رسائل سياسية ومواقف مزدوجة.. معرض لزها حديد يثير الجدل في أمريكا
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
السومرية نيوز-فن وثقافة
اندلع خلاف بين مركز الفنون المعاصرة في سينسيناتي بولاية اوهايو الامريكية، مع الفنانين وأمين المعرض الذي يحتفل بإرث المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد. ورفض المتحف في ولاية أوهايو نشر رسالة تضامن مع فلسطين كتبها الفنانون وأمين المعرض، ويزعمون أن المركز لم يفي بوعوده بتطوير برامج حول هذا الموضوع.
افتتح المعرض الذي يحمل عنوان الحنين الدائم للرحيل: بروفة على إرث زها حديد في 22 تشرين الأول/أكتوبر، بتكليف من حديد، بالإضافة إلى رند عبد الجبار، وخيام اللامي، وإيمي الراعي، وهيرا بويوكتاسيان، وأندريا كانيبا، وديما سروجي، وسيفيل، والمعماري حامد بوخمسين وعلي إسماعيل كريمي.
يحتفل المعرض بأعمال حديد كجزء من الذكرى العشرين لمبنى المركز الفني، ويطلق عليه اسم مركز لويس وريتشارد روزنتال للفن المعاصر وكان أول متحف تكلف به حديد.
في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، أرسلت الفنانة ايتي بورجاباد، رسالة إلى المديرة كريستينا فاسالو، تطلب فيها من المركز "التمسك بقيمه المؤسسية من خلال المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والتعبير عن تضامنه مع النضال الفلسطيني المناهض للاستعمار من أجل الحرية والتحرر من الاحتلال والفصل العنصري".
كما وقع الفنان تاي شاني، الذي لديه عرض فردي متزامن في المؤسسة، وطلبوا تعميم الرسالة على الموظفين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز وفي المعرض، وأعطوا المتحف مهلة 10 أيام للقيام بذلك.
في سلسلة رسائل البريد الإلكتروني التي شاهدتها ذا ناشيونال، رد فاسالو بالقول إن الرسالة لم تتضمن وجهات النظر المختلفة التي يتبناها الموظفون والمجتمع الأوسع، وقالت إنهم لا يستطيعون نشره باسم المؤسسة.
وقال فاسالو لصحيفة ذا ناشيونال: "نحن نتبنى وجهات نظر متنوعة، ونعتقد أن تبادلها يفيد الجميع، أي بيان يمكننا صياغته، بمجرد إصداره، سيصبح ثابتًا وغير متغير خلال الوضع الجيوسياسي المعقد".
وأضافت أن مركز الفنون المعاصرة ينظم برامج من شأنها "طرح عدد من وجهات النظر القيمة من خلال رسالتنا وخبرتنا، وهي الفن".
ومع ذلك، فإن البرامج، التي أشار إليها مركز الفنون المعاصرة أيضًا في تبادله مع الفنانين والقيمين في نوفمبر، لم تظهر بعد. ويختتم المعرض في 24 يناير.
استجاب العديد من الفنانين بشكل صريح لحديد باعتباره مهندسًا معماريًا عراقيًا. لقد فهموا مقدمة العرض وإدراجها لتكون جزءًا من رغبة المركز المعلنة في العمل مع فنانين من خلفيات مختلفة. ومع ذلك، شعر الفنانون والقيمون الفنيون بأنهم مستغلون من خلال استخدامهم كأمثلة للتنوع دون منحهم الفرصة للتحدث علنًا.
يقول بورجاباد لوبيز باستور، الذي كان يعمل سابقًا في معهد شيكاغو للفنون وغوغنهايم بلباو: "إن التزام الصمت ليس تواطؤًا فحسب، بل إنه نفاق أيضًا".
الحنين الدائم للرحيل
أخذت بورجاباد لوبيز باستور عنوان العرض من سطر من إيتيل عدنان ، التي كتبت أن المباني التي صممتها حديد كما لو كانت دائمًا على وشك مغادرة المنزل إلى مكان آخر، بالنسبة للقيّمة الإسبانية، سمحت لها هذه الرؤية بتوسيع إرث حديد إلى ما هو أبعد من عرض الدراسات الفردية ونحو مشروع للتعاون مع الفنانين، الذين يستكشف الكثير منهم سيرة حديد كمهندس معماري من الشرق الأوسط.
