أزمة تجارية بين الصين وإيران.. أسعار النفط الرابح الأكبر
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
قالت مصادر تجارية لوكالة“ رويترز ”إن تجارة النفط بين الصين وإيران تعثرت مع قيام طهران بحجب الشحنات ومطالبتها بأسعار أعلى من أكبر عملائها، مما يقلص الإمدادات الرخيصة لأكبر مستورد للخام في العالم. وقد يؤدي انخفاض إمدادات النفط الإيراني، الذي يشكل نحو 10 % من واردات الصين من الخام والذي بلغ مستوى قياسيا في أكتوبر، إلى دعم الأسعار العالمية والضغط على أرباح مصافي التكرير الصينية.
ويمكن أن تمثل هذه الخطوة المفاجئة، التي وصفها أحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعة بأنها“ افتراضية”، نتائج عكسية للتنازل الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول عن العقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي، والذي أدى إلى تحويل الشحنات من المنتج الواقع في أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة والهند، مما أدى إلى رفع الأسعار بالنسبة للصين كشحنات. تضاءل. ولم ترد شركة النفط الوطنية الإيرانية ووزارة التجارة الصينية ووزارة الخزانة الأمريكية على الفور على طلبات رويترز للتعليق. وفي أوائل الشهر الماضي، أبلغ البائعون الإيرانيون المشترين الصينيين أنهم سيقلصون الخصومات على تسليمات ديسمبر ويناير من الخام الإيراني الخفيف إلى ما بين 5 و6 دولارات للبرميل أقل من خام برنت المؤرخ، حسبما قال خمسة تجار يتعاملون مع النفط أو على دراية بالمعاملات لرويترز. وقال التجار إن تلك الصفقات أبرمت في نوفمبر تشرين الثاني بتخفيضات نحو عشرة دولارات للبرميل. وقال مسؤول تنفيذي تجاري مقيم في الصين:“ يعتبر هذا تقصيرا واسع النطاق ويبدو أن الأمر برفع الأسعار جاء من المقر الرئيسي في طهران، حيث إنهم يحجبون الإمدادات أيضا عن الوسطاء ". وقال مسؤول تنفيذي في شركة وسيطة صينية تقوم بالشراء مباشرة من إيران إن الدولة العضو في أوبك“ تحجب بعض الشحنات”، مما يؤدي إلى“ جمود ”بين المشترين الصينيين والموردين الإيرانيين. وقال هذا المسؤول التنفيذي:“ ليس من الواضح كيف ستنتهي الأمور، دعونا ننتظر قليلا ونرى ما إذا كانت المصافي مستعدة لقبول السعر الجديد.” وقد وفرت الصين مليارات الدولارات من خلال شراء النفط الذي غالبا ما يكون بأسعار مخفضة للغاية من المنتجين الخاضعين للعقوبات، إيران وفنزويلا، ومؤخرا روسيا – وهي الدول التي تزود الصين بنحو 30 % من واردات النفط الخام. وليس من الواضح مدى اتساع نطاق التخفيضات الإيرانية تجاه الصين. وقال متداولان إن مشتريا واحدا على الأقل قبل أسعار أعلى: اشترت شركة تكرير مقرها شاندونغ شحنة في أواخر الشهر الماضي بخصومات تتراوح بين 5.50 دولارات و6.50 دولارات على أساس تسليم السفينة. وقال التجار إن الخصومات قد تتقلص أكثر، حيث إن العرض الأخير الذي تم سماعه كان 4.50 دولارات. ويقول التجار إن متوسط الخصم في العام الماضي على الخام الإيراني الخفيف، وهو نوع رئيسي تشتريه الصين ويتمتع بإنتاجية عالية من نواتج التقطير المتوسطة، بلغ نحو 13 دولارا. وذكر أحد المشترين من شاندونغ:“ لا يزال المشترون يكافحون من أجل إيجاد حل لأن الأسعار الجديدة مرتفعة للغاية”.“ لكن بما أن خياراتهم محدودة والجانب الإيراني صارم للغاية، فإن مجال مفاوضات الأسعار صعب ولا يفضل المشترين الصينيين". وأصبحت مصافي التكرير المستقلة الأصغر حجما في الصين، والتي تسمى“ أباريق الشاي”، من كبار عملاء طهران منذ شراء النفط الإيراني لأول مرة في أواخر عام 2019. وقد حلت محل المصافي التي تديرها الدولة، والتي توقفت عن التعامل مع إيران بسبب مخاوف من مخالفة العقوبات الأمريكية. وتقول مصادر تجارية إن أباريق الشاي تمتص نحو 90 % من إجمالي صادرات النفط الإيرانية، والتي عادت ما يتم تقديمها على أنها نفط منشئه ماليزيا أو الإمارات العربية المتحدة. وفي خضم الصراع حول الأسعار، انخفض إجمالي صادرات إيران وواردات الصين من إيران. واستوردت الصين حوالي 1.18 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني الشهر الماضي، بانخفاض من 1.22 مليون برميل يوميا في نوفمبر و23 % عن الرقم القياسي المسجل في أكتوبر البالغ 1.53 مليون برميل يوميا، حسبما تعتقد شركة Vortexa Analytics لتتبع الناقلات. ويمثل ذلك الجزء الأكبر من صادرات إيران العالمية من النفط الخام المنقولة بحرا، والتي تقدرها شركة كبلر التي تتابع الإنتاج بنحو 1.23 مليون برميل يوميا لشهر ديسمبر/ كانون الأول، انخفاضا من 1.52 مليون برميل يوميا في نوفمبر/ تشرين الثاني. وتقول كبلر إن المخزون العائم قبالة إيران والمياه القريبة ارتفع بنحو مليوني برميل إلى 15.