يواصل قطاع الضيافة في دولة الإمارات تحقيق معدلات نمو قوية ومتوازنة، مدفوعاً برؤية اقتصادية وسياحية شاملة، واستثمارات نوعية تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية للزوار، فيما حققت المنشآت الفندقية في الدولة إيرادات بنحو 13.5 مليار درهم مسجلة أكثر من 8.4 مليون نزيل خلال الربع الأول 2025، بنمو 2% مقارنة بالفترة بنفس الفترة من 2024 وبإجمالي 29.

3 مليون ليلة فندقية.

بنية سياحية متقدمة

أكد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي أنه ورغم المنافسة المتصاعدة إقليمياً، تحتفظ الإمارات بميزة تنافسية مستندة إلى بنية تحتية سياحية متقدمة، وتشريعات مرنة، وخبرات تراكمية في إدارة الوجهات الكبرى. ويُتوقع أن تشهد السنوات الثلاث المقبلة مرحلة مفصلية في ترسيخ مكانة الدولة كمركز ضيافة عالمي، لا يكتفي بالأرقام المرتفعة فحسب، بل يركز أيضاً على جودة التجربة السياحية وعمق الابتكار في هذا القطاع الحيوي.

ووفقاً لبيانات رسمية صادرة عن جهات حكومية اتحادية ومحلية، بلغ عدد المنشآت الفندقية في الدولة بنهاية عام 2024 نحو 1251 منشأة، تشمل فنادق متعددة الفئات.

وارتفع إجمالي عدد الغرف الفندقية إلى 216,966 غرفة، مسجلاً نمواً يقارب 3% مقارنة بعام 2023، في مؤشر على توسع محسوب يراعي توازن العرض والطلب دون التأثير على نسب الإشغال أو العائدات.

وفي الربع الأول من عام 2025، استقبلت الإمارات أكثر من 6.7 مليون زائر دولي، وفق بيانات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.

وسجلت دبي وحدها 5.31 مليون زائر بين يناير ومارس 2025، بزيادة 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما استقبلت أبوظبي 1.4 مليون زائر دولي خلال الفترة ذاتها.

وقال مركز “إنترريجونال”: يأتي هذا الأداء القوي في سياق تنفيذ “استراتيجية السياحة 2031” التي أطلقتها الحكومة الاتحادية، والتي تهدف إلى استقطاب 40 مليون نزيل فندقي سنويًا، وتعزيز مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 450 مليار درهم بحلول نهاية العقد.

أداء تشغيلي لافت

حقق قطاع الضيافة في الإمارات خلال عام 2024 إيرادات بلغت 45 مليار درهم (نحو 12.25 مليار دولار)، مع تسجيل متوسط إشغال فندقي وصل إلى 78%، وهو من بين الأعلى عالمياً، متجاوزاً في بعض المواسم معدلات إشغال في أسواق سياحية رئيسية بأوروبا وآسيا. وتعكس هذه النتائج نضج السوق وقدرته على إدارة التوسع وفق قراءات دقيقة للطلب المحلي والدولي.

 

استثمارات جديدة

رغم أن الاستثمارات الرأسمالية السنوية المُعلنة تراوحت بين مليار و1.5 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة، فإن القيمة الحقيقية تكمن في نوعية المشاريع قيد التطوير، لا سيما في دبي وأبوظبي ورأس الخيمة.

وتشهد الدولة حالياً تطوير أكثر من 15,900 غرفة فندقية جديدة، يُتوقع دخول معظمها الخدمة بين عامي 2025 و2026، مع تركيز واضح على تبني مفاهيم فندقية حديثة تمزج بين الفخامة والاستدامة والتقنيات الذكية.

توسع مدروس

تشير التقديرات إلى أن عدد الفنادق في الدولة قد يتراوح بين 1280 و1300 فندق بنهاية 2025، مع بلوغ عدد الغرف نحو 221 ألف غرفة.

وفي دبي وحدها، يضم القطاع الفندقي حالياً أكثر من 151000 غرفة موزعة على 724 منشأة، وسط توقعات بوصولها إلى نحو 156000 غرفة مع نهاية 2025، بدعم مشاريع توسعية كبيرة قيد التنفيذ.

ويتميّز هذا التوسع بمراعاة مؤشرات الأداء النوعية، مثل متوسط مدة الإقامة ومستوى الإنفاق السياحي، وهو ما يعزز من جاذبية القطاع وقدرته التنافسية إقليمياً وعالمياً.

وأشار مركز “إنترريجونال” إلى أن قطاع الضيافة في دولة الإمارات يتمتع بالعديد من الميزات التي تدعم النمو أبرزها: تحول الدولة إلى مركز تجاري عالمي مع زخم كبير في مرافق التسوق والترفيه والتنوع الكبير بقطاع الفعاليات وتصدر الدولة كوجهة للمكاتب الإقليمية والشركات الناشئة فضلا عن سهولة الحصول على التأشيرات والاستثمار العقاري في القطاع.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: قطاع الضیافة فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

%5 نمو القطاع غير النفطي في الإمارات خلال 2026

مصطفى عبد العظيم (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «مهرجان أم الإمارات».. تجارب استثنائية في كورنيش أبوظبي متحف زايد الوطني يستضيف ندوة «اكتشاف التاريخ وصون التراث»

