عربي21:
2025-07-03@22:58:52 GMT

استشهاد العاروري وإخوانه.. دلالاته ومآلاته

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء الثاني من يناير بعملية اغتيال لبعض قيادات في حركة المقاومة الإسلامية في مقر إقامتها بلبنان، على رأسهم: الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وذلك عن طريق استهداف مبنى مكتب العاروري في الضاحية في بيروت، ولا شك أن لحادث بهذا الحجم، له دلالات ومآلات، يمكن الوقوف على بعضها.



أولا ـ هذه الجريمة قام بها الكيان الصهيوني، كموقف نصر شكلي يحفظ بها ماء وجهه، ويشكل دفعة معنوية للشارع الإسرائيلي، الذي بدأ منذ فترة في التظاهر، نتيجة تباطؤ نتنياهو في السعي لإبرام صفقة تقضي بعودة الأسرى إلى أهاليهم، ولأن كل أهدافه التي أعلنها لحربه على غزة، لم تحقق، سوى خسران الكيان التعاطف الشعبي العالمي، وبدا ذلك واضحا في المسيرات والمظاهرات العالمية التي تنظم أسبوعيا ضد عدوانهم على غزة.

ثانيا ـ جاءت هذه العملية بقدر الله لتكون ردا على الصهاينة العرب، الذين ملأوا الإعلام العربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتشكيك في المقاومة أفرادا وقادة، زاعمين أن الضحايا يسقطون فقط من الشعب الغزاوي الأعزل، وهو ما كذبه الواقع، فإن هناك حالات لا حصر لها لأهالي القيادات في غزة، بل إن العدوان كثيرا ما كان يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة سواء عند الاعتقال، أو عند التدمير للبيوت، فرأينا أبناء وأحفاد وأصهار لجل قيادات المقاومة ينالون شرف الشهادة.

من استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.ثالثا ـ منذ بدء عملية طوفان الأقصى، والجرائم الصهيونية تطال قادة المقاومة داخليا وخارجيا، فرأينا استشهاد أحمد الغندور وآخرين من القيادات داخل غزة، وأسماء يعلن عنها كل فترة، ومؤخرا استشهاد العاروري وإخوانه، وهو ما يعد كل مقاوم نفسه له، فلا يوجد شخص يسلك هذا الطريق وإلا وهدفه أمران: إما النصر، أو الشهادة.

رابعا ـ في ظل هذه العمليات، يطرح السؤال الطبيعي: هل ستكسر المقاومة بذلك؟ والإجابة: لا، وهناك حوار للعاروري قبل استشهاده، يعلن أن المقاومة لا تقف عند حياة أو وفاة قائد أو فرد، وهو كلام رسخته الأيام، وأكدته، فمن استقرأ أسماء الشهداء في قادة المقاومة بكل فصائلها، سيجد عددا كبيرا بين من استشهد في فلسطين، أو خارجها، ومع ذلك لم تكسر المقاومة، ومن يقرأ تاريخ المقاومة بعد استشهاد قادة كبار يجدها تتعافى سريعا، وتواصل المسيرة.

ومن البديهيات لدى المسلم، صحيح الإيمان والإسلام، أن الارتباط في ديننا يكون بالمبادئ، مع تقدير الأشخاص، وتقدير أدوارهم وتضحياتهم، ولو كانت رسالة المسلم تقف عند وفاة الأشخاص لوقفت عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بكل وضوح: (‌وَمَا ‌مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) آل عمران: 144، ولو كان انتشار ووجود الإسلام مرهونا ببقاء النبي صلى الله عليه وسلم، لأبقاه الله تعالى، ولكن الارتباط الأهم بالقيم والمبادئ، أما الأجساد فمصيرها الفناء والموت.

خامسا ـ بدأ يطرح بعد استشهاد العاروري وإخوانه، سؤال: هل بهذا الإجرام الصهيوني يتوسع مجال الحرب؟

والحقيقة السؤال رغم مشروعيته، إلا أنه يأتي في ظل نسيان طبيعة المعركة، وهي متوسعة منذ بدايتها، فمنذ السابع من أكتوبر، والناظر للقوى التي تقف مع الكيان الصهيوني سيجدها تبدأ بأمريكا، ودول غربية كبرى، فضلا عن دول عربية، توقحت بعضها وأعلنت ذلك، وخبث البعض الآخر ولم يعلن.

ولم يقف الدعم عند الكلام المعلن، أو المواقف السلبية تجاه العدوان، بل أعلن عن إجراءات ودعم عسكري وسياسي، بدأ بالمال والسلاح، مرورا بالفيتو، وانتهاء بمحاولة خنق الشعوب في التعبير عن تضامنها مع غزة ضد العدوان، بل وصل التوسع في إجراءات الوقوف بجانب الكيان، إلى التهديد بسحب جنسية من يثبت أنه دعم المقاومة، أو منع الجنسية في دول أوروبية، بدعوى مقاطعة إسرائيل.

ألم تشعرنا كل هذه الإجراءات والتواطؤ بأن الحرب توسعت منذ أول يوم لها، فالسؤال يصدر عن عدم تبصر بالواقع الذي تعيشه المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، فالعدوان من أول لحظة توسع، لأن القائم به احتلال من أبرز خصائصه أنه: احتلال توسعي، فلا يقف عند حدود، ولا يؤمن بها، سواء على أرض الواقع، أو من حيث التأثير والإخضاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال العاروري فلسطين احتلال احتلال فلسطين حماس اغتيال العاروري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الدوحة تطلب من قادة حماس تسليم أسلحتهم الشخصية في إطار جهود الهدنة

وسط مساعٍ تقودها واشنطن للتوصل إلى هدنة، طلب وسطاء قطريون من قادة حماس في الدوحة تسليم أسلحتهم الشخصية، بينما تدرس الحركة مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل لمدة 60 يومًا يتضمن الإفراج المرحلي عن رهائن. اعلان

نقلت صحيفة ذا تايمز البريطانية عن مصادر مطلعة أن قادة حركة حماس المقيمين في الدوحة تلقوا تعليمات من الوسطاء القطريين بتسليم أسلحتهم الشخصية، ضمن مساعٍ تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وإنهاء الحرب على قطاع غزة.

وقالت الحركة، الأربعاء، إنها تدرس مقترح هدنة جديد بعد إعلان الرئيس ترامب أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإمكانية الإفراج عن رهائن خلال مفاوضات نحو هدنة دائمة.

وجاء في بيان صادر عن حماس: “نجري مباحثات للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدوان، وانسحاب القوات، وتقديم المساعدات لأهل غزة”.

وبحسب الصحيفة، شملت التوجيهات بتسليم الأسلحة شخصيات بارزة في المكتب السياسي للحركة، بينهم خليل الحية، كبير المفاوضين، ومحمد إسماعيل درويش، الذي التقى مؤخرًا مسؤولين إيرانيين وأتراك. كما شمل القرار زاهر جبارين، أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية.

في الأثناء، نعى الفلسطينيون الدكتور مروان سلطان، مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، الذي قُتل مع ثمانية من أفراد أسرته في غارة إسرائيلية، وفق وزارة الصحة في القطاع، التي أعلنت مقتل أكثر من 1,500 من الكوادر الطبية منذ اندلاع الحرب. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الدكتور سلطان كان من أبرز الأطباء الإنسانيين الفلسطينيين.

ميدانيًا، واصلت القوات الإسرائيلية توغلها للسيطرة الكاملة على القطاع، فيما جدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهده بالقضاء على حماس قائلًا: “سندمرهم بالكامل. سنعيد جميع الرهائن بالتزامن مع القضاء على حماس”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عبّر عن أمله في التوصل لوقف إطلاق نار مؤقت الأسبوع المقبل، تزامنًا مع لقائه المرتقب مع نتنياهو في البيت الأبيض.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، جدية تل أبيب في إبرام صفقة شاملة تشمل الإفراج عن 50 رهينة بين أحياء وأموات.

Relatedحركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. صراع نفوذ ومعركة بقاء في غزةترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة لمدة 60 يوماً في غزة.. والأنظار تتجه إلى موقف حماسترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟

ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن الاتفاق قيد البحث يشمل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وإعادة جثامين 18 آخرين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، على أن يتم ذلك على مراحل خلال 60 يومًا.

لكن حتى الآن لم يتم إرسال وفود تفاوضية إسرائيلية إلى الدوحة أو القاهرة، وهي الخطوة التي عادةً ما تسبق بدء المحادثات الرسمية.

ورغم تعرض قادة حماس لضغوط متزايدة، تظل الكلمة الأخيرة للتصديق على أي اتفاق بيد عز الدين الحداد، قائد الحركة في غزة.

يُذكر أن خطة مصرية مدعومة عربيًا طرحت العام الماضي لم تطلب من حماس تسليم أسلحتها، لكنها اقترحت بدائل للحكم الإسلامي في القطاع.

وتواجه حماس ضغوطًا هائلة للقبول بوقف القتال، مع تردي الأوضاع الإنسانية وتشريد معظم سكان غزة، وارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 57 ألف قتيل وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الدوحة تطلب من قادة حماس تسليم أسلحتهم الشخصية في إطار جهود الهدنة
  • قطر تجبر قادة حماس على التخلي عن أسلحتهم الشخصية
  • تدشين فعاليات ذكرى استشهاد الإمام الحسين بمحافظة إب
  • القطاع التربوي بمحافظة صنعاء يحيى ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • إصلاح ريمة ينعي بكل فخر واعتزاز استشهاد الشيخ صالح حنتوس
  • مباركة فلسطينية للعملية اليمنية بعمق الكيان
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • فعالية خطابية لعدد من المكاتب التنفيذية في صنعاء بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص العدو الإسرائيلي في رام الله والخليل
  • تعزية للأخ علي محمد الخيل وإخوانه في وفاة والدتهم