الخليج الجديد:
2025-05-21@12:57:42 GMT

الصفقة الكبرى الجديدة

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

الصفقة الكبرى الجديدة

"الصفقة الكبرى" الجديدة

دعوة لمقاربة أميركية جديدة في الشرق الأوسط أو "الصفقة الكبرى" التي تُبعد المنطقة عن "حافّة الهاوية" التي وصلت إليها بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.

ردّ الاعتبار لقضية فلسطين كحجر أساس لأي استقرار إقليمي بالمنطقة في المرحلة المقبلة، واستحالة تمرير أي مشروعاتٍ من دون حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المفتاح الرئيس لمرحلة جديدة تؤسّس لنظام إقليمي جديد: وقف فوري لإطلاق النار في غزّة، ووقف انهيار سمعة أميركا ومصداقيتها وتأزّم علاقتها مع حلفائها العرب.

طغت الحرب على غزّة على المقالات والملفّ الرئيس، ما يؤشّر لأهمية الشرق الأوسط في السياسة الأميركية، وإن حاولت الإدارات الأميركية التحايل على هذه الحقيقة، منذ أكثر من عقد.

الانتقال إلى المدرسة الليبرالية في العلاقات الدولية يبرز التعاون الإقليمي والصفقات والتحالفات، واستدخال جميع اللاعبين، السعودية وإسرائيل وإيران وتركيا، في نظام إقليمي جديد، ويخرُج من "اللعبة الصفرية".

* * *

يتضمّن العدد الجديد من مجلة فورين أفيرز (الشؤون الخارجية) الأميركية Foreign Affairs (صدر في بداية 2024) مجموعة مهمة من المقالات لكبار الأكاديميين والسياسيين الأميركيين، كالعادة، وقد طغى موضوع الحرب على غزّة بصورة ملحوظة على المقالات والملفّ الرئيس للمجلة، ما يؤشّر إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط في السياسة الأميركية، وإن حاولت الإدارات الأميركية الأخيرة أن تتحايل على هذه الحقيقة، منذ أكثر من عقد.

جاءت إحدى المقالات البارزة التي تصدّرت العدد بعنوان "الحرب التي أعادت صناعة الشرق الأوسط: كيف تستطيع واشنطن تحقيق الاستقرار في منطقة متحوّلة" لكلّ من ولي نصر (الباحث الأميركي، أستاذ الدراسات الدولية المتقدّمة بجامعة جون هوبكنز، ومؤلّف كتب عديدة، مثل "صحوة الشيعة" و"قوى الثروة الصاعدة في العالم الإسلامي")، وماريا فانتيبل (مديرة برنامج الدراسات الأوسطية والشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الشؤون الدولية في روما)، ويدعوان فيها إلى الانتقال نحو مقاربة أميركية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، أو ما أسمياها "الصفقة الكبرى" التي تُبعد المنطقة عن "حافّة الهاوية" التي وصلت إليها بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.

الملمح البارز، بل أبرز ملمح في هذه المقاربة المطروحة يتمثّل في الدور المركزي والأساسي للسعودية لصياغة المرحلة المقبلة، ولتكون أحد أبرز اللاعبين والشريك الرئيس للولايات المتحدة للوصول إلى ترتيب نظام إقليمي جديد.

أمّا الملمح الثاني فيتميّز بالانتقال إلى المدرسة الليبرالية في العلاقات الدولية بديلاً للمدرسة الواقعية، بالتركيز على أهميّة التعاون الإقليمي وعقد الصفقات والتحالفات، واستدخال جميع اللاعبين، بما في ذلك السعودية وإسرائيل وإيران وتركيا في النظام الإقليمي الجديد، بما يحجّم التوترات الإقليمية، ويخرُج من إطار "اللعبة الصفرية" التي سادت أخيراً.

يتمثل الملمح الثالث بردّ الاعتبار لقضية فلسطين بوصفها حجر الأساس في أي استقرار إقليمي في المنطقة في المرحلة المقبلة، واستحالة تمرير أي مشروعاتٍ من دون حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويتبدّى الملمح الرابع من خلال التجاهل الكامل والمطلق للمسألة الديمقراطية في المنطقة، بوصفها ضمن أجندة الولايات المتحدة، فلا يذكرها المقال البتّة، بينما تتغلّب الاعتبارات الجيوستراتيجية، الأمنية والاقتصادية، بما في ذلك الممر الاقتصادي الذي جرى الإعلان عنه من الهند إلى أوروبا، عبر الخليج البحر المتوسط، ليحدّ من طموحات الصين، لتدخل بصورة أكثر فعالية سياسياً واقتصادياً في المنطقة في المرحلة المقبلة.

