نفت جماعة الحوثي، وجود أي تهديدات للملاحة الدولية في ظل التصعيد والتوتر الكبير في البحر الأحمر، جراء الهجمات الحوثية التي تقوم بها الجماعة لإستهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها بزعم نصرة المقاومة في فلسطين.

 

وقال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي في مقابلة مع قناة بي بي سي في برنامج "بلا قيود" بأنه لا يوجد استهداف للملاحة الدولية مؤكدا استهدافهم للسفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى الموانئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وأضاف بأنه "قبل استهداف أي سفينة تتم المناداة عليها وتحذيرها، منوها إلى أن السفن التي لا تتجه إلى موانئ فلسطين المحتلة يفترض "أن تؤكد ذلك وعدم تبعيتها لكيان إسرائيل".

 

وأوضح أن لدى جماعته "معلومات مؤكدة بأن السفن التي تم استهدافها كانت تتجه من وإلى الموانئ المحتلة في فلسطين"، مشيرا إلى أن لهم مصادر موثوقة في الحصول على المعلومات، لافتا إلى وجود "أمة عربية ممتدة على طول البحر الأحمر تتعاون" مع الجماعة.

 

وأكد أن جماعته لها الحق في "تأمين البحر الأحمر وليس أمريكا التي تتحمل مسؤولية عسكرته"، مشيرا إلى دعوة جماعته "جميع الدول العربية المشاطئة في البحر الأحمر إلى عقد اتفاق لإخراج جميع القوات الأجنبية من البحرين الأحمر والعربي، لتقتصر الحماية على الدول المشاطئة".

 

وطالب محمد علي الحوثي، "أمريكا أن تذهب لتأمين بحارها أمام فلوريدا وغيرها من الولايات الأمريكية"، مؤكدا أنها "ليست المسؤولة عن الملاحة الدولية وهي اليوم تبحث عن تحالف لتصب الزيت على النار".

 

وقال بأن "أمريكا تريد أن تكون إلى جانب بريطانيا ودول أخرى لمواجهة عملياتنا المطالبة بفك الحصار عن غزة"، مضيفا بأن "على الأمريكي ألّا يظن بانه قد تكون هناك تهدئة للموقف عندما يستهدف بلدنا".

 

وأوضح أن لدى جماعته القدرة على الرد بقوة على أي استهداف لليمن من قبل أمريكا وتحالفها.

 

وهدد أي دولة تتورط في استهداف الجماعة مع الأمريكان بخسران أمنها الملاحي وأن سفنها ستكون ضمن بنك أهدافهم في البحر الأحمر.

 

وأوضح أن موقف جماعته في البحر الأحمر ومما يجري في غزة "له دوافع إنسانية لنصرة إخواننا في فلسطين وللدفاع عن الإنسانية" مضيفا: "موقفنا إنساني صحيح فنحن لا نطالب سوى بوقف العدوان وفك الحصار، ودخول الماء والدواء والغذاء إلى غزة".

 

وأكد أن ما يقومون به واجب جماعته التي تعمل ما في وسعها لمنع إبادة أبناء غزة، وأن عملياتهم "ستتسع بحسب المعطيات وتوجيهات القيادة".

 

وعن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، قال بأن "لها أهميتها ودورنا مؤثر حقّق أشياء كبيرة، والعدو يعلن تعرض الموانئ التي يديرها في الأراضي الفلسطينية لشلل شبه تام، وأنه لو لم يكن دورنا مؤثرا لما اجتمعوا في مجلس الأمن وتحدثوا عن عملياتنا".

 

ونفا عضو ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى" للحوثيين، وجود أي اتصالات مباشرة مع الأمريكيين، مؤكدا أن المزاعم عنها هي كاذبة، مضيفا "لا يشرفنا التواصل مع الأمريكي الذي يرفض أن يوقِف العدوان على غزة رغم إجماع العالم بأسره".

 

وبين أن "الحل الأفضل الذي يجب أن تتخذه أمريكا وتلك الدول هو فك الحصار وإيقاف العدوان على غزة".

 

وأكد أن عدم مشاركة الدول العربية في التحالف الجديد فيه دلالة على فشل تحالفات أمريكا ضدنا سابقا ولاحقا، مضيفا أن "التحالف الأمريكي الجديد سيفشل أكثر من السابق كونه يفتقد أموال الدول العربية التي كانت مشاركة في العدوان على اليمن".

 

وعن مشاركة البحرين في التحالف الجديد قال بأنها "مغلوبة على أمرها ولا تملك الاستقلالية الكاملة، فهي توجَّه من قِبل الإدارة الأمريكية، وفيها أكبر قاعدة أمريكية".

 

وهدد بالرد المباشر على البحرين، بقوله "إذا قامت البحرين بأي تحرك ضد الجمهورية اليمنية فسيتم ردعها بالعمليات المناسبة لها".