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. وقال مديرا تجاريا في مصفاة مستقلة“ الإيرانيون يريدون اللحاق بالأسعار مع إسبو (الروسي). لكنهم لا يدركون تماما مدى اختلاف العقوبات المفروضة على النفط الإيراني عن العقوبات المفروضة على النفط الروسي”. وفرضت واشنطن عقوبات على أكثر من 180 شخصا وكيانا مرتبطين بقطاعي النفط والبتروكيماويات الإيرانيين منذ عام 2021، وحددت 40 سفينة على أنها ممتلكات محظورة للكيانات الخاضعة للعقوبات. وكانت القيود الرئيسية على النفط الروسي هي الحد الأقصى لسعر البرميل البالغ 60 دولارا والذي فرضته الولايات المتحدة وحلفاؤها في ديسمبر 2022، بهدف معاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا. ودفعت الهند، المشتري الرئيسي، أكثر من 60 دولارا مقابل النفط الروسي، لتصل إلى 85.42 دولارا في نوفمبر، وهو أعلى مستوى منذ فرضت مجموعة القوى الصناعية السبع الحد الأقصى.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیون برمیل یومیا النفط الإیرانی على النفط فی نوفمبر
إقرأ أيضاً:
أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئ
يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» خلال الساعات الماضية إجراء تعديل جوهري على مكان إقامة مباراة مصر وإيران، المقرر لها ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2026، وذلك بعد اعتراضات رسمية وشكاوى قدمتها اتحادات مشاركة بسبب ارتباط المباراة بفعاليات دعم المثلية الجنسية بمدينة سياتل الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات قبل أقل من عام على انطلاق النسخة الأولى من كأس العالم بمشاركة 48 منتخبًا، والتي تُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك خلال الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026.
مجموعة مصر في كأس العالمأسفرت قرعة كأس العالم 2026، التي أُقيمت في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن وقوع منتخب مصر في المجموعة السابعة إلى جانب: بلجيكا – إيران – نيوزيلندا، في مشاركة تاريخية بعد توسعة البطولة.
تفجرت الأزمة عندما كشفت صحيفة «صن» البريطانية أن منتخبي مصر وإيران تقدما بشكاوى رسمية بسبب نية اللجنة المحلية المنظمة في مدينة سياتل تخصيص فعاليات مرتبطة بدعم مجتمع المثليين تزامنًا مع المباراة الأخيرة في المجموعة.
وقالت الصحيفة إن الأمر أثار غضب المنتخبين، خاصة في ظل حساسية الموقف الثقافية والدينية، ما دفع «فيفا» لدراسة نقل المباراة نهائيًا إلى مدينة فانكوفر الكندية كحل بديل لتجنب الأزمة.
وبعد تداول التقارير، أرسل الاتحاد المصري لكرة القدم خطابًا إلى الأمين العام للفيفا، ماتياس جرافستروم، يرفض خلاله بشكل قاطع إقامة أي فعاليات سياسية أو اجتماعية ذات صبغة حساسة خلال المباراة.
أبرز ردود الإتحاد المصري علي أزمة مباراة إيران تمثلت في الآتي:رفض استخدام مباريات كأس العالم للترويج لقضايا مثيرة للجدل.التأكيد على أن الأنشطة المخطط لها تتعارض مع الثقافة والقيم الاجتماعية والدينية في المنطقة.الاستناد إلى المادة الرابعة من لائحة الفيفا الخاصة بالحياد السياسي والاجتماعي.التحذير من تأثير مثل هذه الأنشطة على الجماهير والروح الرياضية.واعتبر الاتحاد المصري أن تخصيص المباراة لمثل هذه الفعاليات قد يتسبب في توتر بين الجماهير ويضع اللاعبين تحت ضغط إضافي.
الموقف الإيراني: اعتراض مماثلمن جانبه، أعلن مهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، عن تقديم احتجاج رسمي مماثل، مؤكدًا أن القرار «غير عقلاني ولا يمكن قبوله» سواء في مصر أو إيران.
وشدد تاج على ضرورة معالجة الأزمة قبل انطلاق منافسات كأس العالم، مشيرًا إلى أن القرار من شأنه خلق حالة من الجدل غير الضروري في بطولة رياضية عالمية.
تحركات داخل الفيفا ودراسة لنقل المباراةبحسب الصحيفة البريطانية، بدأ الفيفا بالفعل في مناقشة الملف مع اللجنة المحلية المنظمة، مع وجود توجه قوي لنقل المباراة إلى فانكوفر في كندا بدلًا من سياتل، وذلك لانها مدينة بعيدة عن الفعاليات المثيرة للجدل.
وتشير مصادر داخل الفيفا إلى أنّ القرار النهائي قد يصدر خلال الأسابيع المقبلة بعد تقييم الوضع من جميع الجوانب.
وتبدو مباراة مصر وإيران في كأس العالم 2026 على أعتاب تغيير تاريخي قبل انطلاق البطولة، ليس بسبب كرة القدم، ولكن بسبب قضايا اجتماعية وسياسية تطل برأسها داخل الحدث الرياضي الأكبر في العالم.
وبين تمسك مصر وإيران بموقفهما، وضغوط منظمات أخرى تدفع باتجاه عكس ذلك، يجد الفيفا نفسه أمام اختبار كبير للحفاظ على حياد البطولة وتجنب أي صدام ثقافي أو جماهيري.
ويترقب الشارع الرياضي المصري القرار النهائي، وسط تمنيات بأن تركز الأجواء في المونديال على كرة القدم فقط، بعيدًا عن أي عوامل قد تشتت المنتخبات أو تضغط عليها.