تنطلق هذه المقاربة من نقد المقاربة الأميركية للمنطقة قبل 7 أكتوبر، التي سقطت مع عملية طوفان الأقصى، ودفعت الإدارة الأميركية إلى إعادة التفكير ومراجعة فرضياتها السابقة.

ويعتبر الكاتبان أنّ المفتاح الرئيس للمرحلة الجديدة التي تؤسّس لنظام إقليمي جديد يتمثل بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة، ووقف الانهيار في سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها وتأزّم علاقتها مع حلفائها العرب، بخاصة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، وتخفيف حالة الاحتقان في الشارع العربي تجاه الحرب الإسرائيلية "غير المحدودة" في قتل المدنيين الفلسطينيين.

ومن الضروري أن تتأسّس مثل هذه الخطوة على نمط جديد من العلاقة بين أميركا والسعودية، التي تسعى إلى الاعتراف بها قوة إقليمية كبرى ومفتاحاً من مفاتيح الصراع والسلم فيها، ولديها إمكانات كبيرة في التأثير على مختلف الأطراف في المنطقة، حتى في ما يتعلق باستئناف الاتفاق النووي مع إيران، ويدعو الباحثان إلى استدخال السعودية في هذه المباحثات، كما يدعوان إلى أن تكون طرفاً رئيساً في أيّ صفقة أو خطوات أميركية في المنطقة.

هي مقاربة متفائلة جداً، وربما تصل إلى مرحلة الأمنيات، فالعلاقات بين الأطراف المختلفة معقّدة بدرجة أكبر مما تبدو عليه في المقالة وتبسيطها للمصالح السياسية والاقتصادية.

كما أنّ وقف إطلاق النار بحدّ ذاته يعتبر معضلة اليوم، مع وجود حكومة يمينية متطرّفة وإدارة أميركية تدخل في الوقت الأخير من عمرها، قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام.

كما أنّ الوصول إلى تصوّر مقبول لحلّ الدولتين ليس بهذه السهولة، وقد حاولت الإدارات السابقة جميعاً، وآخرها دونالد ترامب، ولم تنجح، والدور الإيراني وارتباطاته الاستراتيجية والطائفية والأيديولوجية أعقد مما يبدو عليه الأمر، وإذا تصوّرنا عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فكلّ ما طرحته هذه المقاربة سيكون في مهبّ الريح!

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا السعودية فلسطين قتل المدنيين حل الدولتين الصفقة الكبرى العلاقات الدولية الاتفاق النووي الحرب على غزة الشرق الأوسط السياسة الأميركية المرحلة المقبلة الصفقة الکبرى الشرق الأوسط إقلیمی جدید فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

خلال مؤتمر صحفي مع جوزاف عون.. الرئيس السيسي: المنطقة تمر بمرحلة شديد التعقيد

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في قصر الإتحادية، الرئيس اللبناني جوزاف عون، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية تخللها عزف السلامين الوطنيين للبلدين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين عقدا اجتماعاً مغلقاً أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الإقتصادية، والبنية التحتية، والطاقة، وجهود إعادة الإعمار.

كما تناولت المباحثات آليات دعم إستقرار لبنان الشقيق، وإستعادة الأمن والسلم الإقليميين في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، بأن الرئيسين عقدا مؤتمراً صحفياً استعرضا فيه نتائج المباحثات.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي: بسم الله الرحمن الرحيم أخى العزيز، الرئيس العماد جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، السيدات والسادة الحضور،

أستهل كلمتى، بالترحيب بأخى الرئيس "جوزاف عون"، رئيس الجمهورية اللبنانية الذى يحل ضيفا عزيزا في  بلده الثاني "مصر"، تلك الزيارة، التى تحمل فى طياتها رمزية خاصة، فهى تجسد متانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين بلدينا، وتعكس ترابطا يمتد عبر العصور إذ لطالما شكلت مصر ولبنان، نموذجا فريدا، للأخوة العربية الحقيقية.

الحضور الكرام، تأتى زيارة الرئيس "عون"، فى مرحلة دقيقة وظرف إقليمى شديد التعقيد لتؤكد عمق العلاقات "المصرية - اللبنانية"، وصلابتها على كافة المستويات .. وتعكس الترابط الوثيق بين الشعبين والحكومتين.

