إطلاق منطاد إسرائيلي للتجسس فوق 3 دول عربية
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أطلق الاحتلال الإسرائيلي يوم (الأحد) منطاد مراقبة عملاقاً تابعاً لسلاح الجو، يُعرف باسم «تل شميم»، إلى سماء الحدود الشمالية من فلسطين المحتلة مع لبنان، وفق ما نشره موقع (Ynet) الإسرائيلي، الذي أوضح أن الغرض من المنطاد كشف مختلف التهديدات القادمة من شمال فلسطين المحتلة، مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، والتحذير الاستباقي منها.
وأشار الموقع إلى أن منظومة المراقبة المركَّبة في المنطاد لا تزال قيد التجهيز، ولا تعدُّ مهيأة للتشغيل بعد.
وقد رُصد المنطاد في لبنان من مسافة بعيدة، وقيل إنه ارتفع إلى سماء الحدود الجنوبية للبنان على مشارف بلدة بنت جبيل التي تبعد كيلومتراً عن الحدود.
وأفاد الموقع الإسرائيلي بأن تل أبيب وواشنطن تشاركتا في تطوير منظومة المراقبة «تل شميم»، وتجميعها داخل منطاد عملاق على مدى سنوات، فيما تقول القوات الجوية الإسرائيلية إنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وقد رُكِّبت عليه عشرات الكاميرات الخاصة، وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة، وأجهزة الرادار الضخمة، ويبلغ طوله 117 متراً، ويزن عدة آلاف من الكيلوغرامات.
لم تكن عملية نقل المنطاد ونفخه يسيرة، بل كانت إحدى أكثر العمليات اللوجستية تعقيداً على القوات الجوية الإسرائيلية خلال العقد الماضي.
ووصل منطاد المراقبة إلى محطة إطلاقه مفككاً في حاويات، وجاءت فرق أمريكية خاصة إلى إسرائيل لتتولى تجميع أجزائه، ونفخه، وقد زوَّدت الفرق التابعة لصناعة الطيران هذا المنطاد بأحدث إصدارات شركة «إلتا» الإسرائيلية من أجهزة الرصد والمراقبة، التي يُقال إنها أكثر الأجهزة تقدماً في هذا المجال.
ومن المفترض أن يحلق المنطاد فوق منطقة المثلث الحدودي لإسرائيل مع لبنان وسورية والأردن، بحيث يتولى عمليات المراقبة والرصد على مسافة تمتد مئات الكيلومترات في عمق أراضي هذه الدول، ويمكن للمنطاد التحليق على ارتفاعات كبيرة لزيادة نطاق المراقبة ومسافة الرصد.
ومن المتوقع أن ينضم هذا المنطاد إلى المنطاد القديم الذي يحمي المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه من المفترض أن تبرهن فرق المراقبة الجوية الإسرائيلية على فاعلية المنطاد بعد إتمام تجهيزه وتشغيله، إذ سيُطلب منهم الكشف المبكر عن صواريخ كروز عالية السرعة التي تنطلق من العراق وإيران، وتحلق على ارتفاع منخفض لا يتجاوز عشرات الأمتار فوق سطح الأرض، والتي يتعذر اكتشافها في العادة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
فلنغير العيون التي ترى الواقع
كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية.
في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها.
ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار!
نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد.
يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك».
السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد.
أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟
النقطة الأخيرة
يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع».
عُمر العبري كاتب عُماني