سودانايل:
2025-12-13@03:21:24 GMT

أحمد عثمان عمر يعيد انتاج سرير بروكست (Procrustes)

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

الصديق الدكتور أحمد عثمان عمر يعيدنا مشكورا الي عهد الاساطير الاغريقية، فها هو يعيد انتاج اسطورة سرير بروكرست (Procrustean bed) اليونانية، ويطبقها على واقعنا السياسي الراهن. ويقدم رؤية عدمية للصراع السياسي في السودان، وجهود إيجاد اختراق لإيقاف الحرب. رؤية تبني على منهج ابيض او اسود، على نحن وهم، كل شيء أو لاشئ.

وأستخدم كل مهاراته كمحامي شاطر للدفاع عن كل ذلك. وتجاهل ان هذا البلد يتميز بالتعددية، في كل شيء، وهذا التنوع والتعدد ينتج أفكارا وتيارات متباينة. الطرح الصحيح هو اعتماد الحوار العقلاني بين تلك الكتل والاتجاهات، وخلق توافق حول ما يجمع بينهما، ويكون مخرجا لبلادنا من الكارثة المصيرية، التي تحق بها. أما فرض رأي واحد تحت مسمى التغيير الجذري، فهو إضافة حقيقية للضعف والتشتت والتقزيم، وإعلاء الذاتي على الموضوعي.
تقول الأسطورة اليونانية ان بروكرس كان حدادا ماهرا وقاطع طريق. وكان يملك سريرا حديديا صنعه بنفسه. يقوم بروكرست بدعوة أي مسافر ليحسن ضيافته، ويصر عليه ان يبيت معه، ويدعوه الى النوم في هذا السرير. وكان بروكرست مهووسا بأهمية ان يناسب طول الضيف السرير. وكان يتسلل بعد ان ينام الضيف. فاذا كان الضيف أطول من السرير قام قطع أرجله ليتناسب مع السرير. وإذا كان أقصر من السرير، مط جسم الضحية حتى تتكسر مفاصله، ويساوي جسمه السرير بالضبط. ولم يكن لاحد ان ينجو من هذا المصير المرعب، الا من وافق طوله مقاس السرير.
أن هذه الشخصية الميثولوجية هي مثال رائع على من يعتبر أن مقاييسه الشخصية وافكاره وقناعاته هي الأفضل للكون، بينما المختلفين عنه مجرد أشياء لا فائدة منها، ويجب إزالتها.
ولديهم في أذهانهم سرير بروكرست، ولا يقبلون أي شخص كما هو، بل يبادرون إلى حشره بالقوة في صورة يصنعونها له ويتخلصون مما لا يوافقهم. لهذا يجب علينا أن نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا ونعلم أن للناس مقاسات وعقول ورؤى مختلفة، وألا نحشرهم في قالب نصنعه حسب هوانا ثم نلومهم أذا خالفوه.
هناك مغالطة سرير بروكرست (Procrustean bed)، ويطلق عليها لفظ البروكرستية وتعبر عن أي نزعة إلى «فرض قوالب» جبرية على الأشياء (الأشخاص أو الأفكار..) أو ليّ الحقائق أو تشويه المعطيات، وأن نفرض حقيقة ثم نبحث عما يدعمها، ونفسر المعطيات بما يطابق افتراضاتنا، لكي تتناسب قسراً مع مخطط ذهني مسبق.
الآن يعمل الصديق العزيز احمد على حشر شعبنا، بكل تنوعه، في سرير التغيير الجذري. ويقوم بإزالة كل الأفكار الأخرى والتيارات الأخرى، والتنظيمات الأخرى، من المجال العام في بلادنا. وان يصبح الرأي الواحد الأحد هو السائد. ألم نقرأ عن التجربة السوفيتية، حيث كان الحزب الشيوعي هو الكل في الكل. وحتى داخل الحزب هناك رأي واحد هو رأي السكرتير العام، ولا رأي غيره.
وجهت تقدم الدعوة الى قائد الجيش وقائد الدعم السريع لاجتماع لمناقشة إمكانية إيجاد اختراق لإيقاف الحرب المدمرة. لم يرد قائد الجيش، ولكن قائد الدعم السريع رد بالقبول. هل بمنطق أحمد عثمان أن نرفض اللقاء، والدعم السريع طرف أساسي في الحرب. وهل، في أي مكان في هذا العالم الذي نعيش فيه، تم إيقاف حرب بدون مشاركة الأطراف المتحاربة. وما يثير الانتباه ان د. أحمد عثمان في كل مقالاته لا يوضح لنا كيف ننهي الحرب مع شعار لا تفاوض. وكيف نحل الدعم السريع الذي اثبت في ميدان المعارك ان أقوى من الجيش أو لا يقل عنه قوة؟
أن مضمون وجوهر الطرح هو ان تستمر الكارثة ويموت الناس وتتدمر البلد كليا، في انتظار ان نبني تحالف التغيير الجذري، وأننا لن نمد يدنا لكل القوى الموجودة في الساحة، فهم دعاة التسوية، والهبوط الناعم، وشراكة الدم، والأهم انهم عملاء للإمبريالية والبنك الدولي.
اعلان أديس أبابا هو جهد يشكل خطوة في الطريق الصحيح، علينا النظر اليه بانه بداية طريق شاق وصعب لتحقيق السلام. وكل جهد انساني فهو يحتاج للتقييم والنقد، بتوضيح النقاط الإيجابية للحفاظ عليها وتطويرها. وبنقد جواني القصور لتقديم بدائل أفضل. والأهم أن هناك قوى مدنية، تؤمن بالديمقراطية، تسعى لإيقاف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للملايين من أبناء شعبنا الذين يضورون جوعا. المهم ان نشيد بعدد من المساهمات الإيجابية التي قدمت نقدا موضوعيا للاتفاق بغرض تطويره. وأتمنى ان تتقدم مجموعات اخري بآرائها سعيا وراء تجويد الاتفاق والبناء عليه، وليس هدمه بجرة قلم.
في المقالات القادمة سأقدم نماذج من تجارب البلدان التي انهت الحكم العسكري أو الشمولي بمنهج عقلاني يدرس الواقع جيدا ويعرف موازين القوى، ويتحرك في حدود قدرات الفاعلين فيه.

