الوطن:
2025-06-21@00:49:38 GMT

حلمي النمنم يكتب.. محبة مصرية

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

حلمي النمنم يكتب.. محبة مصرية

فى عيد الميلاد المجيد، المصريون ما بين محتفل ومهنئ، يحدث ذلك منذ سنوات بعيدة، من قبل أن يصبح يوم 7 يناير إجازة رسمية، لم يكن قرار الإجازة سوى اعتراف بأمر واقع وتأكيده، وترسّخ الأمر أكثر فى السنوات العشر الأخيرة، حيث صارت الزيارة الرئاسية التى يقوم بها الرئيس السيسى سنوياً إلى مقر الصلاة والاحتفال بالميلاد طقساً من طقوس العيد، ينتظره الجميع بابتهاج وفرح، وهكذا صار الاحتفاء بعيد الميلاد، رسمياً وشعبياً، لنقل وطنياً، إلى جوار بعده الدينى من البداية.

وبيننا أفراد يصرون على معاداة الأعياد والترصد لنا فى كل بهجة لإفسادها، يريدون اعتبار الجهامة والكآبة، ومن ثم كراهية الحياة، منهجاً وأساساً، وهكذا شككوا فى عيد الميلاد والاحتفاء أو التهنئة به، وباءت محاولتهم بالفشل أمام مساندة ودعم رسمى، فضلاً عن رغبة شعبية جارفة فى الاحتفال والاحتفاء، والحق أن المؤسسة الإسلامية الرسمية، ممثلة فى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، وفضيلة المفتى د. شوقى علام، تصدت بجسارة لأولئك الذين يريدون فرض التحريم واتهام الاحتفال والمحتفلين.. ندعو الله أن يجنبنا أذاهم وأن ينير بصيرتهم.

فى المسيرة الإنسانية سعى حثيث ودائم نحو البهجة والسعادة؛ للتغلب على صعاب الحياة والقدرة على مواجهتها؛ لذا اخترع الإنسان فكرة «العيد» والاحتفالات؛ وقد نجحت كثير من المجتمعات فى ذلك؛ وربما يكون المجتمع المصرى من أبرز المجتمعات الإنسانية فى ذلك؛ لذا تعددت الأعياد والمناسبات، منها ما ارتبط بالجانب الدينى والعقائدى فى الأساس، ومنها ما ارتبط بالجانب الاقتصادى والمعيشى، مثل عيد وفاء النيل وعيد الحصاد وغيرهما، ومنها ما ارتبط بالمناسبات والأحداث الوطنية الكبرى، لدينا منها الكثير على المستوى الوطنى العام، فضلاً عما يرتبط بكل إقليم ومحافظة.. الأفراد أيضاً حددوا أعياداً خاصة بهم، على مستوى الأسرة والعائلة؛ أعياد النجاح والترقى والخطوبة والزواج وغيرها وغيرها.

وإذا كانت الأعياد الخاصة على مستوى الفرد والأسرة يكون هدفها الفرحة والبهجة، فضلاً عن زيادة التماسك والروابط الأسرية والاجتماعية.. فإن الأعياد العامة لا تقتصر على البهجة والفرحة ولحظات السعادة فقط، لكنها تحمل رسائل أبعد من ذلك بكثير، إنها نوع من بناء الذاكرة الجمعية والتماسك الوطنى، وتعميق الروح الإنسانية والانحياز إلى القيم العليا مثل الحب والخير والعدل والحرية، واحترام الضمير الإنسانى والخلق النبيل، وكلها قيم لا مفر منها فى البناء الوطنى والتماسك الاجتماعى والإنسانى.

7 يناير هو الاحتفال المصرى بميلاد السيد المسيح، رمز المحبة والتسامح والسلام فى هذا العالم، ومن واجبنا أن نحتفل بمولده، ذلك أن مصر لعبت دوراً مهماً فى حياة وسيرة السيد المسيح والسيدة والدته مريم العذراء، فقد جاءت «العائلة المقدسة» إلى مصر هرباً من فلسطين، حيث الاضطهاد الرومانى والإصرار على قتل الطفل المبارك فى العالمين، أقامت العائلة بمصر حوالى ثلاث سنوات، طبقاً للعديد من الروايات الموثقة تنقلت العائلة فى أنحاء البلاد من سيناء إلى منطقة بابليون، حيث كنيسة «أبى سرجة» الآن فى الفسطاط، ثم إلى العديد من المحافظات والمواقع، منحتهم مصر الأمان والسلام، ومنحوها البركة والمحبة، نعرف أن سنوات الطفولة الأولى تكون الأساس الثقافى والوجدانى للإنسان، وهكذا فإن السيد المسيح، عليه السلام، كانت بداياته المبكرة هنا، على هذه الأرض الطاهرة والمباركة.

ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد، نحتفل بجانب عظيم من تاريخ وروح هذا الوطن المعطاء، روح المحبة والتسامح والسلام، جاء السيد المسيح ليقاوم غرور القوة وبطش السيف، ممثلاً وقتها فى البطش الرومانى، لكن إلى اليوم ما زال غرور القوة قائماً، نراه حولنا؛ فى فلسطين، وفى غيرها، وما أحوجنا اليوم إلى روح المحبة والسلام، المحبة نحو الجميع، والسلام للخائفين والمهددين.. المروعين فى بيوتهم ومدنهم بفلسطين الحبيبة، ودائماً كانت مصر واحة الأمان والسلام.

قد يتصور البعض أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد والتهنئة به نوع من المجاملة للمسيحيين، ورغم أن المجاملة فعل محمود وإيجابى، لكن الأمر ليس كذلك، نحن نحتفل بلحظة مهمة فى تاريخ مصر، حين لجأ إليها السيد المسيح وعاش بها، مكرّماً معززاً مع السيدة والدته، مريم العذراء، ثم دور مصر بعد ذلك مع اعتناق المسيحية، وحتى ما بعد دخول العرب مصر فاتحين.