يلعب مركز لويس وريتشارد روزنتال للفن المعاصر دورًا في هذه القصة، حيث تم منحه لحديد مباشرة بعد خسارتها في مسابقة لدار الأوبرا في كارديف لأسباب أشارت لاحقًا إلى خلفيتها.
"بالنسبة لي، المشكلة الأكبر في الغرفة هي كيف يمكننا مناقشتها كامرأة عراقية؟" يقول بورخاباد لوبيز باستور، "هذا شيء لا أستطيع أن أدعيه أو أحمله منها لأنها كانت محصورة للغاية في الطريقة التي ستتحدث بها عن نفسها.
وأضاف: "لا أستطيع أن أعرض أشياء لم تقلها، ولكن يمكنني أن أدعو الأشخاص المناسبين لاستخدام إرثها وجعلها مناقشتها ضمن منظور مختلف، لأن الدوائر التي تمكنت من غزوها واحتلالها بشكل احترافي كانت مناطق غربية ذكورية أساسية".
لقد أدخل سياق الحصار في غزة المعرض إلى بعد سياسي أكثر وضوحًا، ويسلط الضوء، على أقل تقدير، على المصالح والأهداف المتنافسة التي تلعبها عملية إنهاء الاستعمار.
وفي الوقت نفسه، فإن الآثار المريرة للمعرض تعيد العرض إلى موضوعه المركزي. إنها إشارة إلى التحديات التي واجهتها حديد أثناء عملها في الغرب خلال حربي الخليج والعراق، وتسلط الضوء على مدى تعقيد هذه المفاوضات - سياسياً وعاطفياً على حد سواء
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
تحول جذري فى صناعة التصوير … معرض عالمي يبرز قوة كاميرات الهواتف الذكية
تشهد صناعة التصوير الفوتوغرافي تحولًا جذريًا مع التطور السريع لكاميرات الهواتف الذكية، وهو ما برز بشكل واضح في المعرض العالمي الذي نُظّم مؤخرًا لاستعراض نخبة من الأعمال الفنية الملتقطة بالكامل عبر الهواتف المحمولة.
وقد نجح المعرض في تسليط الضوء على قدرة الهواتف الحديثة على منافسة الكاميرات الاحترافية، بعد وصولها إلى مستويات لافتة من الدقة، وضبط الإضاءة، ومعالجة الألوان.
وقدّم المعرض الذى نظمته هواوى العالمية تجربة بصرية غنية من خلال مجموعة واسعة من الصور التي أبرزت تنوع استخدامات التصوير بالمحمول.
فقد لفتت الأنظار صور الطبيعة، ومنها لقطات لطيور الفلامنغو التي ظهرت بتفاصيل دقيقة وتباين لوني واضح، إضافة إلى صور مقرّبة لريش الطاووس تعكس قدرة الكاميرا على التعامل مع تصوير الماكرو بدقة تُظهر أدق تفاصيل الريش وتدرجاته اللونية.
كما تميزت صور قناديل البحر بإظهار شفافية الطبقات تحت إضاءة منخفضة، في مشهد لا يقل جودة عن ما تقدمه العدسات الاحترافية.
وفي الجانب الإنساني، برزت صور توثيقية تُجسّد الحياة اليومية، من بينها صورة امرأة تطل من نافذة منزل تقليدي حيث بدت التفاصيل الدقيقة للجدران وتوزيع الظلال واضحة بشكل يحاكي التصوير الاحترافي.
وضمّ المعرض كذلك أعمالًا حضرية أظهرت قدرة الهواتف على التقاط العمق والمنظور، مثل صورة لشخص يعبر ممشى ضيقًا بين مبانٍ شاهقة، مع إبراز الانعكاسات الضوئية وتعقيد المشهد بدقة عالية.
كما تناولت مجموعة أخرى الحياة الريفية والثلجية من خلال صور لأطفال يتزلجون باستخدام أدوات تقليدية، ظهرت فيها درجات اللون الأبيض والظلال بانسجام وتوازن واضحين.
وأكد منظمو المعرض أن الهدف من هذا الحدث العالمي هو إبراز النقلة النوعية التي حققتها الهواتف المحمولة، والتي باتت قادرة اليوم على إنتاج صور تُعرض في معارض دولية وتحظى بتقدير المحترفين، بعدما كانت تُستخدم في السابق لالتقاط الصور السريعة فقط. وأشاروا إلى أن التطور في تقنيات المعالجة والعدسات المدمجة أسهم في تقليل الفجوة بشكل كبير بين كاميرات الهواتف والكاميرات المتخصصة.