ولقد مثلت مباحثاتنا اليوم، فرصة ثمينة لتبادل الرؤى، مع أخى فخامة الرئيس، حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية. 

وأكدنا حرصنا، على دعم جهود لبنان فى إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة، فى هذا المجال. 

كما شددت على موقف مصر الثابت فى دعم لبنان .. سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلى، أو صون سيادته الكاملة .. ورفضنا القاطع لانتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضى اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها.

وفى هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فورى وغير مشروط، من كامل الأراضى اللبنانية .. واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن، لقرار 
مجلس الأمن رقم "1701".. دون انتقائية.. بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها .. وتعزيز دور الجيش اللبنانى، فى فرض نفوذه جنوب "نهر الليطانى".

كما أجدد اليوم، دعوة المجتمع الدولى، لتحمل مسئولياته تجاه إعادة إعمار لبنان .. وأحث الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية فى هذا الجهد .. لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعى،على طريق السلام والتعايش والمحبة فى المنطقة.

السيدات والسادة،

لقد تطرقت مباحثاتى، مع أخى الرئيس "عون" كذلك، إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة .. حيث أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فورا، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كافة الرهائن والأسرى .. مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل .. لتلبية الاحتياجات الملحة، للمدنيين الأبرياء فى غزة. 

كما جددنا التأكيد، على موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية ..مع رفض أى محاولات تهجير للفلسطينيين،أو تصفية قضيتهم العادلة. 

ومن هذا المنبر، ندعو المجتمع الدولى، إلى حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية.. من العودة إلى القطاع  والعمل على توسيع الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية" كون هذا المسار، هو الضامن الوحيد، للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار فى المنطقة.

تناولت مباحثاتنا أيضا، الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها الوضع فى سوريا الشقيقة .. حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السورى الشقيق وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية.. شاملة وغير إقصائية .. مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أى مظاهر للطائفية أو التقسيم. 

كما شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، على السيادة السورية .. وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

أخى الرئيس، فى ختام كلمتى، أؤكد لكم، أن مصر ستظل إلى جانب لبنان ، وإلى جانبكم، وإلى جانب الحكومة اللبنانية، فى كل المساعى الرامية، إلى الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، بما يلبى تطلعات شعبه النبيل .. ولنعمل معا من أجل  تعزيز علاقاتنا الثنائية فى كافة المجالات .. ليستعيد لبنان دوره العريق، كمنارة للثقافة والتنوير فى المشرق.. والعالم العربى.

لقد كان التواصل بين مصر ولبنان إيجابياً يهدف إلى التنمية والحضارة… فقد كان هناك تواصل بين المصريين القدماء والفينيقيين… وفي العصر الراهن كانت مصر من أوائل الدول منذ الأربعينات التي أقامت علاقات مع لبنان… ومصر ولبنان لديهما جهد مشترك عبر السنوات الماضية في مجال الثقافة والكتابة والشعر … السيد الرئيس… نحن داعمون لك ونتمنى لك كل التوفيق.

طباعة شارك السيسي جوزاف عون الرئيس اللبناني لبنان

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: على لبنان أن يكون في صلب الخارطة الجديدة في المنطقة لا على هامشها
  • الرئيس السيسي: الدلتا الجديدة تستوعب مليوني أسرة ضمن تخطيط عمراني متكامل
  • الرئيس السيسي: الأراضي الجديدة توفر فرص عمل لـ600 ألف أسرة ودخل لا يقل عن 7 آلاف جنيه
  • الرئيس التنفيذي لإنفيديا: القيود الأميركية على صادرات الرقائق لم تنجح
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: السياسة المصرية في مواجهة المخططات
  • النزاعات والتحديات الاقتصادية .. توقعات صادمة لقطاع السفر العالمي في المنطقة
  • خلال مؤتمر صحفي مع جوزاف عون.. الرئيس السيسي: المنطقة تمر بمرحلة شديد التعقيد
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط ومستشار الشئون الأفريقية
  • وقفة في ساحة كلية الطب البشري بجامعة حلب إحياءً لذكرى المظاهرة الكبرى التي شهدتها الجامعة ضد ممارسات النظام البائد وتقديراً لتضحيات الشهداء.
  • عاجل- السيسي يبحث مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي تطورات الشرق الأوسط وإفريقيا