الاحتفال كذلك رمز لتعددية دينية وثقافية فى مصر يجب أن نحرص عليها قوية وبناءة تكون عنصر ثراء وخصوبة اجتماعية وحضارية عُرفنا بها تاريخياً. فى هذه اللحظة تحيط النيران بنا من كل جانب، الخراب يسود، والخوف يشتد، لنتذكر دائماً أن مصر كانت بلد الأمان والمحبة للجميع، وكانت ملاذاً للخائفين وللمضطهدين، ويجب أن نحرص ونعمل على أن تظل كذلك، وفى يوم الميلاد يجب أن نستحضر قيم وروح المحبة والسلام، ورفض منطق القوة والعنف.

على أرض مصر تحرك أبوالأنبياء إبراهيم، وبها قضى السيد المسيح جانباً من طفولته، وفيها تجلى الله لكليمه موسى فى سيناء، وفى سيناء أيضاً توقف البراق بنبى الإسلام ليلة الإسراء، بوركت أرض مصر بهم جميعاً عليهم السلام، وفى يوم الميلاد المجيد، نحتفل ونهنئ أنفسنا وكل المسيحيين المصريين.. دامت مصر ودامت المحبة على أرضها وبين أبنائها جميعاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محبة المسيح رسائل السلام التسامح هوية المصريين المیلاد المجید السید المسیح

إقرأ أيضاً:

القرقاوي: محظوظون بقيادتنا المحبة للخير

دبي: محمد نعمان وعي الإنسان وثقافته يحددان قدرته على التقدم«أنسنة» التكنولوجيا ضرورة لضمان مستقبل آمنالذكاء الاصطناعي بلا ضوابط خطر على البشريةالأسرة نواة الوطن.. إذا نهضت نَهضت الأوطان


أكَّد محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن المساعدات الإنسانية التي تنطلق من الإمارات كثيرة وهي ليست طارئة بل منهجية متجذرة في تركيبتنا».
وقال خلال مشاركته الخميس، في فعالية «اليوم العالمي للاجئين»، التي أقيمت بمقر المؤثرين في دبي: «نحن محظوظون بقيادتنا التي تحب الخير وتفرح لنجاح الإنسان، فكر الشيخ زايد، والشيخ محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد، مبني على المحبة والعطاء».

البدايات الأولى


أضاف القرقاوي: إن الإنسان هو من يصمم مستقبله وإن مدى وعيه وثقافته يحددان قدرته على التقدم، موضحاً أن التطور التكنولوجي المتسارع أحدث نقلة نوعية في انتقال المعرفة وقال: «إن المعلومات التي استغرق جدي عمره في تحصيلها، يحصل عليها ابني اليوم في دقيقة واحدة».
كما شدّد القرقاوي على أهمية «أنسنة» التكنولوجيا، مؤكداً أننا لا نزال في البدايات الأولى للتطور التقني، رغم ما حققناه حتى الآن وتساءل: «كيف نستخدم هذه التكنولوجيا وما هي التكنولوجيا التي تراعي الإنسان؟»، لافتاً إلى أن هذا هو السؤال المحوري وأن العشر سنوات المقبلة ستكون حاسمة، خاصة في ظل ضرورة وجود تشريعات وضوابط تحكم الذكاء الاصطناعي وإلا فقد يشكل خطراً على البشرية.
ولفت إلى الدور المحوري للإعلام، باعتبار أنه مرآة تعكس الواقع ويمكن أن تضخم الصورة إما بطريقة إيجابية أو سلبية وأكد على أن الإعلام صناعة وأحياناً يتحول إلى تجارة بحثاً عن الإثارة وزيادة عدد المتابعين، لكنه يمكن أن يكون أيضاً أداة لصناعة الخير والمحبة والعطاء.

ممارسات صحيحة


أضاف القرقاوي: «نحن بحاجة إلى ممارسات صحيحة لتعزيز ثقافة التسامح وهنا يأتي دور الحكومات كدور أساسي في بناء أنظمة واعية عبر تشريعات تحمي التوازن الاجتماعي والفكري».
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الأسرة هي أساس الوطن والوطن هو امتداد للأسرة وأننا إذا ربينا أبناءنا على عمل الخير، فإن الوطن ينهض وهذا لا ينطبق فقط على الإمارات بل على المنطقة العربية ككل».

مقالات مشابهة

  • شحاته السيد يكتب: الأسرار الخفية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • خطيب المسجد النبوي: تقوى الله سبب الفوز بكل مرغوب والنجاة من كل مرهوب
  • حلمي النمنم: جماعة الإخوان كان لديها مشاكل وصراعات مع وزارة الثقافة والمثقفين في مصر
  • «حلمي النمنم»: عداء الإخوان للمؤسسة العسكرية امتداد لرفضهم الوطن ذاته
  • القرقاوي: محظوظون بقيادتنا المحبة للخير
  • حلمي النمنم: معدلات عنف الإخوان كانت ستزداد في الشارع المصري لو لم تنجح ثورة 30 يونيو
  • حلمي النمنم: جماعة الإخوان لديها كراهية لمفهوم الدولة الوطنية
  • حلمي النمنم: المشير طنطاوي سلّم الإخوان للشعب.. ولم ينحاز لأي طرف خلال الانتخابات التي أعقبت الثورة
  • حلمي النمنم: المشير طنطاوي كان رجلا وطنيا.. والقوات المسلحة حمت مصر بعد 2011
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم :