الخليج الجديد:
2025-12-15@00:56:38 GMT

الصفقة الكبرى الجديدة

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

الصفقة الكبرى الجديدة

"الصفقة الكبرى" الجديدة

دعوة لمقاربة أميركية جديدة في الشرق الأوسط أو "الصفقة الكبرى" التي تُبعد المنطقة عن "حافّة الهاوية" التي وصلت إليها بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.

ردّ الاعتبار لقضية فلسطين كحجر أساس لأي استقرار إقليمي بالمنطقة في المرحلة المقبلة، واستحالة تمرير أي مشروعاتٍ من دون حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المفتاح الرئيس لمرحلة جديدة تؤسّس لنظام إقليمي جديد: وقف فوري لإطلاق النار في غزّة، ووقف انهيار سمعة أميركا ومصداقيتها وتأزّم علاقتها مع حلفائها العرب.

طغت الحرب على غزّة على المقالات والملفّ الرئيس، ما يؤشّر لأهمية الشرق الأوسط في السياسة الأميركية، وإن حاولت الإدارات الأميركية التحايل على هذه الحقيقة، منذ أكثر من عقد.

الانتقال إلى المدرسة الليبرالية في العلاقات الدولية يبرز التعاون الإقليمي والصفقات والتحالفات، واستدخال جميع اللاعبين، السعودية وإسرائيل وإيران وتركيا، في نظام إقليمي جديد، ويخرُج من "اللعبة الصفرية".

* * *

يتضمّن العدد الجديد من مجلة فورين أفيرز (الشؤون الخارجية) الأميركية Foreign Affairs (صدر في بداية 2024) مجموعة مهمة من المقالات لكبار الأكاديميين والسياسيين الأميركيين، كالعادة، وقد طغى موضوع الحرب على غزّة بصورة ملحوظة على المقالات والملفّ الرئيس للمجلة، ما يؤشّر إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط في السياسة الأميركية، وإن حاولت الإدارات الأميركية الأخيرة أن تتحايل على هذه الحقيقة، منذ أكثر من عقد.

جاءت إحدى المقالات البارزة التي تصدّرت العدد بعنوان "الحرب التي أعادت صناعة الشرق الأوسط: كيف تستطيع واشنطن تحقيق الاستقرار في منطقة متحوّلة" لكلّ من ولي نصر (الباحث الأميركي، أستاذ الدراسات الدولية المتقدّمة بجامعة جون هوبكنز، ومؤلّف كتب عديدة، مثل "صحوة الشيعة" و"قوى الثروة الصاعدة في العالم الإسلامي")، وماريا فانتيبل (مديرة برنامج الدراسات الأوسطية والشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الشؤون الدولية في روما)، ويدعوان فيها إلى الانتقال نحو مقاربة أميركية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، أو ما أسمياها "الصفقة الكبرى" التي تُبعد المنطقة عن "حافّة الهاوية" التي وصلت إليها بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.

الملمح البارز، بل أبرز ملمح في هذه المقاربة المطروحة يتمثّل في الدور المركزي والأساسي للسعودية لصياغة المرحلة المقبلة، ولتكون أحد أبرز اللاعبين والشريك الرئيس للولايات المتحدة للوصول إلى ترتيب نظام إقليمي جديد.

أمّا الملمح الثاني فيتميّز بالانتقال إلى المدرسة الليبرالية في العلاقات الدولية بديلاً للمدرسة الواقعية، بالتركيز على أهميّة التعاون الإقليمي وعقد الصفقات والتحالفات، واستدخال جميع اللاعبين، بما في ذلك السعودية وإسرائيل وإيران وتركيا في النظام الإقليمي الجديد، بما يحجّم التوترات الإقليمية، ويخرُج من إطار "اللعبة الصفرية" التي سادت أخيراً.

يتمثل الملمح الثالث بردّ الاعتبار لقضية فلسطين بوصفها حجر الأساس في أي استقرار إقليمي في المنطقة في المرحلة المقبلة، واستحالة تمرير أي مشروعاتٍ من دون حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويتبدّى الملمح الرابع من خلال التجاهل الكامل والمطلق للمسألة الديمقراطية في المنطقة، بوصفها ضمن أجندة الولايات المتحدة، فلا يذكرها المقال البتّة، بينما تتغلّب الاعتبارات الجيوستراتيجية، الأمنية والاقتصادية، بما في ذلك الممر الاقتصادي الذي جرى الإعلان عنه من الهند إلى أوروبا، عبر الخليج البحر المتوسط، ليحدّ من طموحات الصين، لتدخل بصورة أكثر فعالية سياسياً واقتصادياً في المنطقة في المرحلة المقبلة.

تنطلق هذه المقاربة من نقد المقاربة الأميركية للمنطقة قبل 7 أكتوبر، التي سقطت مع عملية طوفان الأقصى، ودفعت الإدارة الأميركية إلى إعادة التفكير ومراجعة فرضياتها السابقة.

ويعتبر الكاتبان أنّ المفتاح الرئيس للمرحلة الجديدة التي تؤسّس لنظام إقليمي جديد يتمثل بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة، ووقف الانهيار في سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها وتأزّم علاقتها مع حلفائها العرب، بخاصة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، وتخفيف حالة الاحتقان في الشارع العربي تجاه الحرب الإسرائيلية "غير المحدودة" في قتل المدنيين الفلسطينيين.

ومن الضروري أن تتأسّس مثل هذه الخطوة على نمط جديد من العلاقة بين أميركا والسعودية، التي تسعى إلى الاعتراف بها قوة إقليمية كبرى ومفتاحاً من مفاتيح الصراع والسلم فيها، ولديها إمكانات كبيرة في التأثير على مختلف الأطراف في المنطقة، حتى في ما يتعلق باستئناف الاتفاق النووي مع إيران، ويدعو الباحثان إلى استدخال السعودية في هذه المباحثات، كما يدعوان إلى أن تكون طرفاً رئيساً في أيّ صفقة أو خطوات أميركية في المنطقة.

هي مقاربة متفائلة جداً، وربما تصل إلى مرحلة الأمنيات، فالعلاقات بين الأطراف المختلفة معقّدة بدرجة أكبر مما تبدو عليه في المقالة وتبسيطها للمصالح السياسية والاقتصادية.

كما أنّ وقف إطلاق النار بحدّ ذاته يعتبر معضلة اليوم، مع وجود حكومة يمينية متطرّفة وإدارة أميركية تدخل في الوقت الأخير من عمرها، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام.

كما أنّ الوصول إلى تصوّر مقبول لحلّ الدولتين ليس بهذه السهولة، وقد حاولت الإدارات السابقة جميعاً، وآخرها دونالد ترامب، ولم تنجح، والدور الإيراني وارتباطاته الاستراتيجية والطائفية والأيديولوجية أعقد مما يبدو عليه الأمر، وإذا تصوّرنا عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فكلّ ما طرحته هذه المقاربة سيكون في مهبّ الريح!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا السعودية فلسطين قتل المدنيين حل الدولتين الصفقة الكبرى العلاقات الدولية الاتفاق النووي الحرب على غزة الشرق الأوسط السياسة الأميركية المرحلة المقبلة الصفقة الکبرى الشرق الأوسط إقلیمی جدید فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

«سايينت» تعزز عملياتها في الشرق الأوسط لدفع التحول في قطاعات الطاقة والمرافق والنقل والاتصال

 

أعلنت شركة سايينت ليمتد الهندية، الرائدة عالميا˝ في حلول الهندسيه “الهندسه الذكيه”، عن تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط عبر إطلاق عمليات مخصصة في المنطقة، في خطوة توسّع من انتشارها العالمي وتتيح لها خدمة عملائها بصورة أفضل في قطاعات الطاقة والمرافق والنقل والاتصال الحيوية.

وتسعى الشركة من خلال هذا التوسع الاستراتيجي إلى توظيف خبرتها العميقة في مجالات الهندسة، المدعومة بتقنيات الذكاء المؤسسي ونهج يركز على العميل، لدعم الخطط الطموحة في المنطقة المتعلقة بالبنية التحتية والمدن الذكية والتحول الرقمي والانتقال في قطاع الطاقة. ويأتي هذا التوسع في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها اقتصادات المنطقة استجابة˝ لرؤى التنمية الوطنية مثل «رؤية السعودية »2030 و«رؤية الإمارات
»2031، التي تزيد الطلب على الهندسة المتقدمة، وحلول الذكاء الجغرافي، والخدمات الرقمية السحابية، وبرامج الاستدامة، وتقنيات الاتصال من الجيل التالي.

ويعزز هذا الحضور قدرة الشركة على التعاون الوثيق مع الحكومات وقطاعات المرافق والنقل وشركات الاتصالات والمؤسسات الخاصة، عبر تقديم حلول الهندسة الذكية والتحديث الرقمي وخدمات التصميم وصولا˝ إلى التصنيع، بما يساعد في رفع كفاءة العمليات وتعزيز المرونة وتمكين النمو المستدام.

ولتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط، استحوذت سايينت علي مؤسسة ابوظبى و الخليج للحاسب الالي . “ا يه دى سى إي”، وهي شركة استشارات تقنية وخدمات رقمية مقرّها أبوظبي وتخدم قطاع الطاقة بشكل رئيسي. ويمنح هذا الاستحواذ سايينت قدرة أكبر على تنفيذ برامج التحول الرقمي المخصصة، وحلول إنترنت الأشياء، وإدارة الأصول القائمة على البيانات، وخدمات الهندسة الميدانية بما يتماشى مع أولويات الانتقال في قطاع الطاقة في المنطقة.

ومن المتوقع أن تستثمر دول الشرق الأوسط أكثر من 200 مليار دولار في قطاع الطاقة خلال السنوات المقبلة، ما يفتح فرصا˝ واسعة أمام أعمال سايينت في مجالي الاستدامة والهندسة الذكية. كما ترى الشركة آفاق نمو أوسع في تحديث قطاع المرافق، وشبكات النقل والسكك الذكية، والتصنيع المتقدم، ورقمنة القطاع الحكومي. وفي ظل تزايد التركيز على «التوطين» وتنمية المواهب الوطنية والشراكات التقنية الاستراتيجية، تواصل سايينت الاستثمار في القدرات والموارد والتحالفات المخصصة للمنطقة بما يتماشى مع المتطلبات التنظيمية واحتياجات العملاء.

وقال سوكامال بانيرجي، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لشركة سايينت: «إن توسع سايينت في الشرق الأوسط يعكس التزامنا بأن نكون شريكا˝ استراتيجيا˝ في التحول الرقمي والهندسي في المنطقة. وبالاستناد إلى إرثنا العالمي القوي في الهندسة، نعمل على تعميق تركيزنا على الحلول التي تدعم

برامج الرؤى الوطنية، وتسهم في تسريع تطوير البنية التحتية الذكية، وتعزيز نتائج الاستدامة. إن استحواذنا على )آيه دي جئ إي( يعزز قدرتنا على تقديم حلول محلية جاهزة للمستقبل، فيما تتيح استثماراتنا في المواهب والتكنولوجيا والشراكات إعادة تصور المنتجات والمنشآت والشبكات لعقد جديد من النمو».

من جانبه، أوضح راجيندرا فيلاغابودي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة سايينت دي إل إم ، توجهات الشركة في المنطقة، قائلا:˝«تتخصص سايينت دي إل إم في تصنيع منتجات إلكترونية معقدة وذات مهام حساسة وبأحجام إنتاجية منخفضة إلى متوسطة، لقطاعات الطيران والدفاع والصناعة والطب والسيارات. ومع توسع سايينت في الشرق الأوسط، نهدف إلى توفير هذه القدرات التصنيعية المتقدمة لعملاء المنطقة، بما يضمن سرعة الإنجاز ودعما˝ محليا˝ لحلول تلبي أعلى المعايير العالمية».

ويؤكد هذا الإطلاق التزام سايينت بمساعدة عملائها على التنقل في خضم التحولات التقنية المعقدة، مع ضمان المرونة التشغيلية والتنافسية. ومن خلال مواءمة قدراتها مع توجهات السوق الإقليمية—مثل المدن الذكية، والتحول الرقمي، والاستدامة، وانتقال الطاقة—تهدف سايينت إلى تقديم حلول مبتكرة ونتائج تحولية تعزز تطور المنطقة لسنوات قادمة.

قال بي. إن. إس. في. ناراسيمهام، رئيس و مدير شؤون الشركة في ساينت:“تمتلك سايينت سيميكونداكتورز قدرات تمتد عبر تصميم الشرائح المعقّد، والنمذجة السيليكونية، وتمكين المنتجات، بما يخدم قطاعات عالمية تشمل أنظمة الصناعة، وتقنيات السيارات، والأجهزة الطبية، والمرافق، والاتصالات.


مقالات مشابهة

  • تأخير إضافي في موعد تسليم بوينغ الطائرة الرئاسية الأميركية الجديدة
  • صنعاء.. القوة التي تعيد نحت خارطة المنطقة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • «سايينت» تعزز عملياتها في الشرق الأوسط لدفع التحول في قطاعات الطاقة والمرافق والنقل والاتصال
  • كيف يفكر الأهلي في تدعيم خط الهجوم بعد إصابة يزن النعيمات .. وسر التردد فى الصفقة الجديدة
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • “جنرال موتورز” تعيد هيكلة قيادتها الدولية
  • إيران تعلن عن عقد اجتماع إقليمي لمناقشة التطورات في أفغانستان
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • أرض تنتزع بالتصفيات … والبقارة في مرمى الصفقة الكبرى ل آل دقلو