 

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أحمد عثمان

إقرأ أيضاً:

الجامعة الأمريكية تحتفل باختتام برنامج قيادة التغيير في المنظمات الديناميكية

احتفلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخراً باختتام برنامج "قيادة التغيير في المنظمات الديناميكية" بتخريج الدفعة الرابعة. 

اختتم البرنامج، الذي تم إطلاقه في يناير 2023، دفعته الرابعة والنهائية محتفلًا بإجمالي 120 خريجًا.

الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق أول أكاديمية للتكنولوجيا الحيوية في أفريقيا الجامعة الأمريكية تكرّم عمرو الليثي خلال احتفال تخريج دبلومة الإعلام الرقمي

ضمت الدفعة الرابعة 35 مشاركًا من الكيانات القانونية والقضائية المصرية، مما يعكس الدور المتزايد للبرنامج في إعداد القادة للنهوض بالأداء المؤسسي والمساهمة في جهود التنمية الوطنية.

تم تصميم البرنامج لتزويد المسؤولين والقادة الحكوميين بالمعرفة والأدوات اللازمة لقيادة التغيير، وتعزيز الابتكار، وتطبيق ممارسات الحوكمة المستدامة. 

يأتي تنفيذ البرنامج بالشراكة بين التعليم التنفيذي بكلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال والتعليم التنفيذي بكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وبرعاية المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، حيث تؤكد هذه المبادرة التزام الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدعم تنمية رأس المال البشري بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

التحق بالبرنامج متدربون من العديد من المؤسسات، بما في ذلك الوزارات والهيئات القضائية والرقابية والجهات الحكومية، مثل هيئة النيابة الإدارية، ومحكمة النقض، ووزارة السياحة والآثار، وزارة الصحة والسكان، وزارة المالية، هيئة التنمية الصناعية، هيئة الدواء المصرية، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إضافة إلى عدد من الجامعات. يجمع هؤلاء المشاركون هدف واحد يتمثل في إحداث أثر إيجابي داخل مؤسساتهم وتعزيز كفاءة القطاع العام المصري.

