إسرائيل وحماس في حاجة لحرب طويلة !
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
محمد الساعد
عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في بيروت، مساء أمس الأول، تكشف كيف أن تل أبيب في حاجة ماسة لحرب طويلة، وهو ما ينطبق على حماس أيضاً، حرب ضرورة قبل أن تكون حروب انتقام بين طرفين عدوين.
أخبار قد تهمك كأس العُلا للصقور تُنعش مبيعات الصقور في المملكة والخليج 5 يناير 2024 - 4:56 مساءً مكافحة المخدرات تقبض على شخص بمحافظة الطائف لترويجه مواد مخدرة 5 يناير 2024 - 4:54 مساءً
قيادات إسرائيل وحماس يبدو أنهم مقتنعون بأن اليوم التالي لنهاية الحرب سيكون مريراً جداً، وستجهز (المشانق) في الساحات العامة لكل من تسبب في تلك الحرب من قيادات حماس، أو كل من أهمل في حماية إسرائيل، ولذلك لا مانع من بقاء الحرب أطول فترة ممكنة.
استمرار الحرب فيه مصلحة لأطراف عديدة مباشرة كحماس وإسرائيل، إضافة لدول إقليمية ومليشيات وتنظيمات تهدف لتعطيل مشاريع المنطقة الاقتصادية ومبادرات السلام؛ لأن تلك الدول والميليشيات لا تؤمن إلا بالفوضى مصدراً للحياة والبقاء وتعليق أخطائها واستحقاقاتها الشعبية عليها.
في تل أبيب، وحسب كل النقاشات في وسائل الإعلام وبين النخب، ينتظر القياداتِ الأمنية والسياسية حسابٌ عسير، فكيف لجيش بنى سمعته طوال 75 عاماً على المبادرة والقضاء على الخصوم في ساعات، فضلاً عن جهاز استخباراتي لديه ذراع طويلة، وقدرات بدأت باصطياد النازيين وليس انتهاء بالقضاء على الأخطار قبل حدوثها، ومع ذلك سقط يوم 7 أكتوبر.
في غزة وفنادق الإقليم ينتظر (حماس) أيضاً حسابٌ لا يقل مرارة عن أصدقائهم في تل أبيب، فهم من قام بعملية كبرى غير محسوبة العواقب، عملية أكبر من غزة ومن حماس ومن الإقليم كله، وفي الوقت نفسه تركت تلك القيادات شعب غزة لمصيره المحتوم، دون أن يرف لهم جفن، فالأدبيات الإخوانية التي تعتنقها قيادة حماس لا ترى في موت بضعة آلاف أو حتى مئات الآلاف أي ذنب، بل هي مؤمنة أنها تهديهم الشهادة، وعليهم أن يشكروها على ذلك، بينما المواطنون العُزّل الذين يتلقون الرصاص والقنابل ولديهم أطفال وآباء وأمهات وأسر ويريدون أن يعيشوا في سلام ليس لهم أي علاقات بحسابات ولا أيديولوجيات حماس.
الهروب إلى الأمام هو ما تفعله حماس وإسرائيل، صحيح أن تل أبيب تستعيد ببطء قدراتها القتالية وثقة شعبها بها إلا أن مرارة ما حصل يبدو أكبر من محوه بسهولة، في المقابل لم تستطع حماس إقناع أي أحد بحسن أدائها ولا بقدراتها القتالية المتواضعة فلا تنسيق لكتائبها ولا نتائج على الأرض، وعلى الرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات وحرمان شعب غزة من التنمية إلا أن حصيلة قدراتها القتالية لا تتجاوز جيشاً من المنتفعين، وصواريخ تنك، وشبكة أنفاق ليست لها قيمة قتالية، ولا لما وصل جيش إسرائيل إلى رفح وخان يونس جنوب القطاع.
آخر شيء تريده حماس هو أن تنّفضّ حواضنها الشعبية من حولها، خاصة أن شعب غزة أظهر الكثير من النقد والغضب على ما وصلت إليه حياته اليومية، إثر خيارات عسكرية متهورة أقامت الموت بين جنبات الغزاويين، لم يستشاروا فيها ولم يؤخذ حتى أدنى الاحتياطات لحماية أرواحهم ومعيشتهم.
