخدام الدليل الذي وضعوه داخل البيت الأبيض، أكد مدير الأمن القومي في المؤسسة، وأحد مؤلفي المشروع، أن ما يجري "لا يمكن أن يكون مصادفة".

فقد كان لافتًا شروع الإدارة في حملة اعتقال واسعة، طالت الطلاب الداعمين لفلسطين، مثل محمود خليل ومحسن مهداوي، مع قرارات بقطع التمويل عن جامعة هارفارد لعدم استجابتها لطلبات الإدارة الأمريكية.

ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي، ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات أكثر من 1000 طالب جامعي أو أنهت وضعهم القانوني في مختلف أنحاء البلاد، وفقًا لمراجعة أجرتها وكالة "أسوشيتد برس".

في هذا السياق، انتقدت بيلين فرنانديز، وهي كاتبة وصحفية أميركية ومؤلفة كتاب "المنفى: رفض أميركا واكتشاف العالم"، مشروع "استير"، قائلة إن القيّمين عليه يدّعون أنهم ملتزمون بحماية البلاد من الذين يدمرون الديمقراطية، لكنهم في "الواقع هم من يدمّرونها".

وأوضحت أن المشروع يحمل عدة مغالطات، من بينها أن الربط بين حركة حماس والرأسمالية في المشروع غير واضح، كما أنه يجرّم حق الاحتجاج على ما وصفته بـ"المذبحة الجماعية للفلسطينيين في غزة"، ويعتبره شكلا من أشكال معاداة السامية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن مطلق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن؟
  • صرخ «فلسطين حرة» ثم أطلق النار.. ماذا يحدث في واشنطن؟
  • حملة لإزالة العقارات التي تهدد المواطنين بالدخيلة غربي الإسكندرية
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • من تكساس إلى طهران وبلوچستان.. العالم يشتعل بين تسربات سامة وهجمات دامية وإعدامات مثيرة
  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
  • إعدام المدان في الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران
  • ثغرات أمنية خطيرة تهدد أجهزة آبل والسيارات الذكية في العالم
  • انخفاض في أسعار أجهزة ستارلينك بمناطق الشرعية.. والطرح الرسمي يقترب بعد العيد!
  • شاب متعدّد اللغات يحصد الملايين من المعجبين عبر الإنترنت.. ماذا قال عن اللغة العربية؟