 

وتحدث الحوثي، عن اغتيال قيادات في المقاومة والتي كان آخرها اغيتال نائي رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري في بيروت، وقال بأنه "أمر وارد، لكنه لا يعني انتهائها أو انتصارا لكيان إسرائيل، وإنما يدل على فشل عملياته في غزة" مشيرا إلى أن "الاغتيالات ليست دليل شجاعة فهي دليل جُبن الإسرائيليين وغدرهم ولؤمهم وحقارتهم".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر اسرائيل غزة مليشيا الحوثي اليمن فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

معادلة البحر الأحمر

 

أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون لليمن وجيشها العظيم الدور المفصلي والمحوري في ضبط إيقاع المستجدات التي طرأت في البحر الأحمر، على إثر وتداعيات معركة طوفان الأقصى التي تخوضها المقاومة الفلسطينية الباسلة والشعب الفلسطيني والتي غيرت المعادلات والمسميات واتجهت عقاربها نحو الانتصار للقضية والأمة .
فكل الأحلام والخطط الصهيونية، كُشفت للعالم أجمع، وطوفان الأقصى النقطة الفاصلة والمحورية في كبح  المخططات الصهيونية والأمريكية والبريطانية؛ التي أرادت تمرير صفقة القرن اللعينة، بالعديد من الإجراءات والتحركات السياسية والإعلامية التي تقنع الشارع العربي بالاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين العربية، وأبرز تلك التحركات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمحاولة تهويدها وطمس عروبتها والتوسع في التطويع أي (التطبيع ) للدول والشعوب  وتبادل الزيارات وفتح السفارات والقنصليات في تلك الدول العربية التي تم تطويعها للكيان الصهيوني والقيام بالزيارات المماثلة من حكومات الدول العربية التي هرولت نحو الاعتراف بكيان العدو كدولة بديلة على أرض فلسطين المحتلة، وشن حملات إعلامية ممنهجة، وفق استراتيجيات نسيان القضية الفلسطينية وتغييبها من الذاكرة العربية الجامعة وحجب الأنظار عنها بعبارات ومسميات مختلفة وصولاً بها إلى الموت السريري.
بينما ظلت المقاومة وشعبها الجبار، ومن خلفهما حركات المقاومة في دول المحور وشعوبها، تراقب وترصد وتعد العدة وتجهز ليوم السابع من أكتوبر النقطة الفاصلة بين الأحرار والمطبعين، وبين الحق والباطل؛ لتعيد إنعاش القضية الفلسطينية في قلب الشارع العربي وتسحب البساط من تحت أقدام ملوك ورؤساء وزعامات وحكام التطبيع وتضعهم في دائرة الحرج أمام شعوبهم وأُمتهم إن استمروا في التطبيع فشعوبهم رافضة، وإن رفضوا السير في معاهدات التطبيع، فالصهيوأمريكية وبريطانيا تدفع بهم ليكونوا في عداد الموتى، فماتوا سياسياً وشعبياً -عربياً وعالمياً – في المقابل أنتعش نبض القضية في قلوب الأحرار من جديد، وبزخم مختلف عن أي مرحلة سابقة منذ 77عاماً، والمعطيات الميدانية برهنت ذلك، ثم أفشلت الحسابات والمخططات .
لذلك أصبحت معركة الطوفان معركة استراتيجية عربية امتدت من غزة وغلافها وفلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق، واليمن العظيم صاحب الموقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على البحرين الأحمر والعربي، يمتلك سيادته في التحكم بتلك الحدود البحرية، التي مكنته من فرض استراتيجية أمن البحار والتحكم بالدخول والخروج إليها، والتعامل مع التهديدات التي تُحاك ضد الأمة العربية، وضد القضية الأساسية والمركزية للعرب والمسلمين فلسطين.
تدخل اليمن عسكريا، لمنع السفن الصهيونية من المرور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وكذلك السفن التي تنقل البضائع للكيان الصهيوني من أي دولة كانت، وبهذا فرض اليمن معادلة جديدة وفاعلة في معركة طوفان الأقصى تقول “حصار فلسطين مقابل حصار الصهاينة”؛ فنجحت تلك المعادلة في فرض استراتيجية أمن البحار، وظهور اليمن كلاعب دولي قوي في المنطقة له الحق الكامل في التحكم بمضيق باب المندب .
لقد فرض اليمن استراتيجية أمن البحار بموقفه الحاسم وجيشه العظيم، الذي شارك في معركة الطوفان بقوة وشجاعة غير مسبوقة منذ 1948م، وذلك بالقصف الصاروخي والطيران المسيّر الذي نفذته القوات الجوية اليمنية لاستهداف كيان الاحتلال وكذلك بالحصار والعمليات البحرية ضد السفن المتجهة إلى كيان العدو عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اتخاذ طرق إبحار بعيدة، عبر الرجاء الصالح مكلفة اقتصادياً.
الإسناد اليمني لغزة أذل الأعداء وأحرج المتاجرين بالقضية الفلسطينية من المطبعين والجبناء والخانعين، وظهروا في موقف الضعف والوهن برغم ما يمتلكونه من قدرات وإمكانيات ومقومات (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) .
إن تمسك اليمن وفلسطين ودول المحور المقاوم الحر بقوله تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) نتج عنه تحقق العلو نتيجة الإيمان بالله والعمل بكتابه.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يستعرض انعكاسات خفض التصعيد في البحر الأحمر على الملاحة
  • برلين تُعلن اعتقال احد عناصرها .. تصنيف ألماني غير مُعلن لجماعة الحوثي بالإرهاب
  • معادلة البحر الأحمر
  • خلال ساعات..(الحوثي) تعلن استهداف مطار بن غوريون مرتين
  • الإمارات: استهداف السفن في البحر الأحمر دليل على حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية
  • محافظة القاهرة: لا توجد أية خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • محافظة القاهرة: لا توجد أي خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • أوروبا تدعو إيران إلى وقف دعمها وتوريد الأسلحة لمليشيا الحوثي
  • أمريكا اللاتينية واتخاذ الخيارات الصحيحة
  • أمريكا تهدد باستئناف ضرباتها ضد الحوثيين