يواصل اقتصاد دولة الإمارات نموه المتسارع خلال العام المقبل 2026، مع توقعات تسجيل معدل نمو مرتفع يصل إلى %4.3، مدفوعاً بالأداء القوي للقطاع غير النفطي، الذي يتوقع نمواً بنسبة %5، وفقاً لتقرير «التوقعات الاقتصادية 2026» السنوي الصادر عن معهد ماستركارد للاقتصاد.
ورسم المعهد في تقريره توقعات متفائلة لنمو اقتصاد الإمارات العام المقبل، معززاً بالاستثمارات والتحول الرقمي، والتوسع في دمج الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الإنتاجية والنمو، في ظل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرقمية، والاستراتيجيات طويلة الأمد وفي مقدمتها «استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031».
ووفقاً للتقرير، يتوقع المعهد نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2026، بمعدل معتدل يبلغ 3.1%، بينما يتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 3.6% على أساس سنوي، مع تفاوت في معدلات النمو بين دول المنطقة، بنمو يصل إلى 4.9% في قطر، مدفوعاً بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال، تليها مصر بنسبة 4.4%، فيما يتوقع أن يصل معدل النمو في المملكة العربية السعودية 3.6%، وفي سلطنة عُمان 3.3%، والبحرين 3.1%، والكويت 2.5%، ورجّح التقرير أن تدعم الاستثمارات الحكومية والإنفاق الاستهلاكي القوي النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة.
ويسلط تقرير معهد ماستركارد للاقتصاد السنوي، الضوء على أبرز المواضيع الاقتصادية التي ستشكل المشهد العام خلال العام المقبل. 
ويتوقع التقرير أن تستمر السياسات الاقتصادية التي تصدرت الأخبار في 2025، في التأثير على اقتصادات العالم خلال 2026. ومع أن زيادة الانقسام الاقتصادي العالمي تمثل تحديات، إلا أن تبني الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً كبيرة.
وتوقع التقرير أن يظل معدل التضخم مستقراً عند نحو 2% في دول مجلس التعاون الخليجي، وينخفض إلى متوسط 6.7% في الاقتصادات المستوردة للنفط. وقد تسمح هذه الانخفاضات، المدعومة بضعف الدولار الأميركي، وانخفاض أسعار الطاقة، للبنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة، مما يخفف من ضغوط تكلفة المعيشة.
وقالت خديجة حق، كبيرة الاقتصاديين في منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا في معهد ماستركارد للاقتصاد: «بالنظر إلى 2026، تبدو التوقعات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إيجابية بشكل عام، مدعومة جزئياً بالإصلاحات الهيكلية المستمرة. ومن المتوقع أن تعمل الظروف المالية المحسنة في دول مصدرة للنفط على تنشيط القطاعات غير النفطية، مع انخفاض أسعار الفائدة بالتوازي مع خفض الفائدة في الولايات المتحدة. ومن المرجح أن يستفيد المستهلكون من تكاليف الاقتراض المنخفضة والتضخم المسيطر عليه، مما يعزز الطلب في قطاعات رئيسية، مثل العقارات والسياحة والتجزئة. ومع ذلك، هناك مخاطر تواجه التوقعات، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية والتحديات المرتبطة بالمناخ، والتي قد تؤثر على الاستثمارات والنشاط الاقتصادي».

الاستثمار محرك النمو
وقال التقرير: إن دول مجلس التعاون الخليجي تستثمر موارد ضخمة في الطاقة المتجددة والبناء والتكنولوجيا، ما يعيد تشكيل سلاسل الإمداد العالمية وتدفقات رأس المال. ووفقاً لرؤى وطنية طويلة الأمد، وفي المقابل، تسعى الدول المستوردة للنفط لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، خصوصاً في مجال الطاقة المتجددة. 
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية العالية، والتوترات الجيوسياسية، فإن التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتحول تدريجياً بعيداً عن الاقتصادات المتقدمة نحو دول أخرى ضمن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والأسواق الناشئة خلال العقدين الماضيين.

التحول الرقمي 
ويتوقع المعهد أن يعزز التحول الرقمي، خاصة دمج الذكاء الاصطناعي بعمق، الإنتاجية والنمو، مشيراً إلى أن الأدوات الرقمية تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من تحسين العمليات وتقليل التكاليف والمنافسة بشكل أفضل.
ويشير التقرير إلى أن حصة الشركات الصغيرة والمتوسطة من الإنفاق على التجزئة في الإمارات تتجاوز 37%، لافتاً إلى وجود فرصة لهذه الشركات لزيادة حصتها في الخدمات المعتمدة على التكنولوجيا، مع تزايد الطلب على الحلول التقنية المحلية والعروض المتخصصة، ما يعزز قدرتها على المنافسة في قطاعات تقليدية تهيمن عليها الشركات الكبرى.

مقالات مشابهة

  • العقبة الاقتصادية تتجه نحو مرحلة جديدة من التطوير والاستثمار
  • غرق 27 ألف خيمة.. كارثة إنسانية في غزة بسبب المنخفض الجوي وتضرر مليون نازح «عاجل»
  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات
  • إي فواتيركم يسجل 64.39 مليون حركة بقيمة 14.39 مليار دينار خلال 11 شهراً”
  • المصدر قالالشيخ زايد تستقبل مليون رحلة يوميا..وتحديات جديدة مع النمو السياحي
  • قيادي بمستقبل وطن: فائض الـ179 مليار جنيه يعكس صلابة الاقتصاد المصري
  • %5 نمو القطاع غير النفطي في الإمارات خلال 2026
  • أحمد موسى: مصر أصبحت منصة سياحية كبرى والعائد قد يصل لـ19 مليار دولار
  • أحمد موسى: مصر أصبحت منصة سياحية كبرى والعائد قد يصل إلى 19 مليار دولار