حماس ومن خلال حلفائها من قنوات وتنظيمات وناشطين، استطاعت اختراع انتصارات وهمية على شاشات التلفزيون، وفي وسائل التواصل، هذه الانتصارات (الافتراضية) حققت لحواضنها الشعبية شيئاً من الرضا والعيش في الرومانسيات والأحلام، فلا حماس ولا الجسم الإسلاموي قادر على تحمل هزيمة مشروعه الذي سلب به خيالات الجماهير، وهو من نقد هزيمة المشروع القومي في 67 وشنع عليه طوال عقود.
إذن العقد الاجتماعي في إسرائيل والقائم على حماية وجوده من خطر دائم وداهم أعادت تأكيده وتحقيقه حماس دون أن تدري، والأوهام الرومانسية التي تعيش عليها حماس ومن خلفها الإخوان المسلمين ذهبت أدراج الرياح، وهي تحاول تزويرها وإعادة تدويرها، ولذلك فكلاهما لا يريدان التفريط في هذه الحرب أو إنهاءها عاجلاً.
*كاتب سعودي
نقلاً عن: Okaz.com.sa
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد5 ینایر 2024 المسجد الحرام مکة المکرمة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
أعلنت إسرائيل، السبت، أنها تستعد لإيفاد وفد تفاوضي للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس، وذلك في أعقاب تسلمها الرد الرسمي من الحركة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي وصفته تل أبيب بأنه "يحمل روحًا إيجابية".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الحكومة قررت المضي قدمًا في إجراء مفاوضات غير مباشرة يُتوقع ألا تتجاوز مدتها يومًا ونصف، وفق تقديرات أحد المسؤولين الحكوميين الذي أكد أن هذه الجولة ستتركز على الدخول في "تفاصيل دقيقة" تتعلق ببنود الاتفاق المقترح.
ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن المفاوضات المرتقبة ستناقش تحديد آلية انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتوقيت وجدولة هذا الانسحاب، بالإضافة إلى تحديد قوائم الرهائن الإسرائيليين الذين سيُفرج عنهم مقابل الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال، والذين تطالب حماس بالإفراج عنهم ضمن الصفقة.
وأشار المصدر إلى أن "الدخول في التفاصيل الدقيقة" يعني أن الجانب الإسرائيلي سيطرح تساؤلات متعلقة بتوزيع مراحل التنفيذ، وضمانات التنفيذ المتبادل، وهو ما قد يحسم شكل الاتفاق النهائي إن توافرت التوافقات حول تلك المسائل.
تفاعل إيجابي بعد أشهر من الجمودويأتي التحرك الإسرائيلي الجديد بعد إعلان حماس، مساء الجمعة، أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية، وسلمت ردها على المقترح الذي تقدّمت به الوساطة المصرية والقطرية، مشيرة إلى أن ردّها اتسم بـ"الإيجابية" وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات فورية لبحث آلية التنفيذ.
وتشير الأوساط السياسية في إسرائيل إلى أن الحكومة تنظر باهتمام إلى مؤشرات المرونة الجديدة من قبل حركة حماس، إلا أن مصادر في تل أبيب تحذر من الإفراط في التفاؤل قبل اختبار مدى التزام الحركة بتفاصيل الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بالكشف عن أسماء الرهائن ومصيرهم، وترتيب مراحل تنفيذ الصفقة.
وجاءت هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، للدفع نحو اتفاق يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار في القطاع، الذي يشهد عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من ثمانية أشهر أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية في معظم أحياء غزة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح، في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه "يريد الأمان لأهالي غزة"، مؤكدًا أن وقف الحرب بات ضرورة إنسانية ملحّة، ومشيرًا إلى رغبته في التوصل إلى صيغة توافقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يُتوقّع أن يزور واشنطن قريبًا.