وأكد الدكتورمحمد فهمي منزه، مدير أول التعليم التنفيذي بكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة، أن البرنامج يُعد من أهم المبادرات التي نفذتها الكلية خلال السنوات الخمس الماضية، مشيراً إلى تركيزه على رفع قدرات العاملين في قطاعات الدولة المختلفة وتمكينهم من مواجهة التحديات الفعلية وصياغة حلول سياسية فعالة. وأضاف: ما يميز البرنامج أيضاً هو التنوع الكبير في مؤسسات الدولة المشاركة، إذ تجاوز عددها 25 جهة تمثل القطاعين التنفيذي والقضائي."

وخلال فترة التدريب، انخرط المشاركون في منهج شامل يدمج الجانب النظري مع التطبيق العملي، حيث يغطي الحوكمة الديناميكية، وقيمة الخدمات العامة، إشراك المواطنين، إدماج النوع الاجتماعي، تعبئة الموارد، والالتزام التنظيمي، بالإضافة إلى دراسة الثقافة والسلوك المؤسسي وإدارة التغيير، إلى جانب مهارات القيادة مثل الابتكار، والإدارة الاستراتيجية، والقيادة التكيفية، إدارة الفرق، المتابعة والتقييم، وإدارة الأزمات.

يأتي برنامج "قيادة التغيير في المنظمات الديناميكية" امتداداً لنجاح برنامج "القيادة للتميز الحكومي"، الذي نفذته الجامعة سابقاً بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وكلية كينجز لندن، والذي حصد الجائزة الفضة للتميز في الممارسة في فئة "تنمية المواهب" من المؤسسة الأوروبية للتنمية الإدارية عام 2023، بعد تدريبه 120 موظفاً حكومياً من 24 وزارة، بينهم 40 سيدة. وقد شكل هذا النجاح قاعدة انطلاق لبرنامج "قيادة التغيير في المنظمات الديناميكية" الذي يستجيب لمتطلبات بيئة الحوكمة المتغيرة ويعزز دور الجامعة في دعم خطة الإصلاح الإداري في مصر.

وأوضح محمد عبدالسلام، المدير التنفيذي للتعليم التنفيذي بكلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال، أن البرنامج يعكس التزام الجامعة بتعزيز التميز القيادي وبناء القدرات. 

وأشار إلى أن المبادرة تمكّن المشاركون من تحقيق أثر مستدام داخل مؤسساتهم ومجتمعاتهم من خلال إمدادهم بمهارات التعامل وقيادة التغيير وتحفيز الابتكار. واختتم قائلاً: هذه البرامج تبني على سجل حافل من النجاحات، منها برنامج التميز الحكومي الحاصل على جوائز دولية، وتسهم في دعم مسار التطوير في القطاعين العام والخاص في مصر.

مقالات مشابهة

  • برج الجوزاء حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025.. لا تعاند التغيير
  • شاهد بالفيديو.. أثناء إحتفاله بزفافه.. الفنان أحمد أمين يُصِر على زميله عثمان بشة بالتفكير في الزواج والأخير يرد: “أبشر”
  • رئيس جامعة العاصمة بحلوان يكشف حقيقة التغيير في كلياتها | خاص
  • متوسط انتاج النفط يرتفع إلى 997.4 ألف برميل يوميا خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025
  • الجامعة الأمريكية تحتفل باختتام برنامج قيادة التغيير في المنظمات الديناميكية
  • دور غامض يجعل كريم قاسم يعيد حساباته قبل الانضمام لـ فيلم "القصص"
  • من السرير لأصوات نزلاء قربه.. ساركوزي يروي تفاصيل قضاها بالسجن بعد إدانته بأموال ليبيا
  • عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
  • ترامب يعيد رسم مصائر الزعماء
  • قصة السرير !!